عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية خادم نصر الله
خادم نصر الله
عضو برونزي
رقم العضوية : 7227
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 329
بمعدل : 0.05 يوميا

خادم نصر الله غير متصل

 عرض البوم صور خادم نصر الله

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم نصر الله المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-03-2008 الساعة : 02:14 PM


الصفحة 55
وعن الدميري في حياة الحيوان أنه قال: إن معاوية بن يزيد قال على المنبر في مجتمع أهل الشام: (ألا أن جدي معاوية قد نازع في هذا الأمر من كان أولى به منه ومن غيره، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعظم فضله، وسابقته، أعظم المهاجرين قدراً، وأشجعهم قلباً، وأكثرهم علماً، وأولهم إيماناً، وأشرفهم منزلة، وأقدمهم صحبة، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصهره، وأخوه، زوّجه ابنته فاطمة وجعله لها بعلاً باختياره لها وجعلها له زوجة باختيارها له، أبو سبطيه سيدي شباب أهل الجنة، وأفضلي هذه الأمة). إلى آخر كلامه… وروي عن الخوازرمي نظيره.

10 ـ شهادة عمر بن عبدالعزيز
عن ابن أبي الحديد المعتزلي انه روى خبر المحاكمة الشهيرة التي وقعت عند عمر بن عبدالعزيز في امرأة حلف زوجها عليها بالطلاق في أن علياً عليه السلام خير هذه الأمة وأفضلها بعد نبيّها صلى الله عليه وآله وسلم وأدّعى أبوها أنها قد طلقت منه فجمع عمر بن عبدالعزيز الهاشميين والأمويين عنده وعرض عليهم الحكم فقام هاشمي من بني عقيل وقال: بُرّ قسمه، ولم تطلّق زوجته ثم أحتج على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تفضيله لعلي عليه السلام على سائر الأمة. فقال عمر: (صدقت وبررت يا عقيلي) ثم قال: (والله يا بني عبدمناف ما نجهل ما يعلم غيرنا، وما بنا إلا عمىً في ديننا) والقصة مشهورة. </SPAN>الصفحة 56

11 ـ شهادة المأمون
ذكر في الينابيع في باب (92) كتاب المأمون إلى العباسيين حين حاولوا صرفه عن تولية ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام وهو طويل مذكور في كتب كثيرة نذكر لك بعض جملة. قال بعد ذكر فضل علي عليه السلام وجملة من مناقبه وأنه أول من أسلم: (وأفقههم في دين الله، وهو صاحب الولاية في غدير خم، وهو نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم المباهلة، والله جمع المناقب والآيات المادحة فيه. ثم نحن وبنو علي عليه السلام كنا يداً واحدة حتى قضى الله الأمر إلينا ضيّقنا عليهم وقتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم) ثم ذكر المهدي المنتظر عليه السلام. طالعه ففيه تنوير للأفكار.

12 ـ شهادة ابن أبي الحديد المعتزلي
ذكر العلامة البحاثة المعتزلي في حق علي عليه السلام في مقدمة شرحه لنهج البلاغة ما ننقله لك بإختصار قال: (ما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة، وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة. فهو رئيس الفضائل وينبوعها. وأن أشرف العلوم «العلم الإلهي» وهو من كلامه اقتُبس، وعنه نقل، وإليه انتهى، ومنه ابتدأ لان كبيرهم واصل بن عطاء وهو تلميذ أبي هاشم بن محمد ابن الحنفية وهو تلميذ أبيه، وأبوه تلميذ أبيه علي عليه السلام.
وأما الأشعرية فإنهم ينتمون إلى أبي الحسن الأشعري وهو تلميذ </SPAN>الصفحة 57 أبي علي الجبائي وهو أحد مشايخ المعتزلة فهم ينتهون أخيراً اليه عليه السلام.
وأما الامامية والزيدية فانتماؤهم أليه ظاهر.
ومن العلوم «علم الفقه» وهو أصله وأساسه. فكل فقيه في الإسلام فهو عيال عليه، ومستفيد من فقهه. أما أصحاب أبي حنيفة فأخذوا عن أبي حنيفة. وأما الشافعي فهو تلميذ تلميذ أبي حنيفة. وأما ابن حنبل فهو تلميذ الشافعي. وأبو حنيفة قرأ على جعفر الصادق وعلمه ينتهي إلى علم جده علي عليه السلام). ثم أنهى فقه مالك إلى علي عليه السلام أيضاً.
(وأما الشيعة فرجوعهم إليه ظاهر). ثم أنهى فقه فقهاء الصحابة إليه عليه السلام كعمر وابن عباس. ثم ذكر أقوال عمر رضي الله عنه في حقه كقوله: (لا يفتينّ أحد في المسجد وعلي حاضر) وذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أقضاكم علي). ثم أستعرض باقي العلوم وعزاها إليه عليه السلام. وذكر نحو هذا في موضع آخر من شرحه. وانتساب سائر العلوم والكمالات إليه مما صرّح به كثير من علماء الإسلام مثل كمال الدين الشافعي في مطالب السئول وغيره.

