[سيد احمد العباسي]

اشكر جميع الاخوة الاكارم وجميع الاخوات الفاضلات على تفضلهم بالمرور على الموضوع وخاصة اخي العزيز البغدادي .
وهنا اريد ان الفت الانظار ان الكويت قبل ايام ارسلت مبعوث خاص من قبلها الى روسيا . وهذا المبعوث هو المستشار في الديوان الاميري الكويتي محمد عبد الله ابو الحسن مكلف بقضيتين . ان يبحث مع الحكومة الروسية الجانب الاقتصادي والجانب الثاني وهو المهم ان تقبل موسكو بقاء العراق تحت رحمة مجلس الأمن وقراراته المفخخة !!
والكويت لم تقم بهذا العمل اعتباطا . وليس لها سابقا تلك العلاقات الكبيرة التي يعول عليها .
ولكن هذه الخطوة اتت ضمن صفقة لتحييد العراق وتجميده وايقافه على رجل واحدة !!
وهنا في هذا المقام تعرف كيف ( تصرف ) دولة الكويت ملياراتها من اجل مطامعها . ومع الاسف الشديد ان تندفع الكويت الى هذا الاتجاه الخاطيء وتضرب عرض الحائط اواصر العلاقات التأريخية بينها وبين العراق .
ولكننا نقول لهم ولغيرهم ليس على حساب العراق . هذا خطأ اخر يضاف الى سلسلة الاخطاء الكبيرة والحماقات التي ارتكبتها حكومة الكويت سابقا بحق العراق والعراقيين .
والكويت لاتطالب هذه الايام ( بتعويضات ) لها فقط وانما ( تلمح ) بين حين واخر بتعويضات الى بقية دول المنطقة . فما هذه الحجة التي تريد الكويت هذه الايام ان تسوقها للرأي العام المحلي والعالمي حول مطالبتها بتعويضات ماانزل الله بها من سلطان دون وجه حق عن رفات مفقودين في العراق . ولو نحسبها ببساطة كم عدد المفقودين من دولة الكويت في العراق مقابل عدد المفقودين العراقيين ؟
ليس هكذا تورد الابل ياحكومة الكويت . نعم لكم الحق الكامل في بحث ملف المفقودين . ولكن ليس بهذه الطريقة . فالحوار الهاديء هو الذي يوصلنا الى الطريق المنشود . ثم من الذي دمر وخرب البنى التحتية العراقية يوم دخلت القوات الامريكية الى العراق ؟
ونأمل من الحكومة الكويتية ان تتفهم الامور بشكل افضل . فقد صدر تقرير اقتصادي عالمي ان الكويت ستخسر سنويا عشر مليارات دولار سنويا اذا ما قطعت علاقتها بالعراق وسحبت سفيرها من العراق حسب مايطالب برلمانيون كويتيون وقالت التقارير ان اكثر من اربعة مليارات يتم الحصول عليها من الواردات التي تنقل للعراق من الكويت خاصة وان العراق في مرحلة نمو واستثمار وان السنوات الماضية حصلت على العديد من المشاريع خاصة مع القوات الامريكية بالتمويل والامداد . فيما تحصل على ستة مليارات اخرى من خلال اعادة التصدير والشحن والتحميل والاتصالات والنقل وحركة الموانيء والمطارات .
وقد بدأ العراق تحويل وارداته عن طريق الامارات وايران وتركيا وسوريا والاردن وابقى على امور محددة تم التعاقد عليها مؤخرا فيما شرعت قوانين في المحافظات الجنوبية تمنع الكويتيين من التملك في اراضيها ومصادرة عقاراتها التي تركت قبل خمس وعشرين عاما وهي تقدر بعشرات الالاف من الدونمات خاصة في الفاو وابي الخصيب ومركز المدينة في البصرة القديمة منطقة الشناشيل الاثرية التي تعود لعائلة آل الصباح والمعرفي والرديني والكويتي والنجدي .
وقد كان على حق دكتور اكرم الحكيم عندما قال قبل يومين : يخطئ البعض بدولة الكويت الشقيقة مرة أخرى في اختيار الأسلوب في التعامل مع العراق وفي الضغط عليه في وقت يحتاج فيه الشعب العراقي وحكومته الوطنية إلى كل ألوان الدعم من جيرانه وأشقائه وأصدقائه لاستكمال مقومات حريته واستقلاله وإعادة اعماره وازدهاره". وأضاف : إرسال الحكومة الكويتية مندوباً عالي المستوى مع رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تطلب فيها إبقاء العراق تحت البند السابع بخلاف رغبة الشعب والحكومة العراقية خطوة خاطئة ولا تدل على نوايا حسنة تجاه العراق وشعبه خاصة ".
واختم واقول لايمكن ان نتجاذب اطراف الحديث عن العراق والكويت دون ان يجلس الطرفين على طاولة الحوار وحل كل المسائل العالقة بينهما بهدوء . وان شاء الله سوف تذلل كل المصاعب بحق محمد وال محمد . لأنه في كل الاحوال نحن شعبين شقيقين واخوة ولايمكن ان يفصل بيننا اي كان . ولايمكن ان تؤثر بنا اصوات بعض البعثيين العراقين والسلفيين الكوتيين مهما قالوا ومهما فعلوا وتبقى بأذن الله تعالى اصواتهم نشاز ومرفوضة .
تقبلو تحياتي واحترامي .
ودمتم بخير وعافية .