|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 17
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 12,029
|
بمعدل : 1.76 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة أهل البيت
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 15-02-2007 الساعة : 02:12 PM
(6)
خرج مهند للحديقة تاركاً خلفه حسام وأنهار كم
يشعر بالأكتئاب والوحدة فهو لا يشعر أبداً أن
أبرار قد أزاحت عنه هذه الوحدة.....
يشعر بأنها غريبة فليس هناك أي توافق في الأفكار
أو الاهتمام يشعر بأن رابط الزواج الذي ربطه بها
لا يعدو كونه حبر كتب على ورق.....
قطف ثمرة التين كانت يابسة قد فقدت الحياة وكأنها
زواجه الذي فقد هو الآخر معنى الحياة...
تشعر بنيران تتقد في قلبها وهي ترى أبرار تستعد للخروج
فهو يومها الأول بالجامعة أخذت تتأمل لبسها وحجابها لم
يتغير فيه شيء.....
قالت: هل ستذهبين بهذا اللبس يا أبرار
كان وجه أبرار تعلوه البهجة والسعادة وكأنما أرادت
أن تبدأ يومها الجديد بعيداً عن المشاحنات والمشادات
مع أختها فقالت:
نعم أعذريني يا أنهار فأنا على عجلة من أمري.
بقيت أنهار تقف مكانها وآلام وحسرات تجرعها وهي
ترى أبرار تركب في الحافلة لتبدأ حياتها الجديدة في
الجامعة..
رجعت أدراجها تريد العودة لغرفتها رأت عمتها ترتب
وتنظف تقدمت وقامت بمساعدتها..
انتهى العمل بعد ساعتين أعدت العمة طعام الإفطار
وكلها سعادة قالت في نفسها:
يبدو أن أنهار تغيرت وبدأت تشعر بالمسؤولية تجاه
منزلها الحمد لله..
أخذت ترشف أنهار فنجان الشاي وتنظر لعمتها التي
تكاد تطير من السعادة بها وهي تستشيرها بترتيب
المنزل والأثاث الجديد الذي ستشتريه وأنها تريد منها
مرافقتها إلى السوق لاختياره....
نظرت أنهار بدهاء لعمتها وقالت:
وهل سأتكفل أنا بكل هذا العمل الشاق وأبرار ستظل
تلهو في جامعتها لما لا تطلبين منها ترك الدراسة فمنزلها
هو الأولى بمجهودها هذا أليس كذلك؟؟
تركت العمة كوب الشاي على الطاولة ونظرة لأنهار نظرات
عميقة وقالت وهي تتصنع الابتسام:
ظننت للحظات أنك تغيرت وإذا بك تقومين بمساعدتي لتمكري بأختك لا أعلم يا أنهار لما هذه الغيرة العمياء
التي تسود قلبك أنها أختك الصغرى يا أنهار ألا تحبين
لها الخير....
وقفت أنهار وقد أحمر وجهها من الغضب وقالت:
أغار؟؟ أغارمن من؟؟ أيتها العجوز الخرفة لابد
أنك كبرت فعلاً في السن ما الذي تملكه أبرار ولا أملكه
أنا الأجمل ولدي العديد من الصديقات كما أن زوجي هو الأفضل ليس زوج بقلب مريض....
وقفت العمة وأخذت تصرخ:
حرام عليك ألا يكفيك ما قلت به حين طلبتك للزواج به
والآن تعيبين أختك لاختيارها له أنهار أرجعي إلى رشدك
ودعي عنك هذا الحقد الأعمى والغرور الذي يقتل
صاحبه...
أدارت أنهار ظهرها للعمة وأسرعت ناحية غرفتها
أخذت دموعها تهطل ألقت بنفسها على فراشها أخذت
الوسادة وأخذت تشدها....
تقول لها عمتها أنها تغار من أبرار هل فعلاً هي تغار
أنها بمفردها لا أحد يستمع لها تسأل نفسها هذا السؤال
هل هي فعلاً تغار من أبرار؟؟؟
لا أبداً هي لا تغار منها أنها تحتقرها فهي أنما أخذت
فضلتها مهند هو الزوج الذي حصلت عليه ولكن لا
لن تتركها وشأنها فما الذي يجعل العمة تستأثرها
وتحبها كل ذلك الحب لا بد أن تراها تعيسة حزينة
لتسلي فؤادها...
أخذت تشد الوسادة أكثر لتفرغ فيها جام غضبها
ومزقتها.....
كانت والدة أنهار وأبرار تجلس برفقتهما كانت
تشعر بأن ابنتيها ليستا على ما يرام فكل منهما يعلو
وجهها الحزن لم تعرف كيف تبدأ وكيف تعرف
ما يجول في خاطر أي منهما كانت أنهار هي ابنتها
المقربة لها ومدللتها....
قالت والدتهما وهي تحاول أن تطفي على الجو بعض
المرح:
من منكما ستجعلني جدة وتأتي لي بحفيدي الأول..
قالت أنهار وهي ترفع شعرها الحريري عن عينيها:
بالتأكيد هي أنا يا والدتي فلا أظن مهند المريض قادراً
على الإنجاب...
أثارت تلك الكلمات حفيظة أبرار وقالت:
وهل تعلمين الغيب يا سيدة أنهار...
قالت أنهار:
ما بك أيتها المتعلمة طبعاً تعلمين أن زوجك ذو
قلب ضعيف فمن أين له القدرة على إنجاب الأطفال..
وقفت أبرار وقالت:
لم يسبق لي أن سمعت بهذه المعلومة وأظن بأنها معلومة
خاطئة...
شغلت كلمات أنهار فكر أبرار فهي تتمنى طفلاً يملأ حياتها
بل هو الأمل الذي تنتظره بفارغ الصبر كي...
