|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 4050
|
الإنتساب : Apr 2007
|
المشاركات : 5,797
|
بمعدل : 0.88 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبوبخيت
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 21-04-2008 الساعة : 07:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم المحترم ( أبو بخيت) أشكركم على تشجيعكم لأختكم الصغيرة الخـــادمــــة
ومـــا هي إلا من فكــــرة نـــاقصة وخربشـــات تحتاج إلى تنقيح من فـــكركم الراقي
والآن نــــأتي الأمــــر الآخــــر المستفــــاد
2/ كلمة الحق في الرضا والغضب
.يعيش الإنسان المؤمن في الدنيا سعة وكذلك في البرزخ والقيامة يتعامل المؤمن في الدنيا بسعة صدر ولا يقلقه شيء وأي حادثة أو ابتلاء يصيبه فهو يحسبه اختباراً وامتحاناً له، فهو لا يتخلى عن اعتماده على خالقه لأي حادثة تصيبه، ولا يخرجه شيء عن خطه، ولا يفقده زمام نفسه، ولهذا فهو مسرور دائماً.
عندما كان تلامذة الرسول (ص) في مجلسه يكتبون كل ما يقوله قيل لهم: لماذا تكتبون كل حرف يقوله الرسول (ص)؟ وقد يكون في حالة الغضب فيكون كلامه قاسياً، وفي حالة الهدوء يكون كلامه لطيفاً، وليس كل ما يقوله الرسول قابلاً للكتابة، فقالوا للنبي (ص): يا رسول الله: هل نكتب كل ما تقوله وفي جميع حالاتك من الرضا والغضب؟ فقال (ص): اكتبوا أي شيء اقوله فقالوا: "في الرضا والغضب"؟ فقال: في الرضا والغضب، فنحن لا نقول إلا الحق عند غضبنا ولا يكون غضبنا إلا خالصاً لله عز وجل، وليس هناك شيء يشغلنا بأنفسنا حتى نقول كلاماً باطلاً بسبب الاشتغال بغير الله.
و في دعاء يوم الاثنين للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام : و أسألك خشيتك في السرّ و العلانية و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الغنى و الفقر و أن تحبّب إلىّ لقاءك في غير ضرّاء مضرّة و لا فتنة مضلّة . الخ . رواه الكفعمي رضوان اللّه عليه في البلد الأمين ( ص 118 ) و في المصباح أيضا ( ص 115 ) .
وعن أمير المؤمنين علي ابن أبي طـــالب عليه السلام (لا يُعد العاقل عاقلا حتى يستكمل ثلاثا: إعطاء الحق من نفسه على حال الرضا والغضب، وأن يرض للناس ما يرضى لنفسه، واستعمال الحلم عند العثرة ) تحف العقول ص 316 و هذه الصفة كلمة الحق في الرضا والغضب من دلائل كمال العقول كما ذكر لنــا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ولا تكتمل العقول إلا بولاية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام فهو الحق من رب العــالمين وبه أكتملت الكلمة في قوله تعالى {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنعام115
وجا في تفســـــير الميــــزان (
فظاهر سياق الآيات فيما نحن فيه يعطي أن يكون المراد بقوله: «و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا» كلمة الدعوة الإسلامية و ما يلازمها من نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و نزول القرآن المهيمن على ما تقدم عليه من الكتب السماوية المشتمل على جوامع المعارف الإلهية و كليات الشرائع الدينية كما أشار إليه فيما حكى من دعاء إبراهيم (عليه السلام) عند بناء الكعبة: «ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم»: البقرة: 129.
و أشار إلى تقدم ذكره في الكتب السماوية في قوله: «الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل»: الأعراف: 157 و بذلك يشعر قوله في الآية السابقة: «و الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق» و قوله: «الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم»: البقرة: 146 إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
فالمراد بتمام الكلمة - و الله أعلم - بلوغ هذه الكلمة أعني ظهور الدعوة الإسلامية بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و نزول الكتاب المهيمن على جميع الكتب، مرتبة الثبوت و استقرارها في مستقر التحقق بعد ما كانت تسير دهرا طويلا في مدارج التدريج بنبوة بعد نبوة و شريعة بعد شريعة فإن الآيات الكريمة دالة على أن الشريعة الإسلامية تتضمن جمل ما تقدمت عليه من الشرائع و تزيد عليها بما ليس فيها كقوله تعالى: «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى»: الشورى: 13.
و بذلك يظهر معنى تمام الكلمة و أن المراد به انتهاء تدرج الشرائع من مراحل النقص إلى مرحلة الكمال، و مصداقه الدين المحمدي قال تعالى: «و الله متم نوره و لو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون»: الصف: 9.
و تمام هذه الكلمة الإلهية صدقا هو أن يصدق القول بتحققها في الخارج بالصفة التي بين بها، و عدلا أن تتصف بالتقسيط على سواء فلا يتخلف بعض أجزائه عن بعض و تزن الأشياء على النحو الذي من شأنها أن توزن به من غير إخسار أو حيف و ظلم، و لذلك بين هذين القيدين أعني «صدقا و عدلا» بقوله «لا مبدل لكلماته» فإن الكلمة الإلهية إذا لم تقبل تبديلا من مبدل سواء كان المبدل هو نفسه تعالى كأن ينقض ما قضى بتبدل إرادة أو يخلف ميعاده، أو كان المبدل غيره تعالى كأن يعجزه غيره و يقهره على خلاف ما يريد كانت كلمته صدقا تقع كما قال، و عدلا لا تنحرف عن حالها التي كانت عليها وصفها الذي وصفت به فالجملة أعني قوله: «لا مبدل لكلماته» بمنزلة التعليل يعلل بها قوله: «صدقا و عدلا».)
والإشـــارة التي مرت لأولي الألباب أمثـــالكم أخي الكريم
وأشكركم أخي الكريم أبو بخيت الشكر الجزيل في أنكم أتحتم الفرصة للخــادمة في البحث والتحري وتطوير فكرها الناقص بارك الله بكم ومسدد الخطى ولا تحرمنـــا من مفيدكم دائــــمااا
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم
|
|
|
|
|