13 ـ شهادة ابن الصباغ المالكي
قال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة عند ذكره للإمام الحسن عليه السلام: (حكي عنه عليه السلام أنه كان يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجتمع الناس حوله فيتكلم بما يشفي غليل </SPAN>الصفحة 58 السائلين، ويقطع حجج المجادلين). ثم ذكر شواهد على ذلك.
وقال هو أيضاً عند ذكره لعلم الحسين عليه السلام: (اطّلع بصفاء سرّه على غوامض المعارف فانكشفت له الحقائق عند إطلاعه وطار صيته بالفضائل والفواضل فاستوى الصديق والعدو في إستماعه). إلى آخر ما ذكره… وستأتي شهاداته في الأئمة الأطهار عليهم السلام.

14 ـ شهادة سعيد بن مسيب
عن تاريخ اليافعي «مرآة الجنان» أنه روي عن جماعة من السلف أنهم قالوا: (ما رأينا أفضل من علي بن الحسين السجاد عليه السلام) منهم سعيد بن المسيّب.

15 ـ شهادة الزهري
جاء في تذكرة الخواص عن حلية الأولياء لأبي نعيم عن الزهري أنه قال: (ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين). وروى عن أبي حازم: (ما رأيت أفضل منه ولا أفقه). وذكر له عليه السلام كرامات كما ذكر لسائر الأئمة الاثني عشر عليهم السلام. وروي عن كتاب فصل الخطاب لمحمد خواجه البخاري عن الزهري أنه قال: (ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين).

16 ـ شهادة عطاء
في تذكرة الخواص أيضاً عند ذكره للإمام الباقر عليه السلام قال قال عطاء: (ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر </SPAN>الصفحة 59 ـ يعني الباقر ـ لقد رأيت الحكم عنده كأنه عصفور مغلوب). ويعني بالحكم الحكم بن عيينة. وعن أبي نعيم في الحلية رواية هذا القول عن ابن عطاء. وكذلك رواه محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السئول ولكن قال: (رأيت الحكم عنده متعلماً).
ولقّب بالباقر لأنه بقر العلم ـ أي شقّه ـ فعرف أصله وعلم خفيّه كما ذكره غير واحد من العلماء. وقد روى عن جابر الجعفي وحده سبعين ألف حديث كما عن كتاب الإختصاص. وروى عنه محمد بن مسلم ثلاثين ألف حديث كما عن مناقب ابن شهراشوب.
وعن المناقب أيضاً ممن روى من الصحابة عن الإمام الباقر جابر ابن عبدالله الأنصاري. ومن التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي، وكيسان السختياني صاحب الصوفيّة. ومن الفقهاء نحو ابن المبارك والزهري، والأوزاعي، وأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وزياد ابن المنذر النهدي. ومن المصنفين نحو الطبري، والبلاذري، والسلامي، والخطيب في تواريخهم. وفي الموطأ، وشرف المصطفى، والإبانة، وحلية الأولياء، وسنن أبي داود، والألكاني، ومسندي أبي حنيفة، والمروزي، وترغيب الأصفهاني، وبسيط الواحدي، وتفسير النقاش، والزمخشري، ومعرفة أصول الحديث، ورسالة السمعاني فيقولون: (قال محمد بن علي) وربما قالوا: (قال محمد الباقر) انتهى.
وقال ابن الصباغ المالكي في فصوله عند ذكره للإمام الباقر عليه السلام: </SPAN>الصفحة 60 (هو باقر العلم وجامعه، وشاهره ورافعه، ومتفوّق درّه وراصعه، صفا قلبه، وزكا عرفه، وطهرت نفسه، وشرفت أخلاقه، وعمرت بطاعة الله تعالى، ورسخ في مقام التقوى قدمه وميثاقه). ثم ذكر بعض مناقبه الباهرة كما ذكر ذلك لجميع أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وقال في فصوله المهمة أيضاً عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام: (كان جعفر الصادق عليه السلام من بين أخوته خليفة أبيه ووصيّه والقائم بالإمامة من بعده، برز على جماعته في الفضل، وكان أنبههم ذكراً، وأجلّهم قدراً، نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته وذكره في سائر البلدان) إلى أن قال: (مناقب أبي عبدالله جعفر الصادق فاضلة، وصفاته في الشرف كاملة، وشرفه على جهات الأيام سائلة، وأندية المجد والعز بمفاخره ومآثره آهلة).

