[ملاعلي]

عاشرا : القران الكريم

يتهموننا السنة بان لدينا قرانا أخر اسمه مصحف علي أو مصحف فاطمة والمعروف إن كلمة مصحف تعني كل ما هو مجموع بين جلدتين وهي كلمة كانت تطلق على الكتب بشكل عام ثم اختصت بالقران لكثرة الاستعمال . المهم إن مصحف علي أو فاطمة فمعناه كتاب علي أو فاطمة وهو ليس بقران كما تصور بعض الناس بسبب الاشتراك اللفظي .

أولا : مصحف الإمام علي عليه السلام فهو نفس قراننا هذا ولكنه يشتمل في هامشه على تفسير وتأويل كل أية قرآنية وتوضيح المراد منها وفيمن نزلت بما في ذلك من إحكام وعبادات ومعاملات وقد تلقاها أمير المؤمنين (ع) من معلمه الأكبر رسول الله (ص) حيث قال (ع) : لقد علمني حبيبي رسول الله الف باب من العلم , كل باب يفتح لي منه إلف إلف باب .

ثانيا : مصحف السيدة فاطمة عليه السلام فهو كتاب حاو للملاحم والفتن التي ستجري على ذرية فاطمة الزهراء وعلى الامة الاسلامية بالاضافة الى كثير من الغيبيات التي ستجري في ما بعد والاحكام والعبادات ايضا وقد تلقت السيدة فاطمة هذه المعلومات وجمعتها في مصحفها عن الله عز وجل عن طريق الوحي الكريم جبرئيل (ع) حيث كان خادما لاهل بيت النبوة وكان يتردد على منزل الوحي وهو منزل محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) وكثيرا ما كان يتحدث معهم ويبلغهم تحيات الله وصلوته وبركاته وافاضاته اليهم كما يقول سبحانه ( رحمت الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد ) . ولكن ذلك لم يكن وحيا بالمعني الذي اختص به النبي الاكرم أي انه لم يكن قرانا عن لسان الله تعالي وانما كان حديثا يجري بين جبرئيل والملائكة (ع) من جهة وبين الزهراء (ع) ان تدون ما سمعته منهم ومن ابيها رسول الله (ص) في هذا الكتاب الذي عرف في ما بعد باسم مصحف فاطمة (ع) .

والكثير من السنة سوف يستغربون بان جبرئيل ينزل على سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين السيدة فاطمة حيث لو تدبروا قليل بالقران لوجدوا ان جبرئيل هبط على مريم العذراء (ع) وتحدث معها في قضية ولادة عيسى المسيح (ع) فالوحي ليس بالضرورة مختصا بالانبياء بل قد يوحى الله تعالي لغير الانبياء ايضا كما اوحي الى ام النبي موسى (ع) حيث قال تعالي ( واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه ) وكما اوحى الى حواري عيسى (ع) اذ قال تعالي ( واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي ) . لذلك السيدة فاطمة بما كان لها من المقام العظيم عند الله تعالي والذي هو بالتاكيد اعظم من مقام ام موسى وعيسى والحواريين , لقوله (ص) : فاطمة سيدة نساء اهل الجنة .



صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمَة ص 1374/ مستدرك الصحيحين ج 3 باب مناقب فاطِمَة ص 164/ سنن الترمذي ج 3 ص 226/ كنز العمّال ج 13 ص 93/ منتخب كنز العمّال ج 5 ص 97/ الجامع الصغير ج 2 ص 654 ح 5760/ سير أعلام النبلاء ج 2 ص 123/ الصواعق المحرقة ص 187 و 191/ خصائص الإمام عليّ للنسائي ص 118/ ينابيع المودّة ج 2 ص 79/ الجوهرة في نسب عليّ وآله ص 17/ البداية والنهاية ج 2 ص 60

فانها كانت تتلقي وحيا الهيا يتضمن تعاليم ومعلومات من قبل الله عز وجل وهذا الوحى ليس من نمط الوحى الذي اختص به والدها الرسول الاكرم (ص) ولايعني ان تدوينها لهذا الوحى في كتاب ( مصحف ) يغدو قرانا يتعبد به .

ونعتقد نحن الشيعة بان مصحف السيدة فاطمة (ع) توارثه الائمة من ال الرسول (ع) وهو اليوم باق عند الامام الحجة المنتظر وكذلك مصحف الامام علي (ع) لانهم من اختصاص الائمة وحدهم لذلك هي من مواريث الائمة ولاتوجد عند غيرهم ولو بحثت في طول العالم الشيعي وعرضه فلن تجد هذين الكتابين ولن تجد كتابا اخر يعتقدون انه قد نزل من عند الله سبحانه غير القران الكريم المجموع بين الدفتين والمعروف عند كل المسلمين والذي يتكلم بوجود غيره ويحترم عقليته فلماذا خلال الف واربعمائه سنة لم يحصل عليه احد من السنة وينسبه لنا ويحججنا به .

فالذي يفهم هذه النقطة يدخل الينا بنقطة اخري وهي التحريف وايضا لاتوجد ادلة ولا حجج لكلامهم فقط طعن في عباد الله والدليل القطعي لهذا قول سبحانه ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) .



ولكن لو نظرنا بالمجهر او للحقيقة لوجدنا اهل السنة هم اول الذين يؤيدون هذه المقوله ويضعون الادلة فيمكنكم البحث في ذلك لانه موضوع طويل وانما الاختلاف عندنا يكون بتفسير القران وتغيير تأويله مثل لفظة ( اولي الامر ) فانها نزلت في خصوص الامام علي (ع) والائمة من ابنائه بالنصوص الموجودة في كتبهم أي السنة بينما يقول البعض انها تعني اهل الحل والعقد واما التحريف اللفظي فليس عندنا اكيدا .

نكمل غدا انشالله

اللهم العن الجبت والطاغوت