[مسلم وكفى]

وما بالنا نذهب بعيدا !! القرآن العظيم بين أيدينا فيه كلام ربنا جل وعلا يقص علينا قصص السابقين من الأنبياء المكرمين، هل نتركه ونتشبث بآثار لا نعرف عنها شيئا؟
لقد قصَّ الله علينا قصة نبيه نوح عليه السلام وأنه لما يئس من قومه دعا الله تعالى: {فدعا ربه أني مغلوب فانتصر}
لقد دعا نوح رب العالمين لأنه يعلم أنه هو وحده من يجيب الدعاء خالق الأكوان وسيد الخلائق ومدبر أمرهم، لهذا استجاب الله له {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر* وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر* وحملناه على ذات ألواح ودسر}

لم يدعُ نوح عليا ولا حسينا ولا حسنا ولا فاطمة، بل دعا الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد..
كان نبي الله نوح موحدا فالقرآن شاهد على ذلك بأنه لم يتوجه بالدعاء إلا إلى رب الأرض والسماء، فلما نجاه الله قال: {رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق} وبعدها يقول: {قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم}

شأنه شأنه سائر الأنبياء الكرام الذين أتوا بعده، {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} وسار على دربهم الصالحون واقتفوا أثرهم فجعلوا الله غايتهم ومنتهى سؤلهم وغاية مطلبهم، واستمسكوا بعرى التوحيد الخالص فهنيئا لمن سار سيرهم واقتفى أثرهم.