عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.37 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Unhappy نظرة في واقعة الطف (الحلقة الرابعة)
قديم بتاريخ : 31-01-2009 الساعة : 05:27 PM


نظرة في واقعة الطف (الحلقة الربعة )


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا الأكرم أبو القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


نستكمل مبحثنا بوصول الحسين (ع ) إلى مشارف العراق وإرسال الطاغية ابن مرجانة جيشاً للجعجعة به إلى كربلاء ومنعه من الوصول إلى الكوفة وقبل هذا فلنقف عند رحاب سفير الحسين ( ع) مسلم ابن عقيل (ع)


مسلم بن عقيل:-


وهو مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عم الحسين ( ع) وهو رجل شجاع ومن المحدثين شارك في ثلاث معارك مع الإمام أمير المؤمنين (ع) وكان له دور بطولي فيها أرسله ألإمام روحي له الفداء في شهر رجب إلى الكوفة لغرض إعلان المبايعة للإمام وخلع الطاغية يزيد وكتب كتاب يقول فيه ((أما بعد فد أتتني كتبكم وفهمت ما ذكرتم من محبتكم لقدومي عليكم ، وقد بعثت إليكم أخي وأبن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل،وأمرته أن يكتب إليِّ بحالكم وأمركم ورأيكم ..فإن كتب إليِّ أنه قد اجمع رأي ملئكم وذي الفضل والحجة منكم على مثل ما قدمت عليِّ به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكاً أنشاء الله . فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب ، والآخذ بالقسط والدائن بالحق ، والحابس نفسه على ذات الله ، والسلام )).ولما وصل إلى الكوفة بلغ الحسين أنه أجتمع مع مسلم على مبايعته أثنا عشر ألفا وقيل ثمانية عشر ألفاً وكتب مسلم إلى أبا عبد الله بالقدوم والتعجل في السير ، ومن مجريات الإحداث أن عبيد الله بن زياد قد لاقى من العنت الشديد من قبل مسلم بن عقيل وشيعته وأن ابن مرجانة قد هرب مرة من المسجد لأن الناس بصروا بمسلم مقبل فتصايحوا فاعتصم في قصر وأغلق أبوابه ولم يكن له إلإ ثلاثون من الشرطة و عشرون من اهل الكوفة وجاء عقيل ومعه أربعة ألاف من شيعته و ظن أنه هالك لا محالة وبدأ بالدهاء والحيلة التي عرفوا بها آل زياد عن طريق التخذيل والجبن لأتباع مسلم فأخذ يرسل الزوجة لزوجها وإلام لأبنها والابن لأبيه وهكذا لم يبقى معه الإ خمسمائة وفي صلاة المغرب بقى معه ثلاثون ولاذوا في جنح الظلام وبقى وحيداً ، مع العلم أن اللعين بقى مذعور داخل قصره ويحسب أن كل صوت هو هجوم لمسلم وإتباعه ألي أن أرسل العيون لمعرفة الوضع وتأكد من انفضاض إتباع مسلم فأرسل جلاوزتة للقبض علية وكان قد خبئتة امرأة اسمها (طوعة) ولكن ابنها كان من عبيد الدنيا والمال فأخبر بمكانة وجاء الجلاوزة للقبض علية فقد حاربهم ولم يستطيعوا النيل منه لشجاعته المعروفة حتى بين بني هاشم ولكن الغدر والخبث عند أزلام ابن مرجانة فأسقطوه في حفرة ولم يستطيعوا علية حتى في الحفرة فأي بطولة يمتلكها ذلك الصنديد سفي الحسين (ع) وهذا هو مايتصف به أهل بيت النبوة ثم أعطوة الأمن والأمان وبعد أن جاء به إلى اللعين أبن زياد منهكاً من كثرة الجراح وعند باب القصر وجد ماء بارد فقال له أحد أزلام عبيد الله (أتراها ما أبردها!والله لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الجحيم في نار جهنم).فأنكر عمر بن الحريث عليه ذلك ولاحظوا مدى الخبث والخسة التي يتصف أعوان أبن مرجانة في حتى عدم مراعاة الأسير وأدخلوه إلى أبن مرجانة الجلاد فنظر مسلم إلى جلسائه وفيهم اللعين عمر بن سعد فناشده بالقرابة التي بينهم أن يسمع وصية ينفذها بعد موته ولكن أبى ذلك!ولم يراعي القرابة ،ثم أذن له عبيد الله فقام سعد مع مسلم فقال له((إن عليِّ ديناً بالكوفة سبعمائة درهم،فبع سيفي ودرعي فأقضها عني،وأبعث إلى الحسين من يرده،فأني كتبت إليه أعلمه أن الناس معه ولا أراه إلا مقبلا))وأوصاه أن يكتمه ،ولكن الرخيص هو رخيص وحتى أن تبدلت حياته ففشي بالسر إلى أبن مرجانة وهذه من الأمور التي يعيب عليها العرب في ذلك الوقت في إفشاء الوصية في الجاهلية وفي الإسلام فانظروا الذين هم بحق شيعة آل سفيان عند ذلك أمر السياف بضرب عنقه وصعدوا به إلى أعلى القصر وضربوا عنقه وألقيت جثته إلى الناس ثم أرسل رأسه مع بقية رؤؤس الشيعة ومهم هانئ بن عروة إلى يزيد(لعنه الله) واستشهد روحي له الفداء وله من العمر ثمانية وأربعون سنة فالسلام عليك يا سيدي ومولاي مسلم بن عقيل يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.


