|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 29478
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,216
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبود مزهر الكرخي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
نظرة في واقعة الطف(الحلقة الخامسة)
بتاريخ : 07-02-2009 الساعة : 12:46 PM
نظرة في واقعة الطف(الحلقة الخامسة)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
نستكمل حلقاتنا في نظرتنا لهذا الواقعة الخالدة التي بها سطر سيد الشهداء وآل بيته وأنصاره الملحمة التي بقيت خالدة إلى يوم يبعثون وسوف نأتي إلى معسكر الهاشميين ويبرز في مقدمتهم
أبا الفضل العباس (عليه السلام ) :
وهذه الشخصية التي تكنى بكنى عديدة ولكن أحب إلى نفسي هي قمر بني هاشم فهو بطل مغوار قلما أنجب التاريخ مثله وواسى أخوه الحسين (ع) في واقعة الطف وكان نعم الأخ النجيب لأخيه والمدافع الأمين وأذهل الأعداء ببسالته النادرة ويصف الباحث والمؤرخ محمد باقر القريشي هذه الشخصية الفذة بقوله (( وبرز أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) على مسرح التاريخ الإسلامي كأعظم قائد فذّ لم تعرف له الإنسانية نظيراً في بطولاته النادرة بل ولا في سائر مُثله الأخرى التي استوعبت ـ بفخر ـ جميع لغات الأرض.
لقد أبدى أبو الفضل يوم ألطف من الصمود الهائل ، والإرادة الصلبة ما يفوق الوصف ، فكان برباطة جأشه ، وقوّة عزيمته جيشاً لا يقهر فقد أرعب عسكر ابن زياد ، وهزمهم نفسيّاً ، كما هزمهم في ميادين الحرب.أن بطولات أبي الفضل كانت ولا تزال حديث الناس في مختلف العصور ، فلم يشاهدوا رجلاً واحداً مثقلاً بالهموم والنكبات يحمل على جيش مكثّف مدعّم بجميع آلات الحرب قد ضمّ عشرات الآلاف من المشاة وغيرهم فيلحق بهم أفدح الخسائر من معداتهم وجنودهم ، ويقول المؤرخون عن بسالته ـ يوم ألطف ـ إنه كلما حمل على كتيبة تفرّ منهزمة من بين يديه يسحق بعضها بعضاً قد خيّم عليها الموت ، واستولى عليها الفزع والذعر قد خلعت منها الأفئدة والقلوب ، ولم تغن عنها كثرتها شيئاً.أن شجاعة أبي الفضل وسائر مواهبه ومزاياه مما تدعو إلى الاعتزاز)).
واستشهد أبا الفضل عليه السلام وله من العمر سبعة وثلاثون سنة بين يدي أبا عبد الله الحسين (ع) وقال وهو في الرمق الأخير(السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله) ونلاحظ هنا مدى السمو الأخلاقي للعلاقة بينه وبين أخيه وأمام عصره وهو الذي رفض إن ينقل جثمانه الشريف إلى المعسكر حياء من حرم رسول الله لعدم تمكنه من جلب الماء إليهم وهذه أخلاق أهل بيت النبوة الذي رفض شرب الماء عندما وصل إلى نهر العلقمي ورجع بالماء إلى المعسكر وهناك تكاثر عليه المجرمون وألا عداء وقطعوا يمينه غيلة وغدر ومن وراء وارتجز الرجز المحبوب لكل شيعي من مذهب أهل البيت وهو:
والله إن قطعتم يميني إنّي أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقين
ويعتبر هو الشخص الثاني والسند ألأساسي في إصلاح أمة نبينا الأكرم والذي حمل لواء أخيه الحسين(ع) ولم يتوان عن نصرة أخيه فهو السقاء و كفيل زينب ، قمر العشيرة وباب ألحوائج الذي لم يخيب أحداً حين يدعوه ويقول (يا كاشف الكرب عن وجه أخيه الحسين أكشف كربي بحق وجه أخيك الحسين ) وهذا ضريحه الذي يعانق الثريا والذي يبين مكانته العالية والسامية وحين دفنه علي السجاد(ع) سلم وترحم عليه وقال له نعم العم الصابر المجاهد في نصرة أخيه وهو الفحل ابن الفحول والذي شارك في كل معارك أبيه أمير المؤمنين وأمه فاطمة بنت حزام (أم البنين)التي أختارها أبا الحسن لنسبها الشريف ولكي تنجب له ولداً يحمل لواء الحسين ويدافع عنه عندما يكون وحيد في كربلاء واستشهد وكان له من الأولاد اثنان ،واختم قولي بما يقول عنه باحثنا القريشي
((سلام الله عليك يا أبا الفضل ففي حياتك وشهادتك ملتقى أمين لجميع القيم الإنسانية ، وحسبك أنّك وحدك كنت أنموذجا رائعاً لشهداء الطفّ الذين احتلّوا قمّة الشرف والمجد في دنيا العرب والإسلام.))