17 ـ شهادة المنصور
ذكر صاحب الينابيع في باب (65) عن فصل الخطاب لمحمد خواجه البخاري عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام وبعد الثناء العاطر عليه ووصفه بالعلم الغزير أنه قال: (دعا أبو جعفر المنصور وزيره ليلة وقال: (إئتني بجعفر الصادق حتى أقتله) قال: (هو رجل أعرض عن الدنيا وتوجّه لعبادة المولى فلا يضرّك) قال المنصور: (إنك تقول بإمامته، والله إنه إمامك وإمامي وإمام الخلائق أجمعين والملك </SPAN>الصفحة 61 عقيم فأتني به) إلى آخره… وذكر في الرواية كرامة عظيمة للإمام عليه السلام.
أنظر إلى هذا الملك الجبار كيف أجرى الله الحق على لسانه فاعترف بإمامة الإمام الصادق عليه السلام على جميع الخلائق من قبل الله تعالى ثم هو يقتله بالسم ثم يبكي عليه حين ورود الخبر له بموته، ثم يكتب في الحال لواليه في المدينة المنورة بقتل من أوصى إليه الصادق عليه السلام فيجيبه الوالي بأنه أوصى إلى خمسة أحدهم المنصور فيقول: (ليس إلى قتل هؤلاء من سبيل). روى ذلك الكليني في الكافي عن أبي أيوب الحوزي.
وروى الخوارزمي في المناقب في الفصل التاسع عشر عن سليمان بن مهران عن المنصور أنه حدثه بكرامات جليلة لعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام والحديث طويل جداً راجعه ففيه تبصرة لمن إستبصر. وفي آخره إن سليمان قال للمنصور: (لي الأمان؟) فقال (لك الأمان) فقال: (ما تقول فيمن يقتل هؤلاء؟) قال المنصور: (في النار لا أشك في ذلك) قال: (فما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم؟) قال: فنكّس المنصور رأسه ثم قال: (يا سليمان الملك عقيم).

18 ـ شهادة الإمام مالك رضي الله عنه
عن كتاب مناقب آل أبي طالب في أحوال الإمام الصادق عليه السلام قال: إنه روي عن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه أنه قال: </SPAN>الصفحة 62 (ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً).

19 ـ شهادة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه
عنه أيضاً عن مسند أبي حنيفة قال قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة وقد سئل: من افقه من رأيت؟ قال: (جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة أن الناس قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيء له مسائلك الشداد. فهيأت له أربعين مسألة ثم بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر فسلمت عليه فأومأ إلي فجلست. ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبدالله هذا أبو حنيفة فقال: نعم أعرفه. ثم التفت إلي فقال: الق على أبي عبدالله من مسائلك فجعلت ألقي عليه ويجيبني فيقول: أنتم تقولون وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، وربما تابعهم، وربما خالفنا جميعاً حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء) ثم قال أبو حنيفة: (أليس أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس).
ورويت هذه الشهادة من أبي حنيفة باختلاف يسير لا يغيّر المعنى عن جامع مسانيد أبي حنيفة لقاضي القضاة الخوارزمي. </SPAN>الصفحة 63

20 ـ شهادة اليافعي
روى في الينابيع في باب (65) عن فصل الخطاب عن تاريخ اليافعي أنه قال: (كان جعفر الصادق رضي الله عنه واسع العلم، وافر الحلم، وله من الفضائل والمآثر ما لا يحصى).