وعند وصول الحسين إلى مشارف العراق أرسل كتاباً مع قيس بن مسهر الصيداوي لكي يستوثق مهم ويخبرهم بمقدمه ويحضهم على الجد والتساند،وعند وصوله إلى القادسية رصدته عيون أبن مرجانة فقبضوا عليه أشخصوه إليه،فأمره عبيد الله أن يصعد القصر فيسب (الحسين)وينهي الناس أن يطيعوه،فصعد قيس وقال ((أيها الناس..إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله،أبن فاطمة بنت رسول الله،وأنا رسوله إليكم!وقد فارقته بالحاجز فأجيبوه،والعنوا عبيد الله بن زياد وأباه.. فما أن قتلوه وقذفوا من فوق القصر فاستشهد(رضوان الله عليه). وحدث نفس الشيء مع عبد الله بن يقطر وأبى أن يلعن الحسين ولعن عبيد الله بن زياد فألقوه من شرفات القصر إلى الأرض فاندكت عظامه ولم يمت فذبحوه فلاحظ أخي القاري أنهم ليس لهم حرمة حتى الذي هو مشرف على الموت ولا يراعوه وهؤلاء هم شيعة الأمام علي(ع)والذين نفتخر نحن منهم الذين يأبون النيل من إمامهم ويرفضون الباطل ومدانة الطغاة وأمثالهم كثير في التاريخ مثل ميثم التمار وحجر بن عدي ومالك بن الأشتر وغيرهم ،وهذا الكاتب المصري مأمون غريب يصف أزلام الطاغية بأحسن وصف يزيد وهو(هم أكثر بشاعة ولؤم وخسة،وانتقام قذر،لا عن مبادئ يدين بها هؤلاء الناس،فما عرفوا يوماً المبادئ ولا فهموا معنى القيم،ولكنها المصالح العاجلة،وكلاب السلطة الذين لا يتورعون عن عمل ما يغضب الله في سبيل مصالح دنيوية زائلة،وسلطة لا بد أن تتلاشى وتورط فيما لا يوجب الوحشية،ولكنها النفس الإنسانية عندما يسكنها الظلام ويعربد في أعماقها الجشع،ويستهويها الضلال.


كربلاء :


