عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية عبود مزهر الكرخي
عبود مزهر الكرخي
عضو فضي
رقم العضوية : 29478
الإنتساب : Jan 2009
المشاركات : 2,216
بمعدل : 0.37 يوميا

عبود مزهر الكرخي غير متصل

 عرض البوم صور عبود مزهر الكرخي

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : عبود مزهر الكرخي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء الخامس
قديم بتاريخ : 27-05-2009 الساعة : 08:30 PM


نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء الخامس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نستكمل مسيرتنا في تتبع النفحات العطرة من سيرة سيدة نساء العالمين الراضية المرضية فاطمة الزهراء(ع)،وكنا قد تناولنا بشيء من التفصيل خطبتها العظيمة وما فيها من بلاغة ولنثبت أنها بحق بضعة أبيها وأنها أم أبيها لأنها تربت في حجر الرسالة وتتلمذت في صباها في مدرسة أمير المؤمنين.ولنستمر في شرح هذه الخطبة.
4 ) اشتملت الخطبة على كل مقومات النجاح من الفواصل والجمل المتناسقة والاستناد إلى الحجج الرصينة والشواهد المحكمة. كقولها :
((ليت شعري..إلى أي إسناد استندوا؟! وإلى عماد اعتمدوا؟!وبأية عروة تمسّكوا؟!.))
فهذه الخطبة العظيمة قد استوفت كل العناصر من البلاغة وأحرزت كل المقومات الخاصة بنجاحها.
فأنظر كيف تنتقل من الاستفهام إلى الأخبار عندما قالت : ((
وما الذي نقموا من أبي الحسن؟!) وتجيب : ((نقموا منه نكير سيفه)) وهذا وصف دقيق لحقد والبغض لقريش لأمير المؤمنين لأنه قتل ساداتهم وأبطالهم ولا تأخذه في الحق لومة لائم فنسجوا مؤامرتهم الظالمة بإزاحة الخلافة عن صاحبها الشرعي الذي وضعه الله ورسوله لأنه الخبير بدقائق الأحكام وأسرارها والعليم بأسس الوحي والرسالة.
5 ) وأخيراً في هذا الخطبة الراقية نجد أشارات واضحة لما آل أليه المجتمع الإسلامي في ذلك العصر والآثار الوخيمة التي ظهرت باغتصاب الحق الإلهي العظيم وإسناده إلى غير أهله.
حيث تبدأ بوصف المهاجرين والأنصار في هذا الامتحان الذي مروا به وموقفهم من نبي الرحمة (ص) والذي سمعوه في عديد من المرات :
((يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي))،ويقول : ((عليّ أخي ووصيي ووزيري وخليفتي من بعدي)).
ويقول يوم خيبر : ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ويحب رسوله،ويحبّه الله ورسوله))فتمنى جميع المسلمين أن يكونوه وإذا به يسلم الراية إلى علي(ع)..إلى غير ذلك من النصوص الأحاديث التي تثبت ولاية أمير المؤمنين.وإذا بهم يخططون للمؤامرة في سقيفة بن ساعدة والتي تم إزاحة الخلافة عن صاحبها الشرعي الذي تحدث عنها قائلاً: ((أن محلي محل القطب من الرحى،ينحدر من السيل ولا يرقي إليّ الطير)).
في الفقرة الثانية تنتقل الزهراء(ع)إلى الأمور التي حملت المسلمين على التخلي عن نصرة أمير المؤمنين(ع) والانتقام منه فتعدد أموراً خمسة :
أ ـ نكير سيفه :أي شجاعته، وقتله فرسان العرب.
ب ـ قلة مبالاته لحتفه :فقد باع نفسه لله،ومن كان ذلك فلا يبالي بالموت.
جـ ـ شدّة وطأته : ضبطه للأمور.
د ـ نكال وقعته.
هـ ـ تنّمره في ذات الله : فلا يعرف معنى للمداهنة والاحتيال،أنما هي الحقيقة أينما وجدها،لا يلتمس المبررات والأعذار الواهية التي لا يراد إبطال الحق أو إحقاق الحق.ويجع كل المسلمين على كونه مثال الشخصية الإسلامية الفذّة في أسمى صورها وأرقى مراتبها.