21 ـ شهادة كمال الدين الشافعي
قال كمال الدين بن طلحة الشافعي في كتابه مطالب السئول عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام: (هو من عظماء أهل البيت وساداتهم عليهم السلام ذو علوم جمة، وعبادة موفورة، وأوراد متواصلة، وزهادة بيّنة، وتلاوة كثيرة، يتتبّع معاني القرآن الكريم، ويستخرج من بحره جواهره، ويستنتج عجائبه، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكّر بالأخرة، واستماع كلامه يزهد في الدنيا، والاقتداء بهديه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة، وطهارة أفعاله تصدع أنه من ذرية الرسالة، نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريح، ومالك بن أنس، والثوري، وابن عيينة، وأبي حنيفة، وشعبة، وأيوب السجستاني، وغيرهم، وعدوا أخذهم منه منقبة شرّفوا بها، وفضيلة اكتسبوها) إلى أن قال: (وأما مناقبه وصفاته فتكاد تفوق عدد الحاصر، ويحار في أنواعها </SPAN>الصفحة 64 فهم اليقظ الباصر، حتى أن من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها، والعلوم التي تقصر الافهام عن الإحاطة بحكمها تضاف إليه وتروى عنه) انتهى…

22 ـ شهادة ابن حجر
عن الصواعق المحرقة لابن حجر عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام قال: (ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان). وقال: (روى عنه الأئمة الأكابر كيحيى ابن سعيد، وابن جريح، ومالك، والسفانين، وأبي حنيفة، وشعبة وأيوب). وستأتي شهادته في بعض الأئمة عليهم السلام.

23 ـ شهادة الشعراني الشافعي
عن الشعراني الشافعي في لواقح الأنوار أنه قال ـ عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام: ـ (وكان سلام الله عليه إذا احتاج إلى شيء قال: يا ربّاه أنا أحتاج إلى كذا فما يستتم دعاءه إلاّ وذلك الشيء بجنبه موضوع).

24 ـ شهادة ابن الصبان الحنفي
قال ابن الصبان الحنفي في أسعاف الراغبين: (وأما جعفر الصادق فكان إماماً نبيلاً) وقال: (وكان مجاب الدعوة إذا سأل الله شيئاً لا يتم قوله إلاّ وهو بين يديه). </SPAN>الصفحة 65

25 ـ شهادة الشبلنجي
قال الشبلنجي في نور الأبصار عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام: (ومناقبه كثيرة تكاد تفوت حد الحاسب ويحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب) إلى أن ذكر عن كتاب «أدب الكاتب» أنه قال: (وكتاب الجفر كتبه الإمام جعفر الصادق ابن محمد الباقر رضي الله عنهما فيه كل ما يحتاجون إلى علمه إلى يوم القيامة) الخ… وستأتي شهادته في بعض الأئمة عليهم السلام.

سبب انتساب الشيعة للإمام الصادق عليه السلام
تأخذ الشيعة أحكام فقهها من الكتاب المجيد وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين من أهل بيته لا نفرّق بين أحد منهم ولكن لأجل ما اتفق للإمام الصادق عليه السلام من بث العلوم ونشر المعارف الإسلامية سمّي مذهباً للشيعة وذلك لسنوح الفرصة له لاشتغال الدولة الأموية في أخريات أيامها بنفسها عن معارضته واشتغال الدولة العباسية بتثبيت مركزها، وتدعيم كيانها، وتطهير البلاد من الأمويين عن ممانعته. بل فسح له المنصور المجال حيناً من الدهر عند ما طلب من الإمام عليه السلام أن يتحفه بشيء يفخر به فأتحفه بمخصره للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ففرح بها فرحاً شديداً وقال له: ما جزاؤك عندي إلا أن أطلق لك وتفشي علمك لشيعتك ولا أتعرض لك ولا لهم فاقعد غير محتشم، وافت الناس. روى ذلك ابن شهراشوب.
وكان عصره عصر ازدهار العلم وانتشاره، واتساع نطاق الفقه والحديث والفلسفة فلذلك انتشر العلم عنه، وأخذ عنه العلماء والرواة من كل الطوائف حتى رووا أنّ من أخذ عنه كان عددهم أربعة آلاف كما عن كتاب أعلام الورى وغيره.
وقد روى عنه أبان بن تغلب وحده ثلاثين ألف حديث، ومحمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث.
ومنهم زرارة، وجابر الجعفي فقد أكثرا في الرواية عنه.