عرفت قديماً باسم ((كوربايل)) ثم صحفت إلى كربلاء وهي تجمع ما بين الكرب والبلاء وهي ارض مقدسة ما من نبي إلا مر بها وأستذكر فاجعة الحسين واستعبر على ما جرى في هذه الأرض الطاهرةوسلم على أبي الشهداء(ع) وحتى سفينة نوح عندما مرت بها في الطوفان اهتزت وماجت وظن نوح(ع) أن يوم القيامة قد قامت فسأل ربه عن هذه الأرض فقال أنها أرض كربلاء وفيها مكان استشهاد سبط رسول الله وتقتله أمة جده فبكى نوح(ع) وكل من السفينة وتربنها الطاهرة التي روى بها سيدنا الحسين(ع) بدمه الشريف أرضها فأصبحت من المدن المقدسة وتربتها الشريفة من أقدس الترب على الأرض ويقول عنها الكاتب المصري عباس محمود العقاد(فهي اليوم حرم يزوره المسلمون للعبرة والذكرى،ويزوره غير المسلمين للنظر والمشاهدة،ولكنها لو أعطيت حقها من التنويه والتخليد،لحق لها أن تصبح مزاراً لكل آدمي يعرف لبني نوعه نصيباً من القداسة وحظاً من الفضيلة،لأننا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت باسم كربلاء،بعد مصرع الحسين فيها))ويضيف قائلاً((وهي التي تجلت في حوادث كربلاء منذ نزل ركب الحسين،وقد شاء القدر أن تكون في جانب أشرف ما يشرف به بني آدم)).ويقول خطيب المنبر الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر((أن ارض كربلاء هي ارض من الجنة فهي طاهرة لوجود بها الحسين وأخوه العباس وأنصاره النجباء فنلاحظ أنها تتوسع عند الزيارات وتتسع لكل الزائرين الوافدين إليها مهما كان عددهم))وهذا ما نلاحظه في زيارة الأربعين التي يصل عدد الزائرين إليها إلى تسعة ملايين وبالرغم من صغرها تستوعبهم بقدرة الله سبحانه وتعالى وإكراما لسيد الشهداء أبا عبد الله الحسين(ع)فهي أرض طاهرة مطهرة عندما يدخل إليها يزورها ويزور ضريحه يقف ويستعبر ينحني أجلالاً وهيبةٍ لهذا الإمام الجليل وفداحة ما لاقى من صنوف القهر والتعذيب والذي قال وبأعلى صوته((هيهات هيهات منا الذلة)) والتي أصبحت عبارة يرددها كل الثائرين والملايين في عدم الرضوخ للباطل والتي بها صحح مسار الإسلام وأصبحت عبارة يعمل بها كل ثائر ومسلم شريف في جميع العالم الإسلامي وغير الإسلامي،فطوبى لك يا أرض الطفوف التي التحفتِ جسد خير خلق الله بعد نبيه ووصيه وأمه ومعه الثلة الخيرة البطلة معه.


معسكر الفريقين :

معسكر الحسين :

ويسمى أيضاً معسكر الأنصار الذين نصروا أبي الأحرار(ع) في الواقعة والذين يصنفهم بعض الكتاب والمؤرخين أفضل صحابة وأنصار عرفهم على طول التاريخ الحديث والقديم وسوف يسأل سائل هل يعني أنهم أفضل من صحابة الرسول محمد(ص)؟ فنقول نعم لأنهم نصروا الحسين(ع) وهم يعرفون أنهم ملاقون الموت ولم يطرف لهم جفن بقلوب ثابتة همهم الأول نصرة مولاهم والذود هن حرم رسول الله وتصحيح مسار الإسلام الذي حرفه بنو أمية أليس هذا منتهى بذل النفس في سبيل القضية التي يدافعون عنها وقد قال الشاعر ((والجود بالنفس أقصى غاية الجو))وأنهم يستحقون وبكل فخر لقب الشهداء لأنهم قالوا لا لحاكم جائر اقتداءً بسيدهم ومولاهم أبو الشهداء روحي له الفداء وكما يقول نبينا في حديثه الشريف((سيد الشهداء حمزة،ورجل وقف وجه حاكم ظالم))فهذه هي الشهادة الحقة والتي لا يعلو أي مرتبة من مراتب الشهادة ،أما مسألة صحابة نبينا الأكرم(ص) فلنأتي إلى القرآن الكريم الذي هو دستورنا وحكمنا الآلهي فكم آية توجد تحكي عن صحابة الرسول في تخاذلهم ونقوصهم للكثير منهم ومنها ((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على الله فلن يضر الله شيئاً)) آل عمران أيه144،وهناك سورة الأحزاب التي بلغت القلوب لدى الحناجر وفي غزوة أحد وفي معركة حنين وكيف أنفض صحابته في تلك المعارك ولم يبق مع إلا الفئة المؤمنة الصادقة التي أمنت بالله ورسوله وفي طليعتهم أمير المؤمنين الذي كان لنبيه الحارس والمدافع الأمين في كل غزواته ومن هذه الاستنتاج البسيط نعرف لماذا نعتبر صحابة ونصار أبي عبد الله(ع) هم خير الصحابة والأنصار وسوف نورد قسماً أسماء بعض الأنصار الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع)

هاني بن عروة :