لعل وجود هذا الطفل يسير بعلاقتها مع مهند إلى الأفضل
لطالما كانت تترقب كل شهر منذ تزوجت قدوم هذا الطفل
ولكن إلى الآن لم يأن وقته...
لقد مر على زواجها سنة ونصف ولكن لم تحظى لا هي ولا
أختها بمولود بعد كانت أنهار تقول دائماً بأنها لا تريد
أبناء في هذا الوقت...
أما هي فقد كانت تتحرق شوقاً لتحظى بطفل لطالما كان
يشغل تفكيرها تأخرها في الإنجاب ولكنها تخشى حتى
عرض الموضوع على مهند...
كانت تسير أبرار برفقة زميلاتها بعد انتهاء المحاضرة
جلسن على الكراسي أخذت تتحدث سناء وتقول:
لقد مر على زواجي خمس سنوات ولم أحظى بطفل وقد
راجعت المستشفى وأخذت بعض العلاجات وظللت
أراجع لفترة طويلة حتى أني اضطررت لإجراء جراحة
وبعد ذلك تبين أن زوجي غير قادر على الإنجاب كانت
هذه إحدى سخرية الأقدار مني...
وأخذت نفساً عميقاً وكأنما يمر أمامها شريط الذكريات
وتابعة تقول:
وها أنا عدت للدراسة لعلي أنسى هم وغم يطاردني لا تعلمن مدى الحيرة التي أعيشها فأنا أحب الأطفال وأرغب بهم ولكن زوجي غير قادر على الإنجاب فهل أتركه وأتزوج آخر...
خيانة خيانة كانت هذه كلمات أبرار التي كانت تتخيل
بأنها هي التي تقع في هذا الموقف نظر جميع نحوها
انتبهت أبرار لوضعها علت وجهها حمرة الخجل و
قالت: عفواً أنا آسفة لقد انسجمت كثيراً مع حكايتك وفقدت
القدرة على ضبط أعصابي أرجوك أعذريني لم أكن أقصد..
وجلست على الكرسي وكانت الحيرة ترتسم على وجوه
زميلاتها لأنهن لم يفهمن تصرفها..
ابتسمت سناء وقالت:
بالعكس يا أبرار لقد وضعت لأفكاري حداً أشكرك من كل
قلبي نعم لو فعلتها أكون خائنة....
جلس الجميع على طاولة الطعام وأخذوا يتناولون الطعام
كان مهند قد بدت عليه آثار التعب لاحظت ذلك أبرار
ووالده قال له:
أتأخذ دواءك يا مهند في مواعيده..
نظر مهند بدون أي اهتمام وقال:
نعم يا والدي أطمأن ...
كانت أبرار تختلس النظرات لمهند يبدو أنه قد فقد شهيته
للطعام تناول القليل فقط ليرضي والديه واتجه للغرفة
تبعته أبرار وإذا بصوت يصرخ خلفها:
هل ستهربين الآن وتتركين الشغل المتبقي علي وعلى
عمتك يكفي أنك طوال الوقت تلهين في الجامعة والآن
ستهربين وتتركينا...
عادت أبرار أدراجها وأسرعت تقوم بشغلها وكانت
أنهار لا تكف من لومها وأنها تأخذ الدراسة فقط
لتهرب من الأعمال المنزلية و....و...
لكن أبرار لم تكن تسمع شيئاً من كلماتها فبالها مشغول
بمهند وصحته المتدهورة...
وأخيراً انتهت من أعمال المنزل وأسرعت إلى الغرفة
فتحت الباب بهدوء تجولت بعينيها في الغرفة كان مهند
مستلقاً على الفراش أقتربت منه وأخذت تمسح على رأسه
ونامت وهي تضع رأسه في حجرها.....
أفاقت وهي تشعر بحركات مضطربة على السرير
بحثت عن سبب هذه الحركات المضطربة كان رأس
مهند لا يزال في حجرها وكان جسدها يرجف على الفراش
لمست جبينة كانت حرارته مرتفعة لم تعرف كيف تتصرف
كان الوقت متأخر أسرعت وأحضرت كأس ماء وطلبت منه
أن يشرب ولكن لم يجب كلماتها ولا دموعها أخذت بسرعة
حجابها وخرجت تصرخ وتستغيث...
أقبل والد مهند إليه ورآه في حالته تلك فأسندة من جهة وقامت أبراربإسادة من الجهة الأخرى وأسرعا ناحية السيارة
وهرعت العجوز ورافقتهما وكان حسام وأنهار لتوهما قد خرجا من غرفتهما بعدما سمعا الصراخ والهلع جلست
العجوز بجانب زوجها وجلست أنهار في الخلف وهي تضع
رأس مهند في حجرها كان يهذي بكلمات غير مفهومة و
الكلمة المفهومة الوحيدة التي نطقها كانت أنهار أحبك...
لقد سمعتها أبرار بأذنيها شعرت هي الأخرى بأن قلبها
مريض ومجروح فزوجها يقول بأنه يحب أختها فكيف
لا يمرض قلبها ويعطب...
استقرت أخيراً حال مهند جلست أنهار على الكرسي
بجوار فراش مهند وهي تضع وجهها بين كفيها وهي
ترسل الدموع لحال مهند هذه ولحالها وهي إعتراف
مهند بحبه لأنها ورأسه على حجرها شعرت بيد
على كتفها كانت عمتها نظرت لها أنهار وعينيها غارقتان
في الدموع قالت لها العمة:
بنيتي لا تحزني وأنسي ما سمعت منه فإنه أنما كان يهذي
فقط ليس ألا...
لم تحرك أبرار شفتيها لتنبس بأي كلمة وعادت لتضع
وجهها بين كفيها...
يتبع.....
__________________
|
|
|
|
|