عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.37 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Unhappy نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)
قديم بتاريخ : 18-02-2009 الساعة : 08:29 PM


نظرة في واقعة الطف(الحلقة الأخيرة)


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة على نبينا أبو القاسم محمد قنديل السماء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


إما بعد فنستكمل حلقاتنا في واقعة الطف الخالدة التي سجلها التاريخ بأحرف من نور بقت خالدة إلى يوم يبعثون وندعو من الله أن يوفقنا في ذلك


مأثم مخزية :


نقول في هذا الباب أنها كانت حرب بين أشرف الناس وعلى الطرف الآخر أوضع وأحقر الناس وسوف أوجز لكم هذه الفظائع التي ارتكبوها بني أمية والذين يدعون الكتاب المحسوبين على الإسلام أن يزيد خليفة المسلمين وأن جلاوزته جند الإسلام،ولنتطرق إلى الأفعال التي قاموا بها والتي يقزز منها البشر والتي لا تحسب إلا في منزلة الحيوانات المتوحشة التي لا تمتلك أي قلب.


1 ) وهي قتل عيد الله الرضيع الذي طلب سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) فعاجله حرملة بن كاهل ألأسدي لعنه الله بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ويقول هذا اللعين أنه كان يحصل عن كل سهم يصيب به ألف درهم وقد قال هذا اللعين أنه عندما ذبحه أعتنق الرضيع والده من شدة الألم وأخذ الدم روحي له الفداء فرمى به إلى السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة وهذا يعني أن الله والسماء تقبلت هذا الدم وتم سقيه من ماء الكوثر.


2 ) عند استشهاد علي الأكبر(ع) جمح الجواد به إلى معسكر الأعداء فما لبثوا أن قام الأوغاد وهو متوفي روحي له الفداء بتقطيعه أرباً أرباً وإرساله إلى أبيه،فما هذه الوحشية في التمثيل بالميت بدون مراعاة لأي حرمة مع العلم أن اللعين عبد الرحمن بن ملجم قاتل أمير المؤمنين(ع) عندما جيء به إليه قال لهم ((أطعموه من طعامنا واسقوه من شرابنا وإذا مت فاضربوه ضربة واحدة ولا تمثلوا به لأني سمعت حبيبي رسول الله(ص) لا تمثلوا حتى بالكلب العقور)) فأي خلق أتصف به أهل بيت النبوة وأي خلق هؤلاء الحاقدين الأنجاس في تعاملهم الذي ليس بالإنساني ويخالف العرف والمثل.


3 ) عند استشهاد أبي الأحرار لجئوا المجرمين إلى سلب ملابسه وأرديته بكل لؤم وخسة ووحشية وجعلوه عارياً في الرمضاء ولكن كما قلت سابقاً لحفته الرمال وغطته وجاء الأسد وبقدرة الله سبحانه وتعالى وإكراما لأبي الشهداء وظلل عليه من حر الشمس التي كانت في تلك الأيام شديدة القيظ، ويقال حتى بكى عليه فما أعظمك وأشمخك التي بكت عليك الحيوانات لاستشهادك وناح عليك الجن والملائكة.


4 ) وقاموا بعد استشهاده بحرق الخيم ونهب الحلي والثياب من حرم رسول الله بدون مراعاة لأي حرمة،فكان همهم الأول إلى الأسلاب التي يطلبونها حيث وجدوها ،فهرعوا إلى عقائل وحرم رسول الله ينازعوهن ثيابهن وحليهن التي على أجسادهن لايرعون حرم رسول أو دين أو مروءة ،وفي الحوادث أن مجرماً من جيش يزيد ولا أقول جندياً لأن الجندي له قيم يتعلم بها من قادته العسكريين شاهد علوية لابسة قرطاً فنزعها منها عنوة وبدون أي رحمة وأدمى أذنيها فلاحظوا مدى الخسة والوحشية التي يدين بها هؤلاء الأوغاد وهذه الأسلاب كانت لا تغني ولا تسمن من جوع فأي رحمة نزعت من جيش الطاغية بن زياد ويقول التاريخ أنهم مسلمون.


