|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 25638
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 397
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ارض النجف
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 31-03-2009 الساعة : 12:24 PM
شهود حضروا يوم السبت الأسود بكل وجدانهم
1
إخواني واخواتي اعضاء المنتدى،،،،،
هو حلم قد مر كلمح البصر
طيف لم استطيع ان امحوه من ذاكرتي
هو ذكرى اليمه نسـأل الله ان لايعيدها على البحرين
:
:
قد غادرت مكتبي بالمنامة في ساعة متأخرة تلك الليلة، مما اطرني ان اوصل الموظف الذي يعمل لدي ويسكن في الرفاع الشرقي، اي سيكون طريق عودتي للقرية الحبيبة عبر شارع ولي العهد مروراً بمعسكر قوة الدفاع.
لقد تفاجأت علي الطريق بالكثير من سيارات الجيش بدأً من دوار مدينة حمد وحتى قريب من كوبري الجنبية، لكنني لم اعر ذلك انتباهاً معتبراً انه يمكن ان تكون عملية نقل آليات او حركة لقوة الدفاع وهي معتادة على هذا الشارع.
تناولت عشـائي مع والدتي وزوجتي وكان اخي الاكبر موجوداً معنا، وحيث انني كنت اعاني من بوادر انفلونزا تلك الليلة وكحة، قمت بشـرب دواء البنلين وهو دواء للكحة كما هو معروف ويحتوي على مادة مخدرة مما جعلني اغط في سبات عميق.
من المعلوم ان اخواني علي ويوسف كانا قد اعتقلوا قبل 5 شهور في يوم العيد الوطني مع احمد عمران وغيرهم الكثير من ابناء القرية ذلك اليوم، اي انه في تلك الليلة انا ومنير فقط حرين طليقين.
على العموم استيقظت ذلك الصباح على صوت جارتنا ام فاضل زوجة عباس الغسرة وهي تصرخ وتقول قتلو منير وجعفر ومحمد ابناء طالب واعتقلوا الكثير، فقمت مفزوعاً مع عزيزتي وزوجتي ام منصور لأرى مالذي يجري وقد كانت الساعة وقتها التاسعة صباحاً، يعني جرى ماجرى وطارت لطيور برزاقها واحنا نايمين.
ابدلت ملابسي مسرعاً وركعتها لولا مادري ونزلت جرياً لأرى والدتي (الله يرحمها) مع اختي وبناتها وهم يبكون .... عندما رأتني زادت في البكاء وقامت باحتضاني والبكاء على كتفي لتقول لي انت باقي البقية ياحبيبي.. لاتخليني بروحي .. انت الحين نور العين اللي اشوف بها خلك وياي لاتروح وتتركني مثل اخوتك... مما حدى بأختي وبناتها وزوجتي بالبكاء ايضاً وانا واقف مسبه مادري ويش اللي يصير.
قلت لها (الله يرحمها) دعيني استوضح الامر لأرى مايجري... مايصير اقعد في البيت والدنيا تحترق، لكنها اصرت على عدم خروجي، قائلة اذا بغيتني اموت اليوم اطلع من الباب... انا بعد ما في شدة انت ياخدونك، اخوانك وراحو من ايدي بعد انت باقيهم خلك وياي اشوفك واكحل عيوني بك، اولاد اخوتك منهو ليهم اذا انت بعد اخذوك خاف الله فينا انا وابوك وابقى في البيت... عندها تنبهت اين ابي ؟؟؟
قالت يابوي هدكهو قاعد في المجلس بروحه.... فجريت لأراه وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وعندما رآني كفكف دموعه ونهض ليقول اخذو اخوك منير وانت الحين وحيدي اتحمل بروحك ياولدي ... طبعاً بكيت وسألته ويش صاير.
قال الله اطول عمره ويخليه لينا دخر ... قوات الجيش اقتحمت بني جمرة وحاصرتها واعتقلت الشيخ ومعاه مجموعه كبيرة منهم اخوك منير وعيسى وعبدالجبار الغسرة وكامل عبدالوهاب واستاذ عمران وقتلت محمد يوسف زوج بنت عمران وجعفرمحمد علي النجار مما ابقاني في وضعية الحائر الذي يسمع ولايستطيع عمل شيئ.
