|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 31113
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,792
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 03-04-2009 الساعة : 06:29 AM
السلام علیکم
والعلم الذي يمتلكه الإمام المعصوم ويتسلّط بواسطته على معرفة الأشياء، وبه تتمّ أغراض الرسالة، موهوب منه سبحانه بدون كسب من الإمام، بهدف أن تكون للإمام قدرة تامّة لتحقيق الغرض الإلهيّ الذي ينبغي إنجازه على أكمل وجه، ويُظهره على الدِّين كلِّه: عالِمُ الغَيبِ فلا يُظْهِر على غَيبهِ أحَداً * إلاّ مَن آرتضَى مِن رسولٍ .
والعلم المفاض للإمام بأيّ سبب كان، سواء بإلهام أو نَقْر في الأسماع، أو بتعليمٍ من الرسول ـ ويمتدّ إلى معرفة الغيب ـ فهو غير العلم الذي يختصّ به سبحانه، فذاك مكفوف عمّن سوى الله، وحتّى الملائكة المقرَّبين والأنبياء المرسَلين، وهو الغيب المطلق.
ولذا، فالعلم المفاض يتمّ إما بشكل تعليميٍّ غير طبيعيّ، كما هو في الكتب الإلهيّة المنزَلة على رسله بواسطة أمين الوحي، وهي تتضمّن الأحكام والإخبار بالأحداث السالفة والحاضرة وحتّى المستقبليّة، لكلّ نبيّ بحسب نوع رسالته، قال تعالى: تلكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بعضَهم على بعضٍ منهم مَن كلّم اللهُ ورَفَع بعضَهم درجاتٍ... .
وإمّا أن يتمّ بشكلٍ عمليّ، مثل المعجزات، فتجري على يديه ولا ينال الرسول إلاّ قيمتها العمليّة، أمّا حقيقتها العلميّة فقد لا يملكها ولا يقف عليها، وقد يحصل عليها كحقيقة إحياء الموتى فإنّها من الغيب الخاصّ به سبحانه. ولكن لا مانع من تعليمه لغيره وإفاضته على بعض رسله، كما ورد في حقّ إبراهيم الخليل عليه السّلام)، قال تعالى: وإذ قالَ إبراهيمُ ربّ أرِني كيفَ تُحْيي المَوتى... .
ويفترق علم الإمام عن علم الله سبحانه، بأنّ علمه سبحانه قديم وسابق على المعلومات، وهو عين ذاته. أمّا العلم الحضوريّ للإمام، فلا يشارك علمَ الله في شيء من هذه الأُمور؛ لأنّ علم الإمام حادث ومسبوق بالمعلومات، وهو غير الذات فيه وإنّما حضوره عند الإمام بمعنى انكشاف المعلومات فعلاً لديه، فلا يشارك اللهَ في علمه.
وخلاصة القول، إنّ علمه سبحانه ذاتيّ، وعلم الإمام عَرَضيّ موهوب وممنوح منه جلّ شأنه.
|
|
|
|
|