5 ) وهجموا على مخيم الحسين وقد ذكر المؤرخون أنه تم قتل عشرين علوي وعلوي من الأطفال تحت سنابك الخيل بدون أي وازع أو سبب وقتلوا من لا غرض في قتله وروعوا من لا مكرمة في ترويعه،وكان الطفل أو الطفلة تخرج من الخباء وجلاً خائفاً فينقض عليه الخيال المجرم ويطعنه بالرمح أو يضربه بالسيف بمرأى من الأم أو الأخت أو العمة،وليس هذا مبالغة فقد ذكر الكتاب أنه قتل في كربلاء كل كبير وصغير من سلالة أمير المؤمنين أبا الحسن(ع) ولم ينج من الذكور إلا زين العابدين(ع) روحي له الفداء وفي ذلك يقول الشاعر سراقة الباهلي :


عين جودي بعبرةٍ وعويل.................واندبي ما ندبت آل الرسول


سبعة منهم لصلب علي................قد أبيدوا وسبعة لعقيل


وقد أراد المجرم اللعين شمر قتل علي السجاد(ع) ولكن منعه اللعين عمرو بن سعد لظنه أنه هالك لا محالة لشدة مرضه ولكن يأبى الله إلا إن يتم نوره ولو كره الكافرون وتبقى السلالة الطاهرة للرسول ولأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء(عليه السلام)باقية بحيث يقال أن عدد العلويين والسادة بالذات في العالم يبلغ عشرات الملايين.


6 ) وجاء حمل السبايا على أقتاب الإبل في رث الثياب وهنا الموقف الذي يبكي أي محب وموالي وحتى كل إنسان شريف فجاءت أم كلثوم تركب الجمل فساعدتها العقيلة زينب في الصعود فقالت لها أم كلثوم أنت ساعدتني في ركوبي ولكن من ذا الذي سوف يركبك البعير فجالت بنظرها في معسكر الحسين ونحو أخيها العباس كفيلها الذي كان يصعدها وحاميها ونادته وقالت ((أين أنت يا عباس إلا من بعدك على الدنيا السلام))وبكت وشهقت حتى كاد يغشي عليها.


7 ) وفي موقف كانت عقيلة الطالبيين تحرس حرم رسول الله فلم تجد الرباب في ليل عاشوراء وبعد مقتل أحبتها وأهلها فخرجت من الخباء فشاهدت رجلاً فقالت ((من أنت))فقال لها : سيدتي أني جندي أمرني عمرو بن سعد أن أحرسكم فأنت وبكت وقال(( من لي بعد العباس يحرسني))وسألته هل ((شاهدت أمراة مرت من أمامك؟))فقال لها : نعم سيدتي أمراة خرجت في جنح الليل نحو صرعاكم من الجثث فهرولت ووجدتها عند أبنها عبد الله الرضيع وقد احتضنته فقالت لها زينب(ع) ((ماذا تفعلين)) فقالت لها الرباب : (( سيدتي لقد شربت وارتويت وقد در الحليب من صدري فذهبت إلى رضيعي علي فيه أجد حياة وأسقيه وقد كان صدري يوجعني من كثرة الحليب)فأي صورة يمكن أن تتخيلها في هذه الأم المفجوعة في رضيعها والذي ذبح من الوريد إلى الوريد بدون أي ذنب وأي طاقة صبر وتحمل للحوراء الصابرة زينب(ع) في تحمل هذه الأحزان والأهوال التي تطير عقل الرجال الشجعان في هذه المصائب المتتالية.


