|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 2878
|
الإنتساب : Mar 2007
|
المشاركات : 2,682
|
بمعدل : 0.41 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابن قدامة المقدسي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 05-06-2008 الساعة : 08:15 PM
وأخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح باب الغيرة:
1 ـ (حدثنا عيسى بن حمّاد المصري، أنبأنا الليث بن سعد، عن عبد الله بن أبن مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) وهو على المنبر يقول: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم...).
2 ـ (حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهري، أخبرني علي بن الحسين: أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب... فنزل عليّ عن الخطبة)(7).
رواية أبي داود:
وأخرجه أبو داود في كتاب النكاح قائلاً:
1 ـ (حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي، عن الوليد بن كثير، حدّثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدّثه أن علي بن حسين حدّثه: أنّهم حين قدموا المدينة...).
2 ـ (حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروه، وعن أيوب، عن ابن أبي مليكة بهذا الخبر. قال: فسكت علي عن ذلك النكاح).
3 ـ (حدثنا أحمد بن يونس وقتيبة بن سعيد المعنى(8) قال أحمد: ثنا الليث، حدّثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي: أن المسور بن مخرمة حدّثه أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) على المنبر يقول: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنها ابنتي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها(9).
رواية الحاكم:
وقال الحاكم:
1 ـ (أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أخبرني أبي، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال: خطب علي ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) فقال: أعن حسبها تسألني؟ قال عليّ: قد أعلم ما حسبها ولكن أتأمرني بها؟ فقال: لا، فاطمة بضعة مني، ولا أحسب إلآ وأنها تحزن أو تجزع. فقال علي: لا آتي شيئاً تكرهه.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة).
2 ـ (أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون.
وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا يزيد بن هارون: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي حنظلة ـ رجل من أهل مكة(10) ـ أن علياً خطب ابنة أبي جهل، فقال له أهلها: لا نزوجك على ابنة رسول الله (صلى الله عليه [واله] وسلّم). فبلغ ذلك رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنما فاطمة مضغة مني، فمن آذاها فقد آذاني).
3 ـ (حدثنا بكر بن محمد الصيرفي، ثنا موسى بن سهل بن كثير، ثنا إسماعيل ابن عليّة، ثنا أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير: أن علياً رضي الله عنه ذكر ابنة أبي جهل، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) فقال: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجا. )(11).
رواية ابن أبي شيبة :
ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة بقوله: (حدثنا محمد بن بشر، عن زكريا، عن عامر، قال: خطب عليّ بنت أبي جهل إلى عمّها الحارث بن هشام، فاستأمر رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) فيها. فقال: عن حسبها تسألني؟ قال علي: قد أعلم ما حسبها، ولكن أتأمرني بها؟ قال: لا، فاطمة بضعة مني، ولا أحبّ أن تجزع . فقال عليّ: لا أتي شيئاً تكرهه)(12).
رواية احمد بن حنبل:
وأخرجه أحمد في (مسنده) وفي (فضائل الصحابة).
فقد جاء في ( المسند ) ما نصه:
1 ـ (حدثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت النعمان يحدّث عن الزهري عن علي بن حسين عن المسور بن مخرمة: أن علياً خطب..).
2 ـ (حدثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب...).
3 ـ (حدثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا يعقوب ـ يعني : ابن إبراهيم ـ ثنا أبي، عن الوليد بن كثير، حدّثني محمد بن عمرو حدّثني ابن حلحلة الدؤلي(13) أن ابن شهاب حدّثه أن عليّ بن الحسين حدّثه ـ أنّهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن عليّ ـ لقيه المسور بن مخرمة ... أن عليّ بن أبي طالب خطب .. ).
4 ـ ( حدثنا عبد الله، حدّثني أبي، حدثنا هاشم بن القاسم، ثنا الليث ـ يعني: ابن سعد ـ قال: حدّثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) ـ وهو على المنبرـ يقول: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا...)(14).
5 ـ ( حدثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، نا أيّوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، أن علياً ذكر ابنة أبي جهل، فبلغ النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم فقال: إنها فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها)(15).
