عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.20 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-09-2008 الساعة : 12:58 AM


قتل الصحابة لعثمان ... و بيعتهم لعلي بن أبي طالب (ع)



الصحابة يثورون على عثمان لتسليطه قبيلته على مقدرات المسلمين !

عانت الأمة في كل أقاليمها من تسليط عثمان لأقاربه وقبيلته بني أمية على أموال المسلمين وأبدانهم ، فقد كوَّنَ من مقربيه طبقة (قوارين) استاثرت بأموال الدولة والفتوحات ، حتى كان بعضهم يكسر الذهب بالفؤوس ! في حين كان عامة المسلمين يعيشون الحاجة ، وبعضهم يعانون جوعاً حقيقياً وعرياً حقيقياً !
وقد كان أبرار الأمة كأويس القرنيرحمه الله كانوا يعتذرون الى الله تعالى من موت من يموت من المسلمين من الجوع والعري !
وقد استنكر الصحابة في المدينة هذا الوضع ، وجاؤوا من الأمصار معترضين ! ونصحوا عثمان نصحاً مرات ، ثم وبخوه توبيخاً ! ولما رأوا أن ذلك لاينفع ثاروا عليه وحاصروه في دار الخلافة لأكثر من شهر ، طالبين منه أن يتوب أويخلع نفسه ، فلم يفعل فقتلوه ومنعوا دفنه في مقابر المسلمين ، وخرجوا متظاهرين مطالبين علياً عليه السلام أن يتولى الخلافة .
قال عليٌّ عليه السلام واصفاً هتاف المسلمين ومجيئهم الى بيته بعد مقتل عثمان:
( فأقبلتم إليَّ إقبال العوذ المطافيل على أولادها ، تقولون البيعة البيعة . قبضت كفي فبسطتموها ، ونازعتكم يدي فجاذبتموها ) . ( نهج البلاغة:2/20) .
ومعنى العوذ المطافيل: الأمهات من الظباء والإبل وغيرها ذوات الأطفال ، التي تهرع من أجل أطفالها ، أوعند فقدها !


صور من الظلم في عهد عثمان

صحابة يكسرون الذهب بالفؤوس ، وناس يموتون من الجوع !

روى المحدثون والمؤرخون السنيون كثيراً من أعمال عثمان في تسليط بني أمية على المسلمين ، وقصصاً من توزيعه أموال الدولة عليهم ، وعلى المقربين اليه كصهره عبد الرحمن بن عوف !
قال ابن سعد في الطبقات:3/136: (إن عبد الرحمن عوف توفي وكان فيما ترك ذهبٌ قطع بالفؤوس ، حتى مَجَلت أيدي الرجال منه ). انتهى .

