|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 23-06-2009 الساعة : 05:21 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
القصة الثانية
رسالة من شابّ مسلول
كـنـّا قـد ذكـرنا فى الصفحة ( 561 ) من الجزء الاوّل لكتاب ( جوابنا ) رسالة ، وحرى بنا ان نذكرها هنا ايضا .
وهـذه الرسـالة كـتبها شابّ مسلول الى امّه فى آخر لحظات حياته . امّى العزيزه ! إ نّ هذه الساعة هى آخر لحظات حـيـاتى ؛ حيث اقضّيها فى المستشفى بعيدا عن عطفك وحنانك ، وقد مضت ساعتان بعد شروق الشمس . لقد تقيّاءت ثـلاث مـرّات خـلال هـذه المـدّة ، ولا اخـال انّ دمـا بـقـى فـى جـسـمـى . لقـد غـشـى عـلىّ قـبـل دقـائق ، فـرايـت بـاب غـرفـتـى قـد فـتـح ودخـل الغـرفـة شـاب وسـيـم ، وقـال لى :
البـشـرى ! سـتـنـجـو مـن المـعـانـاة والمـكـابـدة بـعـد دقـائق مـن الا ن . وحـيـنـمـا افـقـت ايـقـنـت بـاءن لا امـل لى فـى الحـيـاة بـعـد . وكـان عـلى المـنـضـدة التـى وضـعـت قـربـى ورقـة وقـلم . وقـد اعـتـرانـى خـلال كـتـابـة هـذه الرسـالة ضعف شديد ، واغمى علىّ اكثر من عشر مرّات تقريبا . إ لاّ انّنى صمّمت عندما افقت على الكـتـابـة ؛ لكـى اقـرن ذكـرك بـاخـر لحـظـات حـيـاتـى ، كـمـا كـنـت تـحـيـطـيـنـنـى بـالحـبّ والحـنـان فـى اوّل لحـظات حياتى . امّى العزيزة ! لقد حلّ بى ضعف قبل ثوانٍ ادّى الى سقوط القلم من يدى ، فرايت نفسى اقف فى جانب من الغرفة وانا لااشعر باءىّ مرض ، واصبحت اراك عن بعد وانت تذرفين الدموع لفراقى .
امـّى العزيزة ! كفكفى دموعك ، فإ نّى عندما اغمضت عينى واغمى علىّ اخذ ابى العزيز - الذى وافته المنية منذ سنين - راسـى ووضـعـه فـى حـجـره . وكـانـت الممرّضة الغاشمة قد غابت عنّى وتركتنى اكثر من ساعة فى هذا الظرف الحسّاس . قال لى :
يا ولدى ! ستعافى بعد قليل ، فلاتجزع .
امـّى العـزيزة ! جاءنى شخص وامسك يدى بودّ وحنان ، وقادنى الى روضة كبيرة ، وكان ابى يسير امامى ، وكانت هذه الروضة تقع عند سفح جبل . ساءلنى قائلا :
اتفضّل العيش فى هذه الروضة بدعة وراحة دائمة ام العيش فى الدنيا بمشقّة والم ؟ قـلت :
إ نـّى لازلت شـابـّا ، ولى امّ عـجـوز إ ن سـمـعـت بـمـوتـى ينزل بها حمامها وقدرها . فاءمسك بيدى مرّتين وارجعنى الى المستشفى ، فاءفقت من غشيتى ، وطفقت اكتب لك بضعة اسطر اخرى .
امـّى العـزيـزة ! إ نّى ندمت على عودتى الى الدنيا ثانية ، فاءرجو منك ان تسامحينى وتصفحى عنّى . كما التمس عـنـك - وانـا اودّعـك - العـمل بوصيتى التى اودعتك إ يّاها عندما رحلت عنك ، وخصوصا ما يعود الى تسليم الامانات الى اهلها .
|
|
|
|
|