وجاء في فضائل فاطمة بنت رسول الله من (مناقب الصحابة):
6 ـ ( حدثنا عبد الله، قال: حدّثني أبي، نا يحيى بن زكريا، قال: أخبرني أبي، عن الشعبي، قال: خطب عليّ...).
7 ـ ( حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، نا يزيد، قال: أنا إسماعيل، عن أبي حنظلة، أنه أخبره رجل من أهل مكة: أن علياً خطب...).
8 ـ (حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، نا سفيان، عن عمرو عن محمد بن عليّ: إن علياً (عليه السلام) أراد أن ينكح ابنة أبي جهل فقال رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) وهو على المنبر ـ: إن علياً أراد أن ينكح العوراء بنت أبي جهل، ولم يكن ذلك له أن يجمع بين ابنة عدو الله وبين ابنة رسول الله، وإنما فاطمة مضغة مني).
9 ـ (حدثنا عبد الله، قال: حدّثني أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أنا أيوب، عن عبد الله(16) بن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير: إن علياً ذكر ابنة أبي جهل فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) فقال: إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها).
10 ـ (حدثنا عبد الله، قال: حدّثني أبي، نا هاشم بن القاسم، ثنا الليث، قال: حدّثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) ـ وهو على المنبر ـ يقول: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم...).
11 ـ (حدثنا عبد الله، قال: حدّثني أبي، نا أبو اليمان، قال: أنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني علي بن حسين، أن المسور بن مخرمة أخبره أنّ عليّ بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل وعنده فاطمة... قال: فنزل عليّ عن الخطبة).
12 ـ (حدثنا عبد الله، قال: حدّثني أبي، قال: أنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عروة. وعن أيّوب، عن ابن أبي مليكة: أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح... فسكت علي عن ذلك النكاح وتركه).
13 ـ (حدثنا عبد الله، قال: حدّثني أبي، نا وهب بن جريره نا أبي، قال: سمعت النعمان يحدّث عن الزهري، عن عليّ بن الحسين، عن المسور بن مخرمة، أن علياً خطب...)(17).
في المسانيد والمعاجم:
روى الهيثمي:
(عن ابن عباس أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل، فقال رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم): إن كنت تزوجتها فردّ علينا أبنتنا.
إلى هنا انتهى حديث خالد، وفي الحديث زيادة: قال: فقال النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلم): والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله تحت رجل.
رواه الطبراني في الثلاثة والكبير بنحوه مختصرا، والبزار باختصار
وفيه: (عبيد الله بن تمام) وهو ضعيف(18).
وروى ابن حجر العسقلاني:
(علي بن الحسين: إن علي بن أبي طالب أراد أن يخطب بنت أبي جهل، فقال الناس: أترون رسول الله (صلى الله عليه [واله] وسلّم) يجد من ذلك ؟! فقال ناس: وما ذلك ؟! إنما هي امرأة من النساء. وقال ناس: ليجدن من هذا، يتزوّج ابنة عدوّ الله على ابنة رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) !؟
فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم)، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فما بال أقوام يزعمون أني لا أجد لفاطمة، وإنما فاطمة بضعة مني، إنه ليس لأحدٍ أن يتزوج ابنة عدوّ الله على ابنة رسول الله.
هذا مرسل. وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدّث به علي ابن الحسين)(19).
قلت: وحدّث به عليّ بن الحسين الزهري!!
وروى المتّقي:
(عن الشعبي، قال: جاء علي إلى رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) يسأله عن ابنة أبي جهل وخطبتها إلى عمّها الحارث بن هشام. فقال النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلّم): عن أي بالها تسألني ؟ أعن حسبها؟ فقال: لا، ولكن أريد أن أتزوجها، أتكره ذلك ؟ فقال النبي: إنها فاطمة بضعة مني، وأنا أكره أن تحزن أو تغضب. فقال علي: فلن أتي شيئاً ساءك. عب)
(عن ابن أبي مليكة: أن عليّ بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح، فبلغ ذلك فاطمة، فقالت لأبيها: يزعم الناس أنك لا تغضب لبناتك، وهذا أبو الحسن قد خطب ابنة أبي جهل وقد وعد النكاح.
