[alibraheemi]

الحلقة العاشرة



و بصبرٍ وبعزمٍ
قاومَ الشبلُ المصاعبْ

إنّ من يسعَ لأمرٍ

فيهِ إصلاحٌ لجمعٍ

فيهِ إنقاذٌ وهديٌ

لا يكن يأمل سهلاً


فليوطنْ نفسهُ
في الشوك سيراً


وليمانعْ
نومة الليل هنيئاً

أيُّ نومٍ
أيُّ دفءٍ

وهو في حال جهادٍ

فليكن موضع نومٍ

حَسَكاً ليس حصيرْ




فلهذا
رحلَ الليث بعيدا

وإلى الصحراء ولَّى

غادر الغابةَ ليلاً

غادر الخضرةَ
والظلّ المُنَعّمْ

غادرَ الماء وعذبهْ
ودّعَ الدار لِغُربهْ

دمعت عيناهُ دمعهْ
دمعةً فيها المحبهْ

أقسمت دمعةُ حُرٍّ

قبل أن تنزل أرضاً
إنّها سوف تُرجِّعْ

أنهرَ الوادي عُذيباً

مثل أيامٍ خوالي
حيثُ للماء خريرْ




ومشى عنها حزيناً
وهْوَ يخطو
للفراق


أيُّ قلبٍ
يا بلادي

مثل قلبي وفؤادي

هل أنا قاسٍ شديدٌ

أم هو الأمرُ تَطَلّبْ
رحلتي نحو الصعابْ

نحو إملاء المشاعرْ
بفيوضات العزائمْ

نحو صحراء و شوكٍ

أُشْعرُ الروح بقوّه
أُبدلُ الآهات قسوه

لامجال للتخاذلْ

فاسْتَلذْ حرَّ الهجيرْ



الإبراهيمي


إلى الحلقة الحادية عشرة