عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.20 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-08-2008 الساعة : 09:21 PM


12- قتله الصحابية زوجة عمرو بن الحمق المؤمنة البليغة


أرسل زياد بن أبيه شرطته في الكوفة للقبض على عمرو بن الحمق الخزاعي رحمه الله قبل سنتين من شهادته ففرَّ منه ، وتدل النصوص والقرائن على أن عمرواً عاش هاتين السنتين متخفياً في منطقة الموصل وجبالها ! وقد يكون تخفى فيها في تشريده الأول أيضاً ، عملاً بوصية أمير المؤمنين عليه السلام له .


فألقى ابن زياد القبض على زوجته آمنة بنت الشريد ، وأرسلها الى معاوية فحبسها في الشام سنتين ، ثم أرسل اليها برأس زوجها الى السجن !

وفي ذلك دلالة على أن شخصية آمنة كانت مميزة ، لقوة إيمانها وبلاغتها ، وأن معاوية خاف من تأثير لسانها في الناس فحبسها .

ولا يبعد أن يكون معاوية رآها وكلمها فأجابته بكلامها البليغ القاصع ، فأمر أن تلقى في السجن ! ثم أراد أن ينتقم منها فأرسل اليها رأس زوجها !


وهذا الأسلوب في معاملة النساء يستنكره العرب لأنه يخالف أصول تعاملهم مع المرأة ، ومع حرمة جثمان المقتول ! فلا بد أن يكون عرقاً يهودياً في معاوية ، يكذب ما يحاول أن يظهره من حلم أو تحلَّم ! بل قد تكون هذه المرة الثانية لحبسه زوجة عمرو ، كما أشرنا !


قال الزركلي في الأعلام:1/26: (آمنة بنت الشريد ، زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي: فصيحة من أهل الكوفة . اشتهرت بخبر لها مع معاوية ، وكان قد حبسها في سجن دمشق سنتين ، لفرار زوجها ثم قتل زوجها وجئ برأسه إليها فألقوه في حجرها ، فدعت على معاوية ، فطلبها وسألها فلم تنكر ما قالت ، فأمرها بالخروج فخرجت ، وقال: يحمل إليها ما يقطع به لسانها عني ويخف بها إلى بلدها. فلما أعطيت ما أمر لها به قالت: يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ويبعث إلي بالجوائز ! ورحلت تريد الكوفة فماتت بالطاعون بحمص). ( الديارات114 وأعلام النساء:1/4).


وفي نهاية ابن كثير:8/52: (فقطع رأسه فبعث به إلى معاوية ، فطيف به في الشام وغيرها ، فكان أول رأس طيف به . ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فألقي في حجرها ، فوضعت كفها على جبينه ولثمت فمه وقالت: غيبتموه عني طويلا ، ثم أهديتموه إلي قتيلا فأهلا بها من هدية غير قالية ولا مقلية). انتهى .


وقال ابن طيفور في بلاغات النساء ص59: (فلما أتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن ، وقال للحرسي: إحفظ ما تتكلم به حتى تؤديه إليَّ ، واطرح الرأس في حجرها ! ففعل هذا فارتاعت له ساعة ثم وضعت يدها رأسها وقالت: واحزناً لصَغَره في دار هوان وضيق من ضيمة سلطان . نفيتموه عني طويلاً وأهديتموه إلي قتيلاً ! فأهلاً وسهلاً بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية !

إرجع به أيها الرسول إلى معاوية فقل له ولا تطوه دونه: أيتم الله ولدك ، وأوحش منك أهلك ، ولا غفر لك ذنبك !

فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت ، فأرسل إليها فأتته وعنده نفر فيهم أياس حسل أخو مالك بن حسل ، وكان في شدقيه نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه ، وثقل إذا تكلم ! فقال لها معاوية: أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني؟ قالت: نعم غير نازعة ، ولا معتذرة منه ، ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء إن نفع الاجتهاد ، وإن الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئاً من جزائك ! وإن الله بالنقمة من ورائك ! فأعرض عنها معاوية ، فقال أياس: أقتل هذه يا أمير المؤمنين ، فوالله ما كان زوجها أحق بالقتل منها! فالتفتت إليه فلما رأته ناتئ الشدقين ثقيل اللسان قالت: تباً لك! ويلك بين لحيتيك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس ! إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ . (القصص:19) فضحك معاوية ثم قال: لله درك أخرجي ، ثم لا أسمع بك في شئ من الشام ! قالت: وأبي لأخرجن ثم لا تسمع بي في شئ من الشام ، فما الشام لي بحبيب ولا أعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ، ولا أحن فيها إلى سكن ! ولقد عظم فيها دَيْني وما قرَّت فيها عيني ! وما أنا فيها إليك بعائدة ، ولا حيث كنت بحامدة !

