|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 17
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 12,029
|
بمعدل : 1.76 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة أهل البيت
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 15-02-2007 الساعة : 02:11 PM
4
كانت أنفاس أبرار متلاحقة ومتسارعة
حين سمعت من والدتها بأن مهند يرقد
في المستشفى أسرعت تجري خلفها
في ممرات المستشفى بحثاً عن عريسها
المقبل...
أخيراً وصلت للغرفة لم تلمح وجه أي من
الموجودين في الغرفة لم تكن عيناها تبصر
سوى مهند.
كان مستلقياً على ظهره فوق الفراش الأبيض
وقد ألصقت على صدره عدة أسلاك موصولة
بأجهزة عدة كان وجهه شاحبا أصفر...
لم تتمالك أبرار دموعها التي جعلت تنهمر
بغزارة لحاله كانت الأفكار والتساؤلات تدور
بذهنها لما هو بهذه الحال ما السبب؟؟
فلم تكن تعلم أبرار بمرض مهند..
مرت الأيام طويلة على أبرار التي كانت
تزور مهنداً يومياً ولا ترى منه أي بادرة
أو رغبة منه في الحياة..
هل قدرها أن تكون أرملة قبل أن تتزوج
هل هذا من ما تخفيه لها الأيام القادمة.
تذكرت كلمات والدتها وهي تخبرها بأن مهند مريض
منذ طفولته وأنه لطالما تعرض لهذه النوبات وعاد من
جديد للحياة وكأن شيء لم يكن.
قطع عليها هذه الأفكار وجه أنهار الذي لاح أمام عينيها
نظرت أنهار لها باندهاش وقالت:
لما تقفين يا أبرار عند الباب؟؟
قالت أبرار:
أنتظر عمتي وزجها لأرافقهم لزيارة مهند.
قالت أنهار:
أما زال على حاله يفتح عينيه وينظر لمن حوله
ويعود لسباته.
قالت أبرار:
أجل لا زال على حاله وأني أدعو الله له بالشفاء.
قالت أنهار:
فليكن الله في عونك.
قالت أبرار:
هل أنت خارجة يا أنهار؟؟
قالت أنهار:
نعم سأخرج برفقة حسام فنحن ذاهبان لشراء ثوب
الزفاف وآمل أن تتحسن حال مهند ليتم الزفاف في
ميعاده.
قالت أبرار:
إن شاء الله.
وخرجت أنهار مخلفة خلفها رائحة عطرها النفاذ
تشمه أبرار...
وأخيراً ظهرت سيارة والد حسام فأسرعت أبرار للسيارة
وألقت التحية على عمتها وزوجها واستوت جالسة..
كان الصمت مطبقاً على الجميع وكأنهم يسيرون في جنازة
أخذت أبرار تتردد في ذهنها فكرة شراء ثوب الزفاف و
لكن فيما يبدو فأن عليها شراء الثوب الأسود لجانب الثوب
الأبيض فهي لا تعلم من هو الأقرب فيهما لها...
هيا سننصرف كانت هذه كلمات عمتها وزجها اللذان سأما
مكوثهم لجانب مهند الذي لم يكن منه إلا أن فتح عينيه وتأملهم
وعاد من جديد لغفوته..
نظرت ناحيته أبرار وقالت:
سأبقى لجانبه لبعض الوقت.
قالت عمتها: ولكني أخشى أن تصابي بالملل ببقائك بمفردك
قالت أبرار: أأشعر بالملل بجانب شريك حياتي القادمة..
ابتسمت عمت أبرار وبان الفرح والسرور على محياها
وقالت: بارك الله فيك يا أبرار..
وانصرفت برفقة زوجها وقد أطمأنت نفسها بكون أبرار غير
نادمة لارتباطها بمهند المريض..
جلست على الكرسي المجاور لفراش مهند تأملت صدره العاري
الذي قد رفعت من عليه الأسلاك فلقد تحسنت صحته قليلاً.
تلمست بيدها مكان قلب مهند اقتربت بأذنها لتستمع لنبضه
أخذت دموعها تنهمر لهذا القلب المريض عله يستجيب
لرجائها وحزنها ويرحم حالها وحال حبيبها ويشفى..
أخذت دموعها تنهمر بغزارة بللت خديها وصدر مهند
شعر مهند بحرارة تلك الدموع المنهمرة على صدره أفاق
من غفوته وخلل شعر الرأس القابع على صدره بأصابعه
شعر بصدق وحرارة المشاعر التي تكنها له أبرار رفعت
أبرار رأسها من على صدر مهند وقد أصطبغ وجهها بحمرة
الخجل..
استوى مهند جالساً قالت أبرار: آسفة يا مهند فقد أزعجتك في
أثناء نومك وأرادت أن تحني برأسها للأسفل ولكن مانعها مهند
ذلك وأمسك بوجهها وتأمل عينيها الحمراوان ودموعها التي
تبلل وجهها البريء....
قال: هذا أحلى إزعاج ، أأستحق هذه اللآليء المنثورة على
خديك يا أبرار هل أنا غالٍ لهذه الدرجة..
ابتسمت أبرار وقالت: أنت تستحق أغلى شيء في هذه
الدنيا يا مهند تستحق حتى قلبي فلن أبخل به عليك..
وقف مهند وهو يرفع يديه للأعلى ويقول: كم أنا محظوظ بك
يا أبرار كم أتمنى أن أخرج بأسرع وقت من المستشفى..
وأخذ يضحك ويتأمل وجه أبرار ويقول: ومن ثم يتم زواجنا.