فقام النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) خطيبا فحمد الله وأثنى بما هو أهله، ثم ذكر أبا العاص بن الربيع فأثنى عليه في صهره، ثم قال: إنها فاطمة بضعة مني، وإني أخشى أن تفتنوها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل. فسكت عن ذلك النكاح وترك. عب)(20).
ثانيا: نظرات في أسانيد الحديث استعرضنا طرق هذا الحديث.. في الصحاح والمسانيد وغيرها.. فوجدنا أنها تنتهي إلى:
1 ـ المسور بن مخرمة.
2 ـ عبد الله بن العبّاس.
3 ـ عليّ بن الحسين.
4 ـ عبد الله بن الزبير.
5 ـ عروة بن الزبير.
6 ـ محمد بن عليّ.
7 ـ سويد بن غفلة.
8 ـ عامر الشعبي.
9 ـ ابن أبي مليكة.
10 ـ رجل من أهل مكّة.
* ابن عباس:
ولم أجد. إلا عند أبي بكر البزار والطبراني، كما في مجمع الزوائد، وقد عرفت أن الهيثمي قال بعده: ( وفيه: عبيد الله بن تمام، وهو ضعيف).
قلت: ذكره ابن حجر وذكر هذا الحديث من مناكيره. قال: (ضعّفه الدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. روى أحاديث منكرة، وقال الساجي: كذاب يحدّث بمناكير، وذكره ابن الجارود والعقيلي وأورد له عن خالد عن عكرمة عن ابن عبّاس: أن علياً خطب بنت أبي جهل فبعث إليه النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلم): إن كنت متزوجاً فردّ عليناً ابنتنا)(21).
* عليّ بن الحسين:
رواه ابن حجر العسقلاني، ثم قال: (وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدّث به عليّ بن الحسين).
وفى هامشه: (قال البوصيري: رواه الحارث بسند منقطع ضعيف لضعف في ابن زيد بن جدعان. وأصله في الصحيح من حديث المسور، قلت: سنتكلّم على حديث المسور بالتفصيل.
* عبد الله بن الزبير:
رواه الترمذي وأحمد والحاكم وأبو نعيم(22)عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عنه.
قال الترمذي: يحتمل أن يكون ابن أبي مليكة سمعه من المسور وعبد الله بن الزبير جميعاً.
قال ابن حجر: ( ورجّح الدارقطني وغيره طريق المسور وهو أثبت بلا ريب، لأن المسور قد روى في هذا الحديث القطعة مطوّلة قد تقدّمت في باب أصهار النبي.
نعم، يحتمل أن يكون ابن الزبير سمع هذه القطعة فقط، أو سمعها من المسور فأرسلها)(23).
قلت: إن كان قد سمعها من المسور فسنتكلّم على حديث مسور بالتفصيل، وإن كان هو الراوي للحديث بأن يكون قد سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهو طفل ـ لأنه ولد سنة إحدى من الهجرة (24) ـ فحاله في البغض لعلي وأهل البيت بل للنبي نفسه معلوم.
ثم إن الراوي عنه ( ابن أبي مليكة ) مؤذنه كما ستعرف.
* عروة بن الزبير:
أخرجه أبو داود بسنده عن الزهري عنه.
ولم أجده عند غيره.
وهو منكر: لأنه مرسل، لأن عروة ولد في خلافة عمر.
ولأن عروة كان من المشهورين بالبغض والعداء لأمير المؤمنين (عليه السلام) كما ستعرف في خبر حول الزهري، وحتى أنه حضر يوم الجمل مع أصحابه على صغر سنه(25).
ووضع حديثا في فضل زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء فيه: (فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: هي خير بناتي.
فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليه السلام) فانطلق إليه فقال: ما حديث بلغني عنك أنك تحدّثه تنتقص حق فاطمة؟!.
فقال: لا أحدّث به أبداً).
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح(26).
ولأن الراوي عنه هو (الزهري) وستعرفه.
* محمد بن عليّ:
وهو ابن الحنفية. رواه أحمد، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار عنه..وهذا لم أجده إلا في الفضائل لأحمد، فلم يروه غيره ولا هو في مسنده فيما أعلم... وقد ذكر محقّق الفضائل في هامشه: إنه مرسل، ومحمد بن الحنفية لم يسنده.
