|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 27-07-2009 الساعة : 06:15 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
ثانياً: بشر القرآن الكريم بوعد إلهي بنشر العدل والقسط على كافة الكرة الأرضية:
هناك آيات قرآنية عديدة تبشر المؤمنين بنصر الله وأنه سيحل اليوم الذي يسود فيه الإسلام ربوع الأرض، وستحل عبادة الله وحده محل الشرك والكفر والوثنية، وسينعم العالم بعصر مشرق مفعم بالإيمان والسلام، على يدي منقذ البشرية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(24) هذه الآية الشريفة مؤولة بالإمام المهدي عليه السلام وعصره الذهبي، فالله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين الصالحين من هذه الأمة بمجتمع طاهر من كل رجس وحياة طيبة مقدسة فاضلة، وبديهي أنه لم يتحقق هذا الوعد الإلهي منذ فجر الإسلام وإلى يومنا هذا، وكثير من الأحاديث والروايات المتظافرة تصرح بأن هذه الآية الشريفة تشير إلى عصر الإمام المهدي عليه السلام.. فالإمام الصادق عليه السلام يؤكد أن الموعودين بالاستخلاف في الأرض هم المهدي عليه السلام وأصحابه حيث يشير عليه السلام إلى نزول هذه الآية ويقول: (نزلت في القائم وأصحابه)(25)، فهذه الآية الكريمة تتضمن مسألة الاستخلاف وتحكيم الدين (الإسلام) في الحياة وانتشار الطمأنينة والأمن والسلام والعدل والقسط والرخاء.
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(26) هذه الآية الكريمة التي تكررت في القرآن الكريم ثلاث مرات، في سورة التوبة آية 33، وسورة الفتح آية 28، وسورة الصف آية9، مما يدل على أهمية الموضوع.. حتى الآن لم يظهر الدين الإسلامي على كافة الأديان والملل والمعتقدات، صحيح أن الإسلام ظاهر على الأديان كلها من حيث الحجة، لكن الوعد الإلهي يشمل الإظهار مطلقا، وهذا مالم يحدث حتى الآن، وبما أن وعد الله حق، والله لا يخلف الميعاد.. فلا بد أن يأتي زمن تتولى القيادة الإسلامية المدعومة بالتوفيق الإلهي إظهار الإسلام على الدين كله، بحيث يكون الإسلام هو الدين الرسمي والوحيد للعالم، ومن المعلوم أن هذه الغلبة لدين الإسلام لن تتحقق إلا في عصر الإمام المهدي عليه السلام كما أخبرت به الأحاديث المعتبرة.. قال الإمام الحسين عليه السلام: (منا اثنا عشر مهدياًَ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو الإمام القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون..).(27)
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(28) هذه الآية الكريمة تأويلها لم يات بعد ومصاديقها لم تتحقق بعد، وهي بشارة إلهية في زبور داوود مؤكدة (أن الأرض) بـ أن التأكيدية بأن الكرة الأرضية يرثها عباد الله (الصالحون).. فالكتب السماوية كلها ومن بينها (الزبور) تحتوي على إشارات عديدة تبشر بشكل عام بيوم موعود ينتصر فيه عباد الله الصالحون حيث يحكمون الكرة الأرضية كلها ويظهر الدين الإسلامي على الدين كله.. الإمام الباقرعليه السلام: (وقوله: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر، قال: الكتب كلها ذكر.. وأن الأرض يرثها عبادي الصالحون، قال: القائم عليه السلام وأصحابه).(29)
قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(30) فإن المستضعفين في الأرض في هذه الآية الشريفة مفسرة بآل محمد سلام الله عليهم وجارية فيهم، قال أمير المؤمنين عليه السلام: (في قولة تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) قال: هم آل محمد، يبعث الله مهديّهم بعد جهدهم فيعزهم ويذل عدوهم)(31).. وهل استضعف أحد أكثر منهم وعبر التاريخ!! بالرغم من عظمة شأنهم وجلالة قدرتهم المعنوية والربانية، وعلى صعيد هذه المظلومية بشرهم الله تعالى بأنه سيتفضل عليهم ويجعلهم ورثة الأرض يستخلفونها ويحكمونها ويظهرون دين الله عليها، بإقامة دولتهم وسلطانهم العادل في الأرض.
من المعلوم.. أن حكومة الإسلام على الكرة الأرضية لم تتحقق بعد، وعلو الدين الإسلامي على الأديان كلها لم يأت زمانه بعد.. إذن: فمتى يتحقق الوعد الإلهي؟ ومتى يحكم الإسلام العالم كله؟ ومتى يرث الأرض عباد الله الصالحون؟ ومتى تتحقق البشارة التي في الزبور؟ ومتى يكون حكام الأرض من عباد الله المستضعفين؟ كل هذا يتحقق بخروج القائم المنتظر.. فقد شاءت حكمة الله أن يكون المهدي عليه السلام هو آخر جيل القيادة الإلهية المسماة، وهو الذي سيتولى توحيد العالم دينياً وسياسياً، ويترجم جهد الأنبياء وخاتمهم، ويحقق هدفهم بنشر التوحيد في العالم ويطبق وحدة العالم الدينية والسياسية، بحيث تكون كل أقاليم الكرة الأرضية ولاياتٍ لدولته، وكل سكان المعمورة رعايا لتلك الدولة، ويكون عهده الزاهر عهـد الرخاء والعـدل الذي حلم به النبيون وبشَّروا به.
يتبع...
|
|
|
|
|