|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 17
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 12,029
|
بمعدل : 1.76 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة أهل البيت
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 17-02-2007 الساعة : 02:14 PM
(7)
أصبحت أبرار بمفردها مع مهند في الغرفة...
هدوء يعم تلك الغرفة لا يقطع ذلك الهدوء سوى صوت
الأجهزة التي ربطت بجسد مهند...
اقتربت من السرير أخذت تتأمل مهند وعيناها تفيضان
بالدموع...
أخذت تمتم بهذه الكلمات:
ليتك لم تطلبني للزواج ولم أوافق أن أكون زوجتك...
ليتك لم تكن ابن عمتي ولم أكن ابنة خالتك.....
ليتك مت صغيراً ولم تعش لتكبر......
ليتني لم أولد ولم ألقاك يوماً....
أخذت تجهش بالبكاء علا منها النحيب وعم تلك الغرفة
بل تغلب على أصوات تلك الآلات الموصولة بجسد مهند..
خرجت من الغرفة ولكن أين تذهب أخذت تسير على
غير هدى.....
وأخيراً جلست على العشب في حديقة المستشفى وأسندت
ظهرها للشجرة التي خلفها...
كانت حرارة الشمس ملتهبة والوقت ظهراً والجميع
في شأناً غير شأن أبرار....
زوجها يحب أختها أنهار ولما أنهار لما؟؟؟
أهو تحررها ما يجذب مهند والجميع لها؟؟
وما الذي يمنع مهند من أن ينجذب لها هي؟؟
أهو هذا الحجاب أهو حقاً ما منع الجميع من أن
يهتموا بها أو حتى يقدرونها....
ولكن ماذا تنتظر بعد؟؟
لما لا تكون كأختها ووالدتها متحررة وتترك هذه القيم
التي يراها الجميع بالية ورجعية...
وبذلك ستحوز على إعجاب مهند بها وإطراء الجميع لجمالها
كأختها أنهار ستكون مثلها بل نسخة عنها...
شعرت بالجو قد برد وبدأ ضوء النهار يختفي ظلت
تتأمل تلك المعركة بين الليل والنهار فهاهو الليل
يقاتل النهار ويحاول أن يسطو عليه بظلمته والنهار
يقاوم ليظل نوره وأخيراً تغلب الليل وبدأت تختفي
الشمس رويداً رويداً...
إلى أن اختفت واختفت كل رموز النهار إلا بقية
من أشعة تلك الشمس الغائبة
تصارع بمفردها ظلمة الليل العاتية...
أخذت دموعها تنساب ألماً وحسرة على هذه الشمس
الحزينة الغائبة التي غربت وكأنها تسير مطأطأة رأسها
تعلن انهزامها أمام الظلمة......
نظرت حيث كانت قبل لحظات الشمس تغيب
وكأنما كانت تودعها بعينيها....
عادت حيث كان ينبغي لها أن تغيب
عن ذلك المكان........
عادت لغرفة مهند تتأمله وترى علائم
الخيانة بادية على وجهه أشاحت بوجهها عنه
وسارت نحو النافذة وكأنما تبحث عن الشمس
علها عادت لتنتصر من جديد.....
فتحت النافذة على وسعها أخذت نفساً عميقاً شعرت
برائحة الأعشاب العطرية ولاح لها القمر المضيء
وفجأة لاحت على محياها ابتسامة أعادت لروحها
الرغبة في الحياة....
عادت للمنزل تمنت أن لا ترى أنهار لبقية حياتها
القادمة...
وكأنما الأقدار أبت ألا أن تخبرها بأن أمنيتها باءت بالفشل
من لحظة ما تمنتها وجدت أنهار أمامها تحمل باقات
من الأزهار وتختال وهي تسير بها...