26 ـ شهادة الرشيد
ذكر في الينابيع في باب (65) عن كتاب «فصل الخطاب» لمحمد خواجه البخاري عند تعداد مناقب الأئمة من أهل البيت عليهم السلام واحداً بعد واحد، وذكر فضائلهم الجمة، وعلومهم الغزيرة، حتى جاء إلى ذكر الإمام الكاظم عليه السلام فقال بعد ما ذكر علمه وحلمه وفضله وورعه وشيئاً من مناقبه وكراماته: روى المأمون عن أبيه الرشيد أنه قال لبنيه في حق موسى الكاظم: (هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه، وخليفته على عباده، أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر وأنه والله لأحق بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني ومن الخلق جميعاً. ووالله لو نازعني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناه فإن الملك عقيم).
وقال الرشيد للمأمون كما ذكره في نفس الباب: (يا بني هذا </SPAN>الصفحة 67 وارث علم النبيين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح تجد عند هذا) الخ…
ولعمري أن هذا الاعتراف بالحق الصريح من مثل هذا السلطان المتغلب ليهدي إلى قلوب طلاب الحق أنواراً ساطعة، وحججاً لامعة، تضىء لهم السبيل إلى الحقيقة الضائعة. ولا سيما والراوي له أحد كبّار علماء السنة عن كتاب أحد أعاظم رواتهم فراجعه. ومع هذا الاعتراف من الرشيد بحق الإمام عليه السلام فقد حبسه مراراً، ثم أمر السندي بن شاهك بقتله بالسم فقتله به في الحبس كما ذكره أهل السير. منهم ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة.
ونقل في الينابيع في باب (63) عن كتاب الصواعق لابن حجر عند تعداد الأئمة الأنثي عشر وكراماتهم وعلومهم قال: (منهم موسى الكاظم وهو وارثه ـ أي وارث أبيه الصادق ـ علماً ومعرفةً وكمالاً وفضلاً. سمي «الكاظم) لكثرة تجاوزه وحلمه. وكان عند أهل العراق معروفاً بباب قضاء الحوائج. وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم، وأسخاهم) ثم ذكر له كرامات باهرة.
وذكر كمال الدين الشافعي في مطالب السئول وذكر فضله وبعض كراماته كما ذكر لآبائه وأبنائه الطاهرين كرامات جليلة.
وقال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة عند ذكر الإمام الكاظم عليه السلام: (وكان موسى الكاظم عليه السلام أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفّاً، وأكرمهم نفساً وذكر له كرامات تحيّر الألباب. </SPAN>الصفحة 68
وروى الشبلنجي في نور الأبصار هذه الشهادة عن الفصول المهمة أيضاً. ثم ذكر هو له كرامات جليلة باهرة.
وفي الفصول المهمة أيضاً عند ذكر الإمام الرضا عليه السلام قال قال إبراهيم بن العباس: سمعت العباس يقول: (ما سئل الرضا عن شيء إلاّ علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره. وكان المأمون يمتحنه بالسؤال في كل شيء فيجيبه الجواب الشافي).
وروى الشبلنجي في نور الأبصار عن أهل السير قول المأمون: (إن علياً الرضا أفضل آل أبي طالب). وذكر له مناقب عظيمة. وروى عن تاريخ نيشابور كما رواه صاحب الينابيع أيضاً في باب (63) عن الصواعق عند ما بلغ إلى ذكر الإمام الرضا عليه السلام وبيان فضله وكراماته قال ما نصه: (وفي تاريخ نيشابور أنه عليه السلام استقام بها أياماً ثم خرج يريد بلد: «مرو» و«شاهجيان» وعليه مظلة لا يرى من ورائها عرض له الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ومعهما من طلبة العلم والحديث ما لا يحصى