عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية تراب البقيع...
تراب البقيع...
عضو متواجد
رقم العضوية : 22196
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 111
بمعدل : 0.02 يوميا

تراب البقيع... غير متصل

 عرض البوم صور تراب البقيع...

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : تراب البقيع... المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي تابع
قديم بتاريخ : 12-10-2008 الساعة : 04:07 AM


تمن وتبرير لو أن الثلاثة المهاجرين قبلوا خلافة علي لما حدث أي إشكال ولسار النظام السياسي الإسلامي سيرا طبيعيا ، ولكن يتعذر عليهم ذلك فلا يجوز أن يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة ، فقد أخذوا النبوة وهي لهم خالصة لا يشاركهم بها أحد ، ويجب أن تكون الخلافة لبطون قريش خالصة لا يشاركهم بها هاشمي قط .
الخليفة واحد من ثلاثة تجاهل الثلاثة قول الأنصار " لا نبايع إلا عليا " ، وقال أبو بكر : " إني ناصح لكم في أحد هذين الرجلين : أبي عبيدة بن الجراح أو عمر فبايعوا من شئتم " . فقال عمر : " معاذ الله أن يكون ذلك وأنت بين أظهرنا . . . . . أبسط يدك أبايعك " . أول من بايع لما رأى بشير بن سعد أن المهاجرين الثلاثة لم يقبلوا بولاية علي أدرك أن البيعة واقعة لا محالة ، فأراد أن يكون له السبق فقال : " إن محمدا رسول الله رجل من قريش وقومه أحق بميراثه ، وتولي سلطانه . . . . . " ثم قفز وكان أول من بايع أبا بكر . ( 1 )
ويجدر بالذكر أن بشيرا هذا هو ثاني اثنين من الأنصار وقفا مع معاوية ضد علي فيما بعد .
تنصيب الخليفة ومبايعته لما رأت الأوس موقف سعد بن عبادة سيد الخزرج ورأت موقف المهاجرين الثلاثة وما آلت إليه الأمور أدرك أسيد بن حضير أن أبا بكر سيكون الخليفة فقال لجماعته : قوموا بايعوا أبا بكر ففعلت الأوس ذلك ، وحتى ينال الخزرج جزءا من هذا الشرف ولا يأخذه الأوس وحدهم بايع أكثرية من حضر .

( 1 ) راجع في كل ما تقدم الإمامة والسياسة ص 8 - 9 . ( * )

المكافأة أصبح بشير بن سعد من أقرب مستشاري الخليفة ونائبيه ، فهو نفسه الذي أشار على أبي بكر وعمر بعدم قتل سعد بن عبادة ، وأصبح أسيد بن حضير قائد قوى الأمن الداخلي - إن صح التعبير - فهو نفسه الذي ساعد عمر بقيادة السرية التي ذهبت لتطويع بني هاشم والزبير والممتنعين عن البيعة وأخرجتهم بالقوة ، يساعده في ذلك سلمة بن أسلم ( 1 ) .
شيوع الخبر والمبايعة أقبل الخليفة وأبو عبيدة وعمر ، وقد بايع الصديق من بايع ، وكان الناس مجتمعين في المسجد الشريف فصاح بهم عمر : ما لي أراكم حلقا شتى ، قوموا بايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعه الأنصار ، فقام عثمان ومن معه من بني أمية فبايعوا ، وقام سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوا . . .
ومن الطبيعي أن من كان في المسجد من الأنصار بايعوا أيضا عندما أشيع أن الأنصار قد بايعت ، خاصة وهم يرون بشير بن سعد ، وأسيد بن حضير ، وسلمة بن أسلم يتصرفون وكأنهم جزء من السلطة الجديدة . . . . . .
أما علي والعباس ومن معهم من بني هاشم فانصرفوا إلى رحالهم ومعهم الزبير بن العوام ، مما اضطر نائب الخليفة أن يتحرك بسرية من المؤيدين فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن أسلم ويذهبوا لإخراجهم للبيعة بالقوة ولو استدعى الأمر أن يحرقوا بيت فاطمة بنت محمد الذي اجتمعوا فيه .
ولكن الله سلم وخرجوا لما شاهدوا الحطب وأدركوا عزم عمر على إحراق بيت فاطمة فبايعوا .
وقد أثبتنا حادثة التحريق أكثر من مرة ولا عجب في ذلك ، فإن فاطمة ليست أعظم من أبيها محمد رسول الله ومع هذا حيل بينه وبين كتابة ما يريد وقيل عنه حاشا له : " هجر استفهموه إنه يهجر " كما وثقنا ذلك .

