|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 20772
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 1,243
|
بمعدل : 0.20 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ملاعلي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 27-08-2008 الساعة : 04:48 PM
إلزام المنكرين في إثبات سب معاوية لعلي أمير المؤمنين
ما زالت نظرية عدالة الصحابة التي اخترعها بنو أمية تسيطر على عقول أبناء السلف، فهم ما زالوا يرون أن الصحابة مهما فعلوا فهم مبرؤن مغفور لهم من الله سبحانه وتعالى.
وقد حاولوا بكل وسيلة الدفاع عن هذه النظرية، وعن أساسها وهو معاوية بن أبي سفيان الذي رغم العداء والحرب التي حارب بها أهل البيت في عدة معارك، وطمعه بالخلافة، صوروه في حالة اجتهاد وقد أخطأ في كثير من اجتهاداته، ولكنه صحابي مغفور له مهما فعل، ومهما اقترف من الأخطاء.
ومن الفضائح التي حاول أهل السلف سترها على سيدهم معاوية، هو وقوعه مرة بعد مرة في أميرنا أمير المؤمنين وسيد الثقلين، وسبه إياه وشتمه إياه على المنابر، وحاولوا تأويل النصوص، وليها في ما يوافق هواهم وكل ذلك من أجل تبرئة ساحته من هذه التهمة العظيمة.
من ذلك الحديث الواضح الذي ورد في صحيح مسلم
حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال
أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك ان تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به ارمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي
وقد ورد في الترمذي أيضا، وهو حديث صحيح.
وقد وقع أهل السنة في حيرة بين أمرين، فإسقاط حديث من صحيح مسلم أو الحكم بأن معاوية أمر سعدا بسب علي بن أبي طالب عليه السلام، فلم يجدوا من مخرج إلا التأويل:
أما قوله أن مسلم أخرج في صحيحه باب فضائل علي مثل ذلك فكذب أيضاً، فالرواية التي يقصدها هي ما رواه عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال (( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلّفه في مغازيه فقال له عليُّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضىأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْنائنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي ))
وهذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ، فأجابه سعداً عن السبب ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي هذا التيجاني، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث من ذلك شيءٌ فعلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك، ويقول النووي (( قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ )) من كتاب بل ضللت للشيخ خالد العسقلاني.
وهناك شاهد آخر يؤيد هذا القول، وهو النظرية التي يتخذها أهل السلف: (( الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها . قالوا : ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله ))
وهذه هي قاعدتهم العامة.
لن أناقشهم في هذا الحديث، فلقد أشبع بحثا ونقاشا في المنتديات، وما زال أبناء السلف يتشدقون ويأولون، ولن ننسى البدري في شبكة الحق عندما جلس يراوغ ويراوغ حتى اضطر المشرف الكريم لإغلاق الموضوع، ولم ينته الموضوع إلى شيء.
غير أنه وقع في يدي دليل لا يحتمل التأويل، ويقبل أي مناقشة، وقد بحثت في سنده، فوفقني الله سبحانه وتعالى إلى تصحيح سنده من الشذوذ، وهذا ما يرضخ له السلفية، حيث عرفناهم من أول يوم لنا في المنتديات عبادا للسند، لا يرون ولا يقتنعون إلا بما صح سنده، ونحن هنا نعطيهم هدية صح سندها تثبت بدليل قاطع سب سيدهم معاوية لأميرنا علي عليه أفضل الصلاة والسلام.
وقبل الخوض في غمار الموضوع، أود من أي سلفي يمر بهذا الموضوع أن يسأل نفسه هذا السؤال الواضح:
عندما يثبت لي بالدليل القاطع أن معاوية بن أبي سفيان قد سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فهل سوف يغير في أي شيء تجاه معاوية؟ ؟ ؟
إذا كانت الإجابة نعم، فأنا أنصحه بقراءة هذا الموضوع، أما إذا كانت الإجابة لا، وأنه سوف يستمر بقوله ويضيف هذا الأمر إلى قائمة اجتهادات معاوية التي لا تعد ولا تحصى، فأنصحه بالخروج من هذا الموضوع وأن لا يضيع وقته الذي سوف يحاسبه الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة هدرا، فهو سوف لن يستفيد بشيء معين من هذا الموضوع.
المسألة بشكل مبسط، هي ما يسميه السلفية صلح الحسن، أو بيعة الإمام الحسن عليه السلام لمعاوية، وما نسميه نحن الشيعة الإمامية الهدنة التي حصلت بين الحسن عليه السلام ومعاوية.