فتضرّعا إليه أن يريهم وجهه الشريف المكرم المبارك ويروي لهم حديثاً عن آبائه. فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة فأقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة. فكانت له ذوابتان مدليتان على عاتقه والناس بين صارخ وباك ومتمرغ في التراب ومقبّل لحافر بغلته. فصاحت العلماء: معاشر الناس أنصتوا فقال رضي الله عنه: (حدثي أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد الباقر، </SPAN>الصفحة 69 عن أبيه زين العابدين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين رضاءاً واسعاً وأرضاهم قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال حدثني جبرئيل قال سمعت رب العزة يقول: (لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي) ثم أرخى الستر وسار فعدّ الذين يكتبون هذا الحديث فزادوا على عشرين ألفاً.
ثم روى عن فصل الخطاب نصّ هذا الحديث قال: وزاد في روايته فلما مرّت الراحلة نادانا: (بشروطها وأنا من شروطها) قيل: من شروطها الإقرار له بأنه إمام المسلمين مفترض الطاعة انتهى… ثم قال: ويشهد لهذه الرواية ويقوّيها قول علي كرم الله وجهه في كتاب غرر الحكم: (إن للا إله إلا الله شروطاً وأني وذريتي من شروطها) انتهى. وذكر هذه الحكاية في الفصول المهمة عن تاريخ نيشابور أيضاً.
وفي الفصول المهمة عند ذكر أحوال الإمام الجواد عليه السلام ومناقبه الجمة وفضله وعلمه ذكر حكاية تزويج المأمون له بابنته ومحاولة العباسيين صرفه عن ذلك، وما جرى من حكاية سؤال يحيى بن أكثم له وظهور فضله ظهور الشمس تلك الحكاية المشهورة وقول المأمون لهم: اخترته ـ أي الإمام الجواد ـ لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والحلم والمعرفة والأدب مع صغر سنه.
وذكر الشبلنجي له في نور الأبصار مآثر ومناقب مشهورة. </SPAN>الصفحة 70
وفي الفصول المهمة عند ذكر أحوال الإمام الهادي عليه السلام وعلمه وجلالته قال قال بعض أهل العلم: (فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على المجرة قبابه، ومدّ على نجوم السماء أطنابه. فما تعدّ منقبة إلاّ وإليه نحيلتها، ولا تُذكر كريمة إلاّ وله فضيلتها، ولا تورد محمدة إلاّ وله تفصيلها وجملتها، ولا تستعظم خلة سنية إلا وتظهر عليه أدلتها) الخ…
وعن الصواعق: (إن الإمام الهادي عليه السلام كان وارث أبيه علماً ومنحاً).
وفي الفصول المهمة أيضاً بعد ذكره للإمام الحسن العسكري وفضله قال: (مناقب سيدنا أبي محمد الحسن العسكري دالة على أنه السري ابن السري فلا يشك في إمامته أحد ولا يمتري) إلى أن قال: (واحد زمانه من غير مدافع، ونسيج وحده من غير منازع، وسيد أهل عصره، وإمام أهل دهره) إلى أن قال: (فارس العلوم الذي لا يجارى، ومبيّن غوامضها فلا يحاول ولا يمارى، كاشف الحقائق بنظره الصائب، ومظهر الدقائق بفكره الثاقب). وذكر له فضائل ومناقب تدل على غزير علمه وجلالة قدره.
وذكر الشبلنجي في نور الأبصار له أيضاً كرامات باهرة وفضائل زاهرة.
وفي ينابيع المودة في باب (63) عن الصواعق عند ذكره المهدي عليه السلام قال: (ولم يخلف ـ أي الحسن العسكري عليه السلام ـ </SPAN>الصفحة 71 غير ولده أبي القاسم محمد الحجة وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله تبارك وتعالى العلم والحكمة ويسمى «القائم المنتظر» لأنه ستر وغاب ولم يعرف أين ذهب) انتهى ما في الصواعق.