8 ) وتم قطع الرؤوس كلها ورفعوها على الحراب،وتركوا الجثث ملقاة على الرمضاء لا يدفنونها ولم يصلوا عليها ومروا بالنساء حواسر على أقتاب الإبل على مصارع أحبائهم فأخذن بالبكاء والعويل أغشي قسم من هول الصدمة وهذا كان في منتهى الغلظة والقسوة من قبل اللعين عمرو بن سعد وشمر والجيش وصاحت زينب ((يا محمداه !هذا الحسين بالعراء محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردا وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسقى عليها الصبا))فوجم كل من في المعسكر فبكى العدو كما بكى الصديق.


9 ) وطيف بالرؤوس في الكوفة مع السبايا حواسر ذرراي وحرم رسول الله(ص) وفي ملابس رثة وبالية والأطفال مغلولة بالأغلال في مشهد لا يراعي أي ذمة ولا يقوم بها أي شخص يملك أي ذرة من الإنسانية وتم أسكانهم في خربة الكوفة النساء مع الأطفال وهم يعانون من القهر والتعذيب والضرب بالسياط وفي اليوم التالي أدخلوا على أبن مرجانة المجهول النسب والذي أراد التشفي بقتل الحسين ولكن العقيلة زينب(ع) وهي حفيدة حيدر الكرار(ع) لم تعطه هذه الفرصة والتي ردت وبشجاعة الطالبيين المعهودة والتي تحدت ذلك الطاغية التي يهاب منه الرجال بمقولتها المشهورة بعد أن اجترأ عليها اللعين فقالت له((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا..إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر،وهو غيرنا والحمد لله،فكد كيدك وأمكر مكرك فو الله لن تمحو ذكرنا وهم رجال خرجوا جل عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم فكان القتل لنا عادة والشهادة لنا كرامة وسيجمع الله بينك وبينهم،فتحاجون إليه وتخاصمون عنده فلمن الفلج يوم ذاك))فأي شجاعة تلك التي تحملها تلك السيدة الجليلة روحي لها الفداء وهي التي حالت دون قتل زين العابدين(ع) ومنعت أبن مرجانة من تحقيق مأربه فوقف هذا العين من شجاعتها وهو يقول متعجباً : يا للرحم ..أني لأظنها ودت أني قتلتها معها.


واني أورد هذه أمثلة قليلة لوحشية هؤلاء جلاوزة الطاغية يزيد فيما فعلوه في هذه الواقعة الأليمة التي تقرأون الكتب فظائع أكثر يشيب لها الطفل الصغير لما فعلوه من فظائع وأجرام في حرم وعقائل رسول الله وأترك لكم الباقي لكي تتخيلوا ماذا حصل في هذه الواقعة والتي يصورها بعض الكتاب المحسوبين علينا أنهم كتاب ومسلمين في تدليس وتحريف الحقائق عن موضعها الصحيح ،لكن لا والله فما دام يوجد الكتاب والمؤرخين الشرفاء الذين إلا أن يقول الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم.


ما بعد الواقعة :


