|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 20772
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 1,243
|
بمعدل : 0.20 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ملاعلي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 22-08-2008 الساعة : 09:15 PM
6- قَتْلُه لابن خاله الصحابي محمد بن أبي حذيفة !
لله في خلقه شؤون.. فقد كان أبو أحيحة سعيد بن العاص الأموي من كبار زعماء قريش وأثريائها ، ومن أئمة الشرك والعداء لله ورسوله صلى الله عليه وآله ، لكن ابنه خالداً هداه الله تعالى برؤيا رآها ، فذهب الى النبي صلى الله عليه وآله وأسلم ، وتحمل من أبيه ما تحمل ، حتى اضطر للهجرة الى الحبشة ، ثم كان قائداً مع النبي صلى الله عليه وآله ، وشيعياً مخلصاً لعلي عليه السلام وقائداً بطلاً في فتح الشام !
كما كان عتبة بن ربيعة الأموي والد هند آكلة الأكباد ، من شيوخ قريش ، ورئيس حربها للنبي صلى الله عليه وآله ، وقد قتل هو وابنه الوليد وأخوه شيبة ، في بدر !
لكن ابنه أبا حذيفة واسمه قيس ، هداه الله تعالى فذهب الى النبي صلى الله عليه وآله وأسلم وتحمل من أبيه ما تحمل ، حتى اضطر للهجرة الى الحبشة ، وولد له هناك ابنه محمد ، وقد استشهد أبو حذيفة في اليمامة ، وكان ابنه محمد كأبيه شيعياً .
وكان هو ومحمد بن أبي بكر من القادة في فتح مصر ، وفي معركة ذات الصواري البحرية الشهيرة مع الروم . (أنساب الأشراف للبلاذري ص387) .
وشارك محمد بن أبي حذيفة رحمه الله في فتح الشام ، وصادف أن ركب سفينة مع كعب الأحبار الذي كان المستشار الثقافي والمفتي للخليفة عمر والخليفة عثمان وكان يرافق جيش الفتح أحياناً الى المناطق الآمنة ، ويزعم أنه يعرف المغيبات من التوراة ويحدثهم بها ! فأخذ محمد يسخر من كعب وتوراته المحرفة !
قال ابن شبة في تاريخ المدينة:3/1117: (عن محمد بن سيرين قال: ركب كعب الأحبار ومحمد بن أبي حذيفة في سفينة قِبَلَ الشام ، زمن عثمان في غزوة غزاها المسلمون ، فقال محمد لكعب: كيف تجد نعت سفينتنا هذه في التوراة تجري غداً في البحر؟! فقال كعب: يا محمد لاتسخر بالتوراة ، فإن التوراة كتاب الله . قال: ثم قال له(محمد) ذاك ثلاث مرات) !!
وقد وصفه الذهبي في سيره:3/479 بأنه متعلم من أهل القرآن: ( فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب وقرأ سورة ، وكان من أقرأ الناس).انتهى.
لكن أكثر ما تجد في مصادرهم ذم محمد رحمه الله وتحليل دمه لمعاوية ، مع أنه صحابي ، أموي ، وذلك لأنه حرَّض أهل مصر على ابن عمه عثمان بن عفان ، فجاء وفدهم المعترض على ظلم واليهم ، وكان خمس مائة فارس بقيادة الصحابي عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وانتهى أمره بمحاصرة عثمان بالإشتراك مع وفد البصرة والكوفة وقتله. (تاريخ دمشق:39/423 ، تاريخ الطبري:3/341).
أعطى معاوية الأمان لابن خاله ثم حبسه ، ثم قتله !
قال الطبري في تاريخه:3/548: ( وفي هذه السنة أعني سنة 36 قتل محمد بن أبي حذيفة ، وكان سبب قتله أنه لما خرج المصريون إلى عثمان مع محمد بن أبي بكر أقام بمصر ، وأخرج عنها عبد الله بن سعد بن أبي سرح وضبطها ، فلم يزل بها مقيماً حتى قتل عثمان وبويع لعلي ، وأظهر معاوية الخلاف وبايعه على ذلك عمرو بن العاص ، فسار معاوية وعمرو إلى محمد بن أبي حذيفة ، قبل قدوم قيس بن سعد مصر فعالجا دخول مصر فلم يقدرا على ذلك ، فلم يزالا يخدعان محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى عريش مصر في ألف رجل فتحصن بها ، وجاءه عمرو فنصب المنجنيق عليه حتى نزل في ثلاثين من أصحابه وأخذوا وقتلوا رحمهم الله) !
