|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 394
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 1,920
|
بمعدل : 0.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سيف آل محمد
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 10-11-2006 الساعة : 09:35 PM
فلما رجع دقيانوس من عيده سأل عن الفتية فقيل له: انهم اتخذوا الها غيرك وهربوا منك فركب في ثمانين الف فارس وجعلوا يقتفوا آثارهم حتى صعد الجبل وشارف الكهف فنظر اليهم مضطجعين فظنهم نيام , فقال لاصحابه: لو أردت أن أعاقبهم بشيء ماعاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم فآتوني بالبنائين فردموا عليهم باب الكهف بالجبس والحجارة ثم قال لاصحابه قولوا لهم يقولوا لالههم الذي في السماء ان كنتم صادقين يخرجهم من هذا الموضع . فمكثوا ثلاثمئة وتسع سنين فنفخ الله فيهم الروح فهموا من رقدتهم لما بزغت الشمس فقال بعضهم لبعض: لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة الله فقوموا بنا الى العين, فاذا العين قد غارت والأشجار قد جفت فقال بعضهم لبعض: ان أمرنا هذا لفي عجب مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة ومثل هذه الاشجار قد جفت في ليلة واحدة فألقى الله اليهم الجوع فقالوا: ايكم يذهب بورقكم هذا فليأتنا بطعام ولينظر ألأيكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنازير وذلك قوله تعالى(فابعثوا أحدكم بورقكم هذه الى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما) أي أحل وأطيب وأجود . فقال لهم تمليخا : ياأخوتي لا يأتيكم احد بالطعام غيري ولكن ايها الراعي ادفع لي ثيابك وخذ ثيابي, فلبس ثياب الراعي ومر وكان يمر بأماكن لا يعرفها وطريق ينكرها حتى أتى باب المدينة, فإذا عليه علم أخضر مكتوب عليه لاإله الا الله عيسى روح الله صلى الله عليه وعلى نبينا وآلهما وسلم , فطفق الفتى ينظر اليه ويمسح عينيه ويقول أراني نائما, فلما طال عليه الأمر دخل المدينة فمر بأقوام يقرؤون الانجيل واستقبله اقوام لا يعرفهم حتى انتهى الى السوق فإذا هو بخباز فقال له: ياخباز ما اسم مدينتكم هذه؟ فقال : افسوس, قال: وما اسم ملككم ؟ قال : عبدالرحمن , قال تمليخا : ان كنت صادقا فإن أمري عجيب, فادفع الي بهذه الدراهم طعاما وكانت دراهم ذلك الزمان الاولى ثقالا كبارا فعجب الخباز من تلك الدراهم! فوثب اليهودي وقال
ك ياعلي ان كنت عالما ف
اخبرني كم كان وزن الدرهم منها؟ فقال : ياأخا اليهود أخبرني حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وزن كل درهم عشرة دراهم وثلثا درهم, فقال له الخباز : ياهذا انك قد أصبت كنزا فأعطني بعضه, والا ذهبت بك الى الملك فقال تمليخا ماأصبت كنزا وانما هذا من ثمن ثمر بعته من ذثلاثة أيام وقد خرجت من هذه المدينة وأهلها يعبدون الملك دقيانوس فغضب الخباز وقال: ألا ترضى ان أصبت كنزا أن تعطيني بعضه, حتى تذكر رجلا جبارا كان يدعي الربوبية قد مات منذ ثلاثمائة سنة وتسخر بي, ثم أمسكه واجتمه الناس ثم انهم أخذوه الى الملك وكان عادلا عاقلا حكيما فقال لهم: ماقصة هذا الفتى؟ قالوا أصاب كنزا , فقال له الملك : لا تخف فان نبينا عيسى عليه السلام أمرنا اا نأخذ من الكنوز الا خمسها فادفع الي خمس هذا الكنز وامضي سالما, فقال: ايها الملك تثبت في أمري فانما انا من اهل المدينة, فقال له: انت من أهلها؟ قالك نعم قال: اوتعرف فيها أحد؟ قالك نعم قالك فسم لنا , قال : فسمى نحوا من ألف رجل فلم يعرفوا منهم رجلا واحدا قالوا: ياهذا مانعرف هذه الأسماء وماهي من أهل زماننا ولكن هل لك في هذه المدينة دار؟ قال نعم ايها الملك , فابعث معي أحدا, فبعث معه جماعة فأتى بهم دارا هي أرفع دار في المدينة , وقال: هذه داري فقرعوا الباب فخرج لهم شيخ كبير قد استرخا حاجباه على عينيه وهو مذعور, وقال: ايها الناس مابالكم؟ فقال له الرسول: ان هذا الغلام يدعي ان هذه الدار داره فغضب الشيخ ثم التفت الى الغلام وتبينه ثم قال له:مااسمك؟ فقال: تمليخا بن فلسين, فقال الشيخ: أعد علي: فأغاد عليه فانكب على يديه ورجليه يقبلهما وقال: هذا جدي ورب الكعبة وهو أحد الفتية الذين هربوا من دقيانوس الجبار الى جبار السماوات والارض ولقد كان عيسى عليه السلام أخبرنا بقصتهم وانهم سيحيون . وانهى قصتهم الى الملك فأتى اليهم وحضرهم ولما رأى الملك تمليخا نزل عن فرسه وحمل تمليخا على عاتقه وجغل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون ياتمليخا مافعل بأصحابك فأخبرهم انهم بالكهف وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني فركب الملكان في أصحابهما واخذا تمليخا فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: ياقوم اني أخاف ان أخوتي يحسون بوقع حافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم والسلاح فيظنون ان دقيانوس قد غشيهم فيموتون جميعا فقفوا قليلا حتى أدخل عليهم فأخبرهم, فوقف الناس ودخل اليهم تمليخا فوثب اليه الفتية واعتنقوه وقفالوا الحمدلله الذي انجاك من دقيانوس, فقال: دعوني منكم ومن دقيانوس, كم لبثتم؟ قالوا لبثنا يوما أوبعض يوم , قال : بل لبثتم ثلاثمئة وتسع سنين وقد مات دقيانوس وانقرض قرن بعد قرن وآمن اهل المدينة بالله العظيم وقد جاؤوكم , فقالوا: ياتمليخا تريد أن تصيرنا فتنة للعالمين ؟ قل: فماذاتريدون؟ قالوا : ارفع يدك ونرفع أيدينا , فرفعوا أيديهم وقالوا: اللهم بحق ما أريتنا من العجائب في انفسنا الا قبضت ارواحنا ولم يطلع علينا أحد , فأمر الله ملك الموت فقبض أرواحهم وطمس الله باب الكهف فأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدان له باب ولا منفذ ولا ملكا فأيقنا حينئذ بلطيف صنع الله وان احوالهم كانت عبرة أراهم الله اياها , فقال المسلم: على ديني ماتوا وأنا أبني على باب الكهف مسجدا, وقال النصراني بل على ديني ماتوا وانا ابني على باب الكهف ديرا
فاقتتل الملكان فغلب المسلم فبنى على باب الكهف مسجدا, وذلك قوله تعالى(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا)
وذلك يايهودي ماكان من قصتهم , ثم قال الامام علي صلى الله عليه وآله وسلم لليهودي: سألتك بالله يايهودي أوافق هذا مافي توراتكم ؟ فقال اليهودي مازدت حرفا ولا أنقصت حرفا ياأبا الحسن , لاتسمني يهوديا أشهد الا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وانك اعلم هذه الأمة
|
|
|
|
|