عرض مشاركة واحدة

عاشقة أهل البيت
شيعي حسيني
رقم العضوية : 17
الإنتساب : Jul 2006
المشاركات : 12,029
بمعدل : 1.76 يوميا

عاشقة أهل البيت غير متصل

 عرض البوم صور عاشقة أهل البيت

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : عاشقة أهل البيت المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-02-2007 الساعة : 05:51 PM


3


كان يجلس بجانبها ويتذكرها طفلة لم تتغير
كثيراً عن ما كانت عليه كانت تحني رأسها
لأسفل ولم تستطع حتى رفعه للنظر له بل
كلما ألتقت عيناه بعينيها صدفة ارتبكت
وزادت من انحناء رأسها لم يسمع حتى
صوتها حتى أنه شك بأن تكون بكماء
لا تستطيع الكلام ابتسم لهذه الفكرة
وعاد لفراشة ليحظى بقليل من النوم..



لم تدم فترة الخطوبة طويلاً فما هي إلا أشهر
قليلة ليتم الزواج..
كانت ترى أبرار أنهار وهي برفقة خطيبها
حسام تختار أفخر الأثاث بل وحتى أغراضها
الخاصة كان يشتريها هو لها ولم تصرف
إلى حد الآن من مهرها أي فلس..

بينما هي في المرات القليلة التي خرجت برفقة
مهند تخجل كثيراً من أن تطلب منه الكثير ولكن
لما تشعر بأنه غير متحمساً لهذا الزواج..


رن جرس الباب وكانت أنهار تقف عند الباب
بانتظار حسام لترافقه للخروج.
بينما كانت أبرار تجلس على الكرسي المقابل وهي
تقرأ في أحدى كتبها الدراسية..



نظر مهند بوسع عينيه لهذا الجمال الذي يظهر
إعجاز الخالق في هذه المخلوقة كانت ملامح
وجهها بل والأصباغ التي وضعتها على وجهها
تنطق بحسنها وجمالها أيعقل أن هذه إنسانة حقيقة
من لحم ودم كم تمنى لو كانت ملكه...
بدأ تلك الجميلة تبتسم له وقالت:
أهلا مهند ظننت بأن حسام هو القادم
تفضل أبرار بالداخل..


وقفت أبرار واتجهت ناحية الباب حين سمعت
أنهار تناديها كانت لا زالت تحمل الكتاب
بيدها رأت كيف أن أنهار كانت تقف أمام
مهند دون أن تراعي ارتداءها للحجاب
شعرت بحرارة تسري في بدنها وقع الكتاب من بين
يديها..

أشارت أنهار بيديها ناحية المنزل وقالت:
تفضل يا مهند بالدخول هيا..


دخل مهند داخل المنزل وعينيه عالقتين بوجه
أنهار تمنت أبرار أن تصفع أنهار على وجهها
وتصفع مهند الآخر والذي لم يكن حتى يشعر
بوجودها قربه...



سقط الكتاب من بين يديها
شعرت بدموع تكاد تتغلب عليها وتتساقط
اتجهت ناحية المطبخ لكي تحاربها بمفردها
إنها تعلم بأن أنهار متهاونة في حجابها
وأنها لا تبالي بالالتزام به خصوصاً مع أقاربها
ولكنها لم تكن تعلم بأن مهند لا يبالي
بأن يغض بصره تحطمت تلك الصورة التي
باتت ليلها ترسمها له..

تخيلته شاباً ملتزماً يقدر الجوهر قبل المظهر
غلب الإيمان على جوانب قلبه..
ولكنها صدمت به الآن وكيف مع أختها..


دخلت أنهار المطبخ وهي تقول:
ما بك يا أبرار تركت خطيبك بمفرده
نظرت أبرار بحنق ناحية أنهار وقالت:
لقد تمت خطبتك يا أنهار ولا زلت
تهملين في حجابك.
ردت أنهار بضحكتها الساحرة
وقالت:
ما بالك يا أبرار وما الذي تغير
قالت أبرار:
ألا تفكرين بأن تحفظي جمالك
لزوجك فقط فهو الوحيد الذي يجب أن
يحظى بجمالك هذا ؟؟؟
ألا تفكرين بمشاعره؟؟؟.


قالت أنهار:
إن حسام رجل متحرر ومتفهم وليس
رجعياً مثلك يا أبرار ولا أظنه يجد في
نفسه من أمر حجابي شيئاً ولم ألحظ
أي ضيق باداً عليه أثناء خروجنا فهو
يثق بي وأنا أيضاً أثق بنفسي وبه.