بعد تستطرد(ع) في وصف الحالة التي يصلون إليها لو فسحوا المجال للإمام أمير المؤمنين(ع)واخذ زمام الحكم حيث الأمن والاستقرار دولة يسودها العدل وإحقاق الحق وزهق الباطل بحيث يعيشون في ظل حكومة لا فيها فساد ولا استهتار حيث كفاءة رئيس الدولة وأحاطته بجميع الأمور عامل فعال لتقدم الدولة وازدهارها.وفي ظل هذه الحكومة يتحقق الرخاء وتتقدم الصناعة والتجارة وتتطور الزراعي ويسود الرفاه في مختلف مناحي الحياة.
وإلى ذلك أشارت روحي لها الفداء حين قالت: ((و لأوردهم منهلاً نميراً صافياً روياً،تطفح ضفتاه،ولا يترنق جانباه ،ولا صدّرهم بطاناً ونصح لهم سراً وأعلاناً))،وبعد ذلك سمت بخطبتها واستشهدت بقوله تعالى: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض،ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون))سورة الأعراف آية 95 .
ثم تبين كيف أن النكوص عن الحق واستبدال صاحب الخلافة بمن هو دونه من العلم والمعرفة والفضل والتقوى تتنبأ لهم بما سيلاقيهم من المآسي ومصيرهم الأسود الذي سوف يتحملون أوزاره.وهذا ما حدث وما حصل بعد ذلك من استلام سدة الحكم حكام ظالمين وما آلت إليه الأمة الإسلامية لحد وقتنا الحاضر ومن هوان المسلمين وتفرقهم.
عصمتها :
لو أن المسلمين اتفقوا على عصمة الأنبياء والأوصياء وكذلك عصمة نبينا محمد(ص) وأئمته المعصومين (عليهم السلام) لسهل علينا حسم هذا النزاع ولكن ما بال هؤلاء وهم يتجرؤون على نبينا الأكرم واتوا بالروايات وفي صحاحهم على عدم عصمة نبينا الأكرم وفي صحاحهم ويأتون بالروايات والأحاديث التي ما أنزل الله بها من سلطان ويتقولون ومعاذ الله عن عصمة النبي عن الكبائر دون الصغائر ووصل بهم الأمر حصولها بالعمد دون الخطأ ومهما يكن من أمر الخلاف فنحن مذهب الأمامية نقر بعصمة النبي(ص) لأنه ((ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى *علمه شديد القوى*علمه شديد القوى)) سورة النجم آيات 2 ، 3، 4، 5.وسوف نتطرق في بحوث أخرى ماذا تجنى الصحاح وكتب العامة على حبيب وقنديل السماء أبو الزهراء(ص)وبالتالي تأتي عصمة أئمتنا المعصومين الذي جاء خبرهم من السماء وتم تنصيبهم بأمر ألهي وسوف نناقش عصمة الحوراء الزهراء(ع) بالمنطق والواقع وبالدليل القاطع لأنه وكما يقول عميد المنبر الحسيني د.الشيخ أحمد الوائلي(رضوان الله عليه) (أننا نتعامل بالعلم والمنطق والواقع والذي يتعارض مع القرآن والمنطق نضربه عرض الحائط)وهذا أهم ميزة في مذهبنا لأنه مذهب علمي يتعامل ويتكيف مع الواقع الذي وهو ما يدل عظمة مذهب أهل البيت.
ولندخل إلى هذا الموضوع حيث يقول مؤرخ كبير كابن أبي الحديد في هذا الصدد: (أما الكلام في عصمة الزهراء(ع)فهو بفن الكلام أشبه)شرح نهج البلاغة ج 16 /283.دار أحياء الكتب العربية،القاهرة ـ 1962.من هذه المقولة ننظر لمدى التجني على سيدتنا ومولاتنا منذ ذلك التاريخ ولحد الآن.وسوف نسوق الإثباتات التي تؤكد عصمة الزهراء روحي لها الفداء لكي نقيم الحجة وبالمنطق العلمي والعقلي وليتوسع قلب وعقل القارئ في هذا الشرح المستفيض لكي نحصل الغاية المرجوة من بحثنا هذا ولكي تعم الفائدة على الجميع.