وقال الطبري في:4/80: (اختلف أهل السير في وقت مقتله فقال الواقدي: قتل في سنة 36 ، وذكر خبر تحصنه في العريش ثم قال: وأما هشام بن محمد الكلبي فإنه ذكر أن محمد بن أبي حذيفة إنما أخذ بعد أن قتل محمد بن أبي بكر ودخل عمرو بن العاص مصر وغلب عليها ، وزعم أن عمراً لما دخل هو وأصحابه مصر أصابوا محمد بن أبي حذيفة ، فبعثوا به إلى معاوية وهو بفلسطين فحبسه في سجن له ، فمكث فيه غير كثير ثم إنه هرب من السجن ، وكان ابن خال معاوية). انتهى .
فرَّ من السجن فلحقه مبعوث معاوية وقتله في فلسطين !
في تاريخ دمشق:52/272: (عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان رجال من أصحاب النبي(ص) يحدثون أن رسول الله (ص) قال: يقتل في جبل الجليل والقطران من أصحابي أو من أمتي ناس ، فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمد بن أبي حذيفة وأصحابه بجبل الجليل والقطران هناك).
وفي الإصابة:6/11: ( كان رجال من الصحابة يحدثون أن النبي(ص)قال: يقتل بجبل الخليل والقطران من أصحابي..... وذكر خليفة بن خياط في تاريخه أن علياً لما ولي الخلافة أقر محمد بن أبي حذيفة على إمرة مصر ، ثم ولاها محمد بن أبي بكر . واختلف في وفاته فقال بن قتيبة: قتله رشدين مولى معاوية ، وقال بن الكلبي: قتله مالك بن هبيرة السكوني) .
وفي أنساب الأشراف ص408 ، أن معاوية حبسه عنده في الشام: (فرماه عمرو بالمنجنيق حتى أخذه أخذاً فبعث به عمرو إلى معاوية فسجنه عنده ، وكانت ابنة قرظة امرأة معاوية ابنة عمة محمد بن أبي حذيفة ، أمها فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تصنع له طعاماً وترسل به إليه وهو في السجن ، فلما سار معاوية إلى صفين ، أرسلت ابنة قرظة بشئ فيه مساحل من حديد إلى ابن أبي حذيفة ، فقطع بها الحديد عنه ، ثم جاء فاختبأ في مغارة بجبل الذيب بفلسطين فدل نبطيٌّ عليه رشدين مولى أبي حذيفة أبيه ، وكان معاوية خلفه على فلسطين ، فأخذه فقال له محمد: أنشدك الله خليت سبيلي! فقال له: أخلي سبيلك فتذهب إلى ابن أبي طالب وتقاتل معه ابن عمتك وابن عمك معاوية ، وقد كنت فيمن شايع علياً على قتل عثمان . فقدمه فضرب عنقه).
وقال البلاذري في أنساب الأشراف407: (وقوم يقولون: أن ابن أبي حذيفة حين أخذ لم يزل حبس معاوية إلى بعد مقتل حجر بن عدي ، ثم إنه هرب فطلبه مالك بن هبيرة بن خالد الكندي ثم السكوني ، ووضع الأرصاد عليه ، فلما ظفر به قتله غضباً لحجر) . انتهى .
أقول: توسط مالك بن هبرية الكندي لحجر بن عدي الكندي ، فلم يقبل معاوية وساطته فغضب ! ثم أرضاه معاوية بالمال . وتدعي هذه الرواية أنه قتل ثأراً بحجر بن عدي شخصية من بني أمية هو محمد بن أبي حذيفة !
وهذه من شائعات معاوية لإبعاد قتل ابن خاله عن نفسه ، اتقاءً لنقمة بني أمية ! لأن آل عتبة الذين منهم محمد وآل أبي أحيحة الذين منهم خالد بن سعيد ، أشرف عندهم من آل حرب ، وآل حرب الذين منهم معاوية أشرف عندهم من آل العاص الذين منهم عثمان !
|
|
|
|
|