( 1 ) راجع الإمامة والسياسة ص 9 وما فوق . ( * )

المواجهة الغير متكافئة بين الولي والسلطة الجديدة الولي من بعد النبي قد جرد من كل سلطاته ، وأتي به إلى أبي بكر بالقوة وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، فقيل له : بايع أبا بكر فقال : أنا أحق بهذا الأمر منكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتأخذونه منا أهل البيت غصبا ؟
ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر لما كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الأمارة وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار ، نحن أولى برسول الله حيا وميتا فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلا تبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون .
كلام الولي هذا لا يستحق حتى رد السلطة ، فقال له عمر على الفور : إنك لست متروكا حتى تبايع ، فقال له علي : احلب حلبا لك شطره واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا ، ثم قال : والله ياعمر لا أقبل قولك ولا أبايعه .
فقال أبو عبيدة بن الجراح لعلي كرم الله وجهه : يا ابن عم إنك حديث السن ، وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور أرى أبا بكر أقوى على هذا الأمر منك وأشد احتمالا واضطلاعا به فسلم لأبي بكر ، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك .
فقال علي عليه السلام : الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم ولا تدافعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أولى بهذا الأمر ما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، والمدافع عنهم الأمور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى ،


فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا . حكم لأول من بايع من الطبيعي أن السلطة لا تملك ردا على حجة الإمام لأنها قاطعة ، وكان بشير بن سعد أول من بايع أبا بكر حاضرا لمواجهة الإمام المنطقية مع السلطة ، فقال لعلي في حضرة أركان السلطة الجديدة : لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان ( 1 ) .
تحرك خرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة عليها السلام على دابة ليلا في مجالس الأنصار يسألهم النصرة ، فكانوا يقولون : قد سبقت بيعتنا لهذا الرجل ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا عنه ، فيقول علي : أفكنت أدع رسول الله ( ص ) في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟ فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم . ( 2 )
وأدرك الإمام أن الأمة قد غدرت به كما يبين رسول الله ( ص ) . إذلال الولي وتهديده بالقتل إن لم يبايع هددت السلطة - كما أسلفنا - بحرق بيت فاطمة على من فيها إن لم يخرج المتعاطفون مع الولي ، فقيل لعمر : إن في البيت فاطمة ، فقال : وإن .
وأدرك المتواجدون في بيت علي أن عمر جاد في عزمه على حرق بيت فاطمة فخرجوا فبايعوا بالقوة ، إلا عليا صاحب البيت ، فوقفت فاطمة على باب بيتها فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقنا . . .
وأرسل أبو بكر من يدعو عليا وعلي يرفض ، ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب
( 1 ) راجع فيما تقدم على سبيل المثال الإمامة والسياسة ص 11 - 12 .

( 2 ) راجع على سبيل المثال الإمامة والسياسة ص 11 - 12 . ( * )


وابن أبي قحافة ؟ فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تتفطر .
إلا أن عمر القوي الذي لا يعرف اللين ولا تأخذه في الحق لومة لائم بقي ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك . قال علي : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا ( أخوة النبي لعلي ثابتة ) . فقال عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جانبه . فلحق علي بقبر رسول الله يصيح ويبكي وينادي : " يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " .

محاولة لاسترضاء الزهراء بعد إلحاح تمكن الفاروق والصديق من مقابلة الزهراء ، فقالت لهما : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : " رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني " . قالا : نعم سمعناه . قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . فأخذ أبو بكر ينتحب وهي تقول : والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها ثم خرج باكيا ( 1 ) .

أبو بكر يهم بالتنازل عن الخلافة فاجتمع الناس إليه لما خرج فقال لهم : " يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه . لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني ببيعتي " . ومن الطبيعي أن من حوله سيرفضون ذلك ويعللون هذا الرفض تعليلا شرعيا ( 2 ) .
( 1 ) راجع فيما تقدم الإمامة والسياسة ص 12 - 13 .