ووصف الشاعر العلوي السيّد جعفر الحلّي في رائعته ما مُني به الجيش الأموي من الرعب والفزع من أبي الفضل ( عليه السلام ) يقول:
وقــع العــذاب على جيوش أميّة
من باسـل هو في الوقائع معلم
*
ما راعهــم إلاّ تقحـم ضيغــم
غيران يعجـم لفظـه ويـدمدم
*
عبسـت وجوه القوم خـوف الموت
والعبّـاس فيهـم ضاحك يتبسّم
*
قلب اليمين على الشمال وغاص في
الاَوساط يحصد للرؤوس ويحطم
*
ما كرّ ذو بــأس لـه متقـدمـاً
إلاّ وفــرّ ورأسـه المتقــدّم
*
صبغ الخيول برمحـه حتى غـدا
سيـان أشقر لونهــا والاَدهم
العقيلة زينب (عليها السلام) :
وهي البنت الكبرى لأمير المؤمنين (ع) وهي عالمة معلّمة ومحدثة أخذت العلم من أمها السيدة فاطمة الزهراء (ع) وهي قرة عين والديها ولها من والمآثر والبطولات التي يعجز بحثنا عن حصرها ولكننا سنتناول مواقفها مع الحسين (ع) وشجاعتها أمام الطاغية يزيد حتى انه من احد كناها الصديقة الصغرى ولها من الألقاب الكثيرة التي توضح مكانتها السامية ،وفي ليلة القتال كان الحسين (ع) في خيمته يعالج سهاماً له ويرتجز وإمامه ابنه العليل :
يا دهر أف لك من خليل كم لك بالإشراق و الأصيل
من صاحب وماجد قتيل والدهر لا يقنع بالبديل
والأمر في ذلك إلى الجليل وكل حي سالك سبيل
وسمعته أخته زينب فلم تقو على حنانها ووجلها وخرجت من خبائها حاسرة تنادي ((و ثكلاه !اليوم مات جدي رسول الله وأمي فاطمة الزهراء وأبي عليّ وأخي الحسن فليت الموت أعدمني الحياة يا حسيناه!يا بقية الماضين وثمالة الباقين !))فبكى لبكائها وقال لها ((يا أخت !لو ترك القطا لنام .. ولم يزل يناشدها .. ويعزيها ويقول تأسي بالله ياأخيه،شاءالله أن يراني قتيلاً أن يراهم سبايا،وهو في قراره نفسه مستقر كالطود على مواجهة الموت وإباء التسليم أو النزول على حكم ابن مرجانة كما قال ..ثم احتملها مغشياً علية حتى ادخلها الخباء،ومن خسة جند يزيد أنهم مروا بالنساء حواسر من طريقها على الجثث الملقاة في العراء مقطعة الرؤؤس لم يتم دفنها ولم يصلوا كما علوا مع قتلاهم فولولن النساء وصاحن باكيات وصاحت العقيلة زينب(ع) : ((يا محمداه! هذا الحسين بالعراء مقطع الرأس من القفا مسلوب الردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا)) لذي أنفرج الجيش لها سماطين عندما جاءت على جسد أخيها الشريف ووجم الجميع مبهوتين وغلبت دموعهم قلوبهم فبكى العدو كما بكى الصديق.