وجاء في هامش بحار الأنوار:31/222: (قال الحلبي في سيرته:2/87: وكان من جملة ما انتقم به على عثمان أنه أعطى ابن عمه مروان بن الحكم مائة ألف ، وخمسين أوقية . وروى البلاذري في الأنساب:5/25 ، وابن سعد في الطبقات:3/44: أن عثمان كتب لمروان بخمس مصر وأعطى أقرباءه المال ، وتأول في ذلك الصلة التي أمر الله بها ، واتخذ الأموال ، واستسلف من بيت المال .
وقال ابن الأثير في الكامل:3/38: وظهر بهذا أن عثمان أعطى عبد الله بن سعد خمس الغزوة الأولى ، وأعطى مروان خمس الغزوة الثانية ، التي افتتحت فيها جميع إفريقية .
وفي رواية الواقدي وذكره ابن كثير في تاريخه:7/152: صالح عثمان خمس إفريقية بطريقها على ألفي ألف دينار ، فأطلقها كلها عثمان في يوم واحد لآل الحكم ، ويقال: لآل مروان .
وفي تاريخ الطبري:5/50: كان الذي صالحهم عليه ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار.... إلى أن قال: كان الذي صالحهم عبد الله بن سعد على ثلاثمائة قنطار ذهب ، فأمر بها عثمان لآل الحكم ، قلت: أولمروان ؟ قال: لا أدري....
ذكر اليعقوبي في تاريخه:2/145، فقال: زوج عثمان ابنته من عبد الله بن خالد بن أسيد وأمر له بستمائة ألف درهم ، وكتب إلى عبد الله بن عامر أن يدفعها إليه من بيت مال البصرة !
وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:1/67: أن عثمان أعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال . وأورد فيه أيضاً أنه أعطى عبد الله بن أبي سرح جميع ما أفاء الله عليه في فتح افريقية بالمغرب ، وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة ، من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين ! .
وأورد البلاذري في الأنساب:5/49 ، وابن كثير في تاريخه:7/157وغيرهما: أنه بعث عثمان إلى ابن أبي حذيفة بثلاثين ألف درهم وبجمل عليه كسوة ، فأمر فوضع في المسجد وقال: يا معشر المسلمين ألا ترون إلى عثمان يخادعني عن ديني ويرشوني عليه !
كما وقد ذكره شيخنا الأميني في غديره:9/144 ، وأدرج لنا في:8/286 منه قائمة بجملة من هباته مع مصادرها ، نذكرها درجاً: فقد أعطى لمروان500000 دينار ذهب ، و100000 درهم فضة ، ولابن أبي سرح 100000 دينار ، ولطلحة ضعفه مع ثلاثين مليون درهم مرة ، ومليونين ومئتين ألف درهم فضة ، ولعبد الرحمن2560000 دينار ، وليعلي بن أمية نصف مليون دينار ، ولزيد بن ثابت مائة ألف دينار. . وهكذا دواليك للحَكَم وآل الحَكَم ، والحارث ، وسعيد ، والوليد ، وعبد الله ، وأبي سفيان ، والزبير وابن أبي الوقاص ، وغيرهم من حزبه وأعوانه يطول علينا درجها فضلا من إحصائها ). انتهى.
~ ~
أقول:
لا مانع شرعاً أن يملك الصحابي ويتاجر فيكون من كبار الأثرياء ، لكن يجب أن يكون مصدر ماله من الحلال ، وأن يراعي حالة الفقر الشديدة التي كان المسلمون يعيشونها في عصر النبي صلى الله عليه وآله وبعده !
كان الفقر عاماً في عصر النبي صلى الله عليه وآله حتى أن الأمر وصل ببعضهم الى أنه لايملك ثوباً ساتراً ! فقد روى الصدوق في مصادقة الإخوان ص36، بسنده قال: (أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وآله رجلٌ فقال: ما أبطأ بك ؟ فقال العُرْيُ يا رسول الله ! فقال: أما كان لك جار له ثوبان فيعيرك أحدهما ، فقال بلى يا رسول الله ، فقال ما هذا لك بأخ ). انتهى .
لكن هل تغير الحال بعد النبي صلى الله عليه وآله على عامة الناس رغم ذهب الفتوحات في عصر أبي بكر وعمر وعثمان ، وتحول الدولة الإسلامية الى دولة كبرى !

تقول الشواهد التاريخية الكثيرة إن حالة الغنى واليسر كانت محصورة بالخليفة وبطانته ، وبأكثر قادة الفتوحات وبطانتهم التي حولهم .
والأمثلة على ذلك كثيرة ، نكتفي منها بأويس القرني الذي كان معاصراً لابي بكر وعمر وعثمان ، والذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يراه المسلمون ، وأوصاهم أن يبلغوه سلامه ، وأن يحرص أحدهم على أن يحصل منه على كلمة دعاء: (غفر الله لك) ! وقد دعا لبعض الصحابة ولم يدع لبعضهم !
فما سجله الرواة عن حياة أويس يدل على وجود فقر شديد في مجتمع الكوفة وجماهير المسلمين ، ونصوصه الصحيحة في مصادر أتباع الخلافة كثيرة، وقد استعرضنا سيرته في أول المجلد الرابع من العقائد الإسلامية ):
(كان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ثم قال: أللهم من مات جوعاً فلا تؤاخذني به ، ومن مات عرياً فلا تؤاخذني به).(حلية الأولياء:2/87).

( إن كان أويس القرني ليتصدق بثيابه ، حتى يجلس عرياناً لايجد ما يروح فيه الى الجمعة ). (سيرأعلام النبلاء:4/29 وحلية الأولياء:2/83 ) .

(اللهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعة وجسد عار ، وليس لي إلا ما على ظهري ، وفي بطني) .(مستدرك الحاكم:3/406 :والبيهقي في شعب الإيمان:1/524) .

وفي لسان الميزان:1/280 وسير أعلام النبلاء:33/294: (كان أويس يجالس رجلاً من فقهاء الكوفة يقال له يسير ففقده ، فإذا هوفي خص له قد انقطع من العري )!