قلت: وذلك لأن عمرو بن دينار لم يسمع من محمد بن عليّ، ولذا لم يذكروا محمداً فيمن روى عنه عمرو، بل نصّوا على عدم سماعه من بعض من عُدّ منهم، فابن عبّاس مثلاً أول من ذكره ابن حجر فيمن روى عنه، ثم نقل عن الترمذي أنه قال: قال البخاري: لم يسمع عمرو بن دينار من ابن عبّاس حديثه عن عمر في البكاء على الميت. قال ابن حجر: قلت: ومقتضى ذلك أن يكون مدلساً(27).
هذا من جهة إرساله...
ومحمد بن عليّ (عليه السلام) لم يكن من الصحابة، وقد تزوج أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمّه بعد وفاة الزهراء (عليها السلام) بزمن.
* سويد بن غفلة:
أخرج حديثه الحاكم عن أحمد بسنده عن الشعبي عنه، ولم أجد. عند غير. وقد صحّحه.
لكن قال الذهبي في تلخيصه: مرسل قوي.
وذلك لأن سويداً لم يدرك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنه قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم).
فالعجب من الحاكم كيف صحّحه؟!
ومن الذهبي أيضاً، إذ يرويه عن أحمد بسنده عن الشعبي عن سويد بن غفلة... ساكتاً عنه!(28).
ومن ابن حجر والقسطلاني أيضاً، كيف وافقا الحاكم على صحّة سنده مع تصريحهما بأن سويدا لم يلق النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)!(29).
وكذا من العيني!(30).
* عامر الشعبي:
أخرجه عنه عبد الرزاق بن همام ـ كما في كنز العمال ـ وابن أبي شيبة في المصنف كما تقدّم، إذ هو المراد من قوله: (... عن عامر) وأحمد في الفضائل.
ومن المعلوم أن الشعبي مات بعد المائة، والمشهور أن مولده كان لست سنين خلت من خلافة عمر(31).
فالحديث بهذا السند مرسل.
ولعله يرويه عن سويد بن غفلة، وهكذا أخرجه الحاكم وأحمد كما تقدّم عن الذهبي، وقد عرفت أنه مرسل كذلك.
هذا بغض النظر عن قوادح الشعبي، والتي أهمها كونه من الوضاعين على أهل البيت، فقد رووا عنه أنه قال: (صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول لله (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) فكبّر عليها أربعاً)(32) وأنه قال: (إن فاطمة لمّا ماتت دفنها علي ليلاً وأخذ بضبعي أبي بكر فقدمه في الصلاة عليها(33) فإن هذا كذب بلا ريب، حتى اضطر ابن حجر إلى أن يقول: (فيه ضعف وانقطاع)(34).
وكونه من حكام وقضاة سلاطين الجور كعبد الملك بن مروان وغيره المعادين لأهل البيت الطاهرين.
وأنه روى عن جماعة كبيرة من الصحابة، وفيهم من نصّوا على أنه لم يلقهم ولم يسمع منهم، كعلي (عليه السلام) وأبي سعيد الخدري وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر وأٌمّ سلمة وعائشة!
ثم إنّ الراوي عنه ( زكريّا بن أبي زائدة ) قال ابن أبي ليلى: ضعيف.
وقال أبو زرعة: صويلح يدلّس كثيراً عن الشعبي.
وقال أبو حاتم: ليّن الحديث كان يدلّس، ويقال: إنّ المسائل التي كان يرويها عن الشعبي لم يسمعها منه.
وقال أبو داود: يدلّس.
وقال انه يحيى بن زكريّا: لو شئت سميت لك من بين أبي وبين الشعبي!)(35).
والراوي عنه ولده يحيى: مات بالمدائن قاضياً لهارون. وقال أبو زرعة: فلمّا يخطئ فإذا أخطأ أتى بالعظائم. وعن أبي نعيم: ما هو بأهلٍ أن يحدّث عنه(36).
* ابن أبي مليكة:
رواه عنه عبد الرزاق بن همام كما في كنز العمّال.
لكنّه مرسل.
وهو يرويه إمّا عن المسور، وإمّا عن عبد الله بن الزبير، وإمّا عن كليهما جميعاً كما احتمل بعضهم...
أمّا حديث ابن الزبير فساقط بسقوطه نفسه، وأمّا حديث المسور فسنتكلّم عليه.