هذا وقد ناقشنا مسألة ما يسمونه بيعة الإمام الحسن عليه السلام في موضوع لنا سابق فأثبتنا أنه لم تكن هناك أي بيعة، وأنما كل ما جرى هو صلح فقط، وليس بيعة كما يسميه تعنتا أهل السنة.
ولكن الأمر المهم وهو المغزى والمراد من هذا الموضوع، هو: ما هي شروط هذا الصلح؟ ؟ ؟
قبل سنة أو أكثر تقريبا طرحت موضوعا في الإصلاح وتحديت فيها الجميع أن يأتيني بوثيقة الصلح أو معاهدة الصلح التي تمت بين الطرفين، فلم أجد من القوم إلا هروبا كبيرا مع مرتبة الشرف الأولى.
وعندما تساءلت في نفسي ما هو السبب الذي يريده السلفية من إخفاء بنود هذا الصلح، وعندما راجعت كتبهم وجدت المغزى، وهو أحد شروط الصلح التي تهدم كل ما بنوه ودافعوا عنه من ناحية معاوية بن أبي سفيان.
لا أريد أن أطيل على الجميع، فينقلب الموضوع إلى كلام إنشائي، بل سوف ندخل الآن في صلب الموضوع، ونرى عندها هذا الدليل القاطع الذي أدعيه:
الكامل لابن الأثير (3/271):
فلما رأى الحسن تفرق الأمر عنه كتب إلى معاوية وذكر شروطا وقال له: ((إن أنت أعطيتني هذا فأنا سامع مطيع وعليك أن تفي لي به)) وقال لأخيه الحسين وعبد الله بن جعفر: إنني قد راسلت معاوية في الصلح فقال له الحسين: أنشدك الله أن لا تصدق أحدوثة معاوية وتكذب أحدوثة أبيك. فقال له الحسن: اسكت أنا أعلم بالأمر منك. فلما انتهى كتاب الحسن إلى معاوية، وكان قد ارسل عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس إلى الحسن قبل وصول الكتاب ومعهما صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها. وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك. فلما أتت الصحيفة إلى الحسن اشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده. فلما سلم الحسن الأمر إلى معاوية طلب أن يعطيه الشروط التي في الصحيفة التي ختم عليها، فأبى ذلك معاوية وقال له: قد أعطيتك ما كنت تطلب، فلما اصطلحا قام الحسن في أهل العراق فقال: ((يا أهل العراق إنه سخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي))
وكان الذي طلب الحسن من معاوية أن يعطيه ما في بيت مال الكوفة ومبلغه خمسة آلاف ألف وخراج ((دار ابجرد)) من فارس وأن لا يشتم عليا فلم يجبه إلى الكف عن شتم علي، فطلب أن لا يشتم وهو يسمع فأجابه إلى ذلك ثم لم يف به أيضا. انتهى.
أقول: كالعادة، ورغم أن هذا الكلام قد ورد في كتاب من كتب السلفية، إلا أنه لا يساوي شيئا إذ أنه بدون سند، وهم كما وصفناهم في البداية عبادا للسند.
هذا وقبل أن نورد عندنا ما صح سنده لا بد من الوقوف على حال الإمام الأعظم ابن كثير، الذي وكعادته هرب هروبا كلاسيكيا، فتناسى بنود الصلح فمر عليها مرور الكرام، وحاول إخفاء كل شيء، كأنه يود إخفائها عن الجميع.
البداية والنهاية، هامش الصفحة 8/14 :
غير أن محقق الكتاب قد أورد في هامش الكتاب ما أسماه المعاهدة وقال:
صورة من معاهدة الصلح التي وقعها الفريقان. وقد أخذناها من مصادرها حرفيا:
المادة الأولى: تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله، وبسيرة الخلفاء الصالحين.
المادة الثانية: أن يكون الأمر للحسن من بعده وليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد.
المادة الثالثة: أن يترك سب أمير المؤنين والقنوت عليه بالصلاة إلا بخير وقال آخرون أنه أجابه على أن لا يشتم عليا وهو يسمع، وقال ابن الأثير: ثم لم يف به أيضا.المادة الرابعة: يسلم ما في بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف للحسن، وله خراج دار أبجرد، وأن يحمل لأخيه الحسين في كل عام ألفي ألف، ويفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس.