27 ـ شهادة القرماني
عن كتاب أخبار الدول للقرماني عند ذكر المهدي عليه السلام أنه قال: (وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين أتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيى صبيّاً) الخ…

28 ـ شهادة البسطامي
ذكر في الينابيع في باب (67) عن كتاب درة المعارف للشيخ عبدالرحمن البسطامي بعد ذكر انتقال أسرار العلوم إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام واحداً بعد واحد إلى أن بلغ إلى ذكر المهدي المنتظر عليه السلام فقال: (والمهدي أكثر الناس علماً وحلماً وعلى خده الأيسر خال أسود وهو من ولد الحسين بن علي رضي الله عنهم).
وقال في الفصول المهمة عند ذكر الإمام العسكري عليه السلام: (خلف أبو محمد الحسن من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق).
هذه نبذة يسيرة من أقوال بعض أكابر الصحابة رضي الله عنهم وأعاظم أهل السنة وأئمتهم وقادة الرأي منهم في تفضيل أئمة أهل البيت النبوي الطاهر على سائر البشر.
ولو أردنا استقصاء جل ما هنالك لاحتجنا إلى تأليف مجلدات. </SPAN>الصفحة 72
والخلاصة: إن التدليل وإقامة البراهين وسرد الشواهد والشهادات من علية القوم على فضل وغزارة علوم أئمة أهل البيت ورثة علم النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم أعلم الخلق كما نص عليه الرسول يكاد يعدّ من الفضول. لأنه من أوضح الواضحات، وهو بين أعيان المسلمين من المسلمات وهذا كتابنا ينطق بالحق، وينبىء بالصدق عن تلكم الآيات البينات.
وإن تلقي أئمة المذاهب الأربعة علمهم من علم أئمة العترة النبوية معلوم. فإن أخذ الإمام أبي حنيفة والإمام مالك رضي الله عنهما العلم من الإمام الصادق عليه السلام وافتخارهما بذلك قد مر عليك. ومسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه مشحون بذكر علمهم وفضلهم، وكراماتهم. وقد مرت عليكم في غضون هذه الرسالة بعض تلك الأحاديث التي رواها فيهم عليهم السلام وأشعار الإمام الشافعي رضي الله عنه في علوّ شأنهم قد سارت بها الركبان. وما ألفه علماء أهل السنة رضي الله عنهم في فضائلهم، وعلومهم، وتفضيلهم على الأنام، ومآثرهم في الإسلام يعسر حصره،. وشهادة الصحابة رضي الله عنهم بفضلهم وتفضيلهم معروفة. وقد عرضنا لك بعضها ويكفي في فضل سيد العترة الطاهرة أمير المؤمنين عليه السلام شهادة الشيخين أبي بكر وأبي حفص رضي الله عنهما قال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي رضي الله عنه الجواز) رواه المحب الطبري الشافعي في ذخائر العقبى، ورواه الصبّان </SPAN>الصفحة 73 في إسعاف الراغبين بل رواه الفريقان في مؤلفاتهم وهو حديث مشهور منقول بطرق كثيرة. وقال عمر بن الخطاب. أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لو أن إيمان أهل السموات والأرض وضع في كفة ووضع إيمان علي رضي الله عنه في كفة لرجح إيمان علي ابن أبي طالب) رواه في الينابيع باب (56) عن مودة القربى وأخرجه في ذخائر العقبى ومناقب الخوارزمي بطريقين عن عمر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ: (لو أن السموات السبع والأرضين السبع وضعت) الخ… وقال عمر أيضاً كما يرويه في الينابيع في نفس الباب عن نفس الكتاب قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أن البحر مداد والرياض أقلام والأنس كتّاب والجن حسّاب ما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن) قاله لعلي عليه السلام ومضمون هذين الحديثين مروي بطرق متعددة من الفريقين.
وناهيك من فضل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام أن الله سبحانه لا يقبل صلاة له إلاّ بالصلاة عليهم. وإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الصلاة عليه وحده بغير ضم آله إليه كما هو معروف. وقد رواه صاحب الصواعق كما يرويه عنه صاحب الينابيع في باب (59) في ذكر آية (ان الله وملائكته يصلون على النبي) (1) الخ… قال: وصح عن كعب بن عجره قال لما نزلت هذه الآية قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك؟ وكيف نصلي عليك؟ فقال: (قولوا اللهم
____________
(1) سورة الأحزاب. الصفحة 74 صل على محمد وعلى آل محمد) الخ… إلى أن قال ويروى لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء فقالوا: وما الصلاة البتراء قال تقولون اللهم صل على محمد وتسكتون بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. وقد أخرج الديلمي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآله). وللشافعي رضي الله عنه.

يا أهل بيت رسول الله حبّكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له

انتهى ما عن الصواعق. والعجب ممن يروون هذا ثم لا يفعلونه سامحهم الله وجمع كلمة المسلمين على الهدى والتقوى. وهذه الشهادات والبينات جاءت على لسان من عرفت عرضناها إتماماً للحجة وإنارة للمحجة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة.