والحادثة معروفة عندما أدخلوا السبايا على مجلس الطاغية بن مرجانة وهم في أشد حال من الجوع والعطش ولابسين أرذل الثياب وعمتهم زينب (ع) التي انحازت إلى مكان لا تتكلم ولا تنظر إلى ما حولها،فسأل اللعين بن زياد :من هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟فلم تجبه استحقاراً له وعاد السؤال ثلاث مرات فإجابته أحدى الإماء :هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله(ص)،فقال لها وبكل وقاحة : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأبطل أحدوثتكم.
إلا أن الحوراء زينب كانت بنسبها الشريف وهي ابنة الضرغام حيدر الكرار(ع) والتي كانت غاية في الشجاعة بعد المصيبة التي تهد لها الرجال ولم تمهله فثارت عليه وقال بكل شجاعة بسالة غير آبه به : (( الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا فالقتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة)) فأي بطولة لهذه المرأة التي لم ينجب التاريخ مثلها في مقارعة قوى البغي والظلم والتي عجز عن مواجهة هذا اللعين الرجال وعندها قال بن مرجانة :قد شفا اله نفسي من طاغيتك والعصاة،وهنا غلبها الحزن والغيظ والحقد الذي يكنه لهم هذا الملعون لآل بيت النبوة فقالت له ((لقد قتلت كهلي وأبدت أهلي وقطعت فرعي واجتثت أصلي،فأن يشفك هذا فقد اشتفيت)) وهي التي حافظت على النسل الشريف لبيت النبوة عندما أراد اللعين أن يقتل اللعين بن اللعين علي السجاد(ع) عندما سخر منه وقال له الله قتل علياً فقال له وبكل جرأة التي يتصف بها أئمتنا المعصومين ((الله يتوفى الأنفس حين موتها،وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله)) فغضب اللعين وقال له وبك جرأة لجوابي! وصاح الخبيث الأثيم بجنده وقال لهم أضربوا عنقه.فاعتنقت عمته زينب الغلام وأجهشت بالبكاء ولا يردها سلطان ولا يرهبها سلاح،لأنها كانت تستهل الموت لما رأته من مصارع أهل بيتها وهانت عليها الحياة وأقسمت لئن قتلته لتقتلنني معه فأرتد بن زياد متعجباً ومشدوهاً من شجاعة هذه المرأة التي أبت إلا أن تحافظ على الفرع الأصل الكريم الشريف. وهي زوجة عبد الله بن جعفر الطيار ولها من الأولاد اثنان استشهدا في واقعة الطف والتي لاقت ما لاقت من صنوف القهر والتعذيب في مسيرة السبايا إلى الشام والمحافظة على عقائل وحرم رسول الله. ولو أردنا أن نكتب عن فضائلها ومناقبها لأحتاج إلى كتب ومجلدات للتحدث عن هذه السيدة الجليلة روحي لها الفداء.
فالسلام عليك يا سيدتي ومولاتي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حية.
وبعد إن استعرضنا معسكر أبي عبد الله الحسين(ع) سوف نستعرض عسكر الطاغوت والكفر
معسكر يزيد :
وأنا أسميه معسكر الظلام ووصفته كما ذكرته آنفاً وأستهل الكتابة عنه بقول للكاتب المصري عباس العقاد( أنه شرذمة على غراره أصدق ما توصف به أنها شرذمة جلادين،يقتلون من أمروا بقتله ويقبضون ألجر فرحين.وكانوا أعوان يزيد جلادين وكلاب طراد في صيد كبير)ومن هذا القول نلاحظ مدى الانحطاط الفكري والخلقي الذين يتسم هذا المعسكر البغيض والذي المرآة العاكسة لأمرائهم بنو أمية والذين هم نفس الخلق والطباع.