وانتهت واقعة الطف ولم يبحث الكتاب الجهابذة الأمور التي حدثت بعد ذلك للتمويه والتزوير في التاريخ ولكن يبقى الحق بين والظلال بين وجريرة كربلاء كانت من معاهد الإيمان بحرب النور والظلام وركب الناس أغلبهم الفزع الدائم الذين حاربوا الحسين(ع) لأنهم عرفوا مدى الجرم والأثم الذي اقترفوه،وسنوضح بعض الأمثلة لهؤلاء الأوغاد،ومن هؤلاء رجل من بني أيان بن دارم كان يقول :قتلت شاباً أمرد مع الحسين بين عينيه أثر السجود..فما نمت ليلة منذ قتلته إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنم فيدفعني فيها،فأصبح فما يبقى أحد في الحي إلا سمع صياحي.ورآه هذا الرجل صاحب له بعد حين وقد تغير وجهه وأسود لونه فقال له : ما كدت أعرفك وكان يعرفه جميلاً شديد البياض،وهذا المجرم الآخر حرملة بن كاهل الأسدي الذي كان معه أيضاً بعد قتل الرضيع رأس العباس وكان في السابق نظر الوجه وشاهدوه بعد فترة قد أسود وجهه وحدث معه مثل ما حدث مع الرجل الذي يلقيه في جهنم،وهذا الوغد بقى في الكوفة وحدث أن ذهب المنهال إلى المدينة للحج فمر على أمامه زين العابدين(ع)للسلام عليه فقال له (ع) ((كيف وجدت حرملة قاتل رضيعنا)) فقال له : أنه في أتم صحة وعافية،هنالك رفع يديه السجاد ودعا عليه وقال ((اللهم أسقه النار والموت)) ورجع المنهال إلى الكوفة وكان المختار بن أبي عبيدة الثقفي قد قام بثورته وهناك وجدوا حرملة قد كان مختبئاً فتصايحوا بمسك هذا المجرم فأدخلوه على المختار وكان حاضراً المنهال في مجلسه فقال له أحكي كيف قتلت رضيع الأمام روحي له الفداء،فقال : أنه أبن زياد واللعين بن سعد يعطونني عن كل سهم أصيب به ألف درهم وقد شاهدت حمل الرضيع من قبل الحسين وشاهدت نحره الذي كان شديد البياض فرميته وذبحته من الوريد إلى الوريد،عند ذلك أمر المختار بقتله ولكن قال في الأول نحرقك ونكويك بالنار ثم نقتلك عند ذلك قال المنهال سبحان الله فالتفت المختار إليه وقال كيف تقول سبحان الله على المجرم ،فذكر للمختار ما دار بينه وبين علي السجاد(ع)ودعوته فسجد المختار شكراً لله لأنه حقق دعوة أمامه. وقد ذكرت أنه مع في ليل عاشوراء رأس أبي الحسين وجاء إلى بيته ودخل إلى أمرآته وكانت تدعى النوار وهي حضرمية فقال لها أبشر ي فقد جئتك بالذهب والفضة والأموال فقالت له كيف؟ فقال لها من هذا الرأس فقالت : ومن يكون؟فقال لها : أنه رأس الحسين عند ذلك شهقت وبكت وصاحت وقالت له : و الله لن يجمعني بيني بينك سقف بيت ورأس أبن بنت رسول الله معنا،وكانت شيعية موالية من شيعة أمير المؤمنين فذهبت إلى الفناء وأخذت الرأس وهي تبكي وأغشي عليها عند ذلك جاءت أربع نسوة عليهن جلال النبوة فقالت لها أعطيني الرأس فأنا أحق به فقال لها كلا فأنه في ضيافتي وأنه لي لكي أتبرك به ولعن الله القوم الذين قتلوا سبط النبي المختار.فقالت لها النوار : ومن أنت. فقالت لها المرأة : أنا والدة هذا العطشان الذبيح من الوريد إلى الوريد ومن القفا أعطيه لكي أشم ولدي وأخاصم به هؤلاء المجرمين يوم القيامة ،عند ذلك شهقت النوار وأغمي عليها.


ونأتي اللعين إلى شمر بن ذي الجوشن (رجس البشرية كلها)وهذا مايصفه الكاتب المصري مأمون غريب بهذا الوصف فقد ذهب إلى أبن مرجانة وهو يتيه مزهواً بأنه السبب وراء قتل الحسين وأنه هو الذي وراء أحتزاز الرأس الشريف وفعلته التي فعلها والتي لا تغتفر ممنياً نفسه بالمال والمنصب والجاه والذهب والفضة،واستقبله اللعين الآخر عبيد الله الذي ظن أنه سيفر بجريمته ويهرب من فعلته وأنه سينال الحظوة لدى يزيد اللعين الثالث.


