|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 32490
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 383
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابو باقر الزهيري
المنتدى :
المنتدى العقائدي
وكيف يمون التبري
بتاريخ : 29-04-2009 الساعة : 06:19 PM
قد عُلم ضرورةً أنّ الله تعالى كما أوجب موالاة أوليائه ومودّتهم، أوجب معاداة أعدائه والبراءة منهم وإبعادهم ولو كانوا أقرب الناس وألصقهم نسباً. قال الله سبحانه: {لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ باللهِ وَاليومِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَن حادّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كانُوا آبائَهُم أو أَبنائَهُم أَو عَشيرَتَهُم}(1). قال في (الصحاح): المُحَادَّة: المُخالفةُ ومنعُ ما يجبُ عليك(2). ومعناه: أنّ من الممتنع المحال أن تجد قوماً مؤمنين يُوالون المخالفين لله، والغرض أنّه لا ينبغي أن يكون ذلك وحقّه أن يمتنع ولا يوجد بحال، مبالغةً في النهي عنه والزجر عن ملابسته والتوصية بالتصلُّب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم، قال في (الكشّاف): إنّه من باب التخييل(3). وقال الله تعالى: {ما كانَ للنَّبيّ وَالّذينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغِفرُوا للمُشرِكينَ وَلَو كانُوا اُولي قُربى مِنْ بَعدِ ما تبَّينَ لَهُم أَنّهُم أَصحابُ الجحيم وَما كانَ استِغفارُ إبراهيمَ لأبيه إلاّ عَن مَوْعِدَة وَعَدَها إيّاهُ فَلمّا تَبَيَّن لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبرَّأَ مِنهُ}(4). فهذه الآيات ناطقة بوجوب معاداة أعداء الله، بل دالّة على أنّ ذلك جزء من الإيمان، وأنّ مخالف ذلك لا يمكن أن يكون مؤمناً. فمودّة العدوّ خروج عن ولاية الوليّ، فكما يحرم الخروج عن موالاة الله وأوليائه، يحرم الدخول في موالاة أعداء الله، وأعداء أوليائه. وقد روي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يقول: اللّهمّ لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة، فإنّي وجدت فيما أوحيته(2): {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله }(3). فَعُلم من ذلك أنّ التبرّي من أعداء الله جزء الإيمان، وأن الله تعالى سائل عنه يوم القيامة لا محالة.ولا ريب أن التبرّي يحصل بكلّ ما دلّ على المعاداة والمجانبة
|
|
|
|
|