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله : إن من أمتي من لايستطيع أن يأتي مسجده أومصلاه من العري ، يحجزه إيمانه أن يسأل الناس ، منهم أويس القرني).(أعلام النبلاء:4/29)

وهذا يدل على أن ثروة الدولة والفتوحات كانت دُولةً بين الخليفة وحاشيته ، وبعض القادة وبعض الجنود حولهم ! أما عامة الناس خاصة الذين لايداهنون الخليفة ورجاله كأويس القرني ، فكانوا في فقر مدقع ، وقد يعاني بعضهم من العري ، وقد يموت من الجوع !
~ ~
والأخطر من ذلك أنه لا أمن لأحد على حياته ودمه من غارة السلطة وأزلامها ، فقد يقتل الصحابي أو التابعي ، بتلفيق شكاية عليه بأنه طعن في الخليفة بكلمة !
وإذا كانت السلطة لاتعرف حرمةً للدم والكرامة ، فكيف تعرف حرمةً لمال ؟!
قال الحاكم في المستدرك:3/405: (جاء رجل من مراد الى أويس القرني فقال: السلام عليكم ، قال: وعليكم . قال: كيف أنتم يا أويس؟ قال: الحمد لله . قال: كيف الزمان عليكم ؟ قال: لا تسأل ! الرجل إذا أمسى لم ير أنه يصبح ، وإذا أصبح لم ير أنه يمسي ! يا أخا مراد ، إن الموت لم يبق لمؤمن فرحاً . .

تابع الصحابة يثورون على عثمان لتسليطه قبيلته على مقدرات المسلمين !


يا أخا مراد ، إن عرفان المؤمن بحقوق الله لم تبق له فضة ولا ذهباً .
يا أخا مراد ، إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقاً ! والله أنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذوننا أعداء ، ويجدون على ذلك من الفاسقين أعواناً ، حتى والله لقد يقذفوننا بالعظائم ، ووالله لا يمنعني ذلك أن أقول بالحق )! . انتهى .
وروى ابن حبان في المجروحين:3/151: (وكان رجلاً يلازم المسجد في ناس من أصحابه ، وكان ابن عم له يلزم السلطان تولع به ، فإن رآه مع قوم أغنياء قال ما هوإلا يشاكلهم ! وإن رآه مع قوم فقراء ، قال ما هوإلا يخدعهم ! وأويس لايقول في ابن عمه إلا خيراً ) ! . انتهى.
~ ~
وقد تسأل لماذا قال أويسرحمه الله : اللهم من مات جوعاً فلا تؤاخذني به ، ومن مات عرياً فلا تؤاخذني به ! فهل يموت إنسان من العري ؟!
وجوابه: أن أويساًرحمه الله يدرك بفهمه الشفاف ترابط أسباب الموت ، وأن العري والجوع متلازمان ، أوأن العري يجر الى الجوع فيكون السبب الأساس للموت !

صورة من محاصرة الصحابة لعثمان وقتلهم إياه !


قال ابن سعد في الطبقات:3/71:
(كان المصريون الذين حصروا عثمان ستمائة ، رأسهم عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وكنانة بن بشر بن عتاب الكندي ، وعمروبن الحمق الخزاعي . والذين قدموا من الكوفة مائتين ، رأسهم مالك الأشتر النخعي . والذين قدموا من البصرة مائة رجل ، رأسهم حكيم بن جبلة العبدي ).

وقال ابن عبد البر في الإستيعاب:2:411: (عبد الرحمن بن عديس البلوي ، مصري شهد الحديبية.... ممن بايع تحت الشجرة رسول الله (ص) قال أبوعمر: هوكان الأمير على الجيش الذين حصروا عثمان وقتلوه ) . انتهى .

وفي مجمع الزوائد:9/95: (عن مالك يعني ابن أنس قال: قتل عثمان فأقام مطروحاً على كناسة بني فلان ثلاثاً ، وأتاه اثنا عشر رجلاً منهم جدِّي مالك بن أبي عامر ، وحويطب بن عبد العزى ، وحكيم بن حزام ، وعبد الله بن الزبير وعائشة بنت عثمان ، معهم مصباح في حُق ، فحملوه على باب وإن رأسه تقول على الباب طق طق ، حتى أتوا البقيع فاختلفوا في الصلاة عليه فصلى عليه حكيم بن حزام أوحويطب بن عبدالعزى شك عبدالرحمن . ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرن الناس غداً !! فحملوه حتى أتوا به حِشَّ كوكب ، فلما دلوه في قبره صاحت عائشة بنت عثمان فقال لها ابن الزبير: أسكتي فوالله لئن عدت لأضربن الذي فيه عينك ، فلما دفنوه وسووا عليه التراب ، قال لها ابن الزبير: صيحي ما بدا لك أن تصيحي ). انتهى . وقال: (رواه الطبراني وقال الحش البستان ، ورجاله ثقات ).انتهى. (راجع المعجم الكبير للطبراني:1/78 ، وتاريخ دمشق:39/532 ، وتهذيب الكمال:19/457، وتلخيص الحبير لابن حجر:5/275 ).

وهذا النص الموثق عندهم ، يدل على مدى ما وصلت اليه نقمة الصحابة على عثمان ، حيث تركوا جنازته مرمية ثلاثة أيام في مكان غير مناسب ، وحرَّموا الصلاة عليها ودفنها ! حتى تجرأ بضعة أشخاص في الليلة الثالثة فأخذوا جنازته ليلاً سراً عن المسلمين ليدفنوه في البقيع ، وكانوا على عجلة وخوف أن يشعر المسلمون بهم ، فرآهم شخص وهددهم بأنهم إن صلوا عليه أودفنوه في مقابر المسلمين فسيخبر الصحابة والتابعين غداً ! فخافوا أن يؤاخذهم المسلمون ، فهربوا بجنازته الى خارج البقيع ، وكسروا جدار بستان نخل ليهودي (حش كوكب) ودفنوه فيه طمّاً بلا لحد ولا لبن ، ولم يسمح ابن الزبير لابنة عثمان أن تبكي حتى لايسمع المسلمون بكاءها فيحضروا ويأخذوا الجنازة منهم ويرمونها !
وينبغي التحفظ في أسماء الذين حضروا دفنه ، لأنهم كان يتقربون بذلك الى معاوية ! وكذلك في عدم ذكر حماية علي عليه السلام للذين دفنوه من جماعة طلحة !

وفي رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة:1/64: (فاحتملوه على باب وإن رأسه ليقول: طق طق ، فوضعوه في موضع الجنائز ، فقام إليهم رجال من الأنصار ، فقالوا لهم: لا والله لاتصلون عليه.... فاحتملوه ثم انطلقوا مسرعين.... فدفنوه ، ولم يلحدوه بلبن ، وحثوا عليه التراب حثواً ). انتهى .
قال الأميني رحمه الله في الغدير:9/93:
6 - روى المدائني في كتاب مقتل عثمان: أن طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام ، وإن علياً لم يبايع الناس إلا بعد قتل عثمان بخمسة أيام ، وأن حكيم بن حزام أحد بني أسد بن عبد العزى وجبير بن مطعم بن الحرث بن نوفل استنجدا بعلي على دفنه ، فأقعد طلحة لهم في الطريق ناساً بالحجارة فخرج به نفر يسير من أهله وهم يريدون به حائطاً بالمدينة يعرف بحش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فلما صار هناك رجم سريره وهموا بطرحه ، فأرسل علي إلى الناس يعزم عليهم ليكفوا عنه ، فكفوا فانطلقوا به حتى دفنوه في حش كوكب .
وأخرج المدائني في الكتاب قال: دفن عثمان بين المغرب والعتمة ، ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم وابنة عثمان وثلاثة من مواليه ، فرفعت ابنته صوتها تندبه وقد جعل طلحة ناساً هناك أكمنهم كميناً فأخذتهم الحجارة وصاحوا: نعثل نعثل ، فقالوا: الحائط الحائط . فدفن في حائط هناك .
7- أخرج الواقدي قال: لما قتل عثمان تكلموا في دفنه فقال طلحة: يدفن بدير سلع. يعني مقابر اليهود. ورواه طبري في تاريخه5: 143غيرأن فيه مكان طلحة: رجل). انتهى.
أقول: المرجح عندي رواية المدائني ،وقد رواها الطبري في تاريخه:3/439 ، وجاء في رواية أخرى له: (حتى انتهوا إلى نخلات عليها حائط ، فدقوا الجدار ثم قبروه في تلك النخلات...فذهبت نائلة تريد أن تتكلم فزبرها القوم وقالوا أنا نخاف عليه من هؤلاء الغوغاء أن ينبشوه فرجعت نائلة إلى منزلها ). انتهى .
وفي تاريخ الطبري:3/440 ، عن أبي عامر قال: (كنت أحد حملة عثمان حين قتل حملناه على باب ، وإن رأسه لتقرع الباب لإسراعنا به ، وإن بنا من الخوف لأمراً عظيماً حتى واريناه في قبره في حش كوكب ) . انتهى


قتل الصحابة لعثمان ... و بيعتهم لعلي بن أبي طالب (ع)



من نبل علي عليه السلام في محاصرة المسلمين لعثمان !

قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسية:1/34: (أقام أهل الكوفة وأهل مصر بباب عثمان ليلاً ونهاراً ، وطلحة يحرض الفريقين جميعاً على عثمان . ثم إن طلحة قال لهم: إن عثمان لا يبالي ما حصرتموه ، وهويدخل إليه الطعام والشراب فامنعوه الماء أن يدخل عليه ) !
وفي شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي:1/344: ( عن الزبير أنه قيل له إن عثمان محصور وإنه قد منع الماء ! فقال:وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ) !

وفي أمالي الطوسي ص714: ( وقيل لعلي: إن عثمان قد منع الماء ، فأمر بالروايا فعكمت ، وجاء للناس علي فصاح بهم صيحة فانفرجوا ، فدخلت الروايا ، فلما رأى علي اجتماع الناس ووجوههم ، دخل على طلحة بن عبيدالله وهومتكئ على وسائد ، فقال: إن هذا الرجل مقتول فامنعوه . فقال: أما والله ، دون أن تعطي بنوأمية الحق من أنفسها ) !
~ ~
أرسل عثمان وهومحاصر رسالة مع عبد الله بن عباس الى علي عليه السلام ، يسأله فيها الخروج إلى أرضه بينبع ليقلَّ هَتْفُ الناس باسمه للخلافة ، بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل ، فقال عليه السلام : يا ابن عباس مايريد عثمان إلا أن يجعلني جملاً ناضحاً بالغرب ، أقبل وأدبر ! بعث إليَّ أن أخرج ، ثم بعث إليَّ أن أقدم ، ثم هوالآن يبعث إليَّ أن أخرج ! والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً ).( نهج البلاغة:2/233).
وقال الشيخ محمد عبده في هامشه: (كان الناس يهتفون باسم أمير المؤمنين للخلافة ، أي ينادون به وعثمان رضي الله عنه محصور ، فأرسل إليه عثمان يأمره أن يخرج إلى ينبع ، وكان فيها رزق لأمير المؤمنين فخرج ، ثم استدعاه لينصره فحضر ، ثم عاود الأمر بالخروج مرة ثانية ) ! انتهى .

أقول: وقد نصح أمير المؤمنين عليه السلام عثمان مرات ، نصيحة مشفق على المسلمين وعليه ، كما توسط مرات بينه وبين الصحابة والتابعين الشاكين ، وكان عليه السلام يعطي الرأي الشرعي في حل المشكلة ، ولكن حاشية عثمان خاصة مروان بن الحكم ، كانوا يخربون ما يصلحه علي عليه السلام !
وكانت آخر وساطات علي عليه السلام بين عثمان والوفد المصري الواسع الذي جاء شاكياً تعسف الوالي الأموي مطالباً بتغييره ، فخضع عثمان لمطلبهم ، وكتب مرسوم تعيين محمد بن أبي بكر حاكماً على مصر ، وسافر الوالي الجديد مع الوفد ، لكنهم بعد مسافة قصيرة قبضوا على رسول من عثمان يحمل رسالة الى واليه الأموي في مصر ، يأمره فيها بضرب أعناق الوفد المصري ومحمد بن أبي بكر ! فرجع المصريون الى المدينة غاضبين ، وانضم اليهم الناقمون من الصحابة وأهل الكوفة ، وحاصروا دار الخلافة مطالبين باستقالة عثمان !
ويظهر أن طلب عثمان من علي عليه السلام أن يخرج من المدينة كان في أواخر حصاره ، وأن علياً أطاعه ، فخرج الى بستان أنشأه خارج المدينة:
ففي أنساب الأشراف للبلاذري: ص 206 ،(عن أبي المتوكل ، قال: قتل عثمان وعلي بأرض له يقال لها البغيبغة ، فوق المدينة بأربعة فراسخ ، فأقبل عليٌّ فقال له عمار بن ياسر: لتنصبنَّ لنا نفسك أولنبدأن بك ، فنضب لهم نفسه فبايعوه).انتهى.
أقول: لا يمكن قبول ما نقله عن عمار ، فهوأجلُّ من ذلك .