* رجل من أهل مكّة:
الذي عند أحمد: (عن أبي حنظلة أنّه أخبره رجل من أهل مكة).
فمن (أبو حنظلة)؟ ومن (الرجل من أهل مكّة)؟
أمّا الحاكم فقد رواه ساكتاً عنه!
لكن الذهبي تعقّبه بقوله: (قلت: مرسل)!
ثم إن الراوي عنه بواسطة إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي هو: (يزيد بن هارون) .. .. قال يحيى بن معين: (يدلس من أصحاب الحديث، لأنه لا يميّز ولا يبالي عمن روى)(37).
* الكلام على حديث مسور:
لكن الطريق الذي أتفق عليه أصحاب الصحاح كلّهم هو الأول، وهو وحده الذي أخرجه البخاري ومسلم والنسائي(38) وابن ماجة. وانفرد الترمذي بروايته عن ابن الزبير، وقد عرفت تنبيهه على ذلك، وانفرد أبو داود بروايته عن عروة، وقد عرفت ما فيه.
فالمعتمد والأصح عندهم جميعاً هو حديث المسور بن مخرمة...!
ثم إن روايات القوم عن مسور تنتهي إلى:
1 ـ عليّ بن الحسين. وهو الإمام زين العابدين (عليه السلام).
2 ـ عبد الله بن عبيد الله بن أبي، مليكة.
والراوي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) ليس إلا:
محمد بن شهاب الزهري.
والراوي عن ابن أبي مليكة:
1 ـ الليث بن سعد.
2 ـ أيّوب بن أبي تميمة السختياتي.
ثم إن الدارمي (39) والبخاري ومسلماً وأحمد وابن ماجة.. يروونه عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري.
ويرويه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد ..عن الوليد بن كثير عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن الزهري.
ويرويه مسلم عن النعمان عن الزهري.
ونحن لا يهمّنا البحث عن أبي اليمان ـ وهو الحكم بن نافع ـ وروايته عن شعيب ـ وهو ابن حمزة كاتب الزهري وروايته (40) ـ مع أن العلماء تكتموا في ذلك، حتى قال بعضهم: لم يسمع أبو اليمان من شعيب ولا كلمة(41) وإنّ الرجلين كانا من أهل حمص، وهم من أشدّ الناس على أمير المؤمنين (عليه السلام) في تلك العصور ويضرب بحماقتهم المثل (42).
ولا يهمّنا البحث عن الوليد بن كثير وكان إباضياً(43).
ولا عن أيّوب، ولا عن الليث الذي كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم فحدّثهم بفضائل عثمان فكفّوا!(44).
ولا عن النعمان ـ وهو ابن راشد الجزري ـ الذي ضعّفه القطان جدّاً. وقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. وقال البخاري وأبو حاتم: في حديثه وهم كثير. وقال ابن أبي حاتم: أدخله البخاري في الضعفاء. وقال أبو داود: ضعيف؛ وكذا قال النسائي والعقيلي (45).
إنمّا نتكلم في ابن أبي مليكة والزهري.
أمّا الأول فيكفينا أن نعلم انه كان قاضي عبد الله بن الزبير ومؤذنه(46).
وأما الثاني فهو العمدة في عمدة أخبار المسألة، وهو الذي يروي الخبر عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)!! فلنفضل فيه الكلام:
إن الزهري كان من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).
قال ابن أبي الحديد المعتزلي: (وكان الزهري من المنحرفين عنه . وروى جرير ابن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال: شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة ابن الزبير جالسان يذكران علياً فنالا منه. فبلغ ذلك عليّ بن الحسين فجاء حتى وقف عليهما فقال: أما أنت يا عروة، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك؟ وأما أنت يا زهري، فلو كنت بمكّة لأريتك كير أبيك).
قال: ( وروى عاصم بن أبي عامر البجلي، عن يحيى بن عروة، قال: كان أبي إذا ذكر علياً نال منه )(47).
ويؤكد هذا سعيه، وراء إنكار مناقب أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، كمنقبة سبقه إلى الإسلام ؟ قال ابن عبد البرّ ( وذكر معمر في جامعه عن الزهري قال: ما علمنا أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة . قال عبد الرزاق: وما أعلم أحداً ذكره غير الزهري )(48).