( 2 ) راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 11 وما فوق وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام . ( * )


الموقف النهائي للولي لقد استقر الأمر للسلطة الجديدة ، وأصبح الولي مجرد مواطن عادي لا حق له على أحد ، إن شاءت السلطة قربته منها وإن شاءت أبعدته عنها ، فهي صاحبة الحق الواقعي بذلك بحكم الغلبة ، لقد ضاعت الخلافة منه مع أنها حق خالص من الله ورسوله له .
واستمراره بالمعارضة قد يؤدي لقتله ، ومبررات القتل كثيرة فيمكن أن يسند له جرم شق عصا الطاعة والخروج على الجماعة ومنازعة الأمر أهله . . . . . . الخ . ثم إنه لا أحد معه إلا أهل بيته ، وهو يصف حاله بتلك الفترة فيقول : " ونظرت فإذا ليس معي إلا أهل بيتي فظننت بهم عن الموت ، وأغضيت على القذى وشربت على الشجا وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمر من طعم العلقم " ( 1 ) .
وقال يوما " فجزت قريش عني الجوازي فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن أمي ( فهو مؤمن أن الحق له ) ( 2 ) ، وأجمعوا على منازعتي أمر هو لي . . . . وقد قال قائل : إنك على هذا الأمر يا ابن أبي طالب لحريص ، بل أنتم والله الأحرص ، وإنما طلبت حقا لي ، وأنتم تحولون بيني وبينه ، فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منذ قبض رسول الله حتى يومنا هذا " ( 3 ) .
ولم يكن أمامه إلا الاحتفاظ بحقه في الخلافة والاحتجاج على من عدل عنه بها على وجه لا تشق بها للمسلمين عصا ، ولا تقع بينهم فتنة ينتهزها عدوهم ، فقعد في بيته حتى أخرجوه كرها ، ولو أسرع إليهم ما تمت له حجة ولا سطع لشيعته برهان ، لكنه جمع بين حفظ الدين والاحتفاظ بحقه في خلافة المسلمين ، وحين رأى أن حفظ الإسلام ورد عادية أعدائه موقوف في تلك الأيام على الموادعة والمسالمة شق بنفسه طريق الموادعة وآثر مسالمة القائمين في الأمر احتفاظا بالأمة واحتياطا على الملة
( 1 ) راجع شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج 1 ص 62 .
( 2 ) راجع شرح النهج ج 3 ص 67 .

( 3 ) راجع شرح النهج ج 2 ص 103 و ص 37 ج 1 ، وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 135 . ( * )


وضنا بالدين وإيثارا للعاجلة على الآجلة وقياما بالواجب شرعا وعقلا من تقديم الأهم في قيام التعارض على المهم ( 1 ) .
سر كراهية قريش لولاية علي مكمن السر في التربية السياسية القريشية القائمة على اقتسام البطون القريشية لمناصب الشرف في الجاهلية بحيث يختص كل بطن بنصيب ما من هذه " الشركة " التي لا غنى عن وجودها ، فجاءت النبوة الهاشمية فنسفت صيغة قريش السياسية ، واختص الهاشميون بالنبوة بحكم القدر الذي لا مفر منه ولا محيد عنه رغم كفاح بطون قريش المرير لإبطال هذه النبوة ، فحاز الهاشميون شرف النبوة وحدهم ولم يشاركهم بهذا الشرف أحد وحال حياة النبي نصب عليا بن أبي طالب ليكون الولي والخليفة من بعده بأمر من ربه ، لأن عليا هو الأعلم والأفهم والأفضل والأنسب والأقدر على قيادة سفينة الإسلام الخوف من وقوع المحظور فإذا تمت مبايعة علي كخليفة من بعد النبي ، فمعنى ذلك أن الهاشميين قد جمعوا الخلافة مع النبوة وذهبوا بالشرف كله ، ولم يتركوا لبطون قريش شيئا من هذا الشرف ، وهذا أمر لا يمكن قبوله بكل الموازين ، ولا يمكن التسليم له بأي ثمن ، فقد دخلت قريش بالإسلام ، والإسلام ساوى بينها ، والإسلام يجب ما قبله ، فما الداعي لاستمرار الهاشميين بالسبق والتمييز والانفراد ؟
القسمة العادلة لقد أخذ الهاشميون النبوة واختصوا بها وحدهم ولم يشاركهم بها أحد من بطون قريش ، ولن يشاركهم بها أحد مستقبلا ، وهذا شرف ما بعده شرف . والهاشميون والبطون أخوه .

( 1 ) المراجعات للإمام شرف الدين العاصمي ص 332 - 334 وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 33 وما فوق ( * )

فما هو الغلط إذا اختصت بطون قريش بالخلافة وحدها ولم يشاركها أحد من بني هاشم بهذا الشرف ؟ إن هذه القسمة هي الحل وهي أقرب الحلول للعدل . للهاشميين النبوة وحدهم ولا يشاركهم بها أحد من البطون ، والخلافة لبطون قريش تتداولها بينها ولا يشاركهم بها أي هاشمي .

