|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر القرشي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 26-12-2008 الساعة : 03:40 PM
الصمت و السکوت
الثالث عشر : الصمت
وهوعلی قسمين : سكوت عامّ ومضاف، وسكوت خاصّ ومطلق. فالسكوت العامّ والمضاف عبارة عن حفظ اللسان من التكلّم بالقدر الزائد عن الضرورة مع الناس، فيجب علی السالك أن يكتفي بقدر الضرورة، وبأقلّ ما يمكن. وهذا الصمت لازم في جميع مراحل السلوك، وفي كلّ الاوقات، بل يمكن القول بأنـّه ممدوح في مطلق الاحوال. ويشير إلی هذا الصمت قوله علیه السلام : إنَّ شِيعَتَنَا الخُرْسُ،
وأيضاً ما نقل عن الصادق عليه السلام في «مصباح الشريعة» :
الصَّمْتُ شِعَارُ المُحِبِّينَ، وَفِيهِ رِضَا الرَّبِّ، وَهُوَ مِنْ أَخْلاَقِ الاَنْبِيَاءِ وَشِعَارِ الاَصْفِيَاءِ.
وفي حديث البزنطيّ عن الإمام الرضا علیه السلام :
الصَّمْتُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الحِكْمَةِ، وَإنَّهُ دَلِيلٌ عَلَي كُلِّ خَيْرٍ.
القسم الثاني. السكوت الخاصّ والمطلق، وهوعبارة عن حفظ اللسان من التكلّم مع الناس حين الاشتغال بالاذكار الكلاميّة الحصريّة، وفي غيرها غير مستحسن.
الجوع وقلّة الأکل
الرابع عشر : الجوع وقلّة الاكل
وهوما لا يؤدّي إلی الضعف واضطراب الحال.
قال الصادق عليه السلام :
الجُوعُ إدَامُ المُؤْمِنِ، وَغِذَاءُ الرُّوحِ، وَطَعَامُ القَلْبِ.
ذلك أنَّ الجوع موجب لخفّة الروح ونورانيّة النفس، ويمكن للفكر في حال الجوع أن يحلِّق إلی الاعلی. أمّا كثرة الاكل والشبع فإنَّه يُتعب النفس ويُملّها ويثقلها ويمنعها من السير في سماء المعرفة. والصوم من العبادات الممدوحة جدّاً، وفي الروايات الخاصّة بالمعراج التي يخاطب الله تعالي فيها حبيبه رسول الله صلّي الله علیه وآله ب «يا أحمد» والمذكورة في «إرشاد الديلميّ» والجزء السابع عشر من «بحار الانوار» يوجد تفاصيل عجيبة بشأن الجوع، تبيّن خصائصه في السير والسلوك بشكل مدهش. وينقل المرحوم الاُستاذ القاضي رضوان الله عليه رواية غريبة بشأن الجوع، وهي :
«كان في زمان الانبياء الماضين ثلاثة رجال قد تصاحبوا في سفر، وعندما حان الليل تفرّق كلّ واحد منهم للاستراحة، واتّفقوا علی الالتقاء في اليوم التالي في وقت محدّد، فنزل أحدهم ضيفاً عند معارفه، والآخر نزل في أحد المضايف، وأمّا الثالث فلم يكن لديه مكان، فقال في نفسه : فلاذهب إلی المسجد وأكون ضيفاً عندالله، وبقي هناك جائعاً إلی الصباح. وفي اليوم التالي التقوا في الموعد المحدّد، وأخذ كلّ واحد منهم يروي ما حصل له في الامس، فأوحي الله تعالي إلی نبيّ ذلك الزمان أن قل لضيفنا : إنّنا قبلنا ضيافته، وقد أردنا أن نحضر له أفضل غذاء، لكن عندما بحثنا في خزائن الغيب لم نجد له أفضل من الجوع غذاءً».
العزلة وأقسامها
الخامس عشر : العزلة
وهي علی شكلين : العزلة العامّة، والعزلة الخاصّة.
العزلة العامّة، عبارة عن اجتناب واعتزال غير أهل الله، وبالخصوص أصحاب العقول الضعيفة من عوامّ الناس إلاّ بقدر الضرورة.
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَـ'وةُ الدُّنْيَا. [10]
وأمّا العزلة الخاصّة، فهي الابتعاد عن جميع الناس. وهي وإن كانت غير خالية من الفضيلة في العبادات والاذكار، إلاّ أنـّها تعتبر ـ عند مشايخ الطريق ـ شرطاً في طائفة من الاذكار الكلاميّة بل في جميعها.
فالعزلة والابتعاد عن محلّ الإزدحام والضوضاء والاصوات المشوّشة للحال وحلّيّة المكان وطهارته حتّي السقف والجدران، وصغره بحيث لا يسع أكثر من شخص واحد، والسعي أن لا يكون فيه أيّة زخارف دنيويّة، كلّ هذه باعثة علی تركيز الحواسّ.
يروي أنَّ أحد الاشخاص طلب من سلمان رضي الله عنه أن يجيز له بناء بيت له، لانـّه لم يكن قد امتلك بيتاً حتّي ذلك الزمان، ولمّا لم يجز له سلمان قال : أنا أعرف لماذا لا تريد، فقال سلمان : ما هي العلّة ؟ فقال البنّاء : سبب ذلك أنـّك تريد بيتاً طوله وعرضه بمقدارك، وهذا ليس ميسوراً، فقال سلمان : بلي؛ قد صدقت. وبعدها أخذ البنّاء إجازة لبناء مثل ذلك البيت وبناه.
يتبع الباقي ان شاء الله
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ رحمه الله
|
التعديل الأخير تم بواسطة حيدر القرشي ; 26-12-2008 الساعة 03:43 PM.
|
|
|
|
|