الموضوع:
القول الجلی فی علم المعصوم علیه السلام بالغیب
عرض مشاركة واحدة
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.30 يوميا
مشاركة رقم :
9
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى العقائدي
السلام عليكم
بتاريخ : 04-07-2009 الساعة : 02:42 PM
موقف القرآن والسنّة من علم الغيب
العلم الذي يمتلكه الإمام المعصوم ومقداره ومستنده، لا يمكن إثباته إلاّ من خلال الطرق النقليّة الواردة في الكتاب والسنّة الشريفة؛
لأنّه ليس بوسع العقل وبمفرده أن يتناوله بالنفي والإثبات؛ لأنّ الإثبات يتوقّف على إخبار غيبيّ بذلك.
من هنا سوف نتناول هذه المسألة بإطارها النقليّ ضمن عدّة أُمور:
الأمر الأوّل: الآيات التي تتحدّث عن علم الغيب في حياة الأنبياء والصالحين:
تناول القرآن الكريم هذه الظاهرة في حياة الأنبياء والصالحين بالنصّ وبالتأكيد عليها، حيث نجدهم عليهم السّلام قد امتلكوا القدرة على العلم بالغيب بإذنه سبحانه واستخدموه لمصلحة الرسالة، وهذه نماذج من ذلك:
1 ـ قال يوسف عليه السّلام لإخوته:
إذْهَبوا بقميصي هذا فألْقُوه على وجهِ أبي يأتِ بصيراً...
ثم أخبر تعالى عمّا جرى بعد ذلك، فقال.
إنّ ظاهر هذه الآية يدلّ على أن النبيّ يعقوب عليه السّلام قد استعاد بصره بالشكل الكامل بالقدرة الغيبيّة التي عَلِمها واستخدمها يوسف عليه السّلام من أجل ذلك، ومن الواضح أنّ استعادة يعقوب عليه السّلام بصرَه لم يكن من الله بصورة مباشرة، بل تحقّقت بإذنه سبحانه بواسطة النبيّ يوسُف عليه السّلام.
إنّ النبيّ يوسف عليه السّلام كان السببَ في عودة بصر أبيه، ولولا ذلك لما أمر إخوتَه بأن يذهبوا بقميصه ويُلقوه على وجه أبيه، بل كان يكفي أن يدعوَ الله تعالى لذلك فقط.
إن هذا تصرّفٌ غيبيّ صدر من أحد أولياء الله ـ وهو يوسف عليه السّلام ـ وغيّر المجرى الطبيعيّ بإذنه سبحانه، ولا يَقْدر على هذا التصرّف إلاّ مَن منحه الله السلطةَ الغيبيّة.
2 ـ نقرأ أنّ موسى عليه السّلام يضرب بعصاه الحجر فتنفجر منه اثنتا عشرة عيناً، قال تعالى:
فُقلنا آضْرِبْ بعَصاكَ الحَجَرَ فآنفجَرَتْ مِنه اثنتا عَشْرةَ عَيناً
كما استخدم موسى عليه السّلام قدرتَه الغيبيّة مرّة أُخرى حينما ضرب بعصاه البحر؛ ليفتح في عمق البحر وعلى أرضه اثني عشر طريقاً يابساً لبني إسرائيل، كي يمرّوا فيه ويعبروا البحر.
قال تعالى:
فأوحَينا إلى مُوسى أنِ آضرِبْ بِعَصاك البحرَ فآنفَلَق فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطَّودِ العظيم
في هذين الموقفين قد استفاد النبيُّ موسى عليه السّلام من قدرته الغيبيّة الممنوحة له، والتي تحقّقت كلّها بإذن الله وإرادته.
3 ـ لقد كان النبيّ سليمان عليه السّلام يتمتّع بقدرات غيبيّة متعدّدة.. وكانت له سلطة على الجنّ والطيور، وكان يعرف منطقَ الطير ولغات الحشرات.
قال تعالى:
وَوَرِث سُليمانُ داوُدَ وقال يا أيُّها الناسُ عُلِّمْنا مَنطقَ الطَّيرِ وأُوتينا مِنْ كلِّ شيءٍ إنّ هذا لَهُوَ الفضلُ المُبين * وحُشِرَ لسليمانَ جُنودُه مِن الجِنِّ والإنسِ والطَّيرِ فَهُم يُوزَعُون * حتّى إذا أتَوا على وادِ النملِ قالت نملةٌ يا أيُّها النملُ آدخُلُوا مَساكنَكُم لا يَحْطِمَنَّكُم سُليمانُ وجُنُودُه وهم لا يَشعُرون * فَتَبسّمَ ضاحِكاً مِن قولِها وقالَ ربِّ أوزِعْني أن أشْكُرَ نِعمتَك التي أَنْعَمْتَ علَيَّ وعلى والدَيَّ...
وكان للنبيّ سليمان عليه السّلام قدرةٌ غيبيّة خارقة على الريح، حيث كانت تجري بأمره حيث يشاء..،
قال تعالى:
ولِسُليمانَ الريحَ عاصفةً تَجري بأمرِه إلَى الأرضِ التي بارَكْنا فيها، وكُنّا بكلِّ شيءٍ عالِمين
).
والملفت للنظر أنّ الريح ( تجري بأمره )، فهذا دليل على تحكّم سليمان عليه السّلام في مسير الريح ومجراها.