وفي كمال الدين لللصدوق ص546 ، عن أبي الدنيا: (لما حوصر عثمان بن عفان في داره دعاني فدفع إلي كتاباً ونجيباً وأمرني بالخروج إلى علي بن أبي طالب وكان غائباً بينبع في ضياعه وأمواله ، فأخذت الكتاب وسرت حتى إذا كنت بموضع يقال له: جدار أبي عباية فسمعت قرآناً فإذا أنا بعلي بن أبي طالب يسير مقبلاً من ينبع وهو يقول: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ، فلما نظر إلي قال: يا أبا الدنيا ما وراءك ؟ قلت: هذا كتاب أمير المؤمنين عثمان ، فأخذه فقرأه فإذا فيه: فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي … وإلا فأدركني ولما أمزق
فإذ قرأه قال: برَّ سرَّ ، فدخل إلى المدينة ساعة قتل عثمان بن عفان فمال إلى حديقة بني النجار ، وعلم الناس بمكانه فجاؤوا إليه ركضاً وقد كانوا عازمين على أن يبايعوا طلحة بن عبيد الله ، فلما نظروا إليه ارفضُّوا إليه ارفضاض الغنم يشد عليها السبع ، فبايعه طلحة ثم الزبير ، ثم بايع المهاجرون والانصار ) . انتهى.
~ ~
وفي الأنساب للبلاذري:5/81: عن ابن سيرين: لم يكن من أصحاب النبي(ص) أشد على عثمان من طلحة ) !
وفي شرح نهج البلاغة:9/35: (روى أن عثمان قال: ويلي على ابن الحضرمية يعني طلحة ، أعطيته كذا وكذا بهاراً ذهباً ، وهويروم دمي يحرض على نفسي ! اللهم لا تمتعه به ولقه عواقب بغيه ) . انتهى .
والبهار جلد ثور ، يوضع فيه الذهب غير المسكوك ، وقد يصل الى 300 كيلو.
~ ~
قال الأميني في الغدير:9/96: (أخرج البلاذري من طريق يحيى بن سعيد قال: كان طلحة قد استولى على أمر الناس في الحصار ، فبعث عثمان عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، إلى علي بهذا البيت:
وإن كنت مأكولاً فكن أنت آكلي… وإلا فأدركني ولمَّا أمزق
وقال أبومخنف: صلى علي بالناس يوم النحر وعثمان محصور فبعث إليه عثمان ببيت الممزق ، وكان رسوله به عبد الله بن الحارث ففرق علي الناس عن طلحة ، فلما رأى ذلك طلحة دخل على عثمان فاعتذر ، فقال له عثمان: يا ابن الحضرمية ! ألَّبْتَ عليَّ الناس ودعوتهم إلى قتلي ، حتى إذا فاتك ما تريد جئت معتذراً ، لا قبل الله ممن قبل عذرك ). الأنساب 5: 77 . 15

وفي كتاب الجمل للمفيد ص232: (وروى محمد بن اسحاق عن أبي جعفر الأسدي عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: كنت مع عثمان وهومحصور ، فلما عرف أنه مقتول بعثني وعبد الرحمن بن أزهر إلى علي عليه السلام وقد استولى طلحة على الأمر وقال: إنطلقا وقولا له: إنك أولى بالأمر من ابن الحضرمية ، فلا يغلبنك على أمر ابن عمك ).انتهى.

علي عليه السلام يستجيب لإصرار الصحابة على بيعته !


بعد خمسة أيام أوثمانية أيام من مقتل عثمان ، وإصرار الصحابة على علي عليه السلام أن يقبل البيعة وينهض لإصلاح الأمور فأجابهم عليه السلام ، وبايعه في المسجد الذين بايعوا أبا بكر ، وخطب فقال: ( ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم ، إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات ، حجزته التقوى عن تقحم الشبهات . ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم صلى الله عليه وآله ! والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ، ولتغربلن غربلة ، ولتساطن سوط القدر ، حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم ، وليسبقن سابقون كانوا قصروا ، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا ! والله ما كتمت وشمة ، ولا كذبت كذبة ، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم !
ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار . ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة.
حقٌّ وباطلٌ ولكل أهل ، فلئن أمر الباطل لقديماً فعل ، ولئن قل الحق فلربما ولعل ، ولقلما أدبر شئ فأقبل ) . ( نهج البلاغة:1/46 ) . .



توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى
رد مع اقتباس