عبيد الله بن زياد :
وكان متهم النسب في قريش لأن أباه زياداً كان مجهول الأب فكانوا يسمونه زياد بن أبيه ثم ألحقه معاوية بأبي سفيان لأن أبا سفيان ذكر بعد نبوغ زياد،أنه كان قد سكر في مكة ليلة فالتمس بغياً فجاءوه بجارية تدعى سمية وهي من الرايات الحمر وكانوا هؤلاء القوم معروفون عند العرب بالبغي والفساد،فقالت له بعد مولد زياد أنها حملت به في تلك الليلة إي أنه أبن حرام ولا يعرف نسبه.وكانت أم عبيد الله جارية مجوسية تدعى مرجانة فكانوا يعيرونه بها وينسبونه إليها،وهو مسخ شديد السمرة ومن عوارض المسخ (وهي عوارض لها في نفوس العرب دخلة تورث الضغن والمهانة)أنه كان ألكن اللسان لا يقيم نطاق الحروف العربيةنفمرة مثلاً أراد أن يقول سيوفكم فقال أفتحوا سيوفكم فضحك كل من الحاضرين.وليس أسهل لديه من قطع الأيدي والأرجل والصلب لشبهه أو غير شبهه مجرم عتيد ومن الدرجة الأولى ويقول مسلم بن عقيل(ع) عنه((ويقتل النفس التي حرم الله قتلها على الغضب والعداوة وسوء الظن،وهو يلهو ويلعب كأنه لم يصنع شيئاً))وكانت هذه الضراوة أنفها وأسوئها في منازلة الحسين(ع) لأن يزيد كان يكرهه ويكره أباه لأنه كان نصح أباه معاوية بالتمهل في أخذ البيعة للعين يزيد فكان حريصاً بابن مرجانة أن يدفع الشبهات والغلو في أثبات الولاء لأميره يزيد وأيضاً الطمع بالمناصب والأموال والملذات التي يزحفون عليها زحفاً،فلذلك هو مغموز النصب ولا يجوز القول أنه أمير بل انه جلاد وكلب من كلاب الطاغية يزيد متعطش لسفك الدماء ولا يراعي ألاً و لا ذمة في الله.
عمر بن سعد :
روي عن أمامنا أمير المؤمنين(ع) أنه قال بحضرة الأنصار والمهاجرين(وأشار إلى صدره):كيف مليء علماً، لو وجدت له طالباً،سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول(ص)هذا ما زقني رسول الله(ص)زقاً فاسألوني فإن عندي علم الأولين والآخرين.أما والله لو ثنيت لي الوسادة ثم أجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينادي كل كتاب بأن علياً قد حكم فيَّ بحكم الله فيًَ.
فقام له سعد بن أبي وقاص وكان في أول من بايع أمير المؤمنين ولكنه نكث بيعته بعد فترة حاله حال الناكثين من الصحابة الباقين وسأله سؤال لا ينم عن أي منطق ولا علم فقال له(هل تستطيع عد الشعرات في رأسي) فرد عليه أمير المؤمنين(ع) ((أخبرني حبيبي وأخي رسول الله(ص) أنه بين كل طاقة وطاقة من شعرك شيطان رجيم وأن سخلك في البيت سوف يقتل سخلي) أي أبنه يقتل الحسين(ع) وهذا ما يأتي به أهل البيت الذين يعلمون كل شيء .
