|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 22423
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 27
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
احمد الخير
المنتدى :
المنتدى العقائدي
أبو سفيان يحب الفتنة
بتاريخ : 20-09-2008 الساعة : 03:49 PM
أبو سفيان يحب الفتنة ! وكان ( 2 ) أبو سفيان يوم بويع أبو بكر يثير الفتن ، ويقول : إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم ، يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم ؟ أين المستضعفان ؟ أين الأذلان علي وعباس ؟ ما بال هذا الأمر في أقل حي من قريش ؟
ثم قال لعلي : ابسط يدك أبايعك ، فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا . فأبى علي عليه السلام عليه ، فتمثل بشعر المتلمس ( 3 ) :
ولن يقيم على خسف يراد به * إلا الأذلان عير الحي والوتد هذا على الخسف مربوط برمته * وذا يشج فلا يبكي له أحد
* ( هامش ) *
( 1 ) تذكرة الخواص : ص 200 - 201 ، شرح نهج البلاغة : 6 / 288 خطبة 83 ، جمهرة خطب العرب : 2 / 22 رقم 18 ، الغدير : 10 / 237 .
( 2 ) الغدير 3 / 357 .
( 3 ) هو جرير بن عبد المسيح من بني ضبيعة ، توجد ترجمته في الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 99 ومعجم الشعراء ( المؤلف ) . ( * )
____________________28_______________________ فزجره علي ، وقال : " والله ما أردت بهذا إلا الفتنة ، وإنك والله طالما بغيت للإسلام شرا ، لا حاجة لنا في نصحك ( 1 ) .
وجعل يطوف في أزقة المدينة ، ويقول :
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي
فقال عمر لأبي بكر : إن هذا قد قدم وهو فاعل شرا ، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستألفه على الإسلام فدع له ما بيده من الصدقة . ففعل ، فرضي أبو سفيان وبايعه ( 2 ) .
أبو سفيان في اليرموك : تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي سفيان بعد أن أعلن إسلامه تعامله مع المؤلفة قلوبهم ، فأعطاه من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية فضة وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية كل واحد مثله ليتألف قلوبهم على الإسلام .
غير أن أبا سفيان بقي يحمل في نفسه روح التحامل على الإسلام والكيد له ، وقد ظهر ذلك الموقف يوم معركة اليرموك .
ففي خبر عبد الله بن الزبير : إنه رآه يوم اليرموك ، قال فكانت الروم إذا ظهرت ، قل أبو سفيان : إيه بني الأصفر ! فإذا كشفهم المسلمون قال أبو سفيان :
* ( هامش ) *
( 1 ) الكامل لابن الأثير : 2 / 11 حوادث سنة 11 ه ( المؤلف )
( 2 ) العقد الفريد : 4 / 85 ، الغدير : 3 / 357 . ( * )
وبنو الأصفر الملوك ملوك * الروم لم يبق منهم مذكور ( 1 )
فحدث به ابن الزبير أباه ، فلما فتح الله على المسلمين ، قال الزبير : قاتله الله يأبى إلا نفاقا ، أولسنا خيرا من بني الأصفر ؟ ( 2 ) .
نكران الآخرة : وفي كل موقف يفصح أبو سفيان عما في نفسه من رواسب الجاهلية وعقائدها ، ولعل أخطر ما صرح به أبو سفيان بعد إسلامه هو نكرانه لعالم الآخرة ، ولما فيها من
جزاء ، نقرأ ذلك فيما نقله إلينا ابن عبد البر في الإستيعاب من ( 3 ) طريق ابن المبارك عن الحسن : أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة إليه فقال : صارت إليك بعد تيم
وعدي فأدرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني أمية ، فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار ، فصاح به عثمان : قم عني فعل الله بك وفعل . الإستيعاب ( 4 ) .
وفي تاريخ الطبري ( 5 ) : يا بني عبد مناف تلقفوها تلقف الكرة ، فما هناك جنة ولا نار .
* ( هامش ) *
( 1 ) هذ البيت من جملة أبيات النعمان بن امرئ القيس . ( المؤلف )
( 2 ) الغدير : 3 / 356 ، وخبر عبد الله بن الزبير نقله صاحب الغدير عن " كتاب النزاع والتخاصم " 54 .
( 3 ) الغدير : 8 / 392 .
( 4 ) الإستيعاب : القسم الرابع / 1678 - 1679 رقم 3005 .
( 5 ) تاريخ الأمم والملوك : 10 / 58 حوادث سنة 284 هـ . ( * )
وفي لفظ المسعودي : يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة . مروج الذهب ( 1 ) .
أجل عاش أبو سفيان في الجاهلية زنديقا ، وعاش في كنف الإسلام قرابة خمسة عشر عاما حتى استلم عثمان الخلافة فأعلن عن عقيدته التي كتمها بصريح العبارة " لا أدري ما جنة ولا نار " ! وهذه العبارة عبارة مرتد في الفقه الإسلامي ، لأنه أنكر ضروريا من ضروريات
الدين ، لكن خليفة المسلمين لم يتخذ أي إجراء ضده ، بل نراه يغدق عليه من أموال المسلمين ! عطية الخليفة عثمان أبا سفيان ( 2 ) .
أعطى الخليفة عثمان أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال . قال ابن أبي الحديد في الشرح ( 3 ) .
* ( هامش ) *
( 1 ) مروج الذهب : 2 / 360 ، وراجع " كتاب النزاع والتخاصم " ص 56 ، وهنا انتهى نص الغدير : 8 / 392 .
( 2 ) الغدير : 8 / 392 .
( 3 ) شرح النهج : 1 / 199 ، خطبة 3 . ( * )
____________________31_______________________ قال الأميني : لا أرى لأبي سفيان المستحق للمنع عن كل خير أي موجب لذلك العطاء الجزل من بيت مال المسلمين ، وهو - كما في الإستيعاب لأبي عمر عن طائفة - كان كهفا للمنافقين منذ أسلم ، وكان في الجاهلية ينسب إلى الزندقة ( 1 ) . . .
شخصية قلقة : وأخرج ( 2 ) ابن عساكر في تاريخه ( 3 ) عن أنس : أن أبا سفيان دخل على عثمان بعدما عمي فقال : هل هنا أحد ( 4 ) ؟ فقالوا : لا . فقال : اللهم اجعل الأمر أمر
جاهلية ، والملك ملك غاصبية ، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية . قال ابن سعد في إسلامه : لما رأى الناس يطؤون عقب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسده ، فقال في نفسه : لو
عاودت الجمع لهذا الرجل . فضرب رسول الله في صدره ثم قال : " إذا يخزيك الله " وفي رواية : قال في نفسه : ما أدري لم ( 5 ) يغلبنا محمد ؟ فضرب في ظهره وقال : " بالله يغلبك " .
* ( هامش ) *
( 1 ) الغدير : 8 / 392 .
( 2 ) المصدر السابق .
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق : 23 / 471 رقم 2849 ، وفي مختصر تاريخ دمشق : 11 / 67 .
( 4 ) في المصدر : هاهنا أحد ؟
( 5 ) في الإصابة : بم . ( * )
الإصابة ( 1 ) .
|
|
|
|
|