،،،،،
تشعر بملل قاتل لم يعد حسام يرضي غرورها مع أنه
ما زال بعد الزواج يبدي اهتمامه بها ويحيطها بالهدايا
والكلمات الجميلة والأشعار إلا أن هذا لا يرضي
غرورها ويروي ظمأ جمالها الفاتن.....
اعتادت على أن ترى الجميع منبهراً بجمالها ويسترضيها
الجميع بكلمات الإعجاب بل وحتى الأشعار التي تصف
جمال ما فوقه جمال....
ولكنها بزواجها فقدت الكثير من المعجبين وكم
تحن لتلك الأيام حيث كانت تسير بالأسواق و
العديد من الرجال يسير خلفها يتمنى منها
لو نظرة أو ابتسامة لتروي غلائل أشواقه لها....
ارتدت أجمل فساتينها رشت العطر على سائر
بدنها وقصدت السوق لعل هناك ما يرضي
غرورها ويشفي غليلها...
أخذت تسير وتتجول بين أنحاء السوق وهي تستمتع
بنظرات المعجبين لها شعرت بنشوة عارمة من
تلك النظرات اللاهثة خلفها.........
كانت أوقات سعيدة قضتها وحان لها أن تنتهي لتعود
للمنزل....
استقبلها عند بوابة المنزل حسام أقبل نحوها شعرت
بأعضائها تضطرب هل كان يلاحقها في جولتها في
السوق ورآها وهي تتبادل النظرات مع ذلك الشاب
أو وهي تتبادل الابتسامات مع الآخر أو لعله رآها
والشاب الثالث يطلب منها رقم هاتفها....
ولكن بدد عنها هذا الاضطراب وهذه التساؤلات
حسام وهو يبتسم لها.....
لابد أنه لا يعلم بشيء فهو يستقبلها بكل بشاشة
وحنو....
قال لها: أترافقيننا لزيارة أخي مهند فسوف أوصل
أختك أبرار ووالدتي لزيارته...
ابتسمت أنهار وأخذت تمسح قطرات العرق التي
رشح بها جبينها حين اضطربت من لقاءه....
وقالت:
حسنا سأرافقكم.
قال حسام:
أركبي السيارة وسوف أطلب من والدتي
وأبرار الإسراع....
،،،
أيكتب القدر لها أن ترافق أنهار لتزور مهندا
لما هذه الأقدار الظالمة التي تضعها في هكذا
مواقف كادت تطلب من أنهار النزول من السيارة
لتمنعها من زيارة مهند ولكن كيف يمكنها ذلك...
أقبلت نحو الغرفة فتحت الباب وجرت خلفها
العجوز تقدمت تلك العجوز نحو الفراش فاضت
عيناها بالدموع أخذت تقبل جبين ولدها لا زالت
تتذكره طفلاً تحمله بين يديها كم يثير منظره وهو
ملقى على هذا الفراش الألم في قلبها....
هاهي أنهار تقترب من فراش مهند برفقة حسام
تكاد أبرار تشدها للخلف لتمنعها من الوصول
لفراش مهند تخشى أن يستيقظ وتقع عينيه عليها..
وبعد فترة خرجت أنهار من الغرفة شعرت
الآن أبرار بالراحة فقد أبتعد قليلاً عنها كابوس
أن يستيقظ مهند ويرى أنهار جوار فراشه....
اقتربت من فراشه تتأمله بدأ يفيق شيئاً فشيئاً
كان أول ما وقع عليه هو وجه أبرار الذي
ينظر له بحيرة ابتسم لها وقال:
أعلم أني أؤذيك يا أبرار بمرضي المتكرر
أرجوك أعذريني ما باليد حيلة.
بدأت دموع أبرار تتساقط أنه يعتذر لأنه
يؤذيها بمرضه المتكرر وليس بيده حيلة ولكنه
يفجعها بحبه لأختها فهل في هذا أيضاً ليس
بيده حيلة...
شعرت أبرار بدوار في رأسها جلست على
الكرسي بصعوبة...
