عرض مشاركة واحدة

محمد المياحي
المستبصرون
رقم العضوية : 36051
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 452
بمعدل : 0.08 يوميا

محمد المياحي غير متصل

 عرض البوم صور محمد المياحي

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : أين الحق؟ المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-08-2009 الساعة : 10:28 PM


الجواب عن الخليفه

إن لفظ "خليفة" في قوله تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"، هذا اللفظ (خليفة) ينصرف كما هو واضح إلى جنس بني آدم لا إلى آدم (ع) وحده.
وذلك لأن آدم (ع) لا يحصل منه عصيان يبلغ درجة الفساد وسفك الدماء إنما فهم الملائكة من الخليفة أنه مجموعة منتخبة من جنس بني آدم، ومعلوم أن استخلاف مجموعة من الجنس لا يمكن حدوثه إلا بعد مراحل وحقب من الترقي وقودها الفتن ونتائجها العريضة الفساد وسفك الدماء. القرآن لم يرد على ادعاء الملائكة ولم يقل أنهم كانوا واهمين أو مخطئين في هذا التصور بل اكتفى بالقول: "إني أعلم ما لا تعلمون". الغاية من خلق (الخليفة)- كما هو واضح من العرض التي تقدم به الملائكة هو (التسبيح والتقديس)- وهو واضح في آية أخرى هي قوله "ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"- فقدم الملائكة أنفسهم بديلاً للخليفة باعتبارهم يسبحون ويقدسون من غير ما حاجة إلى المرور بحقب من سفك الدماء والفساد. الرد القرآني تضمن الإشارة إلى أن هناك أمور أخرى لا يعلمونها. لعل أبرزها كما يتضح من النظام القرآني أن الملائكة لن يصلحوا أن يكونوا بديلاً للخليفة- لأنهم خلقوا بنظام آخر (ولو يشاء الله لجعل في الأرض ملائكة يخلفون)). والأمر الآخر أنهم لا يدركون من قدرات هذا الكائن العقلية والتطورية شيئاً.. فإن الخلافة ستكون مرافقة لسفك الدماء والفساد ويحدث الترقي المنشود حتى لن يكون هناك في (الأرض) سوى الخلفاء لله.
ولذلك جرى بسرعة اختبار للقدرات العقلية بين آدم والملائكة لإثبات أفضليته من هذه الناحية، فلما أقروا بالعجز عن معرفة المسميات- التي هي مفاتيح المعرفة أمرهم بالسجود لآدم.
لكنهم لاحظوا قبل ذلك عملية الترقي ابتداءً من الصلصال والطين مروراً بمرحلة التسوية وهي مرحلة البشرية وانتهاءً بمرحلة النفخ وتعليم الأسماء ومن هناك تدرك معنى التقديم في الخلق والتصوير للمجموعة على السجود لآدم في قوله تعالى "ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا لملائكة أسجدوا لآدم" فقد دل انتقال الصيغة من مخاطبة المجموعة إلى المفرد على أن قرار استخلاف جنس بني آدم هو المقصود القرآني من عبارة "إني جاعل في الأرض خليفة". لماذا؟ لأن التسلسل التاريخي في سورة البقرة يجعل قرار الخلافة في الأرض قبل السجود بل وقبل تعليم الأسماء، وإذن فقوله تعالى "ولقد خلقناكم ثم صورناكم" يريد به أن قرار استخلاف جنسكم كان قراراً منذ بداية الخلق أي من طور الحمأ المسنون فكأنه بخلقه وتصويره لآدم كان يقصد خلق الجميع وتصويرهم وبالتالي فالخليفة يقصد منه أيضاً استخلاف الجميع- ولكن السجود وحده هو الذي يشذ لأن السجود في آخر تلك المراحل ولا يصح إلا للفرد الذي اكتملت فيه صفات الخليفة ولذلك لم يأمر بالسجود إلا بعد تعليم الأسماء للفرد وحده وهو آدم وبعد نجاحه باختبار المعرفة.



توقيع : محمد المياحي


من مواضيع : محمد المياحي 0 ابــــــــداء مساعده وفي الاخص الاخ الطالب بما يخص الوثائق
0 استفسار من اهل السنه
0 كشف التلاعب بكلام السيد كمال الحيدري في التسجيل
0 ما هو موقف الصحابي بلال من الامام علي مع الادله
0 سؤال للسنه والوهابيه ...!!!
رد مع اقتباس