|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 4050
|
الإنتساب : Apr 2007
|
المشاركات : 5,797
|
بمعدل : 0.89 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادمة الشيخ المهاجر
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 25-06-2008 الساعة : 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.الموقف السادس: صمّم أبو طالب مع ابن أخيه محمد(صلى الله عليه وآله) على مواجهة قرارات المقاطعة، وتلقاها بقوة وصبر عظيمين، ولم يستجب لضغوطات قريش، وكان لأبي طالب دور رسالي بارز أثناء حضور المسلمين في الشِعب.
1 ـ كان أبو طالب يراقب فراش الرسول في كل ليلة لئلا يتعرض النبي(صلى الله عليه وآله) لسوء من قبل قريش.
2 ـ عند نيام المسلمين في الليل كان أبو طالب يأمر أبناءه وإخوانه أو بني عمّه أن يضطجعوا على فراش الرسول، ويريد من الرسول(صلى الله عليه وآله) أن يرقد على بعض فرشهم، وابتغى أبوطالب من هذا الاُسلوب أن يحافظ على حياة الرسول من الخطر [كما روى ابن اسحاق ونقله الأميني في الغدير: 7/404.].
وبعد أن مضى زمن طويل على المحاصرة في داخل الشِعب; جاء النبي يوماً الى أبي طالب باعتباره القطب الذي تدور حوله فعاليات الشِعب وقال له: بأن الله قد أخبره بأن الأرضة قدأكلت الصحيفة ـ أي وثيقة قرارات المقاطعة ـ ولم تدع شيئاً منها إلاّ اسم الله.
وكان أبو طالب يدرك هذا المعنى، كما أنه كان يثق بقول رسول الله ويصدّقه مطلقاً، لذا تحرّك أبو طالب نحو قريش من أجل استثمار هذا الحدث الإلهي العظيم، ليكون دالّة وعوناً له في فكّ الحصار لينطلق الرسول بدعوته.
فانطلق أبو طالب لقريش كمحاور يمثّل الرسول لعل قريشاً تقبل بطرحه الجديد وتتراجع عن حصارها.
فأخبر أبو طالب قريشاً بهذا الحدث وقال لهم: إذا صدق محمد(صلى الله عليه وآله) بهذه الدعوى لا نسلّمه حتى نموت عند آخرنا، وإذا كان الخبر باطلاً; سلّمناه إليكم، ومن الثابت أن أباطالب كان يعلم بأن رسول الله صادق في قوله، ونتيجة لحوار أبي طالب قبلت قريش هذا العرض.
وعند التفتيش في محتوى الصحيفة، وجدوا فعلاً أن الأرضة قد أكلت الصحيفة وتركت اسم الله، وانتصر الرسول وأبو طالب بفعل التسديد الإلهي ، وثبت صدق دعوى الرسول ، واتضح للناس عامة أن قريشاً ظالمة في مواجهتها للنبي(صلى الله عليه وآله) .
وبعد فكّ الحصار ذهب أبو طالب إلى الكعبة، ليدعو الله فيها وقد لخّص موقفه، فقال أبو طالب ـ بعد أن وجدوا الأمر كما أخبر به النبي(صلى الله عليه وآله)ـ : علام نحضر ونحبس وقد بان الأمر وتبين أنكم أولى بالظلم والقطيعة؟ ودخل هو ومن معه بين أستار الكعبة، وقال: اللهم انصرنا على من ظلمنا واستحلّ ما يحرم عليه منا [الغدير للأميني : 7/363.].
واستمرت مناصرة أبي طالب للنبي(صلى الله عليه وآله) منذ بعثه الله تعالى، لا مَلَل فيها ولا وهن ولا تخليّاً بحال من الأحوال، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك في السنة الثالثة قبل الهجرة [زاد المعاد لابن القيّم: 2/46].
ولم ينس وهو في آخر رمق من حياته أن يمارس نصرته للنبي(صلى الله عليه وآله)، فقد التفت الى المحيطين به قبيل وفاته، فأوصاهم بالنبي قائلاً: اُوصيكم بمحمد خيراً فإنّه الأمين في قريش، والصادق في العرب، والجامع لكل ما اُوصيكم به... والله لا يملك أحد سبيله إلاّ رشد، ولا يهتدي بهديه إلاّ سعد، ولو كان في العمر بقية لكففت عنه الهزائز ، ورفعت عنه الدواهي. إن محمداً هو الصادق فأجيبوا دعوته، واجتمعوا على نصرته فإنه الشرف الباقي لكم على الدهر [السيرة الحلبية : 1/351 ـ 352، باب ذكر وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة].
أنتهى بحمد الله وتوفيقه
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم
|
|
|
|
|