ودخل الشمر وهو يحمل رأس الأمام الحسين(ع) ووضعها أمام ابن زياد وهو ينشد :


أملأ ركابي فضة وذهباً...............فقد قتلت الملك المحجبا


ومن يصلي القبلتين في الصباح


وخيرهم إذ يذكرون النسبا............... قتلت خير الناس أماً وأباً!!


وهنا وقع رجس البشرية في شر أعماله فهو يقر ويعترف أمام أميره بأنه قتل الإنسان الصالح الذي يصلي خير صلاة ويقوم خير قيام،وأنه من خير الناس نسباً،وخير الناس أماً وأباً!فماذا يكون جزاء فعلته الشنيعة،فقال له بن مرجانة : إذا علمت ذلك فلم قتلته..والله لا نلت مني خير ولألحقتك به.وأمر عبيد الله أن تقطع رقبته،وأن تطأ الخيل صدره!!يا الله ويا لحكمة الأقدار..لقد قتل الشمر بيد سيده الذي كان يطيعه طاعة عمياء قتله وأنهى أمره برمي لحمه إلى الكلاب..وأنتهى أمر هذا المجرم الخسيس ولا يذكر أسمه إلا ويلعنه كل من يعرف الفضيلة ويحتقر الذين يريدون الحياة الدنيا على حساب المبادئ والقيم.


ولم يمض سوى أربع سنوات على واقعة الطف حتى التاريخ يأخذ منحى آخر ..فقد أندلعت ثورة المختار بن عبيد الله..الذي تزعم ثورة التوابين التي كانت تنادي بالانتقام والأخذ بثار الأمام الحسين(ع)..وقد أرسل رسالة إلى التوابين يقول لها فيهم (أما ورب البحار والخيل والأشجار..والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقلتن كل جبار بكل لدن خاطر، في جموع الأنصار،ليسوا بميل أغمار،ولا بعزل أشرار،حتى إذا أقمت عمود الدين،ورأيت شعث صدع المسلمين،وشفيت غليل صدور المؤمنين،وأدركت بثأر النبيين،لم يكبر على زوال الدنيا ولم أحفل بالموت إذا أتى))وقد قام بثورته بعد موت يزيد بثورة ضد النظام الأموي وقاد حركة التوابين الذين نادت يا لثارات الحسين وتم قتل عبيد الله بن زياد أمير الكفر والظلام وتم إحضار رأسه في طست في دار الأمارة كما تم إحضار الرأس الشريف لسيد الشهداء(ع) أمام هذا اللعين من قبل وقد قيل ((بشر القاتل بالقتل)).


أما اللعين الآخر عمرو بن سعد فقد تم قتله في ثورة المختار وهو فراشه الذي قال له الحسين(ع) في معركة الطف عندما نصحه وأن يراعي الله في أهل بيت النبوة وحرمه ولكن المجرم لم يصغي إليه عند ذلك قال له((والله تموت وتقتل في فراشك ويقتلك من يثأر لنا)).وتم الاقتصاص من كل المجرمين الآخرين في أشر قتلة وأذلها فقد تم الفتك بالحصين بن نمير،وخولي بن يزيد،وأبو الحتوف،..وكل الذين ساهموا في الواقعة الأليمة.لأسق لكم حادثة فأن وغد من الأوغاد عندما استشهد أبي الأحرار الحسين(ع) وتم السلب والنهب جاء هذا المجرم وقطع الخنصر الأيمن لروحي له له الفداء لنهب الخاتم الذي لديه فجاءوا به بعد ذلك إلى المختار وقال له ماذا عملت فذكر له فعلته الخسيسة وكان المختار يعاقب مثل الفعل الشنيع الذي يقوم به المجرم ثم يقتله فقطع خنصر الوغد لكي يتعذب ثم قتله ورمى لحمه إلى الكلاب.وقد ترحم سيدي ومولاي علي زين العابدين(ع) على المختار والذي قال فيه((رحم الله المختار فقد أشفى صدور أرامل ويتامى حرم رسول الله))فرحم الله ورضوان الله على هذا المجاهد الأبي الذي لم ينم ولا جلس في مجلس إلا وقد أنتقم من كل المجرمين الذين قاموا بفعلتهم الشنيعة.


