|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.16 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 10-05-2009 الساعة : 01:24 AM
مرت الأيام سريعة .. وتفوقت ليلى في جميع امتحانات الكورس الأول بامتياز..
ثامر ـ كفي عن الإهتمام بنا .. اذهبي ..
ليلى ـ أذهب ؟؟ لا أستطيع .. من سيعد لكما العشاء ؟؟ من من سيبقى معكما حتى المساء ؟؟
محمد ـ ليلى .. اذهبي يا ابنتي ..انها صديقتك.. سنوصلك ثم نذهب لأحد المقاهي .
عادت فاطمة بعد غياب أربعة أشهر .. لم تتكلم فيها مع ليلى سوى أربع مرات فقط .
رفعت شعرها إلى الأعلى .. وارتدت عبائتها .. وحجابها .. وخرجت لبيت فاطمة .... لم تعد فاطمة جارتها .. فبعد ذلك الحادث المشؤوم انتقل محمد إلى منزل بعيد .. حتى لاتسترجع ليلى أي ذكريات .. لكنه لم يغير المدرسة ..
طوال الطريق غرقت في صمت عميق .. وكان محمد يتكلم مع ثامر عن مباراة سيلعبها قريبا ..
محمد ـ وصلنا ..
نزلت ليلى بسرعة وشكرت والدها الذي انطلق مسرعا .لم تستطع منع نفسها من النظر إلى منزلهم القديم.. وقفت لمدة ثانية أمامه ..ثم دخلت إلى منزل فاطمة حيث تركت لها فاطمة الباب مفتوحا ..
وأخيرا انفردت بها في غرفتها ..
فاطمة ـ رائع أنك أتيتي اليوم .. لأنك لو لم تأتي .. لجننت ..
شعرت ليلى بحماسة فاطمة الغير طبيعية ..
ليلى ـ ماذا بك ؟؟
ابتسمت فاطمة ..
ليلى ـ أتعشقين؟؟
ضحكت فاطمة ـ كيف عرفتي ؟
ليلى بدهشة ـ فعلا؟؟ من ؟ وكيف ؟
فاطمة ـ إنه معنا .. في نفس الكلية التي أنا بها .. يسبقني بسنتان .
ليلى ـ كيف تعرفتي عليه ؟
فاطمة ـ في المكتبة .. في الأسبوع الرابع من دخولي للكلية ..أنه من هنا ..
ليلى ـ ماذا حدث بينكم ؟
فاطمة ـ أمسكت بذات الكتاب الذي أمسك به .. وعندما رآني قال لي أنت الفتاة الخليجية من البعثة الجديدة ؟؟ حركت رأسي بنعم ابتسم.. وقال لي أنه طلال ..وأنه يسبقني بسنتين وان أحتجت أية مساعدة.. وهكذا.. سؤال يجر سؤال . و خمني ماذا ..
ليلى ـ ماذا ؟؟
فاطمة ـ يحب برناد شو وشعر امرؤ القيس ويملك ديوان للمتنبي و نزار قباني .. ويقتبس كلامه من نيتشه وأرسطو ..
ليلى ـ لدي سؤال بسيط .. إذا اهتماماتكم انحصرت بالشعر والفلسفة ماذا تفعلون في كلية الطب ؟؟
فاطمة ـ انه مثلي .. لايريد الطب .. لكن الظروف أقحمته فيها .. آآه .. طلال .. اشتقت إليه ..
ليلى ـ للتو وصلتي ..
فاطمة ـ نحن لانتقابل كثيرا . فلذلك نرسل لبعضنا الرسائل .. آآخ .. أحتفظ بكل رسائله ..
ليلى ـ أين هي ؟
فاطمة ـ ماذا؟
ليلى ـ الرسائل..
فاطمة ـ انها على كمبيوتري المحمول .. لا أقصد الرسائل البريدية .. أقصد الإلكترونية .. أسرع .. ويومية بعض الأحيان تكون ساعية ..
ليلى ـ عن ماذا تتكلمان؟؟ الحب ؟
فاطمة ـ لا .. انها مثل الصداقة .. عن الواجبات الحوادث الطريفة التي نمر بها .. شيء قرأناه وأعجبنا .. أغنية أو قصيده .. لكن كل رسالة تصل .. تجعلني أشعر بسعادة رائعة ..
ليلى ـ قد لا يحبك ؟؟ ويعتبرك صديقة إلكترونية ..
فاطمة ـ هذا إن كنا لم نر بعضنا تكون صداقة الكترونية .. .. لكننا نتقابل بين فترة وأخرى .. ونتكلم عن أسبوعنا .. وعن الأشياء التي ضايقتنا ..
ليلى ـ يبدو منطقيا ..ما اسمه مجددا ؟؟
فاطمة ـ طلال ..
ليلى ـ قد يكون التوأم الروحي لك .. الشريك المثالي .
أخفضت فاطمة عينيها بحزن ..
ـ أنه ..مرتبط .
كأن أحدا قد قرصها فجأة .. وقفت بسرعة ـ ماذا؟
فاطمة ـ ابنة عمه ..
ليلى ـ ماذا يجعلك متمسكة به ؟؟ مالذي يجعلك تحلمين بحبه؟؟ لم لم تخرجيه من رأسك ؟
فاطمة ـ ببساطة عندما يأتي الحب .. لانستطيع اقفال الباب في وجهه !!
ليلى ـ ماذا؟
فاطمة ـ ليلى هدئي من روعك . طلال .. هو الشخص الوحيد الذي شعرت بأنه يفهمني كما أنا.. نفس اهتماماتي وأفكاري .. عندما نجلس معا .. ننسى الوقت في الحديث فقط .. وليس الحديث عن الماضي والأحلام.. عن أتفهه الأشياء ,, حتى عن الأشخاص الذين يمرون أمامنا .. هناك دائما شيء نتكلم عنه . وهذا ما أحبه فيه ..تمضي ساعات .. ونشعر بأن الوقت لايكفينا .. نريد أن نتحدث أكثر .. هناك الكثير للتكلم عنه ..
ليلى ـ فاطمة .. هل تفهمين ما ورطت نفسك به؟؟
فاطمة ـ أفهم .. لكني لن أحظى بفرصة أخرى .. سأتمسك به حتى آخر لحظة .. كصديقة .. لن أبوح له بمشاعري قط .. لكنه سيبقى الأثير .. نصفي الذي لن أحظى به كزوج أبدا .
ليلى ـ لم تعذبين نفسك؟
فاطمة ـ لا أعذب نفسي .. سأحتاجه في غربتي هناك .. في الدراسة .. أحتاجة كصديق أكثر من حبيب.. أمامي خمس سنوات معه .. سينهي دراسته قبلي .. وفي السنوات التي ستتبقى لي.. سأحاول نسيانه .. لن يكون سهلا .. ولكن الأيام ستمر سريعة دون سؤال .. أو تمهل .
ليلى ـ فاطمة .. أنت آخر من توقعتها ستقع في الحب ..
فاطمة ـ فعلا .. وأنا كذلك .. لأني لم أتخيل يوما أني سأقابل من يكملني .. لكني قابلته .. وأنتي ؟
ليلى ـ أنا؟ لا أفكر في الحب ولا أفكر في الزواج .. سأمضي حياتي في العيش بعيدا عن المشاكل .
فاطمة ـ وكلية الهندسة معك؟؟
ليلى ـ لابأس .. تعرفت على فتاة جديدة أصبحت زميلة رائعة لي .. اسمها مها . توجد فتيات أخريات .. لكني أحاول أن أكون رسمية معهن ... فهن حيويات زيادة عن اللزوم . وأنتي تعرفينني أصاب بالصداع بسرعة ..
فاطمة ـ صديقة واحدة خلال أربعة أشهر؟؟ رائع .. تقدم ممتاز منك ..توقعتك تنتظرين سنة .. قبل أن تتعرفي إلى فتاة جديدة ..
ليلى ـ أفكر بأني لست موجودة على هذه الكرة الأرضية .. فلا شيء فيها يستميلني ..
فاطمة ـ ألم تسمعي ما قاله ديكارت؟؟ ((أنا أفكر ..إذن أنا موجود .. ((
ليلى ـ فاطمة .. حياتي فارغة ..
فاطمة ـ سهل جدا .. اهتمي بنفسك كأي فتاة .. بشعرك بالموضة بالمكياج والملابس والحفلات والصداقات والنزهات..وتتمتلئ حياتك في أقل من أسبوع إنظري إلى وجهك في المرآه؟؟ أين عدة الميكياج التي أرسلتها لك؟
ليلى ـ في المنزل ..
فاطمة ـ لم لاتحملينها معك في حقيبتك؟؟
ليلى ـ لقد حملت معي إصبع أحمر شفاة إلى الجامعة .. فسقط مني . تعثر به أحد الأساتذه أمامي وسقط ..
فاطمة ـ وماذا حدث له ؟؟
ليلى ـ تكسر كليا استحال إلى حطام ..
وضعت فاطمة يدها على فمها بدهشة
فاطمة ـ اووه .. يا إلهي .. هل تشعرين بالذنب ؟
ليلى ـ أجل .. لقد .. أحببته !
فاطمة ـ اووه .. هل أحببته ؟؟ يا إلهي .. كيف ومتى ؟
ليلى ـ منذ أول مرة ..لحظة .. لم وجهك بهذا الشحوب وهذه الدهشة؟ لاتغضبي مني ..