بطون قريش تتصرف كفريق واحد ومن هنا فإن كافة بطون قريش تصرفت طوال التاريخ كفريق واحد لا فرق بين بطن وبطن طالما أن للجميع هدف واحد وهو منع الهاشميين من الجمع بين الخلافة والنبوة .
ففي سقيفة بني ساعدة قال أبو بكر مخاطبا الحاضرين من الأنصار : " إني ناصح لكم في أحد هذين الرجلين أبي عبيدة بن الجراح أو عمر ، فبايعوا من شئتم منهما " ، فقال عمر : " معاذ الله أن يكون ذلك ، وأنت بين أظهرنا " ( 1 ) .
ومن الطبيعي أن لأبي عبيدة نفس الموقف ، فلا فرق بين الثلاثة فكلهم أخوة وكلهم من فريق ، ولكن عندما قالت الأنصار : لا نبايع إلا عليا ، رفض الثلاثة هذا العرض مجتمعين ( 2 ) .
وعندما هم أبو بكر بالتنازل عن الخلافة تصدت له قريش وأبت عليه ذلك ، فقريش مجمعة على ذلك . انظر إلى قول الولي : " فجزت قريش عني الجوازي فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن أمي " ( 3 ) .
وقال مرة : " اللهم إني أستعينك على قريش ومن أعانهم فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي أمرا لي " ( 4 ) .
ثم إنه عندما أراد أبو بكر أن يستخلف من بعده كتب له الوصية عثمان فقال أبو بكر : أكتب ثم أغمي عليه فكتب عثمان : " إني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيرا " ، وعندما أفاق الخليفة من إغماءته قال له
( 1 ) الإمامة والسياسة ص 9
( 2 ) تاريخ الطبري ج 3 ص 198 وشرح النهج ج 2 ص 265 .
( 3 ) ج 3 ص 67 من شرح النهج .

( 4 ) راجع شرح النهج ج 2 ص 103 و ج 1 ص 37 من الشرح . ( * )


اقرأ . . . . فقال أبو بكر : " لو كتبت نفسك لكنت أهلا لها " ( 1 ) .
فلا فرق على الاطلاق بين عمر وعثمان فكلاهما أخوة ومن نفس الفريق ، وقبيل وفاة عمر قال : لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح باقيا استخلفته ووليته ، ولو أدركت معاذ بن جبل استخلفته ، ولو أدركت خالد بن الوليد . . . ولو أدركت سالم مولى أبي حذيفة . . . إنه لا فرق بين أبي عبيدة وخالد فكلاهما من نفس الفريق ، ولا يوجد أي خطأ بتولية معاذ بن جبل وهو من الأنصار ، وما كان جائزا أن يتولى أنصاري الخلافة لأنها محصورة بمن كانت النبوة فيهم حسب رأي الفاروق آنذاك ، وما هو الخطأ بأن يتولى الخلافة رجل من الموالي كسالم مولى أبي حذيفة ، المهم أن لا يتولاها علي بالذات أو أي هاشمي .

ويوم تشاور الخمسة لأن طلحة كان غائبا ، لو لم يكن علي بالصورة لما تعقدت الأمور ولبايعوا عثمان فورا فهو أول من بايع الصديق بعد عمر وأبي عبيدة من المهاجرين ، وهو الذي كتب ، إني أستخلف عليكم عمر ، وهو المرشح الوحيد لخلافة عمر ، فقد كان يعرف بالرديف في زمن عمر ومن يدقق بوصية عمر يكتشف بأقل جهد بأن عثمان هو الفائز بكل الحالات .
وعند عودة طلحة أعلن عثمان عن استعداده للتنازل لطلحة إن رغب بذلك ، ولم لا فكلهم أخوة ، وكلهم فريق ، وغايتهم واحدة ، وهي عدم تمكين الهاشميين من أن يجمعوا الخلافة مع النبوة .
بل ولا مانع من أن يتولى الخلافة عبد الله بن عمر بعد أبيه ، بل شاروا على الفاروق بذلك فقالوا له : يا أمير المؤمنين استخلفه إن فيه للخلافة موضعا ، فكل قريش فريق ولا فرق بينها على الاطلاق .


توقيع : تراب البقيع...
نعم .. نلعنهم مما العنهما الله ورسوله فمامن قداسة لمن لايستحق القداسه
علي خير البشر ومن ابا قد كفر


من مواضيع : تراب البقيع... 0 ادعاء عائشة أن عمر أرق قلباً من النبي !
0 يوم اليمامة ضياع القرآن !
0 عمر يعترف أن القرآن كان أضعاف هذا الموجود !
0 أحرف عمر السبعة تنفجر في عهد عثمان !
0 أسطورة نزول القرآن على سبعة أحرف
رد مع اقتباس