|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر القرشي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 10-12-2008 الساعة : 05:23 PM
المحاسبة، المؤاخذة
السابع : المحاسبة
وهي عبارة عن اتّخاذ وقت معيّن في الليل والنهار يقوم خلاله بمحاسبة نفسه عن كلّ ما عمله في ليله ونهاره. وإلی هذا الامر إشارة في حديث الإمام موسي بن جعفر علیه السلام في قوله : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً. فإذا تبيّن له أنـّه قد أخطأ، فعلیه أن يستغفر، وفي حال عدم الخطأ يجب أن يشكر الله تعالي شأنه.
الثامن : المؤاخذة
وهي عبارة عن تأديب النفس بعد صدور الخيانة منها، وينبغي أن يكون ذلك حسب مقتضي الحال.
المسارعة، الحبّ
التاسع : المسارعة
بأن يسارع إلی فعل ما قد عزم علیه، فطريق السالك تحفّه الآفات، ويقف في كلّ مقام منه مانع، فينبغي أن يكون السالك حاذقاً وواعياً جدّاً، فيؤدّي تكليفه ووظائفه قبل أن يحول دونها المانع ويلوّث ساحته، فلا يضيّع دقيقة واحدة في سبيل الوصول إلی المقصد.
العاشر : الحبّ
حبّ صاحب الشريعة وخلفائه بالحقّ، فينبغي أن يُخلص في هذه المحبّة بحيث لا يكون فيها أيّ غشّ، ويصل في هذه المرحلة إلی حدّ الكمال، لانَّ للمحبّة مدخليّة عظيمة في التأثير علی الاعمال، وكلّما كانت المودّة أكثر وأعظم فإنَّ أثر الاعمال سوف يكون أعظم وأشدّ رسوخاً.
ولانَّ كلّ الموجودات هي مخلوقات الله، فعلی السالك أن يحبّها جميعاً، ويحترم كلّ واحد حسب مرتبته ودرجته. فالعطف والإشفاق علی كلّ ما ينتسب إلی الله سواء كان حيواناً أوإنساناً، كلٌّ في مرتبته ومقامه، كلّ هذا من آثار محبّة الله، كما ورد في الحديث : «إنَّ عمدة شعب الإيمان الشفقة علی خلق الله». إِلَهِي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ...
أُحِبُّ بِحُبِّهَا تَلَعَاتِ نَجْدٍ وَمَا شَغَفِي بِهَا لَوْلاَ هَوَاهَا
أَذِلُّ لآلِ لَيْلَي فِي هَوَاهَا وَأَحْتَمِلُ الاصَاغِرَ وَالكِبَارَا حفظ الادب
الحادي عشر : حفظ الادب
تجاه الحضرة المقدّسة لربّ العزّة وخلفائه. وهذا الامر يختلف عن معني المحبّة الذي ذكر سابقاً. والادب عبارة عن الالتفات إلی النفس كيلا تتعدّي حدودها، وتخالف مقتضي العبوديّة، فكلّ ممكن له حدّ وحريم في قبال الواجب، ولازم حفظ الادب رعاية مقتضيات عالم الكثرة، ولكنَّ الحبّ هوانجذاب النفس إلی الحضرة الإلهيّة، ولازمه الالتفات إلی الوحدة.
إنَّ النسبة بين الحبّ والادب مثل النسبة بين الواجب والمحرّم من الاحكام، لانَّ السالك أثناء أداء الواجب يتوجّه إلی المحبوب وفي الاجتناب عن الحرام يتوجّه إلی حريمه الخاصّ كيلا يخرج عن حدوده الإمكانيّة ومقتضي عبوديّته، فالادب يرجع ـ في حقيقته ـ إلی جانب اتّخاذ الطريق المعتدل بين الخوف والرجاء، ولازم عدم رعاية الادب، كثرة الانبساط بمقدار يوجب تجاوز الحدود المرسومة للسالك.
كان المرحوم الحاجّ الميرزا علیّ القاضي رضوان الله علیه يغلب لديه جانب الحبّ والإنبساط علی جانب الخوف، وكذلك كان المرحوم الحاجّ الشيخ محمّد البهاريّ رحمة الله علیه، وفي المقابل الحاجّ الميرزا جواد الملكيّ التبريزيّ رضوان الله علیه حيث كان مقام الخوف غالباً علی الرجاء والانبساط، وهذا الامر مشهود من خلال جوانب وزوايا أحاديثه. والذي يكون رجاؤه أكثر يقال له «الخراباتيّ»، وأمّا من يطغي خوفه فيسمّي «المناجاتيّ». ولكنَّ الكمال في رعاية الاعتدال، وهو عبارة عن حيازة كمال الرجاء في عين كمال الخوف، وهذا ما ينحصر وجوده في شخص الائمّة الاطهار علیهم السلام.
نعود إلی صلب الموضوع فمحصّل الكلام أنَّ الادب هوأن لا ينسي الممكن حدوده الإمكانيّة، ولهذا نري الإمام الصادق علیه السلام يخرّ ساجداً للّه تعالي واضعاً جبينه المبارك علی التراب عندما يسمع بضع كلمات في حقّه يشمّ منها رائحة الغلوّ.
والمرتبة الكاملة من الادب هي أن يعتبر السالك نفسه دائماً وفي جميع الاحوال في محضر الحقّ سبحانه وتعالي، ويلاحظ الادب في حال التكلّم والسكوت، في النوم واليقظة، في الحركة والسكون، وفي تمام الحركات والسكنات، ولوالتفت السالك دائماً إلی الاسماء والصفات الإلهيّة لظهرت علیه علائم الادب والصغر.
يتبع الباقي ان شاء الله
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رحمه الله
|
|
|
|
|