المادة الخامسة: أن لا يأخذ أحدا من أهل العراق بأجنة، وأن يؤمن الأسود والأحمر ويحتمل ما يكون من هفواتهم، وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وتهامهم وحجازهم.
غير أن هذا كله لا يعجب السلفية، فحتى الآن لم نصل إلى سند صحيح، يبين لنا ما وقع في هذا الصلح.
غير أني عند وعدي الذي قطعته في بداية الموضوع، وهو أني سأورد ما صح سنده، وعندها سنرى كيف سوف يستطيع أهل السلف تأويل هذا الخبر:
تاريخ الطبري حوادث سنة 40:
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال حدثنا: عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا اسماعيل بن راشد، قال: بايع الناس الحسن بن علي عليه السلام بالخلافة، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا، وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن، فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر: ألا أن قيس بن سعد قد قتل، فانفروا، فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليه السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته، وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن، وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المادئن، وكان اسمه سعد بن مسعود، فقال له المختار وهو غلام شاب: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن، وتستأمن به إلى معاوية، فقال له سعد: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه! بئس الرجل أنت! فلما رأى الحسن عليه السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح، وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، فقدما على الحسن بالمدائن، فأعطياه ما أراد، وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها. ثم قام الحسن في أهل العراق فقال: يا أهل العراق، أنه سخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي.
ودخل الناس في طاعة معاوية، ودخل معاوية الكوفة، فبايعه الناس.
قال زياد بن عبد الله ،عن عوانة، وذكر نحو حديث المسروقي، عن عثمان بن عبد الرحمن هذا، وزاد فيه: وكتب الحسن إلى معاوية في الصلح، وطلب الأمان، وقال الحسن للحسين ولعبد الله بن جعفر: إني قد كتبت إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان، فقال له الحسين: نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية، وتكذب أحدوثة علي! فقال له الحسن: اسكت أنا أعلم بالأمر منك. فلما انتهى كتاب الحسن بن علي عليه السلام إلى معاوية، أرسل معاوية عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة، فقدما المدائن، وأعطيا الحسن ما أراد، فكتب الحسن إلى قيس بن سعد، وهو على مقدمته في اثني عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية، فقام قيس بن سعد في الناس فقال: يأيها الناس، اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة، أو القتال مع غير إمام، قالوا: لا، بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلالة.
فبايعوا لمعاوية، وانصرف عنهم قيس بن سعد، وقد كان صالح الحسن معاوية على أن جعل له في بيت ماله وخراج دارابجرد على ألا يشتم علي وهو يسمع. فأخذ ما في بيت مال الكوفة، وكان فيه خمسة ألاف ألف.
--------------------------------------------------------------
رجال الإسناد:
1-زياد بن عبد الله: قال محمد بن عقبة السدوسي، عن وكيع بن الجراح: هو أشرف من أن يكذب.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ليس به بأس، حديثه حديث أهل الصدق.
وقال أبو داود: سمعت يحيي بن معين يقول: زياد البكائي في ابن اسحاق ثقة، كأنه يضعفه في غيره.
وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
أقول: هناك بعض أهل العلم ممن ضعف زياد هذا:
النسائي: ضعيف، وفي موضع آخر: ليس بالقوي.
وقد ذكره ابن حبان في المجروحين والعقيلي في الضعفاء.
يقول الدكتور بشار محقق كتاب تهذيب الكمال تعليقا على ذلك: وهو كما قالوا: أثبت من روى في المغازي، عن ابن اسحاق، ومن روايته اختصرها ابن هشام وتلقاها الناس بالقبول.(تهذيب الكمال 2038).
2-موسى بن عبد الرحمن المسروقي:
قال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب عنه أبي قديما، وكتبت عنه معه أخيرا، وهو صدوق، ثقة.
وذكره ابن حبان في الثقات.
قال الذهبي في الكاشف: ثقة، وكذلك قال ابن حجر في التقريب. (تهذيب الكمال).
3-عثمان بن عبد الرحمن الحراني:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين أنه قال: عثمان بن عبد الرحمن التميمي ثقة. قال: وسألت أبي عنه، فقال: صدوق، وأنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء يشبه بقية روايته عن الضعفاء.
وقال أبو أحمد عن عدي: سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق، وقال: لا بأس به متعبد، ويحدث عن قوم مجاهيل بالمناكير.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات وقال: ثقة ثقة إلا أنه كان يروي عن الضعاف، والأقوياء وقال ابن حجر في التهذيب: قال ابن أبي عاصم صدوق اللسان.