ولكن على ما يبدو يا أبرار أنك لا
تثقين بنفسك ولا بخطيبك.

ازدادت نظرات أبرار حدة و قالت:
هناك فرق يا عزيزتي بين الثقة التي
تتحدثين عنها وبين الالتزام بأوامر
الله عز وجل أم أنك واثقة بأن العذاب
لن يطالك يا أنهار..
أخيتي أن الجمال الذي حباك الله به هو
نعمة وأنت واقعة تحت امتحان المحافظة
عليه وشكر الله على هذه النعمة بإطاعة
أوامره واجتناب نواهيه..

قالت أنهار:
أرجوك ارحميني من محاضرتك هذه
لقد أفسدت صفو نفسي أذهبي وأعرضي
آراءك هذه على خطيبك كم هو مسكين مهند.



وسارت كأنها تفر من صدى كلمات
أبرار...


********


اتجهت أبرار حيث يجلس مهند وكان شارد
الذهن يسترجع صورة أنهار الجميلة أمام عينيه
مرة تلو الأخرى ولكن قطع عليه هذا الشريط
كلمة أهلاً...
نظر باحثاً عن مصدر هذه الكلمة كانت
أبرار تقف أمامه إنها مصدر هذه الكلمة كان صوتاً
دافئاً..

وعندما تلاقت عيناه بعينيها أحنت رأسها للأرض
وجلست على الكرسي المقابل له قال لها:
مرحباً

وكأنه أحب أن يسمع المزيد من صوتها الدفيء
والذي لتوه يستمع له جيداً بعيداً عن زحمة السوق
فهذه المرة الثانية التي يجلس منفرداً معها بعد ليلة
عقد القران التي ظن فيها بأنها بكماء فقال:
هل أنت مشغولة فعذراً قد أتيت بدون موعد
ولكني شعرت بالملل ففكرت بالحضور و
الجلوس معك لنتحدث قليلاً بعيداً عن زحمة الأسواق.


قالت: لا أبداً لا بأس لست مشغولة

أطربه صوتها كثيراً مد يديه بالكتاب
وقال:
لقد وقع منك هذا الكتاب عند الباب
هل كنت تدرسين؟؟


مدت يدها لتأخذه من بين يديه تعمد
أن يضم يديها بين يديه أحنت أبرار رأسها
أكثر إلى الأرض وسحبت يدها من بين يديه
كالمصعوقة بتيار كهربائي أثار فيه منظرها
المرتبك وحياءها نشوة عارمة جعله يراها
أكثر جمالاً وحسناً من قبل..

قطع عليه هذه النشوة صوت الجرس أقبلت
أسماء الأخت الصغيرة لأبرار وفتحت الباب
ومن ثم عادت تقول:
لقد حضر حسام.
وقفت أبرار من مكانها على عجل وأسرعت
تصعد الدرج أثار هذا الموقف حيرة مهند
أقبلت أنهار وأدخلت حسام وكانت تضحك
وتحادثه دخل حسام وابتسم حين رأى مهند
وقال:
أنت هنا؟؟
ووالداك حائرين يتساءلان أين أنت؟؟



عادت أبرار ولكن بهيئة مختلفة كانت ترتدي
عباءتها وكأنها خارجة قال حسام:
كيف الحال يا أبرار؟
أجابته بصوت منخفض:
الحمد لله.

وجه حسام كلامه لمهند وقال:
هل أنتما خارجان

قال مهند:
لا ولكن على ما يبدو أن أبرار تريد منا الخروج.

ضحكت أنهار ضحكتها المعتادة التي جعلت من
حولها يذوب لسماعها و قالت:
إن أبرار فتاة رجعية أو كما يحلو لها تسمية
نفسها هي فتاة ملتزمة دينياً فهي ترتدي الحجاب
عنك يا حسام..
هيا لنتجه لغرفة الجلوس..


أخذت كلمة أنهار رجعية تتكرر في مسمع
مهند وشعر باستياء عارم لسخرية أنهار وحسام
منه ومن أبرار نظر نظرة عتاب ناحية أبرار وقال:
لما تصرفت هذا التصرف يا أبرار أتحبين
أن تكوني في موضع سخرية؟؟


أشتد صوت أبرار وهي تقول:
ما هذا الذي تقوله يا مهند أنه شرع الله
أتسميه وضع سخرية؟؟
قال:
ولكن حسام أخي وها قد رأيت بأن أنهار
تتصرف بحرية معي فلما لا تفعلين أنت مثلها
مع أخي..