ولنسوق أول الأمر الأدلة العقلية التي تثبت عصمة النبي(ص) وهي : -
1 ) انتفاء الغرض من البعثة : مما لا شك فيه أن الغرض من بعثة الأنبياء إنما هو هداية الناس وإرشادهم إلى الطريق الصحيح وتكليفهم بالتكاليف الشرعية هو ضمان سعادتهم وفلاحهم،وهذا لا يحصل إلا بأتباع أوامر النبي وانقيادهم له.وبالتالي يكون هناك احتمال الخطأ والجهل والكذب في حقهم.ومن الواضح أنه لو انتفت العصمة عن الأنبياء جاز في حقهم الكذب والخطأ وإذا حصل ذك عند ذلك انتفت حصول الانقياد لهم والغرض من بعثة الأنبياء ويكون الأمر عبثياً والعبث يستحيل على الخالق الكريم وهو ليس من صفات رب العز والجلالة.
2 ) وجوب متابعة النبي : إن النبي(ص) تجب متابعته فما نهاكم فاجتنبوه وما أمركم به فاعملوا به ،وعند ارتكاب المعصية(حاش لله)من قبل النبي(ص) فرضنا جدلياً عدم معصيته فهناك خيارين أما إن يطيعونه ويفعلون ما يفعل أو لا يطيعونه فأن كان أمر الأتباع في المعصية عند ذلك يكون أمر الله سبحانه وتعالى بالقبيح وهذا بالتالي أن النبي يرتكب بالقبيح وفي نهاية الأمر انتفاء فائدة البعثة وها باطل حسب ما شرحناه من السبب الأول أعلاه.
3 ) النهي عن المنكر : لو جاز صدور الذنب عن النبي وارتكاب المنكرات فأما أن يسكت الناس عنه أو ينهوه عن المنكر.فصدور الذنب عن النبي توجب على الناس أن يتبعوه لأنه واجب على الجميع فلا يجوز أن يعطلوا هذا الواجب وهذا ما لا يتصف به سبحانه وتعالى ونبيه الكريم لأنه يقول نبينا الأكرم في حديثه ((أنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق)) وفي قوله تعالى عن نبيه وحبيبه ((وإنك لعلى خلق عظيم))القلم آية 4.فهل مثل القول لرب العلا على مثل نبيه أن يصدر منه الذنوب والمعاصي.
وفي الشق الثاني في النهي عن المنكر فأنه يستلزم إيذاءه وجرح عواطفه وهو ما نهى الله عنه حيث قال : ((إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً))سورة الأحزاب آية 57.
هذه الأدلة العقلية على عصمة النبي(ص) ولما كانت الخلافة امتدادا للنبوة ولا تختلف عنها إلا في الوحي فإن الخليفة(الإمام) بالضرورة يجب أن يكون معصوماً وهذا ما يكون في مقام الإثبات.
أما في مقام الثبوت فأن الأمة جمعاء اتفقت على أن رسول الله(ص) لم يصدر منه طيلة عمره ما يخّل بعصمته.ومن المعلوم أن العرب كانت تبذل كل جهودها في النيل من النبي(ص) لهدم الدعوة الإسلامية وكانت قريش المعارض الرئيسي في هذا معارضة الدين الجديد وعلى رأسهم أمام الكفر والطغيان أبو سفيان ومعه أئمة الكفر وكانت دواعي التشنيع موجودة لأي فعلة قد يقوم بها نبينا الأكرم(ص)ولو كان صدر منه أي ذنب أو أمر يخل بالمروءة والشرف حتى قبل البعثة لكان هذا السبب الوجيه لمعارضته والتشنيع به فكيف وكان النبي(ص) يسمى قبل البعثة بالصادق الأمين وهذا الدليل على عصمته وتنزهه عن الذنوب والمعاصي والتي صور لها كتب العامة وفي صحاحهم وكتبهم وهذا أم المصائب والدواهي في التطاول على حضرة النبي(ص).
