[اللهم أخذل السنة]

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى اله وازواجه الطيبين الطاهرين وعلى سائر الصحابة اجمعين وبعد:

النبي صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله الا ليهدم عرى الشرك والاشراك بالله ، وما بعث نبي الا من اجل لا اله الا الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الانبياء اخوة لعلات ، دينهم واحد ، وامهاتهم شتى )
والاخوة لعلات : هو الاخوة الذين يجمعهم اب واحد وامهاتهم كثر، فالنبي شبه دعوته التي هي للتوحيد الخالص ونبذ الشرك مع سائر دعوات الانبياء عليهم الصلاة والسلام بانه دين واحد ، اي دعوى واحدة الا التوحيد ، والتحذير من الشرك بكل صوره واشكاله ، وهذا واضح جلي في القران ان كل الانبياء كانو ا يدعون اقومهم ويقولون: ( اعبدوا الله ) واما امهاتهم شتى ، بمعنى شرائع دينهم شتى مختلفة ، فكل نبي شرعته التي انزلها الله عليه وهي تختلف من نبي ونبي0
زيارة القبور عندنا نحن كأهل السنة والجماعة ، هي مستحبة حث عليها الشارع الكريم بقوله : ( الا اني قد نهيتكم عن زيارة القبور ، الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة ) معلوم ان المشركين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، كانوا يعظمون الاصنام والقبور ايما تعظيم ، وينذرون لها ا لنذر ويتقربون لها بالقرابين ، حتى جرت تلك العبادة مجرى الدم في عروقهم ، وزيارة القبور كانت محرمة لا تجوز ، ثم نسخت بحث النبي صلى الله عليه وسلم لزيارتها الزيارة الشرعية التي تذكر الانسان بانه مهما بلغ في هذه الدنيا المبالغ ومهما اعطي فيها من الكنوز فان مصيره التراب ولا بد، وان هناك جزاء وحساب على كل عمل، فهي جائزة بين جوازها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( فانها تذكركم الاخرة ) 0
ولكن لم يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم قط احدا ان يتوسل بقبر احد ولو كان نبي ، لان هذا والعياذ بالله هو الشرك الصريح الذي من اجله بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليحذر الناس منه ، ولو كانوا صالحين ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يتخذ قبره عيدا، ونهى ان يتخذ قبره مسجدا ، ونهى ان يدعى من غير الله او يستغاث احد من دون الله عز وجل ولو كان اقرب قريب0
والميت الذي هو في القبر ولو كن صالحا هو احوج الى الحسنة من الذي يستيغثه ويسأله 000 لماذا؟
لان هذا الميت قد انقطع عمله ، فلو كان مسيئا ، لتمنى ان يرجع الى الدنيا ليستغفر الله ويتوب اليه من اسائته ، ولو كان محسننا ، لتمنى ان الله يرده الى الدنيا لحظة من اجل ان يذكره حتى يزداد احسانا0
وانت الذي تستغيث وتسئل قد امهلك الله وجعلك في حياة واعطاك مهلة ،لتتوب وترجع ، وتستغفر من اسائتك ، وتزداد في احسانك 0

فالله الله في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته الاطهار الابرار
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين