|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 29295
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 123
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حبيب الحق14
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 05-05-2009 الساعة : 10:00 PM
يتبع
أسئلة موجهة لأتباع مدرسة أهل البيت (ع) ... أجيبونا يرحمكم الله
هذا البحث هو تكملة للحلقة السابقة وفيها سوف نبحث بإذن الله ما قام به الخلفاء بعد وفاة النبي (ص) من محاربة للسنة النبوية بأساليب مختلفة منها :
1 – المرحلة الأولى إحراق السنة النبوية :
ألف : أبو بكر :
1 - قال الذهبي : إن أبا بكر جمع أحاديث النبي ( ص ) في كتاب ، فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثم دعا بنار فأحرقها .
راجع : تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 5 ، وعلوم الحديث لصبحي الصالح ص 39 .
2 - وروى القاسم بن محمد عن الحاكم بسنده إلى عائشة قالت :
جمع أبي الحديث عن رسول الله ، فكانت خمسمائة حديث فبات ليله يتقلب ، فلما أصبح قال أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها فدعا بنار فأحرقها .
راجع :
الاعتصام بحبل الله المتين ج 1 ص 30، وتدوين السنة الشريفة ص 264، وتذكرة الحفاظ ج 1 ص 5 ، وكنز العمال ج 10 ص 285 ، وتدوين القرآن ص 370 .
باء – عمر بن الخطاب :
وعندما تولى عمر الخلافة :
1 - فأول عمل فعله : إعلانه بأنه يريد أن يجمع سنة الرسول ، بعد استشارة أصحاب رسول الله فأشاروا عليه بكتابتها . فناشد المسلمين أن يأتوه بكل ما هو مكتوب منها عندهم " فأتوه بها "
راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 140 .
وقال : أيها الناس إنه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب ، فأحبها إلى الله أعدلها وأقومها ...فلا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به فأرى فيه رأيي.. قال القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فظن الناس أنه يريد أن ينظر في هذه الكتب ، ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف فأتوه بها !!
لقد نجح الخليفة بإيهام المسلمين بأنه يريد أن يكتب سنة الرسول ، لذلك أتته الأكثرية من المسلمين بما هو مكتوب عندها من سنة الرسول ، ووضعوا هذه السنة المكتوبة بين يديه ، ليتمكن الخليفة من تدوينها كما وعد ! ! !
فلما أتوه بسنة الرسول المكتوبة والكتب المحفوظة لديهم ، قام الخليفة بإحراقها بالنار فعلا . راجع :
الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 140 ، وفي طبعة بيروت ج 5 ص 188 ، وتقييد العلم للبغدادي ص 52 ، وأضواء على السنة المحمدية ص 47 .
2 – وفي رواية : فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار وقال : أمنية كأمنية أهل الكتاب .
راجع :
جامع بيان العلم 1 : 79 و 80 والسنة قبل التدوين : 312 وتقييد العلم : 53 و 54 والأضواء : 47 و 49 وبحوث في تأريخ السنة : 221 وسنن الدارمي 1 : 122 - 124 والمصنف لابن أبي شيبة 9 : 53 .
وهكذا تمكن الخليفة من القضاء التام على سنة الرسول المكتوبة .
وثاني عمل قام به عمرهو الأمر بإتلاف سنة النبي :
فلما نجح الخليفة بحرق ما لدى المسلمين من سكان المدينة المنورة من سنة الرسول المكتوبة ، أصدر مرسوما عممه على كافة البلاد الخاضعة لحكمه هذا نصه :
( أن من كان عنده شيء من سنة الرسول المكتوبة فليمحه . )
راجع : كنز العمال ج 10 ص 179 ، وفي طبعة ج 10 ص 291 حديث 4862 ، وفي طبعة ج 10 ص 292 حديث 29476 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 / 77 و 87 ، وتقييد العلم ص52 و53 ، والأضواء على السنة : 47 والسنة قبل التدوين : 311 ، وكتاب العلم لأبي خثيمة ص 11 ، وتدوين السنة ص 272 .
2 – المرحلة الثانية منع التحديث عن رسول الله :
ألف – أبو بكر ينهى عن التحديث بسنة النبي (ص) :
في أول اجتماع سياسي عام لأبي بكر الخليفة الأول أمر المسلمين بما يلي :
( أنْ لا يحدثوا شيئا عن رسول الله ) .
راجع :
تذكرة الحافظ للذهبي ج 1 ص 2 - 3 ، والأنوار الكاشفة ص 53 ، وتدوين السنة ص 423 .
وكلام الخليفة الأول واضح بحيث لا يحتاج إلى تأويل فهو يمنع علناً رواية السنة النبوية .
فهو منع رواية سنة الرسول أولا ، ثم أحرق السنة المكتوبة عنده ثانياً كما مرّ سابقاً .
باء - أما عمر فقد منع الرواية عنه (ص) أيضاً :
قلنا سابقاً :
- أنه جمع سنة الرسول المكتوبة فأحرقها أولا .
- ثم قام ثانياً بتعميم قرار على كافة الأمصار الخاضعة لحكمه وهو :
(من كان عنده شئ من سنة الرسول فليمحه ! ! )
- ثم تفرغ لمنع رواية سنة الرسول ..
وقد اتخذ هذا المنع أشكالا متعددة :
واحد : - التوصية بعدم التحديث بالسنة النبوية :
1 - روي عن قرظة بن كعب أنه قال :
( لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا إلى حرار ، ثم قال : أتدرون لما شيعتكم ؟ قلنا : أردت أن تشيعنا وتكرمنا فقال عمر : إن مع ذلك لحاجة ، إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله وأنا شريككم ، قال قرظة فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله ) (أخرجها ابن عبد البر بثلاثة أسانيد في جامع بيان العلم باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث ج 2 ص 147 ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 4 - 5 ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 7 ، وسنن الدارمي ج 1 ص 73 ، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 73 ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج 1 ص 110 ، ومعالم المدرستين ج 2 ص 45 ، وتدوين السنة الشريفة ص 431 ) .
وفي رواية أخرى ، فلما قدم قرظة بن كعب قالوا : ( حدثنا فقال قرظة : نهانا عمر ) (جامع بيان العلم باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث ج 2 ص 147 ) .
فقرظة قد فهم بأن عمر ينهى عن الحديث عن رسول الله بدليل قوله : فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله .
2 - قال عبد الرحمن بن عوف : " ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق ، عبد الله بن حذيفة ، وأبو الدرداء ، وأبو ذر وعقبة بن عامر فقار :
ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق ؟ (الحديث رقم 4865 من الكنز الطبعة الأولى ج 5 ص 239 ومنتخبه ج 4 ص 61 ) .
3 - ووصى عمر أبا موسى الأشعري عندما بعثه إلى العراق بمثل ما وصى به قرظة بن كعب (المستدرك للحاكم ج 1 ص 125 ، والبداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 ، وتدوين السنة الشريفة ص 433 ) .
4 - خطب عمر بن الخطاب فقال : " . . . من قام منكم فليقم بكتاب الله ، وإلا فليجلس فإنكم قد حدثتم الناس ، حتى قيل قال فلان وقال فلان ، وترك كتاب الله "(أخبار المدينة ج 3 ص 800 )
5 - قال الشعبي : " جالست ابن عمر سنة فما سمعته يحدث عن رسول الله شيئا " (الحديث والمحدثون ص 68 ، وتدوين السنة الشريفة ص 471 ) .
اثنين : - التهديد والضرب لمن يروي سنة النبي (ص) :
1 - قال عمر بن الخطاب لأبي هريرة :
( لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس ) (المحدث الفاضل ص 554 رقم 746 ، والبداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 160 ، وتدوين السنة الشريفة ص 431 )
وقال له أيضا لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض الفيح يعني أرض قومه )( أخبار المدينة المنورة لابن شيبة ج 3 ص 800).
4 - ضرب عمر أبا هريرة بالدرة وقال له : ( قد أكثرت من الرواية ، وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله ) (شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 67 ، 68 ) .
5 - قال أبو هريرة : ( ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر ) (البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 )
وكان أبو هريرة يقول : ( لو كان عمر حيا لما سمح لي برواية حديث رسول الله ولضربه بالدرة )( تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 ، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 2 ص 121 ).
6 - قال أبو هريرة : ( لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر لضربني بالدرة )( جامع بيان العلم لابن عبد البر ج 2 ص 121) .
7 - قال أبو سلمة : سألت أبا هريرة أكنت تحدث في زمن عمر هكذا ؟ قال أبو هريرة لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمحفقته ) (تذكرة الحفاظ ج 1 ص 7 ) .
8 - وقال : " ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر " (البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 ، وتدوين السنة الشريفة ص 486 - 487 ) .
9 - قال الأحنف بن قيس : " أتيت الشام ، فجمعت فإذا رجل لا ينتهي إلى سارية إلا فر أهلها منه ، يصلي ويخفف صلاته ، قال فجلست إليه ، فقلت يا عبد الله من أنت ؟ قال : أنا أبو ذر ، فقال لي : من أنت ، قال : قلت الأحنف بن قيس ، قال : قم لا أعدك بشر ، فقلت له : كيف تعدني بشر ، قال : إن هذا - يعني معاوية - نادى مناديه ألا يجالسني أحد " (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 4 ص 168 )
هذا أبو ذر الذي وصفه الرسول بأنه أصدق الناس لهجة ، وخير من أقلت الغبراء وأظلت السماء ! !
وهذا ما يتعرض له من والي عمر على بلاد الشام بسبب إصراره على رواية سنة الرسول ! ! !
10 - قال ابن الأثير : " كان الحجاج بن يوسف الثقفي قد ختم في يد جابر وفي عنق سهل بن سعد الساعدي وأنس بن مالك يريد إذ لا لهم ، وأن يتجنبهم ولا يسمعوا منهم " (أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 472 الطبعة الحديثة ترجمة سهل ، وتدوين السنة ص 478 ).
ثلاثة : - الحبس للصحابة الذين يروون سنة النبي (ص):
1 - بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الأنصاري فقال : " ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله ، فحبسهم بالمدينة حتى استشهد " (الكامل لابن عدي ج 1 ص 18 ) .
2 - إن عمر قال لابن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي ذر : " ما هذا الحديث عن رسول الله ، وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب " (المستدرك للحاكم ج 1 ص 110 وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، ومجمع الزوائد ج 1 ص 149 ) .
3 - قال الذهبي : إن عمر حبس ثلاثة : ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال : " لقد أكثرتم الحديث عن رسول الله " (تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 7 ) .
4 - قال ابن عساكر : " ما خرج ابن مسعود إلى الكوفة ببيعة عثمان إلا من حبس عمر في هذا السبب " (مختصر تاريخ دمشق ج 17 ص 101 ، وتدوين السنة الشريفة ص 437 ) .
وقد وصف حذيفة أمين سر رسول الله حجم الإرهاب والرعب المفروضين آنذاك بقوله : " لو كنت على شاطئ نهر ، وقد مددت يدي لأغترف ، فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل " (كنز العمال ج 13 ص 345 نقلا عن ابن عساكر ) .
وحذيفة ليس شخصا عاديا إنما هو أحد كبار الصحابة الكرام ، وأمين سر رسول الله على المنافقين ! ! ومع هذا فهو يؤكد تأكيدا قاطعا بأنه لو حدثت الناس بما سمعه من رسول الله ، وكشف بعض الحقائق لقتلته زعامة بطون قريش والجموع التي تؤيدها قبل أن يرتد إليك طرفك ! !
ويؤكد ذلك أبو هريرة المعروف حيث قال : " حفظت من رسول الله وعائين ، أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم " (صحيح البخاري ج 1 ص 34 ) .
ووضح أبو هريرة الصورة قليلا في ما بعد قائلا :
( إني لأحدث أحاديثا لو تكلمت بها زمن عمر لشج رأسي ) (البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 107 ) .
وفي زمن عمر بن الخطاب عزم أبي بن كعب - أحد أكابر الصحابة - أن يتكلم في الذي لم يتكلم به بعد وفاة رسول الله فقال أبي : " لأقولن قولا لا أبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني " (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 3 ص 501 ، والحاكم باختصار ج 2 ص 329 وج 3 ص 303 . ).
لقد صمم هذا الصحابي الكبير على كشف الحقائق ..
وترقب الناس اليوم الذي حدده كعب لكشف الحقائق التي سمعها من رسول الله ..
وفجأة قال قيس بن عبادة : " رأيت الناس يموجون ، فقلت ما الخبر ؟ فقالوا : مات سيد المسلمين أبي بن كعب ، فقلت : ستر الله على المسلمين حيث لم يقم الشيخ ذلك المقام . . " (المسترشد لابن جرير الطبري ، ومعالم الفتن لسعيد أيوب ج 1 ص 257 ) .
وأنت تلاحظ أن المنية أدركت هذا لأصحابي الجليل لما أراد كشف الحقائق ! !
ويقينا أن أبي بن كعب قد قتل بالطريقة نفسها التي قتل فيها سعد بن عبادة سيد الخزرج .
أسئلة مهمة :
وأخيراً أقول بأنّ هذا موضوع طويل جداً ولكنني أسألك سؤالاً يوضح لك الحقيقة وهو :
لماذا رفض الامام علي (ع) الخلافة في الشورى السداسية التي جعلها عمر لتعيين الخليفة ؟؟
أليس السبب هو رفضه العمل بسيرة أبي بكر وعمر وذلك لما عرض ابن عوف الخلافة عليه بشرط العمل بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين ؟؟
والسؤال المهم هنا هو :
هل كانت سنة الشيخين موافقة لسنة النبي أم مخالفة لها ؟؟
فلو كانت موافقة للسنة النبوية .. فلماذا اشترطها ابن عوف مع كتاب الله وسنة النبي ؟؟
ألا يكفي أن يشترط العمل بكتاب الله وسنة النبي (ص) ؟؟ باعتبار سيرتهما موافقة لسنة النبي ..
ولماذا رفض الامام علي (ع) العمل بسيرة الشيخين وقال : أعمل بكتاب الله وسنة النبي فقط ؟؟
فخسر الامام علي الخلافة لعدم قبوله لسيرة أبي بكر وعمر ، فسلـّم ابن عوف الخلافة لعثمان .
فكر يا أخي ملياً بكل هذه الأمور ..
ولا تتسرع بإصدار أحكام عجولة أو مسبقة ..
ولا تعتمد إلا على عقلك بعد كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة ..
فقد أخبر القرآن عن قوم قالوا نادمين : ( إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ) ..
أنا أعلم أنّ هناك من سوف يبرر لك هذه السياسة في منع السنة ... ولكن أقول :
( ها أنتم هؤلاء حاججتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة )
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه .
منقول
|
|
|
|
|