|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 28250
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 1,487
|
بمعدل : 0.25 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الهادي@
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 22-05-2009 الساعة : 10:54 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهادي@
[ مشاهدة المشاركة ]
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
النفحه الثالثه
و بدأت أقلب وريقاتي
و أبحث بصدق في صفحات حياتي
أفتش عن أعمالي السابقات
أبعد و أقربفي ذاكرتي بين المسافات
لعلي أجد ما يطرب النفس و يسعدها
و يذهب عنها ماألمها
و من الأحزان ما أهمها
فزاد حزني و تقاذفتني الآلام توغل بسهامها
و ترميني جمرات الندم و الأسف تلهبني بحممها
أين تلك الأعمال التي أفتخر بذكرها
تطمئنني النفس تارة
أو ربما تخادعني و تمنيني
عندما تذكرني بأعمال صالحات
فأزجرها و أنهاها
و بكل قوتي أتفاداها
و يحك يا نفس إليك عني
توردينني المهالك و تهزئين مني
فما تلك أعمال تذكر و تثقل الميزان
و هل تلك القليلات الهزيلات تقرب للرحمن
و تجيرك عذاب القبر و تسير بك على الصراط بثبات و أمان
و تلحقك بالصالحين و المتقين العارفين لحق ربهم هناك في أعلى الجنان
و يحك يا نفس إليك عني كفاك بل كفي عني ما تزرعينه في القلب من الأوهام
عن أية أعمال تتحدثين
و عن أية حسنات تثرثرين
أصمتي أرجوك
كفي أذاك عني
فالجرح في قلبي غائر
و الصمت يقطعن الأنين
أتذكرين ما جاء عن ذلك العبد الذي يأتي ربه بجبال من الحسنات
و يظن بأنها ستسكنه النعيم و تدخله له لا محالة للجنات
فيضع رب العزة أمامها نعمة واحدة أعطيت له في الحياة
نعمة البصر وحدها توضع مع الجبال في كفة الميزان
فترجح كفة النعمة على جبال من الحسنات
تلك جبال منالحسنات تتهاوى أمام نعمة واحدة
فكم هي النعم التي أنعم الله بها علينا
و نحن في غفلة عنها
أطبقت علي الهموم فأثقلتني و زاد حزني
فإذا بصوت شجي بكل قوة و ثبات يقترب مني
و يهمس بلطف في قلبي و يسمع لب أذني
فما ذلك الصوت
تابعني لتعرف
تحيات العم الهادي
|
إن من أوثق عرى الإيمان هو ( الحـبّ ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه ..ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع ( الحجب ) في النفس ، ولا تمنح هذه الجوهرة - التي لا أغلي منها في عالم الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة ..وإن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته ، يستشعره القلب بين الفترة والفترة ، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق ..ويستمر العبد في سيره التكاملي - بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع ( أركان ) القلب ، فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب ..ولو أمضى العبد كل حياته - بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا ، لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى ، ولاستقبل المولى بثمرة الوجود ، وهدف الخلقة ، أولئك الأقلون عددا ، الأعظمون أجرا ، لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب.
إن في السفر مجالاً خصباً للتدبر وتقويم مسيرة العبد وتقييمها ، وذلك لما فيه من ( الانقطاع ) عن البيئة المألوفة ، و( الخروج ) عن أسر القيود المتعارفة ، أضف إلى ( الراحة ) النفسية التي يوفّرها السفر ، وبالتالي سكون النفس إلى ما ينبغي العيش فيه من المعاني التي لا يمكن استحضارها في زحمة الحياة ..وهذه الراحة بدورها عامل مساعد لانطلاقة النفس بشكل أيسر وأسهل في استكشاف أغوارها ، ونقاط ضعفها ، بدلا من التفرج على مظاهر العمران في البلاد فحسب ..فإن الأمر بالسير في الأرض ، قد تعقّـبه الأمر بالنظر في العواقب ، إذ قال سبحانه: { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين }..ومن المعلوم أن المرء يكتشف قدر نفسه والآخرين ، في السفر والجوار والمعاملة .
وفقكم الله سيدي الفاضل الاستاذ الهادي على طرحكم الايماني المبارك
شكرا لكم
|
|
|
|
|