كانت الحيرة ومشاعر متمازجة تختلط داخل نفس هذه
العجوز فقد باتت ليلتها والنوم جافاً لها فكيف لا يهجرها
النوم وهي تنتظر ليلة كهذه ليلة لزواج أبنيها الوحيدان مهند
وحسام كانت محتارة بماذا تبدأ ؟؟؟
وأي عمل هو الأول أنه يوم لن يتكرر في حياتها من جديد
فهي لا تملك إلا هذان الولدان...
كم تمنت لو كان لديها العديد من الأولاد ولكن مرض مهند
جعلها تقرر هي وزوجها عدم الإنجاب حين تبين أن مرضه
وراثي مصاب به أهل زوجها فبعد كل تلك المعاناة مع
مهند لم يريدا أن يعيدا تكرار تلك التجربة المريرة مع ابن آخر
لهما..
ثم قالت العجوز في نفسها:
الحمد لله على كل حال وبإذن الله سأحظى بأحفاد كثر..
جلست أبرار على الكرسي وسلمت نفسها لخبيرة التجميل
التي كانت كفنانة تحاول رسم لوحة لها..
تأملت أبرار وجه خبيرة التجميل والتي كانت فيما يبدو
مرتاحة وهي تقوم بعملها كانت مشغولة تماما وكأنها تتعامل
مع لوحة ونسيت أن التي تجلس بين يديها هي إنسان...
أغمضت أبرار عينيها كما أمرتها خبيرة التجميل وأخذت
تستجمع جميع حبائل المشاعر التي اختزنتها.
مشاعر حب وشوق ووله مشاعر لطالما دفنتها في
خبايا نفسها وأبت أن تظهرها أو تبوح إلا لمن سيربطه
بها رباط مقدس رباط ديني تفخر بإظهاره للناس
لا تخجل من إظهاره..
تراءت لها صور قديمة لزميلاتها اللاتي لطالما كن يحكين
مغامرتهن مع أبطال من الواقع أو أبطال من التلفاز..
كن يحاولن أن يعرفن من هو فارسها الذي تحلم به ولكنها
لطالما كانت تؤكد لهن أنها لا تكن لأحد أي مشاعر طالما
لم ترتبط به برباط مقدس لا تخجل من أن يعرفه الناس
وليس سراً تخفيه...
كن أحياناً يضحكن من أفكارها هذه وأحيانا يقلن لها:
يبدو أنك لا تملكين أي مشاعر ولهذا تختفين خلف هذا
الستار...
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت في نفسها:
حان لك يا مشاعري العميقة أن تظهري وتنمي كشجرة
يافعة تنمو وتنشر فروعها في أعماق نفسي وجميع
شراييني وتغرس جذورها في أعماق قلبي وتتغذى بدمي
لأني وجدت أخيراً حبيبي مهند..
جلس على الأريكة الموجودة في الغرفة ينتظر دخول عروسه
عليه تلك العروس التي ظلمها في أيام مرضه فلطالما كان يفتح عينيه ويبحث عن أنهار بين الموجودين وكأنه تناسى وجود
عروس ربطه بها رباط الزواج لطالما كانت أنهار تذهله بجمالها وتشده حتى عن التفكير مجرد تفكير بأبرار التي رأى منها مشاعر
جياشه في الأيام الأخيرة...
قرر في نفسه أن يتناسى انهار والجمال أن يترك
المظهر والخداع ويبحث عن الجوهر في مشاعر أبرار
المحبة له خشي أن يشعر بالصدمة التي شعر بها حين
التقى بأبرار في عقد قرانه...
قرر أن يتأمل وجه القادمة لا باقة الورد التي تحملها أخذ
يرسم صورة أبرار في خياله ويطرد صورة أنهار اخذ يقنع
نفسه وهو يقول بصوت خافت: أبرار زوجتي أنهار زوجة أخي.
قطعت أفكاره هذه بأصوات التهليل والصلاة على محمد وآله تسبقها
رائحة البخور...
دخلت والدته والتي كأنها عادت بها السنين للخلف تبدو أكثر شباباً
والتي يبدو أنها لم تترك أي قطعة حلي في دولابها إلا وارتدتها
أخذت تهلل وتضم مهند لها شعر مهند بالسعادة لرؤية والدته
والسعادة التي تغمرها وعاد وجلس على الأريكة فهو لا يعلم لما
يشعر بأنه غير قادر على الوقوف وبدأ يتصبب العرق منه
كانت خالاته وعماته ونساء أخريات لا يعرفهن ينهلن عليه
بالتهاني والتبريكات وهو حائر لا يعلم بما ينطق لسانه كانت عينيه
تبحثان بين هؤلاء النسوة ألا يفترض أن تكون عروسه بينهن
أين هي؟؟؟
وكأن والدته شعرت به يبحث عنها فقالت:
هيا بعد مباركتكن أفسح الطريق لدخول العروس.
أخذ يحدق وسع عينيه عند الباب دخلت كانت في غاية الجمال
وكأنها أبرار ثانية كان الشال الأبيض الذي تضعه على رأسها
وقد انتشر حولها يشعر الناظر إليها بأنها ملاك قادم من السماء
خصلاتها المجعدة التي كانت تقع على كتفيها جعلتها تبدو
أكثر أنوثة وعقد اللؤلؤ الذي يحيط بعنقها وفي وسطه ماسة
تبهر نظر من يتأملها.
أذناها تحملان هما الأخريان ماستان وأحاطت بهما شعرات مجعدة.
ألوان متناسقة رسمت على وجه أبرار جعلته يراها جميلة الجميلات وهاهي كالعادة يصطبغ وجهها بحمرة الخجل.
أمسكت بيدها والدته وأجلستها لجانبه وأخذت رداء أخضر
مطرز بخيوط ذهبية وأخذت كل واحدة من الحاضرات بطرفه
وأخذن ينشدن أبيات شعرية..
يتبع...
|
|
|
|
|