وروايته عن عمر بن سعد اللعين قاتل الحسين ابن أمير المؤمنين (عليهما السلام)، قال الذهبي: ( عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه. وعنه: إبراهيم وأبو إسحاق. وأرسل عنه الزهري وقتادة. قال ابن معين: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!)(49).
وكونه من عمال بني أمية ومشيدي سلطانهم، حتى أنكر عليه ذلك العلماء والزهاد، فقد ذكر العلامة عبد الحق الدهلوي بترجمته من (رجال المشكاة): (إنّه قد ابتلي بصحبة الأمراء بقلة الديانة، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه، وكان يقول: أنا شريك في خيرهم دون شرهم ! فيقولون: ألا ترى ما هم فيه وتسكت؟!).
ومن هنا قدح فيه ابن معين فقد (حكى الحاكم عن ابن معين أنه قال: أجود الأسانيد: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ؛ فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري!! فقال: تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري؟! الزهري يرى العرض والإجازة، ويعمل لبني أمية ؛ والأعمش فقير صبور، مجانب للسلطان، ورع عالم بالقرآن)(50).
وبهذه المناسبة كتب له الإمام زين العابدين (عليه السلام) كتاباً يعظه فيه ويذكّره الله والدار الآخرة وينبّهه على الآثار السيّئة المترتّبة على كونه في قصور السلاطين، من ذلك قوله: (إن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، وسهلت له طريق الغيّ.. جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسُلّماً إلى ضلالتهم، داعياً إلى غيّهم، سالكاً سبيلهم .. أحذر فقد نبئت، وبادر فقد أجّلْت.. ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك، لكني أردت أن ينعش الله ما فات من رأيك، ويردّ إليك ما عزب من دينك .. أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة، وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟!. فأعرض ـ عن كل ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم، لاصقة بطونهم بظهورهم .. ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك فتقول: والله ما قمت لله مقاماً واحداً ما أحييت به له دينا، أو أمت له فيه باطلاً؟!)(51).
هذا، ولقد ورث الزهري العداء للإسلام والنبي وأهل بيته من آبائه، فقد ذكر ابن خلّكان بترجمته: (وكان أبو جدّه عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدراً، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ليقتلنه أو ليقتلن دونه، وروي أنه قيل للزهري: هل شهد جدّك بدرا؟ فقال: نعم، ولكن من ذلك الجانب . يعني أنه كان في صفّ المشركين . وكان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير . ولم يزل الزهري مع عبد الملك ثم مع هشام بن عبد الملك. وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه )(52).
وإذ عرفت حال الزهري وموقف الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) منه .. فهل تصدق أن يكون الإمام (عليه السلام) قد حدثه بهكذا حديث فيه تنقيص على جده الرسول الأمين وأمه الزهراء وأبيه أمير المؤمنين (عليهم السلام)؟!
لكنه الزهري! عندما يضع الحديث على النبي والعترة ومذهبهم يضعه على لسان واحد منهم كي يسهل على الناس قبوله!!
خذ لذلك مثالاً.. ما وضعه على لسان ابني محمد بن عليّ عنه عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لابن عبّاس ـ وقد بلغه أنه يقول بالمتعة ـ: (إنك رجل تائه، إنّ رسول الله نهى عنها يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية ) هذا الحديث الذي حكم ببطلانه كبار أئمتهم كالبيهقي وابن عبد البّر والسهيلي وابن القيم والقسطلاني وابن حجر العسقلاني وغيرهم من شراح الحديث(53).
لكنه وضعه على لسان أفراد من أهل البيت عن سيّدهم أمير المؤمنين (عليه السلام) في الردّ على ابن عبّاس وكذا التعبير!!
ولا تحسبن أن الوضع على لسان رجال أهل البيت يختص بالزهري ـ وإن كان من أشهرهم بهذا الصنيع الشنيع!! ـ فهذا أحد محدثي القوم: عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامي، يقول الذهبي وابن حجر بترجمته: ( أحد الضعفاء، أتى عن مالك بمصائب، منها: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: توفيت فاطمة رضي الله عنها ليلاً، فجاء أبو بكر وعمر وجماعة كثيرة، فقال أبو بكر لعلي: تقدّم فصل، قال: لا والله لا تقدّمت وأنت خليفة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم). فتقدّم أبو بكر وكبر أربعاً)(54).