خرجت من عند والدي وتوجهت مرة اخرى لغرفتي لأنظر من خلف الستارة مالذي يجري في الشارع لأرى شيئ لاتصدقه العين، دبابات صغيرة حواجز واسلاك شائكة بالقرب من المنزل شباب موقوفين وعيونهم مصمدة وهات يا ضرب فيهم خسارة ماعرفت واحد منهم وقوات شغب تراكض وتطلق رصاص... حشى احنا في فلسطين مو بني جمرة، يعني اللي نشوفة في التلفزيون صار عندنا حقيقة، عندها رآني واحد من الشغب وصرخ يقول اقلب وجهك ياكلب ووجه مسدسة ناحيتي فقمت بإغلاق الستارة والخروج من الغرفة.
عند آذان الظهر تشجعت وغافلت المرحومة وزوجتي، حيث كانوا جالسين مع الوالد وخرجت من الباب لأرى مجموعة من الشباب وقد حملوا الاطارات والاحجار والخشب ليشعلوها في الطريق وذلك بعد ان غادر المكان قوات الشغب، في نفس الوقت كان الهندي ابو السمبوسة يحاول فتح دكانه ومن شافالشباب شال عليه هو ربعه والشباب يفلعونهم بالحجارة، حاول الشباب يفتحون صندوق السلندرات مال الدكان دون جدوى، يعني لو انفتح الصندوق جان فجرو السلندر وبيكون اول سلندر يفجرونه في البحرين الصبح.
واصلت طريقي وشفت حجي حسين بن يوسف الغانمي وحسن بن سماعيل وابراهيم السرح الله يعطيهم طولة العمر، امسكوني وقالوا انت باقي البقية ياولدي ارجع البيت ترى ان اعتقلوك انت بعد بتخسر امك وابوك، كفاية عليهم 3 معتقلين، فسمعت كلامهم ورجعت لأسمع كلام خلف المنزل واذا بجعفر بن علي وأولاده واستاذ يوسف وعلي وخليل الغانمي، يقولون لقد توفي جعفر محمد علي (اخو جعفر بن علي) ونريد نروح المستشفي نستلم جثته لكن واحد اروح داخل الديرة يخبر الاهل حتى يحفروا القبر، فتطوعت لهذا العمل.
مشيت في الزرانيق لأن كل الشوارع مسدده حتى وصلت عند الخباز وشفت ناس قاعدة بالقرب من دكان الصندقة وناس جنب بيت ادريس فقلت الى غانم ابراهيم عن الموضوع فقال انا بتصرف، وعدد من كبار السن واقفين عند الخباز يشترون الخبز منهم عبدالله بن حسن لله يرحمه وعلي بن حبيب واستاذ حسن وجعفر محمد علي وادريس، وبس شوي واذا بالهيلوكبتر نازلة ومن شافت الجماعة فتح باب الطائرة وطلع واحد واخذ يرمي بمسيلات الدموع علينا، ففتحنا باب الخباز ودخل كبار السن لكن احنا وين نروح، (انا وابراهيم الغسرة ومحمد ابو رائد) شلنا عليه ناحية بيت محسن بن عيسى والهوليكبتر ورانا دخلنا مسجد العيد قاموا يرمون فيه مسيلات الدموع، طلعنا من المسجد وهم ورانا، مالينا الا طبيلة بيت محسن واندسينا تحت سيارة عقيل البيك اب كانت واقفة ... راحت الهوليكبتر فخرجنا واذا بها ترجع مرة ثانية فوقفنا بالقرب من زاوية بيت محمد أمين العرب ولما ارتفعت الطائرة ركضنا ناحية النادي الحين، وكل واحد منا توجه لبيته، بس شوي واذا سيارات الشغب ملأت المكان من وين جو ماندري.
راح اليوم .... وجاء اليوم التالي لنسمع ان بني جمرة مطوقة من جميع النواحي ممنوع الدخول او الخروج منها لا احد يستطيع الذهاب الى عمله ومن كان خارج القرية بقى خارجها ومن في الداخل صكو عليه.
الله لايعوده من يوم ... ذكريات ارويها للجيل الجديد حتى لاينسى،
على فكرة اننا خلال المحنة صرت مدلل عدل كل من شافني قال اتحمل بروحك ويدلعوني لأن اخوتي كلهم مسجونين.
وبعد لدي الكثير من الطرائف التي حصلت بعد هذا اليوم اثناء فترة الحصار، اذا تحبون ارويها بحاول في حلقة قادمة.
|
|
|
|
|