وهو صحابي عاصر رسول الله (ص) ومن صحابة أمير المؤمنين (ع ) وشارك كل معاركة وشيخ قبيلة مذحج وإذا قام معه أربعة ألاف فرد وإذا أراد إن يجمع الأشخاص فيجتمع معه ثلاثون ألف وهو الذي استضافة مسلم بن عقيل وهو شيخ ورع محدث حافظ للقران وعندما كان مريض زاره عبيد الله وكان موجود في تلك اللحظة مسلم بن عقيل وأشار هاني بقتل ابن مرجانة وتم الاتفاق على ذلك مع مسلم ولكنه تراجع عن ذلك وجاء اللعين عبد الله مع العلم أن فرصة قتله كانت سهله وبعد ذلك سأله عن عدم الفتك به فقال مسلم (( إننا أهل بيت النبوة نكره الغدر والخيانة )) فهل هذا ينطبق على بني أمية ؟ وشتان بين الثرى والثريا . وعندما علم ابن زياد استضافة هاني لمسلم أرسل إلى هاني لكي يحاوره وليس بنية الغدر وأعطاه الأمن والأمان فجاء اليه وهناك غدر به اللعين عبيد الله وهذا ما يتسم به جلاوزة يزيد وعنف هاني في القول عبيد الله مما اضطر اللعين ان يضربه بقضيب من الحديد وجاءت قبيلته تسأل عنه فخاف ابن مرجان وأوعز إلى شريح القاضي والقول لهم إن هاني في ضيافته وانسحبت قبيلته وبعد ذلك تم قتله ورميه بعد قطع رأسه من أعلى القصر وكان عمره (83)سنه .

حبيب بن مظاهر الأسدي:

وهو من صحابه الإمام أمير المؤمنين (ع) وهو شيخ كبير ومن المحدثين وحافظ للقران وشارك في جميع معارك الأمير (ع) وهو شيخ بني أسد من أنصار الحسين (ع) وصحابته المخلصين بالغ في النصح وعدم الانجرار وراء حكام بني أمية ومبايعة أبا عبد الله الحسين وعدم الابتلاء بقتله وسبي محارمه وكان رضوان الله عليه شجاع صنديد ذهب في ليله العاشر من محرم إلى خيمة العقيلة زينب (ع) عندما شعر بخوفها وكلمها من وراء خبائها أنهم ليوث هصورة في الدفاع عن إمامهم وعن حرم رسول الله . قاتل قتال الإبطال في واقعة الطف وكان الجموع تنكشف من أمامه بالرغم من عمره قد تجاوز الثمانين ولكن كثرة معسكر الكفر قد تحاطوا عليه وقتلوه وضمه الحسين ( ع ) إلى صدره وقال حبيب وهو في الرمق الأخير السلام عليك يا سيدي يا أبا عبد الله وللنظر إلى مدى الوفاء والإخلاص التي يتسم بها أنصار ابي عبد الله (ع) والذي هو في الرمق الأخير ولا ينسى أمامه وتم دفنه من قبل الإمام زين العابدين ( ع) في قبر منفرد في الحضرة الحسينية وسلم عليه وقال له السلام عليك أيها العبد الصالح إلى أخر الزيارة المعهودة وهذا قول إمامنا زين العابدين (ع)

برير بن خضر الهمداني :

ويوصف بأنه((سيد القراء))وكان شيخاً تابعياً ناسكاً قارئاً للقرآن ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة وله في الهمدانيين شرف وقدر،وكان مشهوراً ومحترماً في مجتمع الكوفة.

بشير بن عمرو الحضرمي :

وه آخر رجلين بقيا مع الحسين والآخر هو (سويد بن عمرو بن أبي المطاع) وهو من كندة وقاتل قتال الأبطال واستشهد بين يدي أبا عبد الله(ع).

جابر بن الحارث السلماني :

وهو من مذحج وهو من شخصيات الشيعة في الكوفة وشارك مع مسلم بن عقيل ولما شلت التحق بركب الحسين.


الحر بن يزيد الرياحي :


من الشخصيات البارزة في الكوفة أحد أمراء الجيش الأموي في كربلاء وهو يقود ألف فارس ويقود ربع تميم وهمدان التحق بالحسين في يوم العاشر من محرم وطلب العفو منه وقاتل قتال الصناديد الذين يشهد لهم بالبطولة.


الحلاس بن عمرو الراسبي :


كان مع جيش عمرو بن سعد وتحول هو وأخوه النعمان وكان على رأس الشرطة في زمن أمير المؤمنين(ع).