وما أكثر العظات التي يمكن أن نستفيدها من دروس التاريخ ومفكرين في الوقت بأن الله لا ينسى كل جبار عنيد فهو يمهل ولا يهمل ونعرف مغزى هذه الأحداث ونتأمل مقولة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين وهو في مكة قبل خروجه((والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي!فإذا فعلوا،سلط الله عليهم من يذلهم،حتى يكونوا أذلّ من فرم الأَمة)).




دفن الأجساد :


وبعد ثلاثة أيام تم دفن مصارع بني هاشم وتم الدفن كما تتحدث عنه أغلب المرويات أنه نساء بني أسد وردنَّ إلى نهر العلقمي للأستسقاء فشاهدهن الطير تحط على مكان ليس ببعيد وتمسح أجسامها بالدماء الموجودة وتطير مضمخة بالدماء وكان الطير ينوح على أبي الشهداء فذهبن إلى ذلك الموضع وشاهدن مصارع الرجال وبدون رؤوس فهالهن المنظر وذهبن إلى رجالهن وقالوا لهم(أنزعوا عمائمكم وأعطوها لنا لكي نقوم بدفن هذه الأجساد الشريفة المتروكة في العراء) لأنهم سمعوا بالواقعة عند ذلك ذهب الرجال ليلاً مع سلالهم ومجارفهم للدفن وكانت الليلة مقمرة ومضيئة فتحيروا في كيفية الدفن لأن كانت الأجساد كلها بدون رؤوس هناك جاء رجل متشح بالسواد وملثم ويتكيء على العكاز لمرضه الشديد فتهيبوا منه ولكنه طمأنهم وقال لهم ((ماذا تعملون هنا)) فقالوا له: يا أخا العرب نريد دفن هذه الأجساد الشريفة ولكن لا نعرف هوية كل جسد،عند ذلك قال لهم أنا أدلكم على كيفية الدفن فوجههم وقالوا أحفروا حفرة كبيرة وووضعوا أجساد الأنصار وصلى عليهم ودعا لهم في الزيارة المعهودة (( السلام عليكم يا أولياء واواداءه...إلى آخر الزيارة)) وجاء إلى جسد أبي الشهداء ولم يستطع أحد حمله لترضضه بسنابك الخيل فجاءوا ببارية أي حصيرة ووضع الجسد الشريف عليها وقال له هل نعينك على الدفن فقال لهم ((كلا فأنه يوجد من يعنيني)) ولم يدفنه وبحث عن الخنصر المقطوع من أبي عبد الله الحسين(ع) كما ذكرنا آنفاً ووجدوه وهوى على الجسد المبارك من السماء وقال((لك العتبى يا الله والسلام عليك يا أبا عبد الله والدنيا من بعدك عليها العفا أما حزني عليك فسرمد)) ودفن جسد شريف ومبارك عند رجل أبي الشهداء وهو جسد علي الأكبر(ع)وعندما أراد دفنه خرج صوت من منحر الحسين وقال له ((بني علي أدفن ولدي الرضيع عبد الله على صدري)) ووضعه على صدره وتم دفن الأجساد الطاهرة المطهرة وصلى عليهم وهو لا يفتر من البكاء تذكر الواقعة الأليمة وزرع سدرة للدلالة على موضع قبر أبي عبداله الحسين(ع)ثم جاء إلى جسد شريف طاهر آخر وهو حبيب بن مظاهر الأسدي ودفنه بالقرب من الحسين وهو موجود داخل الحضرة الحسينية وصلى عليه وفي الزيارة المعهودة لهذا الشيخ الجليل التي تقول((السلام عليك أيها العبد الصالح...))التي دعا لها به.