إنّ قدرة الأنبياء وامتلاكهم لعلم الغيب الموهوب يكون على نحو الدوام والاستمرار، وتوجد أكثر من آية تُثبت ذلك، منها:
1 ـ قوله تعالى:
أنّي قد جِئتُكم بآيةٍ من ربِّكُم أنّي أخلُقُ لكُم مِنَ الطِّينِ كهيئةِ الطيرِ فأنفُخُ فيهِ فيكونُ طيراً بإذن اللهِ وأُبرِئُ الأكْمَهَ والأبرَصَ واُحْيِي المَوتى بإذن الله
).
هذه الآية تثبت أن قدرة عيسى عليه السّلام على فعل المعجزات وتَمكّنه منها ليس بخصوص حادثة معيّنة، فإنّه لم يقل خلقتُ لكم طيراً وأبرأتُ لكم الأكمه والأبرص وأحييت لكم ميّتاً، لكي نفهم أنّه يريد واقعةً معيّنة قد حصلت في الماضي، وكذلك لم يقل سأخلق لكم طيراً وأُبرئ لكم الأكمه والأبرص وأُحيي لكم ميّتاً، لكي نفهم بأنّه سيقوم بهذه الأشياء في وقت معيّن في المستقبل وبشكل طارئ، بل عبّر بصيغة الحال وجعل المتعلّق جنسَ الطير والأكمه والأبرص والموتى، فقال عليه السّلام: أخلقُ مِن الطين طيراً وأُبرِئُ الأكمه وأُحْيي الموتى، ممّا يفيد أنّه متلبّس بهذه الحالة على الدوام، وأنّه قادر على فعل هذه الأشياء في أيّ وقت أراد).
2 ـ وقال تعالى حكايةً عن سليمان عليه السّلام:
قالَ رَبِّ آغِفرْ لي وَهَبْ لي مُلْكاً لا يَنبغي لأحدٍ مِن بَعدي إنّك أنتَ الوهّاب * فسَخّرْنا له الريحَ تَجري بأمرِه رُخاءً حيثُ أصاب
.
فتسخير الريح لسليمان عليه السّلام كان استجابةً لدعائه وطلبه، حيث قال:
وهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنبغي لأحدٍ مِن بَعدي
، ومن الطبيعيّ أنّ الله تعالى لم يستجب دعاءَ سليمان عليه السّلام للحظةٍ واحدة أو في حادثةٍ واحدة معيّنة، فتسخير الريح كان مِن ضمن المُلْك الذي وهبَه الله تعالى لسليمان عليه السّلام نتيجةَ دعائه، والذي ذكره الله تعالى بعد ذلك بقوله:
هذا عطاؤُنا فَآمْنُنْ أو أمْسِكْ بغيرِ حِساب
.
وعليه، فقدرة سليمان على حركة الرياح وسيرها بأمره، كانت ثابتةً له على الدوام بإذن الله تعالى.
3 ـ وقال تعالى:
وألَنّا لَه الحَديد
.
فإنّ إلانةَ الحديد لداود عليه السّلام لم تكن بشكل طارئ وفي واقعة معيّنة ولسبب خاصّ، وإنّما كان ذلك فضلاً دائماً آتاه الله تعالى إياه، وهذا ما صرّحت به الآية الكريمة:
ولقَدْ آتَينا داودَ منّا فَضْلاً يا جبالُ أوّبي مَعَه والطيرَ وألَنّا له الحَديد
).
بقي أن نعرف أنّ هذا العطاءَ الإلهيَّ الدائم لعلم الغيب، هل يقتصر في هبته على الأنبياء، أم يمتد لغيرهم من عبادِه الصالحين ؟
صرّح القرآن المجيد بأنّ هذا العطاء الإلهيّ لا يقتصر على الأنبياء فقط، وإنّما قد منَحَه الله سبحانه لمن ارتضى من عباده الصالحين، إذ قال تعالى:
قالَ يا أيُّها الملأُ أيُّكُمْ يأتيني بِعَرْشِها قَبلَ أن يأتوني مُسْلمين *... قالَ الذي عندَه عِلمٌ مِنَ الكتابِ أنا آتيكَ بهِ قَبْلَ أن يَرتدَّ إليكَ طَرْفُك
.. .
فإنّ آصف كان يُخْبر عن قدرته على ذلك بقوله تعالى:
أنا آتيكَ به
أي أنا القادر على الإتيان به، خصوصاً مع ملاحظة سؤال سليمان عليه السّلام وطلبه القادر على ذلك بقوله:
أيُّكُم يأتيني بعَرشِها
، بالإضافة إلى أنّ الله تعالى قد ذكره بوصفه فقال:
قالَ الذي عندَه عِلمٌ مِن الكتاب
وذِكرُه بهذا الوصف مُشْعِر بأنّ سبب القدرة هو نفس العلم بالكتاب، وهو ما تؤكّده روايات أهل البيت عليهم السّلام، فإذا لم يَنسَ آصفُ هذا العلم فهو قادر على ذلك دائماً وكلّما أراد .
توقيع :
السید الامینی
ا
https://www.facebook.com/aliali.aliali.9275439
لتوقيع :
قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع :
السید الامینی
0
لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0
سلسة في الحب
0
مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0
امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0
فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.
السید الامینی
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة السید الامینی
البحث عن جميع مواضيع السید الامینی