[علي بن محمد]

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى

هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم انما فعلوا ما فعلوا من حرصهم على الصلاة فارشدهم النبي الى ان الصلاة غير المكتوبه ( الفريضه) الافضل ان تصلى في المنزل كما قال صلى الله عليه وسلم خير صلاة المرء في بيته الا المكتوبه

وانا لو سالت احدكم وقلت له حين قال النبي لعلي بن ابي طالب في صلح الحديبيه امح يا علي فقال علي بن ابي طالب والله لا امحوا حتى غضب النبي واخذ الكتاب وقال اين هي قالوا هذه فمحاها صلى الله عليه وسلم لقلتم هذا من حرص علي بن ابي طالب رضي الله عنه على نبوة الرسول

مع ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه قد امره النبي ولم يفعل وهؤلاء الصحابه رضي الله عنهم لم يرشدهم النبي بعد ولم يبلغهم التوجيه السليم فلما بين لهم امتثلوا ولم يتكرر منهم الفعل بل انزل الله في ذلك قران( يا ايها الذين امنوا لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم لبعض) وقوله ( يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي) فخاطبهم بصفة الايمان وسماهم المؤمنين

ومن المعلوم انه لا عقوبة الا بتجريم فقبل ان يجرم الفعل ويبين حرمته فان فاعله لا يعاقب ولا يعد في عداد المجرمين

وهذا دأب الصحابه فكانوا يتصرفون بطبيعتهم فما كان صوابا اقره النبي وما كان خطأ ارشدهم الى الصواب

وعين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا

وفق الله الجميع الى ما يحبه ويرضاه