|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 14431
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 783
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
رجل من مكة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 25-02-2008 الساعة : 01:55 AM
س: قرأت في إحدى الوثائق المعروضة في موقعكم الأغر أن الوهابية يعتبرون أن الله فوق السماوات مستوي على العرش و سؤالي هو :ما هي عقيدتنا نحن الأمامية في مكان ذات الله جل جلاله ؟ أرجو تبصيري و بارك الله فيكم.
ج : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
عندما عرضنا الوثائق كان قصدنا بيان أنهم يحددون مكانا للمولى سبحانه وتعالى عما يفترون ، ويجعلونه في حيز يحيط به ، فمقصودهم من أنه فوق العرش وفوق السماء أن مكانه على العرش وفوق السماء ، وهذا لا نقبله ولا يقبله عاقل منزهٌ للمولى سبحانه عن الجسمية ولواحقها كالمكان ، وعلى أية حال ، فنحن نعتقد أن المولى سبحانه وتعالى منزه عن لوازم المادة والحدوث فليس له مكان ، لأنه خالق العالمين ، وخالق المكان ، وما كان خالق المكان لن يكون في مكان ، وإلا لكان المكان قديما معه غير مخلوق ، وإلا لقلنا : أين كان قبل أن يخلق المكان ؟!
فإذن قولنا ( أين كان ؟ ) سؤال غلط لا يصح أن يطلق على المولى سبحانه لأنه ليس له مكان ، وما ليس له مكان لا يصح أن يسأل عن مكانه ( أين هو ؟ ) ، وفي هذا المعنى رويات متضافرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وهذه منها :
الكافي للشيخ الكليني ج1 ص78- 79ح3 : " عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه السلام قال : دخل رجل من الزنادقة علي أبي الحسن عليه السلام وعنده جماعة فقال أبو الحسن عليه السلام : أيها الرجل أرأيت إن كان القول قولكم وليس هو كما تقولون ألسنا وإياكم شرعا سواء ، لا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا ؟ فسكت الرجل ، ثم قال أبو الحسن عليه السلام : وإن كان القول وهو قولنا ألستم قد هلكتم ونجونا ؟ . فقال رحمك الله أوجدني كيف هو وأين هو ؟ فقال : ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط هو أين الأين بلا أين وكيف الكيف بلا كيف فلا يعرف بالكيفوفية ولا باينونية ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ . فقال الرجل : فإذا أنه لا شئ إذا لم يدرك بحاسة من الحواس ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ؟ ! ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا بخلاف شئ من الأشياء . قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟ قال أبو الحسن عليه السلام : أخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان قال الرجل : فما الدليل عليه ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : إني لما نظرت إلى جسدي ولم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المبينات علمت أن لهذا مقدرا ومنشئا .
الكافي - الشيخ الكليني ج1ص 88 - 90ح2 :
" عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : جاء رجل إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام من وراء نهر بلخ فقال : إني أسألك عن مسألة فإن أجبتني فيها بما عندي قلت بإمامتك ، فقال أبو الحسن عليه السلام : سل عما شئت فقال : أخبرني عن ربك متى كان ؟ وكيف كان ؟ وعلى أي شئ كان اعتماده ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أين الأيّـن بلا أين وكيّـف الكيف بلا كيف وكان اعتماده على قدرته ، فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله والقيم بعده بما قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وأنكم الأئمة الصادقون وأنك الخلف من بعدهم "
"3- عن أبي بصير قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فقال له : أخبرني عن ربك متى كان ؟ فقال : ويلك إنما يقال لشئ لم يكن : متى كان ، إن ربي تبارك وتعالى كان ولم يزل حيا بلا كيف ، ولم يكن له كان ، ولا كان لكونه كون ، كيف ولا كان له أين ، ولا كان في شئ ، ولا كان على شئ ، ولا ابتدع لمكانه مكانا ولا قوي بعد ما كون الأشياء ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا ولا يشبه شيئا مذكورا ولا كان خلوا من الملك قبل إنشائه ولا يكون منه خلوا بعد ذهابه ، لم يزل حيا بلا حياة وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا وملكا جبارا بعد إنشائه للكون ، فليس لكونه كيف ولا له أين ولا له حد ولا يعرف بشئ يشبهه ولا يهرم لطول البقاء ولا يصعق لشئ بل لخوفه تصعق الأشياء كلها كان حيا بلا حياة حادثة ولا كون موصوف ولا كيف محدود ولا أين موقوف عليه ولا مكان جاور شيئا ، بل حي يعرف وملك لم يزل له القدرة والملك أنشأ ما شاء حين شاء بمشيئته ، لا يحد ولا يبعض ولا يفنى ، كان أولا بلا كيف ويكون آخرا بلا أين وكل شئ هالك إلا وجهه ، له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ، ويلك أيها السائل إن ربي لا تغشاه الأوهام ولا تنزل به الشبهات ولا يحار ولا يجاوزه شئ ولا ينزل به الاحداث ولا يسأل عن شئ ولا يندم على شئ ولا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى".
"4 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه رفعه قال : اجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له : إن هذا الرجل عالم - يعنون أمير المؤمنين عليه السلام - فانطلق بنا إليه نسأله ، فأتوه فقيل لهم : هو في القصر فانتظروه حتى خرج ، فقال له رأس الجالوت : جئناك نسألك فقال : سل يا يهودي عما بدا لك ، فقال : أسألك عن ربك متى كان ؟ فقال : كان بلا كينونية ، كان بلا كيف ، كان لم يزل بلا كم وبلا كيف كان ليس له قبل ، هو قبل القبل بلا قبل ولا غاية ولا منتهى ، انقطعت عنه الغاية وهو غاية كل غاية ، فقال رأس الجالوت : امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه ".
" 5 - وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الموصلي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين متى كان ربك ؟ فقال له : ثكلتك أمك ومتى لم يكن ؟ حتى يقال : متى كان ، كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد ، ولا غاية ولا منتهى لغايته ، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية ، فقال : يا أمير المؤمنين ! أفنبي أنت ؟ فقال : ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله . وروي أنه سئل عليه السلام : أين كان ربنا قبل أن يخلق سماء وأرضا ؟ فقال عليه السلام : أين سؤال عن مكان ؟ ! وكان الله ولا مكان ".
والحمد لله رب العالمين على ما هدانا من ولاية أئمتنا الطاهرين الذين نزهونا عن الصنمية والتجسيم.
البرهان موقع أهل السنة والقرآن
WWW.ALBRHAN.ORG
|
|
|
|
|