وقال ابن حجر: ( رواه بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه . ووهّاه الدارقطني وابن عديّ)(55).
إنهم يريدون بتلك المساعي التغطية على ما جنوا، وإصلاح ما أفسدوا، ولكن (لا يصلح العطار ما أفسده الدهر)!!.
وبقي الكلام في (مسور) نفسه، ويكفينا أن نعلم:
أولاً: إنه ولد بعد الهجرة بسنتين، فكم كانت سني عمره في وقت خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! وهكذا ما سنتكلم عليه بعد أيضاً.
وثانياً: إنه كان مع ابن الزبير، وكان ابن الزبير لا يقطع أمراً دونه، وقد قتل في قضية رمي الكعبة بالمنجنيق، بعد أن قاتل الشاميّين، وولي ابن الزبيرغسله.
وثالثاً: إنه كان مّمن يلزم عمر بن الخطّاب .
ورابعاً: إنه كان إذا ذكر معاوية صلّى عليه .
وخامساً: إنه كانت الخوارج تخشاه وينتحلونه(56).
ثالثا: تأمّلات في متن الحديث ومدلوله
وبعد، فإنه لا بُدّ من التأمل في متن الحديث ومدلوله ... فلا بدّ من النظر إلى المتن .. لأنه في كل مورد يختلف فيه متن الحديث والأسانيد معتبرة، يلجأ العلماء إلى القول بتعدّد الواقعة .. وأما حيث لا يمكن الالتزام بتعدّدها وتعذّر الجمع بين ألفاظ الحديث .. فذلك عندهم قرينة قويّة على أن لا واقعيّة للقضيّة ...
هذا ما قرره العلماء.. وبنوا عليه في كثير من الأحاديث الفقهية وأخبار القضايا التاريخية.. ونحو ذلك ...
ولا بدّ من النظر في الدلالة ... فقد يكون الحديث صحيحاً سنداً ولكنه يخالف ـ من حيث الدلالة ـ الضرورة العقلية أو محكم الكتاب أو قطعيّ السنة أو واقع الحال ...
ونحن ننظر في متن هذا الحديث ومدلوله، بعد فرض صحّة سنده وقبوله .. في فصول:
تأمّلات في خصوص حديث المسور:
1 ـ لقد جاء عن مسور: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (وأنا محتلم) قال ابن حجر بشرح البخاري: (في رواية الزهري عن علي بن حسين عن المسور ـ الماضية في فرض الخمس ـ: (يخطب الناس على منبره هذا وأنا يومئذٍ محتلم). قال ابن سيّد الناس: هذا غلط. والصواب ما وقع عند الإسماعيلي بلفظ (كالمحتلم). أخرجه من طريق يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم بسنده المذكور إلى علي بن الحسين. قال: والمسور لم يحتلم في حياة النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلم)، لأنه ولد بعد ابن الزبير، فيكون عمره عند وفاة النبي (صلى الله عليه [واله] وسلّم) ثمان سنين)(57)
وقال بترجمة المسور: ووقع في صحيح مسلم(58) من حديثه في خطبة علي لابنة أبي جهل، قال المسور: سمعت النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلم) وأنا محتلم يخطب النّاس، فذكر الحديث. وهو مشكل المأخذ، لأن المؤرخين لم يختلفوا أن مولده كان بعد الهجرة، وقصّة خطبة علي كانت بعد مولد المسور بنحو ست سنين أو سبع سنين. فكيف يسمى محتلماً؟!)(59).
أقول: فهذا إشكال في المتن! ولربما أمكن الإشكال من هذه الناحية في السند! والعجب من الذهبي كيف توهّم من هذا الحديث كونه محتلماً يومذاك(60).