تآليف الشيعة عنهم عليهم السلام
وأما ما ألفه الشيعة في علومهم ومآثرهم فهو مما لا يكاد يحصى. وقد ضبط الشيخ الحر العاملي صاحب الوسائل كما ذكره في بعض فوائدها عدد ما ألفه أصحاب الأئمة الأطهار من علومهم وأحاديثهم من عهد أمير المؤمنين إلى عهد الحسن العسكري عليه السلام فكان ستة آلاف وستمائة كتاب ومعظمه كان في عهد الإمام الصادق عليه السلام وبعده. فإن من روى عنه خاصة كان عددهم أربعة آلاف راوٍ من حملة العلم كما روى ذلك عن كتاب </SPAN>الصفحة 75 أعلام الورى وغيره. وقد سُمي أربعمائة من تلك الكتب المؤلفة بالأصول الأربعمائة. ثم لخصت ونقحت في أربع موسوعات في جميع أحاديث أبواب الفقه وما يلحق به.
(أحدها) كتاب (الكافي) في الأصول والفروع المشتمل على (16199) حديثاً للشيخ الثقة الجليل أبي جعفر الكليني المتوفى في بغداد سنة 329 هـ.
(ثانيها) كتاب (من لا يحضره الفقيه) المشتمل على (9044) حديثاً للشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 هـ.

(ثالثها) و(رابعها) كتاب (التهذيب) المشتمل على (13590) حديثاً. وكتاب (الاستبصار) المشتمل على (5511) حديثاً لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي المتوفى في النجف الأشرف سنة 460 هـ. هذه أبسط كتب الحديث وهي مطبوعة عدة طبعات وإن كانت كتب الحديث عند الشيعة تعد بالآلاف سوى كتب فقههم وفتاواهم وغيرها التي تعد بعشرات الألوف. ومن كتبهم كتاب البحار في أحاديث أهل البيت عليهم السلام في سائر العلوم وهو خزائن من العلم والعرفان في 26 كتاباً ضخماً مطبوع بالطبع الحجري بالقطع الكبير ولو طبع بالحروف لكان أكثر من مائة مجلد ضخم. وإن شئت الإطلاع على علومهم ووفرة مؤلفاتهم فانظر الفهارس التي ألفت في ضبط كتبهم وتصانيفهم وأحاديثهم عن أئمتهم عليهم السلام مثل الذريعة للعلامة البحاثة الشيخ أغا بزرك الطهراني وغيرها. </SPAN>الصفحة 76 ختام وتوديع
هذا نماذج من حجج متبعي مذهب أهل البيت عليهم السلام عرضناها عليك لتكون على بينة من أمرك. ولا تقولن من أين جاء هذا المذهب، وعلى أي استناد استند. كما نسمع هذه الغميزة بين آن وآخر. ونحن لا نقول لمتبع أي مذهب من المذاهب الإسلامية المقدسة أن يتبع ما ذهبنا إليه. ولكن نقول نحن نحترم كل المذاهب المستندة إلى الفقهاء. فاحترموا مذهبنا المستند إلى سادات الأنام ومفخرة الأيام بأمر الصادع بالرسالة صلى الله عليه وآله وسلم كما عرفته. وإني الآن مودعك أيها المسلم الطاهر من أدران كل عاطفة، والنزيه من كل عصبية، وإن كتيبي هذا هدية لك. فانظر فيه بمنظار صاف ترى فيه الحقائق على حالها ناصعة غير مشوشة. وطالع فيه بإمعان وتبصر وتفكر وتدبر فإن توصلت فيه إلى الغاية المنشودة لكل مسلم ومؤمن فذاك. وإن لم تصل فيه إلى شيء فأقل ما تعلم منه هو أن مذهب أهل البيت عليهم السلام مذهب له أدلته ودلائله وبراهينه وبينته من السنة النبوية. وإن الشيعة إنما اعتمدت على ذلك فاتبعت أهل بيت نبيّها صلى الله عليه وآله وسلم في الفقه وأخذ الأحكام. فلا تكن ممن يهمزهم ويلمزهم جهلاً بحقيقة الحال. هذا وإني ابتهل إلى الله جل جلاله في أن يلم شعث المسلمين ويجعل كلمتهم العليا. أنه على ما يشاء قدير. والسلام على من سمع فوعى وأتبع الهدى ورحمة الله وبركاته.


توقيع : خادم نصر الله
الحمد الله ان كان ذنبي محبة اولاد النبي
ما اتوب وانا شيعي رغم انفك يا ناصبي
من مواضيع : خادم نصر الله 0 الوهابيه والمخابرات البريطانيه
0 تطاول الخنازير النواصب علي مقام الامام الحسين ع وتضحياته
0 تفضل : وخذ هديتك من واحة الوثائق
0 مفتي مكة يستمتع بـ 60 أمرأة متعه
0 فهرس كتاب امهات المؤمنين عليهم السلام
رد مع اقتباس