|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 28250
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 1,487
|
بمعدل : 0.25 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مرتضى العاملي
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 30-06-2009 الساعة : 01:56 AM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهادي@
[ مشاهدة المشاركة ]
|
من الجيد ان تجمع هذه المميزات التي تخص الانسان في بحثك الكريم
العقل
العواطف
المشاعر
ف ( القلب ) فقد قال عنه سيد من فكر و تدبر نبينا محمد صلى الله
عليه وآله سلم ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله …………………………………………………….. ألا و هي القلب
أما العقل فقال عنه رسول الـلّـه صلى الـلّـه عليه و آله و سلم :
إن العقل عقالَ من الجهل و النفس مثل أخبث الدواب فإن لم تُعقل حارت , فالعقل عقال من الجهل , و إن الــلّــه خلق العقل فقال له : أقبل فأقبل , و قال له : أدبر فأدبر , فقال
الــلّــه تبارك و تعالى : و عزتي و جلالي ما خلقت خلقاً أعظم منك و لا أطوع منك , بك أبدأ و بك أُعيد , لك الثواب و عليك العقاب , فتشعّب من العقل الحلم و من الحلم العلم و من العلم الرشد و من الرشد العفاف و من العفاف الصيانة و من الصيانة الحياء و من الحياء الرزانة و من الرزانة المُداومة على الخير و من المُداومة على الخير كراهية الشر و من كراهية الشر طاعة الناصح و صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
و أخيراً أعتقد أن
القلب هو الأقوى و هو الأهم لأن و الدليل على ذلك حديث رسول الله عن المضغة(القلب )
و الدليل من القرآن الكريم قوله تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” )
تقبل مروري وخالص دعائي
|
احسنت استاذنا الهادي في ما عقبت
اخي العزيز هنا ا ما وردت من الايات القرانية تعبيرات مجازيه تارة عبر عن العقل بالقلب وتاره عب عنه النفس والمصدر الاول والرأيسي الذي يوجّه الإنسان في ساحة الحياة ، هو ذلك الجهاز الذي ( تنبثق ) منه الإرادة ، و هذه الإرادة هي التي ( تصدر ) أوامرها لعضلات البدن ، فيتحرك نحو المراد خيرا كان أو شراً ..وليس من المهم أن نعلم - بعد ذلك - موقع هذا الجهاز أو آلـيّة عمله ..وليعلم أن للشياطين همها في الاستيلاء على هذا الجهاز المريد ، إذ كما أن الاستيلاء على المملكة يتوقف على التحكم في قصر السلطان بما فيه ، كذلك فإن جنود الشيطان تسعى لاحتلال مركز ( الإدارة والإرادة ) في مملكة الإنسان ، وذلك بالتآمر مع جنود الهوى في النفس ..ولكنه بالمقابل فإن جنود الرحمن أيضا تسعى لحكومة النفس ، مستعينة بدواعي العقل و الفطرة والهدى ..والمسيطر - في النهاية - على ذلك المركز الخطير في الوجود ، هو الذي يتحكم أخيرا في حركات العبد وسكناته ، وقد عبّـر الإمام الصادق (عليه السلام) عن ذلك الجهاز المسيطر بقوله: { به يعقل ويفقه ويفهم ، وهو أمير بدنه الذي لا يرد الجوارح ولا يصدر إلاّ عن رأيه وأمره }..فالمشتغل بتهذيب الظاهر مع إهمال الباطن ، كمن يريد إدارة الحكم و شؤون القصر بيد غيره ..وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يصور هذه المعركة الكبرى القائمة بين هذين المعسكرين في عالم الوجود ، وذلك بقوله في دعاء الصباح: { وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان ، فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان }.
إن من المقاييس المهمة لتمييز درجات العبودية هو العقل والمعرفة ، ( فبالعقل ) كما اشرت في بداية تعقيبكم يُعرف الله ويُعبد ، وبه يترسم مجمل مسار العبد إلى ربه ..كما أن ( بمعرفة ) الحق المتعال - مع لوازم تلك المعرفة - يتعرّف على جزئيات ذلك المسار ..وأما الذي لا يعيش هذه المعرفة المحركة للكمال ، فإنه لا يكاد يصل إلى تلك الدرجات العالية ، وإن أتعب جوارحه بالعبادة ، لأن ( تعب ) الجوارح بالعبادة مستلزم للأجر ، وللمعرفة عالم متمايز عن عالم الأجور ..وقد روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال : { يا هشام! ما بعث الله أمناءه ورسله إلى عباده ، إلا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم أحسنهم معرفة بالله ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلاً ، وأعقلهم ارفعهم درجة في الدنيا والآخرة } **.يمكنك التاكد من الحديث
***
إن مما يدعو العبد إلى السكون إلى مدد الحق - كالتسديد و الإلهام في السير إليه - هي ملاحظته لتعامل الحق مع بعض المخلوقات التي ذكرت في القرآن الكريم : كالنمل ، والنحل ، والذباب ، والبعوض ، والعنكبوت ..فلولا اعتيادنا لما تعملها ، لكانت أفعالها ضرباً من الإعجاز والوحي والتدبير ، الذي لا يرقى إليه تدبير العقلاء من البشر ، إذ أن من الواضح أنها تتحرك وفقاً للوحي الرباني الذي يصرح به القرآن الكريم ..ومن الملفت في هذا المجال استعمال التعبير بـ( أوحى ) كاستعمال التعبير نفسه بالنسبة للأنبياء (عليهم السلام) ، وفي ذلك غاية العناية والالتفات ..فهل يستبعد بعد ذلك معاملة الحق لمن أراد هدايته إلى الكمال بالتسديد والإلهام ، كمعاملته للنحل في هدايته إلى الجبال ، ليكون نتاجه شراب ، فيه شفاءٌ للأفئدة والألباب ؟! .
لكم خالص دعائي وشكري وتقديري
للتاكد ** البحار-ج1ص137
|
|
|
|
|