ومن هذا القبيل أطاع عمرو بن سعد أبن مرجانة في كربلاء لمطامعه الخاصة والدنيوية الحقيرة التي كانوا يأملون بها بن سعد في ولاية الري ولاحظوا في شعره الذي قاله والذي يدينه أكبر إدانة والذي يقول فيه :
فو الله ما أدري وإني لحائر
أفكر في أمري على خطرين
أأترك ملك الري والري منيتي
أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين
وفي قتله النار التي ليس دونها
حجاب،وملك الري قرة عيني
فلاحظوا معي مدى صلف وكفر هذا اللعين الذي يعرف بمنزلة سبط رسول الله ولكن من أجل ملك رخيص ودنيا زائلة يقتل عترة رسول الله(ص) فأي مدى بلغ هذا الكافر اللعين الذي يعرف أن النار مثواه ويقولها في شعره وهو غليظ الطباع فج وأحمق وهو الذي ساق عقائل وحرم رسول الله بعد مقتله على طريق جثث القتلى والتي كانت مطروحة في العراء وعندما شاهدن مصارع أحبتهن صرخن وبكين أبكت كل في معسكر يزيد وهم الذين قتلوا الحسين وأهله. وحتى أن أبن أخته حمزة بن المغيرة بن شعبة(وكان من أكبر أعوان معاوية)نصحه ألا يقبل مقاتلة الحسين،وقال له : (والله لا تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض لو كان لك،خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين).فهؤلاء لا يسمون أمراء أو ساسة بل هم عبارة عن جلادين وقتلة وقلوبهم مليئة بالحقد وينفذون أي أمر للذي بيده الأموال والوعود ولا يراعون أي حرام أو حلال في الله ومهمتهم القتل والذبح والتعطش لسفك الدماء ولا يبالي من الذي يسفك دمه لهذا عمل يزيد على تجنيد الجلادين والقتلة الذين لا يعرفون غير سفك الدماء لعلاج مسألة الحسين.
شمر ابن ذي الجوشن :
كان أبرص كريه المنظر قبيح الصورة كان يدعي الإسلام ويتخذه مظهراً ليحارب به علي و أبنائه ولا يحارب به معاوية و يزيد ليكسب الأمان و ألمزايا و كان سفاكاً للدماء وكان يحيك المؤامرات على عمر بن سعد للفوز بإمرة جيش ابن زياد وهو الذي منع الماء عن معسكر الحسين(ع) حيث في أول نزوله كان الحرس على جانب نهر العلقمي ولكن كان روحي له الفداء يأخذ ثلة من أصحابة فيكشف عن المشرعة فيأخذ الماء وكانوا حتى الحرس يهابونه ولا يجسرون على منازلته ولكن هذا اللعين صاح بالجند وأمرهم بمنع الماء حتى عن النساء والأطفال وقال إلى بن سعد أنه سوف يخبر بن زياد في سبيل الإيقاع باللعين عمر بن سعد إذا لم ينفذ الأمر ومنذ ذلك اليوم قطع الماء عنهم وكان يوم السابع من محرم بواسطة هذا اللعين الأبرص الكريه وكان لا يتورع عن حلال أو حرام في سبيل المال و يقال أنه كان يكنى (بأبن البوالة ) لأن أمه أجلكم الله كانت تبول وهي واقفة لبداوتها و اعرابيتها و عدم فهمها الإسلام و هم من الإعراب الذي ينطبق قولة سبحانه و تعالى (( ألإعراب اشد كفرا ًونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم)) التوبة آية 97 وهو الذي قطع الرأس الشريف لآبا عبد الله الحسين ( ع ) عندما جثم على جسده دون أن تأخذه أي رهبة مع العلم أن كثير من معسكر يزيد أخذهم ألخوف عندما حاولوا أن يفعلوا ذلك فهو كافر من الدرجة الأولى لقيامه بحز الرأس الشريف من القفا .
