|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 31113
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,792
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-08-2009 الساعة : 05:48 PM
نكمل البحث بالايضاح حول الحب و البغض لكى يوضح الموضوع:
ولله تعالى الأولويّة والأوّليّة في الحبّ، والّي يوجد لدى غيره من دواعي الحبّ وأسبابه فمن رشحة فضله، وغيث جوده، ونفحة عطفه ولطفه. وإليه تنتهي حلقات الوجود، وإلى عوارف رحمته تمتدّ سلاسل الحياة. ومنه جلّ وعلا سوابغ النعم، وصفو المنائح والمنن، (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَة فَمِنَ اللَّهِ)
. فمن قدّم غيره تعالى عليه في الحبّ فقد شذّ عن حكم العقل، وقدّم الممكن على الواجب، وآثر المعلول على العلّة، وعلى الله أن يؤاخذه بذلك ويعاقبه كما جاء في قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوا نُكُمْ وَأَزْوا جُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَا لٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَـرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَـكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِى وَجِهَاد فِى سَبِيلِهِى فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِى وَاللَّهُ لاَيَهْدِى الْقَوْمَ الْفَـسِقِينَ.
ومهما لم تك تحدّ تلكم الصفات صفات الواجب تعالى، ولا تقف دون حدّ موصوف فالحبُّ الّذي تستتبعه هي - وهو وليدها، وينبعث هو منها - لا بدّ من أن يكون غير محدود، ولا يتصوّر فيه قطّ غلوّ، وإن بلغ ما بلغ، إذ الغلو إنما هو التجاوز عن الحدّ، والخروج عن القياس المعيّن المعروف بحدوده ومقاديره، فما لا حدّ له لا غلوّ فيه.
وإنما يختلف الناس في مراتب الحب لله على عدد رؤسهم، لاختلافهم في العلم ببواعثه. وذلك أنّ الحبّ المنتزع من بواعثه وموجباته يستتبعه العلم بها وينشأ ويقدّر بقدر الاطّلاع عليها، وليس جميع أفراد الفئة المسلمة في معرفة الله وصفاته على حدّ سواء، بل، لكلّ أمرء منهم نصيب يخصُّ به، وحظٌّ لا يشاركه فيه غيره ومبلغ من العلم بذلك لا يدانيه أحد، ولكلّ فرد شأن يغنيه.
والحبُّ لله جل وعلا إنما يثمر وينتج للعبد عند ما يتحقّق التحابب من الطرفين ولا يتأتّى ذلك إلاّ بعد ما يوجد لدى العبد أيضاً بواعث ودواعي يحبّه الله بها،
وإليها يومىء قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
ومن أجلّ أفراد تلك الفئة الصالحة، عباد الله المخلصين، مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد عرفّه بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الراية الصحيح الثابت المتواتر المتّفق عليه بقوله: "لاعطينّ الراية غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله
|
التعديل الأخير تم بواسطة السید الامینی ; 15-08-2009 الساعة 05:52 PM.
|
|
|
|
|