|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 11011
|
الإنتساب : Oct 2007
|
المشاركات : 1,756
|
بمعدل : 0.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبا جعفر العراقي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 05-11-2008 الساعة : 04:26 AM
اقتباس :
|
وروى الكليني في الفروع أنها سلام الله عليها ما كانت راضية بزواجها من علي - عليه السلام - إذ دخل عليها أبوها - عليه السلام - وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟ فوالله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه، وما أنا زوجتك ولكن الله زوجك، ولما دخل عليها أبوها صلوات الله عليه ومعه بريده: لما أبصرت أباها دمعت عيناها، قال ما يبكيك يا بنيتي؟ قالت: (قلة الطعم، وكثرة الهم، وشدة الغم، وقالت في رواية: والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي) (كشف الغمة 1/149-150) وقد وصفوا علياً - عليه السلام - وصفاً جامعاً فقالوا: (كان - عليه السلام - أسمر مربوعاً، وهو إلى القصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذراعين حَمِش الساقين في عينه لين عظيم اللحية أصلع، ناتئ الجبهة) (مقاتل الطالبين
|
وأقول : هذا الحديث لا يدل على عدم رضا سيّدة النساء عليها السلام بزواجها من أمير المؤمنين عليه السلام، ولعل بكاءها سلام الله عليها لفراق بيت والدها رسول الله (ص)، أو لما سيصيبها من الشدائد والمصائب التي ستشارك فيها أمير المؤمنين عليه السلام.
أو أنها سلام الله عليها بكت ليلة زفافها حياءاً، كما دلَّت على ذلك بعض الأخبار ، فقد أخرج عبد الرزاق الصنعاني في مصنَّفه بسنده عن ابن عباس في حديث طويل قال: فأقبلت [ فاطمة عليها السلام ] فلما رأت عليًّا جالساً إلى جنب النبي (ص) خفرت (2) وبكت، فأشفق النبي (ص) أن يكون بكاؤها لأن عليًّا لا مال له، فقال النبي (ص): ما يبكيك ؟ فما ألوتُك في نفسي، وقد طلبتُ لك خير أهلي، والذي نفسي بيده لقد زوجتكه سعيداً في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين (3).
(2) أي استحيت أشد الحياء.(3) المصنف لعبد الرزاق 5/340، ط أخرى 5/488.
فهذا الحديث يوضح ما هناك، ولهذا لا نجد في كلماتها سلام الله عليها ما يدل على أنها كانت كارهة لزواجها من أمير المؤمنين عليه السلام، أو متبرِّمة منه.
وكلمات رسول الله (ص) كانت من أجل التسرية عنها، ببيان أن عليًّا عليه السلام هو خير الناس بعده، وأن الله سبحانه هو الذي اختاره لها.
اقتباس :
|
وأما الحسن فقد روى المفيد في الإرشاد عن أهل الكوفة أنهم: شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته فبقى جالساً متقلداً السيف بغير رداء) (ص190)
أيبقى الحسن بغير رداء مكشوف العورة أمام الناس؟ أهذه محبة؟
|
وأقول: عجيب من مدَّعي الفقاهة كيف لا يعرف معنى الرِّداء ، فإن الرِّداء يعرفه حتى عوام الناس، وهو ما يوضع على الكتفين من الثياب، ومنه ما يُسمَّى الآن بالعباءة.
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: هو الثوب أو البُرْد الذي يضعه الإنسان على عاتقيه فوق ثيابه، وقد كثر في الحديث (1).
ولو كان الكاتب قد درس كتاب الحج ، لعلم أن الحاج يلبس قطعتين من الثياب، الأولى يستر بها عورته وهي الإزار، والثانية يضعها على عاتقه وهي الرِّداء، وأن الحاج يجوز له أن يضع رداءه أحياناً، وهذا يُدرَس في بدايات الدراسة الحوزوية، فكيف جهلها من حاز درجة الاجتهاد (بتفوق)؟
ثم إن أهل السنة رووا في كتبهم أن النبي (ص) وثب إلى عكرمة بن أبي جهل من غير رداء
فقد أخرج مالك في الموطأ عن ابن شهاب: أن أم حكيم بنت الحارث ابن هشام، وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل، فأسلمت يوم الفتح، وهرب زوجها عكرمة بن أبي جهل من الإسلام حتى قدم اليمن، فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه باليمن، فدعته إلى الإسلام فأسلم، وقدم على رسول الله 0 عام الفتح، فلما رآه رسول الله (ص) وثب إليه فرحاً وما عليه رداء حتى بايعه، فثبتا على نكاحهما ذلك (2).
ورووا أن جابر بن عبد الله الأنصاري صلى من غير رداء، بل إن البخاري قد عقد في صحيحه باباً بعنوان (باب الصلاة بغير رداء)، وروى فيه بسنده عن محمد بن
النهاية في غريب الحديث والأثر 2/217. (2) الموطأ، ص 287
المنكدر قوله: دخلتُ على جابر بن عبد الله وهو يصلي في ثوب ملتحفاً به، ورداؤه موضوع، فلما انصرف قلنا: يا أبا عبد الله تصلي ورداؤك موضوع؟ قال: نعم، أحببتُ أن يراني الجهَّال مثلكم، رأيتُ النبي (ص) يصلي هكذا (1).
ورووا أن ماعز بن مالك جيء به إلى رسول الله (ص) من غير رداء، فقد أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن جابر بن سمرة قال: رأيتُ ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي (ص)، رجل قصير أعضل، ليس عليه رداء، فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى، فقال رسول الله (ص): فلعلك. قال: لا، والله إنه قد زنى الأَخِرُ (2). قال: فرجمه... (3).
والأحاديث في ذلك كثيرة، واستقصاؤها مضيعة للوقت وهدر للجهد.
والحاصل أن سلب الإمام عليه السلام رداءه لا يعني أنه بقي مكشوف العورة كما قاله الكاتب، فيكون إشكاله الواهي قد تبخر سريعاً في الهواء
يتبع
|
|
|
|
|