مسلم بن عقبة:
نأخذ هذه الشخصية من معسكر يزيد لنرى مدى خسة وغدر وحقد هؤلاء القوم من جيش يزيد و الذي يوجد على شاكلتهم كثير وهم هؤلاء الذين نطلق عليهم شيعة أبي سفيان .وهذا الرجل مخلوق مسمم الطبيعة في هيئة إنسان ((وكان أعور أغر ثائر الرأس،كأنما يقلع رجليه إذا مشى))هذا ما يصفه الكاتب عباس العقاد وقد بلغ من ضراوته أنه عاث في المدينة بالخراب والتنكيل عندما وجه اللعين يزيد بجيشه إلى المدينة ومكة وضرب مكة بالمنجنيق وهذا الشيخ المرض بالذات أباح المدينة في حرم النبي(ص) ثلاثة أيام وعمل عليها بالسيف وجزر الناس كما يجزر القصاب الغنم وحتى وصلت الدماء إلى الأقدام وقتل من قتل من أبناء المهاجرين والأنصار ودرية البدريين أخذ البيعة ليزيد من البقية الباقية وهو كان عبد قن لأمير المؤمنين(ع) وانطلق مع جنده في المدينة ينهبون الأموال ويستبيحون الأعراض حتى وصل القتلى من وجوه الناس والموالي ألف وسبعمائة،ونورد كتابه الذي بعثه إلى أميره اللعين لنوضح مدى خسة وحقد هؤلاء المجرمين فيقول((فأدخلنا الخيل عليهم..فما صليت الظهر أصلح الله أمير المؤمنين إلا في مسجدهم!..بعد القتل الذريع والانتهاب العظيم..وأوقعنا بهم السيوف وقتلنا من أشرف لنا منهم واتبعنا مدبرهم وأجهزنا على جريحهم وأنتهيناها ثلاثاً كما قال أمير المؤمنين أعز الله نصره،وجعلت دور بني الشهيد عثمان بن عفان في حرز وأمان، والحمد لله الذي شفا صدري من قتل أهل الخلاف القديم والنفاق العظيم،فطالما عتوا وقديماً طغوا وأكتب هذا إلى أمير المؤمنين وأنا في منزل سعيد بن العاص مدنفاً مريضاً ما أراني إلا لما بي..فما كنت أبالي متى مت بعد يومي هذا)) فانظروا إلى هذا الحقد المتأجج والعفونة المتأصلة لديه وقد مات بعد هذا وفي أسفل دركٍ من النار ويبين أن يزيد كان موافقاً على كل ما يقوم به كلابه المجرمين الجلادين سواء في سفك دم الحسين (ع) وعترته الطاهرة وسبي نسائه حرم رسول الله(ص)وأن لا يقول من الكتاب الذين يلعبون بالتاريخ أن يزيد لم يوافق على قتل الحسين وأن هذا كان اجتهاد من عبيد الله بن زياد وما إلى ذلك من الخزعبلات التي لا تقنع أي باحث وعاقل في هذه الدنيا.
ولنختم قولنا بما يقوله الكاتب المصري عباس العقاد في وصف المعسكرين((وهكذا كان ليزيد أعوان إذا بلغ أحدهم حده في معركته فهو جلاد مبذول السيف والسوط في سبيل المال.
بينما كان للحسين أعوان إذا بلغ أحدهم حده في معركة فهو شهيد يبذل الدنيا كلها في سبيل الروح.وهي أذن معركة جلادين وشهداء))فهذا الوصف البليغ هو ما قاله أحد كتاب مصر المشهورين وهو وصف بليغ في وصف المعسكرين وأترك لكم البقية فيما ذكرته لكم.
والخلاصة نلاحظ مدى البون الشاسع بين معسكر النور والحقيقة والإباء والشموخ وبين معسكر الظلام والجبن والخذلان، وهذه الشخصيات العظيمة التي سطرت بأحرف من نور هذه الملحمة الخالدة وبقت كواكب لامعة ومتلألئة في السماء ويبقى ذكرهم إلى يوم تقوم الساعة وهم في الجنة في عليين وقد قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما أتاهم اللهُ من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاِّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون))آل عمران آية 169 -170 .وصدق من قال في الزيارة المعهودة ((طبتم وطابت الأرض التي دفنتم فيها فياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً)). وسوف نستمر انشاء الله في حلقاتنا المقبلة لبحثنا والتي كلما أردت أن أنهيها وجدت من العبر والدروس التي تجعلني أسترسل في الموضوع فليعذرني القارئ في الإطالة لأن الموضوع كلما تبحث تخرج لنا الدروس في الثورة الحسينية الخالدة التي تسطع بنورها على مدى تعاقب الأجيال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والصلاة على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة أبو السبطين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
----------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 - العباس بن علي (عليهما السلام)رائد الكرامة والفداء في الإسلام.تأليف باقر شريف القريشي.مكتبة السرا ج الألكترونية.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر
|
|
|
|
|