[عاشق ال14]

والآن أريد أن أذكر قصّة طريفة حدثت إبان الإحتلال العراقي للكويت فقط للترفيه، فقد كان برنامج في قناة راديو سعوديّة يربط اللاجئين الكويتيين في السعوديّة بأهاليهم الصامدين في الكويت ليعرفوا أنهم بخير...وبما أن معظم الهاربين حجتهم أنه حفاظا على أعراضهم وشرفهم يأخذوا عوائلهم معهم إن كان سبب الهروب الحفاظ على العرض...فقد أجري لقاء مع أحد الهاربين وسُئِل عن سبب لجوئه فقال: هربت حفاظا على شرفي وعرضي لكي لا يهتك من قبل هؤلاء الوحوش، ثم سئل على من تريد السلام...فأجاب أسلّم على والدتي وأخواتي وزوجتي وبناتي الصامدين ...هههههههههههههههههه بصراحة غيور جدا!!!!!
على كلٍّ أنا أفهم مشاعر الذين يحلمون بالخروج من بلادهم بسبب الجحيم الذي يعيشونه فيها وأنا كنت مثلهم لأنني كانت تنقصني القناعة ولربما لأنني سجنت في معتقل في الكويت مع والدي وعمي وإبنه بدون ذنب وبعدها سُفّرنا وعائلتي بلا عودة فلا يوجد لدينا وسيلة أخرى سوى اللجوء لدولة تعطينا جنسيتها لأننا لا نمتلك أي جنسية سابقا لذلك أنا الآن في الغرب وحصلت على الجنسيّة الكندية خلال أقل من أربع سنوات وإنتظرت أهلي خمس سنوات وبعدها خمس سنوات ليحصلوا على الجنسية وهي الهدف الأساس ثم وجدنا أنفسنا راكسين في وحل الغربة ولا نعرف كيف نخرج منه لأننا عشنا نمط حياة معين تعودنا عليه ومن الصعب تغييره رغم المحاولات العديدة لإيجاد وطن إسلامي وكلها تبوء بالفشل...فقد إستكشفنا الإمارات ولدينا أقارب وأصدقاء يعيشون هناك ولكن الأزمة الإقتصاديّة دمرت كل شئ والكل يعاني...فجربنا سورية التي عاشوا فيها أهلي خمس سنوات وأنا ستة أشهر قبل مجيئنا لكندا ولكن نزل قانون بِعدم إمكانيّة الأجنبي تملك عقار أو بزنس...ثم حاولنا على العراق ولكن الوضع الأمني لا يساعد رغم وجود أقارب لنا كثيرون هناك بل أعرف شخصيا عدّة وزراء كوزير التعليم العالي الدكتور أبو ياسر خضير الخزاعي الذي كان يحبني كثيرا حيث كان يلقي محاضرات عجيبة في تفسير وتأويل القرآن في كندا والذي كنت نويت الزواج من إبنته الله يسترها ويحفظه وذلك قبل سقوط الصنم بأيام ولكن سقط النضام العفلقي وذهبوا للعراق...وكذلك والدي كان صديق لرئيس الوزراء أبو إسراء المالكي حفظه الله في سوريا, وأيضا نعرف مجموعة من النوّاب وأستطيع الآن الذهاب والحصول على الجنسية العراقية ووضيفة محترمة ولكن لا أريد أن أصبح مثل الكويتي الهارب والخائف على عرضه هههههه فإن عائلتي يرفضون العيش هناك بسبب عدم وجود الأمان أعان الله العراقيين يارب بحق محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.. فالأمان أهم شئ لأنه تترتب تحته طائلة الخوف من القتل والسرقة وإنتهاك الأعراض والفقر وكلها تدفع بالإنسان إلى اللجوء لمكان آمن ولا يلام ولكن هل في لجوئه للغرب يتحقق لديه الأمان؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟
أنا أعتذر للإطالة ولكن أختمها بهذه الآية الشريفة بعد الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} صدق الله العلي العظيم
والسلام عليكم أحبتي في الله ورحمة الله وبركاته