[عشق الكلمة]

وناسكةٍ بهـا افتـتنا مشيبُ الدهــرِ حين رَنا
فأبصَــرَ فــي جـوانِحِها تجلَّى الطُهرُ واقتَــرنـا
وأبصَرها بصحراءِ الــ فضيلَـةِ شــيَّـدتْ مُـدُنا
وأبصَرها بِغُربَــتها لغُربَتـــهِ غَـدَتْ وَطَــنــا
أتاحـت مـن عطاياها لـمــحـرومِ الـعطاءِ مُنى
وبثّـتْ فـي هجيرِ الهَمِّ ظلاً وارفاً وجَــنــى
وفـي ليلِ الأسى الداجي نـجـومـاً طُــلـّـَعاً وسَنا
وصارت في المكانِ مدىً وفــي عـمـرِ المدى زَمنا
فقـامَ الــدهرُ يسألُها وقـد شـبَّــتْ وقــد وَهَنا
بــربِّـكِ يـا مُنى النجـوى أتيـحي لـلـصـدى أُذُنـا
أرى تـيــارَكِ الـعـاتي يُحـشِّـدُ بــالـرُؤى السـفُنَا
ويـمـلـؤهـا لـنـا دُرراً فـتـُعـيـيـنـا لهـا ثَمَنا
ونبصـرُ في ذرى عليا كِ مـنـهـا النورُ قد ضَعَنا
ونسمـعُ كُلَّما ناجـا كِ عن سِـرٍ نأى ودنى
بين الأرضِ والجـوزاءِ والفِـردَوسِ قُـلـتِ أنــا
أجـابـت دُرَّةُ الغيهَـبْ أنا بـابُ الـمُـنى الأرحبْ
أنا والشمسُ طالِعــةٌ شُعاعُ النـورِ والكوكبْ
وإن غابَتْ فبحرُ سنـــاً أنـا في مـدِّهِ المَركَبْ
عرِفتُ الوحي من صِغَري فـفـي بـيـتي الهُدى طنَّبْ
أنا بنتُ النبـي الهادي فـهـل أخفى وهل أُحْجَبْ؟
سقـانـي ريقـَهُ دَرَّاً فـطـابَ الشِرْبُ والمَشرَبْ
وبَضعَـةُ رُوحِـهِ أُمِّي فـهل أحتاجُ أن أُنسَبْ؟
وناشِرُ رايَةِ الإسلا مِ والســاقي غداً لي أبْ
فسَلْ عنهُ العِدا والزَيــ ــفِ كـم عقِما وكم أنجَبْ
وسلْ تاريخَ من عجِزوا فـكم أنـسى وكم أتعَبْ
وسَلْ عنهُ السمَا والليـ ـلَ والمَبكى وسوحَ الحَـرْبْ
وسَلْ عَمْراً وزُمـرَتَهُ وعبـدَ الـدارِ أو مَـرْحَبْ
ستعـرِفُ أنني بنــتُ الـ ــهُـدى والعُنصُرِ الأطيَبْ
وتسمعُ في المدى صَوتي إذا شَـرَّقـتَ أو غَـرَّبْ
أنا فخرُ النِسـا الباقي أنــا يـا سـائِـلي زينَبْ
أرى أحشايَ لو تــدري مـررتُ بمـنـبعِ الطُهرِ
لصارَ النبضُ أغنيــةً وصارَ فـؤاديَ القُـــمْري
يناشِدُ طَيفَها سَحَــراً سـلامــاً مـطلـَـعَ الفجرِ
وأينَ الفجرُ إن بزغَـتْ سلـيـلَـةُ ليـلـةِ القَدرِ
فـدينُ اللهِ لـولاهـا لـغارَ بـظـلمـةِ الجورِِ
تـهـدَّمَ رُكنُـهُ لكن بــَـنَـتـهُ براحَةِ الصَبرِ
ومدَّت للرَشـادِ يداً تـرُدُّ القهــرَ بالنصرِ
وشادَتْ للهُـدى سفُناً بـرغمِ الـمـدِّ والجزرِ
وأعلـتْ للنِسا مثَلاً فـريـداً فــي مدى الدهرِ
لتعلم كيف باليُســرى سـتـلـمَــسُ هامَةَ البَدرِ
إذا اليُمنى لها التزَمـتْ حـجـابَ الـصونِ والسِترِ
ولم تعبأ بناعِقـــةٍ تقـودُ الركبَ للخُسرِ
وسارت في هُدى الحورا تـشُدُّ خِـمَارَها العُذْرِي
وتجلو في جوانِحِها سمـوَّ الــنفسِ كـالدُرِّ
لتلقى زينبَ الكبرى تـقولُ بـعزَّةِ الفَخرِ
أنا أمَةٌ لِخِدْرِ تُقَـىً وزيـنـبُ رَبـَّـةُ الخِـدْرِ
من هنا نرفع أعطر باقات التهنئة والتبريكات إلى مقام سيدي ومولاي صاحب العصر والزمان بذكرى مولد السيدة الطاهرة زينب الحوراء عليها السلام
كما ونهنئ مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام ..
والأمة الاسلامية ..
ونهنىء اعضاء منتدى أنا شيعى بالمناسبة السعيدة ..
متبااااااركين جميعاً..