فأشار إليها ببنانه أخرجي ، فخرجت وهي تقول: واعجبي لمعاوية يكف عني لسانه ويشير إلى الخروج ببنانه ! أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد سديد ، أوجع من نوافذ الحديد ! أو ما أنا بابنة الشريد ! فخرجت وتلقاها الأسود الهلالي وكان رجلاً أسود أصلع أسلع أصعل ، فسمعها وهي تقول ما تقول فقال: لمن تعني هذه أ لأمير المؤمنين تعني عليها لعنة الله ! فالتفتت إليه فلما رأته قالت: خزياً لك وجدعاً ، أتلعنني واللعنة بين جنبيك ، وما بين قرنيك إلى قدميك ! إخسأ يا هامة الصعل ووجه الجعل ، فأذلل بك نصيراً ، وأقلل بك ظهيراً ! فبهت الأسلع ينظر إليها ، ثم سأل عنها فأخبر ، فأقبل إليها معتذراً خوفاً من لسانها ، فقالت: قد قبلت عذرك وإن تعد أعد ، ثم لا أستقيل ولا أراقب فيك ! فبلغ ذلك معاوية ، فقال: زعمت يا أسلع أنك لا تواقف من يغلبك ! أما علمت أن حرارة المتبول ليست بمخالسة نوافذ الكلام ، عند مواقف الخصام ! أفلا تركت كلامها قبل البصبصة منها والإعتذار إليها ؟ قال: إي والله يا أمير المؤمنين لم أكن أرى شيئاً من النساء يبلغ من معاضيل الكلام ما بلغت هذه المرأة ، حالستها فإذا هي تحمل قلباً شديداً ولساناً حديداً وجواباً عتيداً ، وهالتني رعباً وأوسعتني سباً .

ثم التفت معاوية إلى عبيد بن أوس فقال: إبعث لها ما تقطع به عنا لسانها ، وتقضي به ما ذكرت من دينها ، وتخفُّ به إلى بلادها . وقال: اللهم اكفني شر لسانها !

فلما أتاها الرسول بما أمر به معاوية قالت: يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ، ويبعث إلي بالجوائز ! فليت أبي كرب سدَّ عني حرَّ صلته ، خذ من الرضعة ما عليها !

فأخذت ذلك وخرجت تريد الجزيرة ، فمرت بحمص فقتلها الطاعون ! فبلغ ذلك الأسلع فأقبل إلى معاوية كالمبشر له فقال له: أفرخ روعك يا أمير المؤمنين ، قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد ، وقد كفيتَ شر لسانها ! قال: وكيف ذلك ؟ قال: مرت بحمص فقتلها الطاعون ! فقال له معاوية: فنفسك فبشر بما أحببت ، فإن موتها لم يكن على أحد أروح منه عليك ! ولعمري انتصفت منها حين أفرغت عليك شؤبوباً وبيلاً ! فقال الأسلع: ما أصابني من حرارة لسانها شئ إلا وقد أصابك مثله أو أشد منه). (ونحوه في تاريخ دمشق:69/40 ، والاختصاص ص15 ، وأسد الغابة:4/101، مختصراً ، ومواقف الشيعة للأحمدي:1/405 ، وغيرها).


أقول: في كل نسخ الرواية (فليت أبي كرب سدَّ عني حرَّه صله ، خذ من الرضعة ما عليها ) ! وقد سمت معاوية بأبي الكرب ، وهو كنية تبع الذي غضب على أهل المدينة فأرسل على زعمائها وكانت أساميهم (زيد)( جاء رسوله قال الأزياد : إنما أرسل إلينا ليملكنا على أهل يثرب فقال أحيحة : والله ما دعاكم لخير ! وقال:

ليت حظي من أبي كَرَبٍ أن يردَّ خيرُه خَبَلَهْ . فذهبت مثلاً). ( الأغاني ص3322 ، وجمهرة الأمثال:ص316 ، ومجمع الأمثال ص649 ، وسيرة ابن هشام:1/ 12 , والمعاني لابن قتيبةص310) ، والمعنى: ليت معاوية أبا المصائب والكرب ، سدَّ عني حرَّ صلته وجائزته ولم يبعثها ! لكن خذ في الجدب الحليب ولو قل ، بمعنى خذ من البخيل صلته القليلة .

هذا ، والذي يقرأ معاوية ، يطمئن بأنه هو الذي قتل آمنة بنت الشريد ! فقد دعا على الأشتر بنحو دعائه عليها ، بعد أن دبَّر من يسقيه السم ! ودعا بنحو ذلك على عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقتله بعد مدة وجيزة !

وقال له حاشيته كما قالوا هنا: (قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد ، وقد كفيتَ شر لسانها )! وهذه العبارة الأخيرة من جلوازه الأسلع عن أزمة معاوية من شر لسانها !

فقد حبسها وزوجها مطارد خوفاً من تأثيرها في الناس ببلاغة لسانها ، فكيف يطلق سراحها بعد أن قتل زوجها وصارت أكثر حرقة وبلاغة !

إن هذا يدلك على أنها أطلقها ليرسل اليها السم في الشام إن أمكن وإلا ففي حمص بلد واليه عليها ابن أثال وأولاده وقومه اليهود أو النصارى المتخصصين بالقتل بالسم الموظفين عند معاوية ، وقد تقدم أن أبن أثال قتل ابن خالد بالسم!


رحم الله آمنة بنت الشريد ، وحشرها مع الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام ،

لأنها استشهدت في دفاعها عن زوجها أمير المؤمنين وذريتها المعصومين صلوات الله عليهم .


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى
رد مع اقتباس