2 ـ ذكر المسور قصة خطبة بنت أبي جهل عند طلبه للسيف من علي بن الحسين (عليه السلام)... وقد وقع الإشكال عندهم في مناسبة ذلك، وذكروا وجوهاً اعترفوا بكون بعضها تكلّفاً وتعسفاً، لكن الحق أن جميعها كذلك كما سترى:
قال الكرماني: (فإن قلت: ما وجه مناسبة هذه الحكاية لطلب السيف ؟ قلت: لعل غرضه منه أن رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) كان يحترز مّما يوجب الكدورة بين الأقرباء، وكذلك أنت أيضاً ينبغي أن تحترز منه، وتعطيني هذا السيف حتى لا يتجدد بسببه كدورة أخرى).
أو: كما أن رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) يراعي جانب بني أعمامه العبشمية، أنت راع جانب بني أعمامك النوفلية، لأن المسور نوفلي.
أو: كما أنه (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) يحبّ رفاهيّة خاطر فاطمة، أنا أيضاً أحبّ رفاهيّة خاطرك، فأعطنيه حتى أحفظه لك)(61).
هذه هي الوجوه التي ذكرها الكرماني لدفع الإشكال، وقد ذكرها ابن حجر وقال ـ بعد أن أشكل على الثاني بأن المسور زهري لا نوفلي ـ: (والأخير هو المعتمد).
وما قبله ظاهر التكلّف ) قال: ( وسأذكر إشكالاً يتعلّق بذلك في كتاب المناقب )(62).
وكأن العيني لم يرتض هذا الوجه المعتمد! فقال: ( وإنما ذكر المسور قصّة خطبة عليّ بنت أبي جهل ليعلم علي بن الحسين زين العابدين بمحبته في فاطمة وفي نسلها لما سمع من رسول الله)(63).
قلت: إذا كان ذكر القصة ليعلم أنه يحبّ . رفاهيّة خاطره، أو ليعلم بمحبّته في فاطمة ونسلها ... فأيّ خصوصيّة للسيف ؟! وهل كانت الرفاهية لخاطره حاصلة من جميع الجهات، وهو قادم من العراق مع تلك النسوة والأطفال بتلك الحال، وبقي خاطره مشوشاً من طرف السيف، فأراد رفاهية خاطره، أو إعلامه بمحبته له، كي يعطيه السيف ؟!.
3 ـ وهل من المعقول أن يذكر الإنسان لمن يريد أن يعلم بمحبته له ورفاهية خاطره ما يكدر خاطره ويجرح عواطفه ؟!
وهذا هو الإشكال الذي أشار إليه ابن حجر في عبارته الآنفة. ثم قال في كتاب المناقب: ( ولا أزال أتعجب من المسور كيف بالغ في تعصبه لعلي بن الحسين، حتى قال: إنه لو أودع عنده السيف لا يمكن أحداً منه حتى تزهق روحه، رعاية لكونه ابن ابن فاطمة، ولم يراع خاطره في أن في ظاهر سياق الحديث غضاضة على علي بن الحسين، لما فيه من إيهام غضٍ من جدّه علي بن أبي طالب، حيث أقدم على خطبة بنت أبي جهل على فاطمة، حتى اقتضى أن يقع من النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلّم) في ذلك من الإنكار ما وقع ؟!
بل أتعجّب من المسور تعجباً آخر أبلغ من ذلك، وهو أن يبذل نفسه دون السيف رعاية لخاطر ولد ابن فاطمة، وما بذل نفسه دون ابن فاطمة نفسه ـ أعني الحسين والد علي الذي وقعت معه القصّة ـ حتى قتل بأيدي ظلمة الولاة؟!! )(64).
ثم إن ثمة شيئاً آخر... وهو أن المسور بن مخرمة لمّا خطب الحسن بن الحسن ابنته: (حمد الله عز وجل وأثنى عليه وقال: أمّا بعد، فما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إلي من نسبكم وصهركم، ولكن رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) قال: فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع إلا نسبي وسببي وصهري، وعندك ابنته ولو زوجتك لقبضها ذلك) فانطلق الحسن عاذراً إليه(65).
ولو كان مسور يروي قصة خطبة أبي جهل لاستشهد بها وحكى الحديث كاملاً، لشدّة المناسبة بين خطبة عليّ ابنة أبي جهل وعنده فاطمة وخطبة الحسن بن الحسن ابنة المسور وعنده بنت عمه !
فهذه إشكالات حار القوم في حلها الحل المعقول...
تابع
|
|
|
|
|