قالت لها عمتها:
ما بك أتشعرين بشيء.
قالت أبرار:
لا فقط أشعر بدوار في رأسي..
قالت عمتها:
أخرجي للخارج قليلاً وتناولي كوب ماء لعل
ذلك يساعدك أتريدين أن أرافقك...
أشارت أبرار بيدها نافية وقالت:
لا سأذهب بمفردي أستطيع ذلك...
وخرجت من الغرفة واقترب من فراش مهند
حسام يطمأن لحال أخيه مهند.
بدأ الدوار يشتد أكثر سارت بصعوبة وجدت في الممر
براداً للماء أخذت كأساً ورقي ورفعته لتشرب
لم تكد قطرات الماء من ذلك الكوب تصل
لشفتيها حتى سحبت ذلك الكأس بهلع أيعقل
ما تراه أهو حقيقة أم أنه كابوس وحقدها
الأعمى الذي يصور لها هذه الصور...
كانت أنهار تقف لجانب شخص يبدو من زيه
أنه أحد العاملين في المستشفى وهو يتحدث وهي
تضحك وهاهو يرفع يدها ويقبلها...
رأتهما من خلال الفتحة البسيطة من الباب
الذي كان مواجهاً لبراد الماء....
أسرعت تجري وصلت إلى حيث تقف أختها
بسرعة الرياح بل بسرعة سهم أنطلق
ولم تشعر بنفسها إلا وقد صفعت وجه
أنهار صفعة استجمعت فيها كل غضبها
وغيرتها حتى أن الدماء سالت من شفتي
أنهار شعرت أن عقرب الثواني توقف
في هذه اللحظات بل عاد للوراء ليتكرر
على مسمعها قول مهند: أحبك أنهار..
ذهلت أنهار لتصرف أبرار فهذه ليست
المرة الأولى التي تراها في هكذا وضع
بل تكرر كثيراً...
ولكنها كانت تكتفي بالمحاضرات
المملة والطويلة والتهديد والوعيد
ما الذي تغير....
لاحظت أن جميع من حولها ينظر لها ثارت
لكرامتها أخذت تشد حجاب أبرار وتشد
شعرها وهي تقول:
أيتها القبيحة والغيورة كل هذا لأنه لا أحد
يهتم بك نعم لأنك نكرة ورجعية ومتخلفة
وغبية وهذا الحجاب الذي ولى زمنه وانتهى
ولا زلت ترتدينه كم آسف أنك أختي....
وبعد أن أفرغت شحنات الغضب التي بداخلها
وتركت شعر أبرار وإذا بها تفاجأ أنها سقطت
على الأرض بلا حراك....
هل ماتت هل قتلتها أخذت ترتعد وترتجف
ماذا تفعل اقتربت أحدى الممرضات والتي
كانت تشاهد ما يجري من أبرار وأسرعت
أنهار نحو غرفة مهند...
فتحت الباب وأخذت تصرخ:
لقد وقعت أبرار على الأرض
لا أعلم ماذا بها.....
أخذ مهند يتأمل أنهار و علامات
القلق بادية على وجهها وبعد
أن تأملها لفترة فهم معاني كلماتها
أسرع برفقة والدته وأخيه حسام
ووجدوا أبرار ملقية أرضاً وقد
أجتمع عدد من الممرضات و
ألأطباء حولها....
كان مهند يتأمل أنهار وهي تجلس
بقلق شديد عند الفراش الذي ترقد فيه
أبرار للمرة الأولى التي يشعر فيها
أن أنهار تحب أختها أبرار فقلقها
الشديد يدل على حبها الشديد لها..
كانت تقضم أنهار أظافرها باضطراب
أيعقل أن أبرار حين تستيقظ ستخبر
حسام بما حصل لتنتقم لنفسها من ما بدر
منها...
