[حسين العصفور]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب احساس .. شكرا للمتابعه

في الحلقة الماضيه كان الكلام على ان المقصود من قوله تعالى
( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
هو الامام المعصوم وهذا بناءاً على بعض الروايات عن اهل
العصمه عليهم السلام

لكن ليس هذا هو الهدف من كلامي هنا هو اثبات هذا بل اريد
اثبات امر اخر وهو
ذو شفقين

الشق الاول :

لو ان هذه الروايات لم تصلنا كيف نستطيع اثبات على
ان النور في الايه هو الامام

الشق الثاني :

الروايات حجة لنا وليس حجة لغيرنا فأهل السنه لايمكن
ارضاخهم لهذه الادله
لذلك لابد من استدلال عقلي مقنع لا يقبل الرفض لكي نلزمهم بأن المراد
من النور هو الامام المعصوم وليس المسجد كما يقولون

وهذا الامر يلزمنا مقدمتين

نأتي الان للمقدمة الاولى

هناك ايتان في القرآن الكريم

الاولى في سورة التوبه 32
( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )

الثانيه في سورة الصف 61
( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )

طبعاً الفرق بينهما هو في الاولى
( أَن يُطْفِؤُواْ )
والثانيه
( لِيُطْفِؤُوا )

لو لاحظنا الامر المشترك بين الايتين سنلاحظ انهما مشتركتين في الموضوع ..
موضوع الايه الاولى والاية الثانيه هو واحد .
. السياق في السورتين يتحدث عن موضوع واحد
وهو ان النبي عيسى
(عليه السلام )
قال للناس ان هناك رسول سيأتي بعدي .

. طيب ..

والله تعالى قرر كلام عيسى عليه السلام بأنه يتم نوره ..

ونستلخص من هذا الامر ان النور المقصود في كلا الايتين هو
نور النبوه والرساله ..

هذا بالنسبة للمقدمة الاولى


نأتي الان للمقدمة الثانيه

في اللغة العربيه
يطلق كلمة ( تمام ) على الاعداد
وكلمة ( كمال ) تطلق على الصفات

الان نركز في كلمة تمام لان الايه تقول يتم نوره ..

التمام يكون في الاعداد ولو طبقنا هذا الامر على الايه لتكونت
عندنا معادله مفادها

ان الله قد قرر وحكم ان يكون عدد الانبياء عليهم السلام هو عدد معين ..

وعيسى يقول ان الله قضى وحكم على ان النبي محمد
صل الله وعليه واله لابد أن يأتي ليتم هذا النور
عدد الانبياء لابد ان يتم بنوره ,,,
ولو حاول الكافرون منع ذلك فلا بد ان
يكمل ويتم .
. بمحمد صل الله عليه واله

إذاً التمام لا يأتي إلا في الاعداد اولاً
ثانياً ان الايتان تتحدثان عن البشاره بالنبي الاتي

فنحن ملزمين بمقتضى القرآن ان يكون النور في الايات المقصود به اشخاص ورسالات وليست مساجد او اماكن لعباده كما يقوله اخواننا السنه

اذا وصلنا الى هذا الحد نأتي للمسالة الاهم
وهي كيف نستدل على ان النور المقصود في الايه هو الامام وليس غيره

انتظرونا