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسبب ذلك. (تهذيب الكمال 4429).
4-عوانة: عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الأخباري المشهور الكوفي. يقال كان أبوه عبدا خياطا وأمه أمة وهو كثير الرواية عن التابعين قل أن روى حديثا مسندا، وأكثر المدايني عنه، وقد روى عن عبد الله بن المعتز بن الحسن بن عليل العنزي عن عوانة بن الحكم أنه كان عثمانيا فكان يضع الأخبار لبني أمية. (لسان الميزان 1167).
أقول: كونه عثمانيا لا يضر به، فهو مقبول الرواية عند أهل السنة، أضف إلى هذا أن الذهبي قال عنه: كان صدوقا في نقله. (سير أعلام النبلاء 7/201).
ومن هنا نستخلص أن الرجل صدوق، ولا يضره كونه عثماني.
بقي الآن أمر واحد، وهو حال إسمعيل بن راشد.
أقول: هناك طرق عدة نستطيع الوصول إلى وثاقة الرجل أو على الأقل إلى حسن روايته، وارتقائها، لكن قبل ذلك دعونا نرى حال الرجل كما ذكره أهل العلم:
التاريخ الكبير للبخاري 1114: اسمعيل بن راشد السلمي هو اسمعيل بن راشد بن أبي اسمعيل الكوفي أخو محمد سمع سعيد بن جبير روى عنه حصين، قال أبو نعيم ولدوا هؤلاء في بطن واحد اسمعيل وعمر ومحمد وآخر أيضا.
الجرح والتعديل 567: اسمعيل بن راشد السلمي أخو محمد بن أبي اسماعيل روى عن سعيد بن جبير روى عنه حصين بن عبد الرحمن يعد في الكوفيين.
التاريخ ليحيي بن معين 2940: اسماعيل بن راشد، أخو محمد بن أبي اسماعيل، واسماعيل بن راشد يروي عن حصين وغيره. ومحمد بن أبي اسماعيل يروي عنه حفص بن غياث، ويروي عنه يعلى.
أقول: وقد راجعت كتب الجرح أمثال كتاب الضعفاء للعقيلي وكتابي الذهبي المغني وميزان الاعتدال ولم أقف على أي قدح في الرجل.
والرجل (اسماعيل بن راشد) قد روى عنه حصين بن عبد الرحمن السلمي، فتعالوا قبل أن نحكم على الرجل لنرى حال هذا الرواي عنه:
حصين بن عبد الرحمن السلمي: حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن أحمد بن حنبل قال: حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث. حدثنا عبد الرحمن ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين قال: حصين بن عبد الرحمن ثقة. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: حصين بن عبد الرحمن ثقة في الحديث وفي آخر عمره ساء حفظه، صدوق. أخبرنا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن حصين بن عبد الرحمن فقال: ثقة. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: أي والله. (الجرح والتعديل 837)، وفي التهذيب: قال ابن معين: ثقة وقال العجلي ثقة، وقال ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات.
بقي الآن أن نقف على قاعدة عامة، وهي ما يذكره الإمامان إبو حاتم، وأبو زرعة:
حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه.
حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: أي لعمري.
أقول: وقد اتضح لنا أن حصين من الثقات، وقد روى عن اسماعيل بن راشد، ولم يرد فيه قدح، فمن هنا استطعنا الحكم بوثاقة الرجل، ولا أقل حسنه.
----------------------------------------------
أقول: فاتضح لنا من هنا صحة هذا السند، وفي هذه الرواية من البلاء ما لا يخفى على كل ذي عين بصيرة.
وبعد فهل سيأتي سلفي ليحور في هذه الرواية، أو ليلعب بها ويأولها، أم ماذا سوف يفعلون، أم أنهم سيضيفون إلى قائمة اجتهادات معاوية بن أبي سفيان (التي لعمري لن تنتهي حتى قيام الساعة) إجتهادا جديدا، ونقطة جديدة تحسب في تاريخه.
فإلى أين المفر يا سلفية، وكيف سوف تهربون هذه المرة.
السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، لقد وصل بهم الغيظ أن يشتموك ويلعنوك حتى وأنت ميت، وما هذا إلا لما فعلته بهم وبآبائهم أيام بدر وأحد، لقد جرعتهم غصصا لا تنسى، فأمسوا بحقدكم مجبولين.
|
|
|
|
|