|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 21715
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 59
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
هزبر
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 30-08-2008 الساعة : 11:55 PM
** تذييل **
قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري المعتزلي (ت 538هـ) في تفسيره الموسوم بـ (الكشاف: ج1 ص434) :
[ { ندع أبناءنا وأبناءكم } أي يدع كل مني ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه إلى المباهلة { ثم نبتهل }, ثم نتباهل، بأن نقول: بهلة الله على الكاذب منا ومنكم. والبهلة -بالفتح والضم-: اللعنة، وبهله الله: لعنه وأبعده من رحمته, من قولك: أبهله إذا أهمله، وناقة باهل: لا صرار عليها، وأصل الابتهال هذا, ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا. وروي أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا: حتى نرجع وننظر، فلما تخالوا قالوا للعاقب -وكان ذا رأيهم-: يا عبد المسيح! ما ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن، فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غدا محتضنا الحسين, آخذا بيد الحسن, وفاطمة تمشي خلفه, وعلي خلفها, وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى! إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها, فلا تباهلوا فتهلكوا, ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم! رأينا أن لا نباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا، قال: فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فأبوا، قال: فإني أناجزكم، فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة, ألف في صفر, وألف في رجب, وثلاثين درعا عادية من حديد، فصالحهم على ذلك وقال: والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله, حتى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله, ثم جاء الحسين فأدخله, ثم فاطمة, ثم علي, ثم قال: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت },
فإن قلت: ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه, وذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه, فما معنى ضم الأبناء والنساء؟
قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله, واستيقانه بصدقه, حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحب الناس إليه لذلك ، ولم يقتصر على تعريض نفسه له, وعلى ثقته بكذب خصمه, حتى يهلك خصمه مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة، وخص الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب، وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يقتل، ومن ثمة كانوا يسوقون مع أنفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الذادة عنهم بأرواحهم حماة الحقائق، وقدمهم في الذكر على الأنفس, لينبه على لطف مكانهم, وقرب منزلتهم, وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس, مفدون بها ، وفيه دليل لا شئ أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام، وفيه برهان واضح على صحة بنوة النبي صلى الله عليه وسلم, لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف, أنهم أجابوا إلى ذلك ].
وقال أبو بكر أحمد بن علي الجصاص الرازي الحنفي (ت 370هـ) في كتابه (أحكام القرآن: ج2 ص18) :
[ ...فقال تعالى: { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم -الآية- }, فنقل رواة السير ونقلة الأثر لم يختلفوا فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة رضي الله عنهم, ثم دعا النصارى الذين حاجوه إلى المباهلة، فأحجموا عنها, وقال بعضهم لبعض: إن باهلتموه اضطرم الوادي عليكم نارا, ولم يبق نصراني ولا نصرانية إلى يوم القيامة.. ].
* شبهة واهية *
قال أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني (ت 489هـ) في (تفسيره: ج1 ص327) :
[ فإن قال قائل: كيف قال: { وأنفسنا } وعلي رضي الله عنه غيره؟ قيل: العرب تسمى ابن عم الرجل نفسه، وعلي كان ابن عمه، وقيل : ذكره على العموم لجماعة أهل الدين ].
قلت:
لو أراد رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله { وأنفسنا } بنوة العم لذاتها, لما اقتصر على علي سلام الله عليه ولأحضر بقية بني عمه, ولو أراد من قوله هذا عموم جماعة الدين, لأحضر كل المسلمين ليباهلوا معه النصارى!
وحيث أنه لم يحضر -بالإجماع- غير علي صلوات الله عليه مصداقا لـ { أنفسنا } علم أنه لم يرد معنى (أبناء عمنا) ولم يرد (أهل ديننا) وإنما أراد معنىً لا مصداق له غير علي وهو المماثلة في السجايا والأخلاق والكمالات.
والله ولي التوفيق.
|
|
|
|
|