فاطمة ـ لا أغضب منك.. كيف أحببته؟؟ قلي لي قصتكما .
ليلى ـ عم ماذا تتكلمين؟
فاطمة ـ عن الأستاذ الجامعي .. الذي أحببته ..
ليلى ـ ـ أنا لا أتكلم عنه ..أنا أتكلم عن أصبع أحمر الشفاه !! فقد تعثر به وحطمه كليا ..
ضحكت ليلى للخيبة التي ارتسمت على ملامح فاطمة .
فاطمة ـ ليلى .. لقد أخفتني .. ماذا حدث للأستاذ؟
ليلى ـ ومن يأبه؟؟ أعتقد تأذت ركبته أو شيء كهذا .. لم أره منذ ذلك الحين ..
فاطمة ـ يا إلهي .. لقد خفت كثيرا . يالبرود أعصابك ... كيف هو ثامر؟
ليلى ـ أنه من اللاعبين الأساسين في الفريق . لايستغنون عنه أبدا ..
فاطمة ـ ووالدك؟
ليلى ـ في عمله .. كعادته .. يأتي متأخرا معظم أيام الأسبوع ..لكنه يحاول أن يعوض وجوده ,,
*********************
تكره هذه الزيارات .. تحب عمتها .. لكنها تكره وجودها لوحدها طوال الوقت .. فعمتها تنفرد بوالدها وتتكلم معه عن أشياء كثيرة خاصة بالكبار فقط!
العنود ـ تعالي معي لغرفتي ..
كانت العنود في االسادسة من عمرها .. ابتسمت ليلى وذهبت معها أشفقت عليها ليلى .. وحاولت التكلم معها ببساطة ..كانت ذكية .. كجميع فتيات هذا الجيل ..تتكلم كثيرا عن مافعلته في المدرسة .. وعن ماذا تقول لها المدرسات ..
أرتها الكثير من رسوماتها وألعابها ..
العنود ـ أبي يقول أنك وزياد ستتزوجان !
ليلى ـ ماذا؟
العنود ـ أجل .. زياد ابن عمتي ..
ليلى ـ زياد ابن خالتي ؟
العنود ـ أجل .. تقول أمي أنه سيتزوجك رسميا السنة القادمة ..
أهذه هي مواضيع الكبار؟؟ فكرت ليلى .. ألهذا كانت عمتا تتكلم مع والدها بعيدا عنها . لا .. زياد ؟؟ لا .. ليس هذا.. عادت لذاكرتها ضحكاته الاستفزازية عندما خرجت من المستشفى .عندما كان يسخر منها ومن ذلك الجرح الذي في رأسها ..
لم تجد نفسها سوى قد فتحت الباب الذي أغلق بيننها وبين والدها وعمتها ..
محمد ـ ليلى .. ماذا تتفعلين ؟
عمتها نوره ـ ألم تتعلمي الإستئذان وطرق الباب في المدرسة ؟؟
ليلى ـ لن أتزوج زياد !!!!
محمد ـ ها؟؟
نوره ـ .....................
ليلى ـ لن أتزوجه أبي ..
نوره ـ كفى يا ليلى .. هذا الأمر قد فرغنا منه ..
ليلى ـ سأقتل نفسي إن زوجتوني بذلك المنحرف!
نورة ـ احترمي ألفاظك ..
ليلى ـ لا أهتم.. لا أهتم.. انسوا موضوع زواجي بزياد .. وإن أرغمتموني سأرمي بنفسى من على السلالم أو أقطع شرياني لأنزف حتى الموت ..
خرجت من المنزل ووقفت في الشارع .. ركض محمد إليها ..
ــ اركبي السيارة .
وبعد أن ركبت وتحركا إلى منطقة بعيده ..
محمد ـ ماذا به زياد؟
ليلى ـ لا أريده
محمد ـ لماذا ؟؟
ليلى ـ أكرهه!
محمد ـ ماذا ؟؟ لماذا ؟؟
لم تعلق ليلى .. تنفس محمد بهدوء ـ ليلى .. أنه أول من خطبك مني .. ليلى .ابنتي ..
ليلى ـ أبي .. أتزوج بحارس عمارة ولا أتزوج هذا الشخص !!
ارتاح محمد أن ليلى لم تكن ضد فكرة الزواج .. بل ضد الشخص بحد ذاته ..
محمد ـ كما تشائين ..
عادت للمنزل وانطوت في غرفتها .. لا تشعر لماذا شعرت بالحر هكذا ؟؟ لم ؟ انتهى كل شيء . وافق والدها على رفض زياد .. وهذا هو أهم شيء ..
********
|
|
|
|
|