زهير بن القين :


شخصية بارزة وفارس شجاع في الكوفة أنضم إلى الحسين في الطريق من مكة إلى العراق بعد أن حدثه الحسين(ع)وكان كرهاً للقائه ورد زوجته بعد لقائه وفضل الموت والاستشهاد على يدي الحسين ولا الرجوع مع زوجته وخطب في جيش يزيد قبيل المعركة و قال (( يا اهل الكوفة نذار لكم من عذاب اله لكم نذرا. إن حقاً على المسلم نصيحة المسلم :ونحن حتى الان أخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا و بينكم السيف ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة و كنا نحن أمه وأنتم أمه : أن الله قد ابتلانا و إياكم بذرية نبيه محمد (ص) لينظر ما نحن و انتم عاملون ، وإنا ندعوكم إلى نصر الحسين وخذلان الطاغية بن الطاغية عبيد الله بن زياد ، فأنكم لا تدركون منهما إلا سوءاً : بسملان أعينكم،و بقطعان أيديكم ويمثلان بكم،ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلان أمائلكم و قراءكم أمثال حجر بن عدي و أصحابه و هانئ بن عروة و أشباهه)) وجعله الحسين على ميمنة أصحابه و قاتل قتال الإبطال.


وهذا عابس ابن ابي شبيب الذي تحداهم للمبارزة فوقفوا بعيد عنه خوفاً منه فقال لهم عمر اللعين ارموه بالحجارة فرموه من كل جانب فاستمات و ألقى بدرعه ومغفرة و حمل على من يليه فهزمهم وثبت حتى مات .


وهذا ابو الشعثاء يزيد ابن زياد الكندي ممن عدل الى جيش الحسين وهو من رماة زمانه حيث جثا بين يدي الحسين و أرسل مائة سهم لم يكد يخيب منها خمسة أسهم و قاتل حتى مات .


وهذا نافع ابن هلال البجلي يكتب اسمه على أفواق نبله و يرسلها فيقتل بها ويجرح وقلما يخطئ مرماه.فاحاطوا به و ضربوه على ذراعيه ثم أسروه و الدم يسيل من وجهه ويديه فحسبوه يلين للوعيد ويجزع من التمثيل به ، فأسمعهم ما يكرهون وراح يغيظهم ويقول لهم (لقد قتلت منكم اثنا عشر رجلاً سوى من جرحت و لو بقيت لي عضد وساعد لزدت )


وهذا مسلم بن عوسجة الذي يقوا لأبي عبد الله بعد أن نصح باتخاذ الليل جملاً والحل من بيعته فقال له((أنحن نخلي عنك؟وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك؟لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي،ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخليك حتى يعلم الله أنه قد حفظنا غيبة رسوله فيك.وأما والله لو علمت أني أقتل ثم أحيي ثم احرق ثم أحيي ثم أحرق ثم أذرى ويفعل هذا بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك))


وفي نفس الموقف عندما قال لهم ذاك القول كأن أراد لهم الهلاك ولم يرد لهم النجاة وفزعوا من رجائهم إياه كما يفزع غيرهم من مطالبتهم بالثبات والبقاء،وقالوا له وكأنهم يقولون بلسان واحد((معاذ الله والشهر الحرام ..ماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم؟أنقول لهم إنا تركنا سيدنا و ابن سيدنا وعمادنا ،تركناه غرضاً للنبل ودريئة للرماح و جزراًُ للسباع ، و فررنا عنه رغبة للحياة ؟معاذ الله بل نحيا بحياتك ونموت معك)).


وهنا لا أحب أن أزيد على هذا الكلام لأنهم قوم يتحرون عن الموت والشهادة والدفاع عن مولاهم و حتى سيدي و مولاي أبا عبد الله قال لهم عندما بدأ رمي السهام(( قوموا يا كرام هذه رسل القوم )) فوصفهم بالكرام لمنزلتهم العالية كما جاء في قوله تعالى ((أن أكرمكم عند الله اتقاكم )). و قد قدمت هذه الأمثلة البسيطة عن معسكر أنصار أبي عبد الله الحسين (ع) التي لو كتبناها لنحتاج إلى وقفات طويلة.وانهي قولي بما يصفه الكاتب المصري عباس العقاد (على أنها بعد كل هذا حرب بين الكرم و اللؤم ، وبن الضمير والمعدة وبين النور والظلام ..فشأنها على أية حال أن تصبح رجال من الطرفين لقصارى ما يبلغه الكرم وقصارى ما يبلغه اللؤم ، و قد بلغت في ذلك أقصى مدى الطرفين ).


ونستكمل في حلقاتنا المقبلة هذه الواقعة الأليمة على كل مسلم و مسلمة


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير خلق الله نبنا محمد وعلى آل بيته الغر الميامين.


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر.
6-انصار الحسين دراسة عن شهداء ثورة الحسين الرجال والدلالات . تأليف سماحة آية الله محمد مهدي شمس الدين.المؤسسة الدولية للدراسات والنشر بيروت،لبنان


من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني
رد مع اقتباس