من هنا أثبتنا عصمة حبيب الله محمد(ص) وننتقل الآن عصمة الزهراء ولكي أفتتح هذا الطرح بمقوله للأمام حسن العسكري(ع) الذي يقول: ((نحن حجج الله على أرضه وأن أمنا فاطمة حجة الله علينا))فمن هنا أن الزهراء روحي لها الفداء شهد بعصمتها من خلال قول أمامنا المعصوم ولكن لننتقل في عصمتها من خلال الأدلة العقلية كما قلنا حيث شهد بعصمتها في كتابنا الكريم حيث قال
:
1 ـ ((إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطّهركم تطهيراً))الأحزاب آية 23.وهذا دليل على التمسك بأهل بيت النبوة وهم كعلي وفاطمة والحسن والحسين وهذه آية التطهير التي باتفاق الآراء وإجماعهم أنها نزلت بحق هؤلاء الصفوة الطاهرة المطهرة وهو دليل على تنزيههم من كل معصية ومطهرون من كل ذنب.
2 ـ ((فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم،فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم،ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين))آل عمران آية 61. وقد شرحنا في أكثر من مقالة أن المراد ب(نساءنا)هو فاطمة الزهراء(ع) وتدل أن الخمسة التي تم المباهلة بهم مع نصارى نجران هم صفوة الله المختارة لأنهم على درجة من التقوى والاستقامة والمنزلة العالية عند الله سبحانه وتعالى.وحسبها أن الرسول(ص) أختارها من بين تسع نساء هم أمهات المؤمنين ومن بين نسوة غاية في الحسب ومزكيات في المغرس والمنبت وغرة المجد كأم هانئ وصفية فهذا يدلل على عصمتها حسب ما ينطق به العقل وأفضليتها على كل النساء لهذا تم الاختيار من قبل سيدنا محمد(ص)إذ لا ينطق عن الهوى أن هو وحي يوحى وهو الاختيار الصحيح لكي يتم عليه الاختيار من قبل الله وهو تم إلا من سمو القدس وغلبة الروحانية في الإنسانية المطهرة المهذبة وتكامل كل المثل العليا فيها وحين تجمعت القوى الروحية والنواميس القدسية في هذا الملاك الطاهر الطاهر فقد تهيأت لهذه النفس لكل مقومات المثل العليا وأصبحت معجزة في الفضيلة والتقوى ،وهكذا كانت فاطمة الزهراء(ع)فقد تجمعت في نسويتها نواميس روحية وكمالات نفسية رفعتها إلى معالي الإنسانية في أعلى درجاتها فهي أذن سيدة نساء العالمين.
أما شهادة النبي(ص) بعصمتها سوف أورد أحاديثه الشريفة والمتفق عليها في كل كتب العامة والخاصة وهي : -
1 ـ قوله(ص) : ((إن الله يغضب لغضب فاطمة،ويرضى لرضاها))وهذا شاهد أن الله لا يغضب لغضب من عباده إلا إذا كان معصوماً. وإلا كان غضب الله لغضب عبده المذنب والمرتكب للمعاصي أقرار منه للمعاصي وهذا فعل قبيح يتنزه سبحانه وتعالى عن ذلك.
2 ـ قوله(ص) : ((فاطمة سيدة نساء أهل الجنة))وفي هذا أثبات على احتلال الزهراء روحي لها الفداء الكمال النسوي وهذا لا يحصل إلا بتنزهها عن الذنوب والمعاصي.
3 ـ قوله(ص) : ((أني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً،وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))وهنا قد أمر النبي(ص) بالتمسك بالثقلين وقارن العترة بالكتاب وهذا دليل على عصمة العترة لأنهم لو لم يكونوا معصومين لم تصح مقارنتهم بكتاب الله عز وجل ووجوب التمسك بهم.
ونحن لو أردنا الإطالة لتوجد الكثير من النصوص التي تؤيد ما ذهبنا إليه ولكن ذكرنا هذه الأمور لحصول على الزبدة والإفادة وعدم التطويل.
وفي أجزاء قادمة سوف نستمر مع السيرة العطرة والزكية لسيدة نساء العالمين(ع) في الزواج المبارك للنور من النورة أنشاء الله وأن كان لنا في العمر بقية.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين.
ونسألكم الدعاء والمسألة

------------------------------------------------
المصادر :
نفس المصادر السابقة



من مواضيع : عبود مزهر الكرخي 0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الثاني
0 فاطمة الزهراء آية من السماء / الجزء الأول
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثالث
0 الأحاديث المسنودة من قبل كتاب الصواعق المحرقة في تبيان منزلة أمير المؤمنين(ع)
0 الأمام علي بن أبي طالب (ع) وحقوق الإنسان / الجزء الثاني
رد مع اقتباس