أخذ اليأس والأسى يطرق أبواب قلب
أبرار وقالت بيأس:
إني أحافظ على نفسي لأجلك يا مهند
فأنت الوحيد الذي..
وصمتت

فقال مهند:
ولكني آذن لك يا أبرار أن تتصرفي
بحرية فلا أرى بأن هذا الحجاب الذي ترتدين
سوى رجعية وتخلف فدعيه عنك..

قالت أبرار:
ولكن ربي لم يأذن لي أن أتجاوز حدود
حجابي هذا مع غير زوجي ومحارمي من
رجال العالم.

وقف مهند وكأنه يظهر لأبرار ضيقه من
رأيها هذا وقال:
حسناً علي العودة للمنزل لأتيح لك
الفرصة للدراسة..
وقفت أبرار وقالت:
في أمان الله.
ومد يده لمصافحتها فصافحته
وجلست على كرسيه وشيعته بنظراتها
له وهو قاصداً الخروج.


رفعت قدميها على الكرسي وضمتهما
لصدرها ووضعت وجهها بين ركبتيها
وأخذت تفكر..
أفعلاً هي متخلفة ورجعية أيعقل أن
يكون الجميع على خطأ وهي على حق..


ربما لأنها ولدت في منزل حمل أصحابه
شعار التقدم والانفتاح ولو على حساب
الدين.
فكانت هي كمن يسير عكس التيار..

كانت تظن بأن بيئة زوجها القادم مهند
ستكون موافقة لها لأنها كانت ترى
عمتها أكثر محافظة على حجابها من والدتها
ولكن ها قد ذهبت أحلامها أدراج الرياح..


********

لما يهجره النوم هذه الليلة؟؟
إن صورة أنهار تغزو خياله وتفكيره
ومقارنته بينها وبين أبرار تخيفه وترعبه..

هل سيستطيع العيش معها وهو يشعر بأنها
فتاة ليس لها حظاً وفير من الجمال ؟؟
ولكي يزداد الطين بلاً رجعية متخلفة وكأنها والدته
في أفكارها لا خطيبة له كيف سيعيش معها
بقية حياته بل كيف سيحتمل أن يرى أنهار الجميلة
المتفتحة لأخيه دونه..

تذكر موعد دوائه أخذه واتجه نحو المطبخ
ليحضر كوب ماء..

سمع صوت نشيج وهمس داخل المكتب
أقترب عند الباب ليرى من بالداخل
فتح الباب فتحة صغيرة وجد والده منكب على
مصلاه يدعو الله تأمل كلمات والده ليرى
ما الذي يطلبه والده من الخالق عز وجل..


عاد للخلف اتجه للمطبخ تناول دواءه
وأخذت دموعه تنهمر شرب كأس الماء
وألقى بدوائه في المطبخ تحطم زجاجه
وملأ أركان المطبخ..


أخذ يصرخ ويبكي قائلاً:
لما أنا لما لم يهبني الله أي شيء
حرمني من قلب سليم كالآخرين وحتى
من أحب انتقلت لغيري ولا وظيفة
مميزة ولا قدرة على القيام بأي شيء مجرد
إنسان لا قيمة له لما وجدت في هذه الدنيا..

أقبل والده رآه منحناً على الأرض
يضربها ويعترض لوجوده في الحياة
أمسك بكتفيه وقال له:
أهدأ يا بني واستغفر الله من ما تقول.


وقف وقال:
كنت قبل لحظات قليلة تطلب من الله أن يكفيك
من البلاء الذي ابتلاك الله به في ابنك الذي
هو أنا أ لست مصيبة حلت عليك وعلى والدتي
أمسك والده بيده وقال:
إن يدك تنزف سأضمدها لك..

صرخ مهند:
لا دعني أموت لأرتاح وأريحكم مني..

ووقع أرضاً ازداد فزع الرجل العجوز
حين رأى ابنه واقعاً أرضاً..


وكأنه عاد بقوته لأيام الشباب وأحتمل ولده
وهرع به إلى السيارة قاصداً المستشفى..

أتعلمون كيف يشعر أب وهو يرى أبنه
يموت أمام عينيه..

أتعلمون معنى دموع رجل ناهز الخمسين
من العمر


يتبع >>

توقيع : عاشقة أهل البيت


من مواضيع : عاشقة أهل البيت 0 طلب ، لطميات لمحرم
0 أنماط الشخصية - د.مريد كلاب
0 بسآيلكـ يآخيـــل ., شلـ رجعك خآلي ..][ للمسآبقه ..
0 فكتور زخارف رآئعه ][~
0 *~ ما الخطأ في الصورة ؟ ~* مسآبقه
رد مع اقتباس