هزت رأسها تريد أن تبعد هذه الأفكار عن
ذهنها لا مستحيل فأبرار بالرغم من كل
ما يحصل بينهما ومن سخريتها المتواصلة
منها فأنها لم تسعى في يوم من الأيام لإيذائها
كان الجميع يظن أن إصرار أنهار على
البقاء بالقرب من أبرار هو قلقاً منها عليها
ولكن الحقيقة التي تخالج نفس أنهار هو أن
تطمأن أن أبرار لن تخبر أحداً ما بما حصل
بينهما....
أقبلت والدة أنهار مسرعة فالقلق بادي
على وجهها وجدت أنهار تجلس لجوار
فراش أبرار ضمتها لصدرها وهي تقول
أطمأني يا عزيزتي لن تصاب أبرار
بمكروه فقد طمأننا الطبيب وقال أنها
فقط تعاني من نقص في الحديد هو ما
سبب لها الإغماء وربما تستيقظ بعد أن
ترتاح قليلاً......
بدأ الهدوء يعم المستشفى فهي الساعة
الثانية عشرة منتصف الليل بقيت أنهار
برفقة أبرار ورفضت مرافقة حسام للمنزل
بدأت تشعر بالملل فألقت المجلة التي في يدها
ووقفت تسير قليلاً في الغرفة تأملت أبرار
كان وجهها شاحب شعرت بدموعها تحاول
الوصول لعينيها تذكرت طفولتهما فلطالما
كانت أبرار تطيع أوامرها وتلبي لها رغباتها...
قطع عليها أفكارها صوت طرق على الباب
اتجهت نحو الباب وفتحته كان مهند ويحمل
بيديه كوبين من الشاي ابتسم لها وقال:
لقد علمت أنك بقيت برفقة أبرار فقلت لعلك
بحاجة لكوب من الشاي.
قالت أنهار: نعم أنا فعلاً بحاجة لشراب
دفيء.
فقال مهند: أتسمحين لي مرافقتك أن كان جلوسي
لا يسبب لك مضايقة.
قالت أنهار: أبداً ليس هناك أي مضايقة أدخل فأنا أشعر
بالملل.
جلست أنهار على السرير المعد لها في الغرفة
وجلس مهند على الكرسي كانت تسحره أنهار بجمالها وخصلات شعرها الملقاة على وجهها دون تنظيم
جعلتها تبدو أكثر سحراً وخيالاً..
أخذت أنهار تحرك كوب الشاي بين يديها
وهي تقول: بصراحة أن أخيك حسام أصبح
يضايقني كثيراً ولهذا أردت البقاء هنا لأبتعد
قليلاً عنه لعله يعود كسابق عهده ويزداد الشوق
بيننا..
كان مهند موجه كل أحاسيسه ناحية أنهار وكلماتها
ومشاعره تلتهب كلما نظرت ناحيته بعينيها..
كانت هذه المرة الأولى التي تلاحظ فيها
أنهار اهتمام مهند الشديد بها..
فتخابثت قليلاً وقالت:
وأنت هل تشعر بالسعادة برفقة أبرار.
في هذه اللحظات أفاقت أبرار سمعت
سؤال أنهار الموجه لمهند فلم تصدر أي
حركة تنتظر سماع إجابة مهند..
صمت مهند قليلاً ونظر ناحية أبرار وأطرق
رأسه أرضاً اقتربت أنهار من مهند بدأت أبرار
تشعر بقلبها يتمزق أخذت تنشب أظافرها في
السرير الذي ترقد عليه لكي تتماسك و لا تصدر
أي صوت....
قالت أنهار وهي توجه سهام عينيها لمهند: أجبني
وكن صريحاً معي كما أنا صريحة معك لعل
ذلك يريحنا نحن الاثنين..
نظر مهند ناحية أنهار رأى عيناها الجميلتان
شعر بها تكاد تلتصق به قال بعد تفكير طويل:
بصراحة لك يا أنهار مكانة كبيرة في قلبي..
|
|
|
|
|