فجاء إلى الرجال فقال لهم من بقى فقالوا يا أخا العرب بقى جسد بطل مقطوع الكفين قرب نهر العلقمي فعرفه فذهب غليه حفروا القبر ثم جهزه وهوى على جسد أبي الفضل العباس(ع) قمر العشيرة وقال ((السلام عليك يا عماه قد كنت نعم الأخ المواسي لآخوه والناصر والذاب عنه،فلعن من قتلك وظلمك)).


وهكذا تم الدفن وتم التعليم على القبور والتعريف بهم فجاء رجال بني أسد إلى الرجل الملثم وقالوا له :من أنت يا أخا العرب؟،عند ذلك كشف عن لثامه وقل لهم((أنا الذين رأيت ما رأيت من مصارع أبي وأهلي أحبتي،أنا ابن من كان جسده بالعراء والرأس على القنا يدور في الكوفة، أنا علي زين العبدين))فهوى الرجال يقبلون قدميه ويقولون له عظم الله لك الأجر في استشهادهم.


ثم رجع إلى الخربة وشاهد عمته العقيلة زينب(ع) تصلي صلاة الليل من جلوس فقال لها((عمة أراك تصلين من جلوس))فقالت له ((لم تعد بي طاقة للوقوف والصلاة للقهر والتعب والتعذيب بالسياط التي تعرضت لها)) فلاحظوا مدى المصيبة التي حلت بهذه السيدة الجليلة وهذا هو أهل بيت النبوة والذين لا يتركوا صلواتهم ومستحباتهم ونوافلهم من القيام وفي أحلك الظروف وفي أشد المصائب التي تطير لها عقول الرجال الشجعان أليس هم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ومعدن الرسالة.ثم سألته ((أين كنت يا نور عيني))فقال لها ((عمة دفنت الأجساد المتروكة في العراء ثلاثة أيام وبدون رؤوس))عند ذلك بكت عقيلة الهاشميين((من لي بعد هذا وجه اصطبح به بعد أخي الحسين،وأين كفيلي وسندي أبي الفضل العباس وأين أهلي وأخوتي الذين أصبحت بلا ناصر بعدهم،فعلى الدنيا السلام)) .




إلى هنا انتهت هذه الواقعة الفاجعة والتي أردت أن أرويها لكم ومدى الظلامة التي تعرض لها أهل بيت النبوة،ولكن يبقى سؤال،هل أنتصر الحسين بسفك دمه الشريف؟.هذا ما سأحاول الإجابة في الحلقة القادمة أن كان لنا في العمر بقية،والحمد لله أنني أستطعت ومن خلال منتداكم الثر والغني في توضيح وإلقاء الضوء على المدرسة العظيمة لثورة الحسين التي


لا أستطيع الإحاطة بكل هذا السفر الخالد والمضامين الإنسانية لهذه الثورة الخالدة والمحفورة ليس في كل قلب مسلم شريف وإنما في كل قلب إنساني محب للحقيقة والفضيلة والتي تحتاج إلى كتب ومجلدات تكتب عنها إلى يوم يبعثون.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


والصلاة على أشرف من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر :
1 – أبو الشهداء الحسين بن علي.الكاتب المصري عباس محمود العقاد.نهضة مصر للطباعة والنشر
2 – أعلام الهداية : سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي (عليه السلام).المجمع العلمي لأهل البيت.قم المقدسة.
3 – خطب من المنبر الحسيني وصفحات من الأنترنيت.
4 – الأمام الحسين حياته واستشهاده .الكاتب المصري مأمون غريب ، مركز الكتاب للنشر
5 - الحسين سماته وسيره.تأليف السيد محمد رضا الحسيني الجلالي،دار المعروف للطباعة والنشر


من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني
رد مع اقتباس