|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 17
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 12,029
|
بمعدل : 1.76 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة أهل البيت
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 17-02-2007 الساعة : 02:17 PM
8
أخذت تضم قدميها لصدرها هل يعقل ما سمعت
أبرار حامل وهي لم يكتب لها ذلك تراءت لها
صور السعادة المرسومة على وجه عمتها والجميع
في المنزل كان خبراً حمل السعادة للجميع إلا
هي التي حملت في قلبها حزن كبير....
أخذت تفكر لما لم تحصل هي على الطفل
لما الجميع يحب أبرار وسعيد بها.......
لقد أزداد كرهها لأبرار أكثر وأكثر فهي تكرهها
نعم تكرهها ما الذي تملكه هذه الفتاة لا تملك
شيء............
دخل حسام وهو يبتسم نظر لأنهار وهي تجلس
على الفراش وتضع وجهها بين ركبتيها قال
لها: ما بك يا أنهار...
رفعت وجهها ونظرت بعينيها المحمرتان نحوه
ابتسم وقال: ألم تسمعي بالخبر المفرح بعد إن
أبرار حامل سأصبح أنا عم وأنت ستصبحين
خالة ألست سعيدة....
وقفت على الفراش وأخذت تصرخ: لا لست
سعيدة أيها الغبي أنت السبب في تعاستي هذه
لطالما طلبت منك أن ترافقني للمستشفى لنرى
ما هو سبب تأخرنا في الإنجاب ولكنك ترفض
أنا أكرهك أنت سبب تعاستي...
أخذ ينظر حسام نحو زوجته جمدت الكلمات في
حلقه آلمه منظرها وهي تصرخ وكأنها تحكي عن
عذاب شديد بداخلها....
أطرق نحو الأرض وكأنما شعر بتأنيب الضمير
لأنه لم يستجب لطلبها بمرافقتها للمستشفى لإجراء
بعض الفحوصات....
فهو شعر ببعض الغيرة حين علم أن مهند سيرزق
بطفل قبله فلا بد أن هذه الأحاسيس ترافق عروسه
الحزينة......
علت أصوات زغاريد من الخارج فتح الباب حسام
وخرج ليرى ما الأمر....
كان الجميع فرح بعودة أبرار من المستشفى وارتسم
الفرح على الجميع....
أخذت أنهار تسترق النظر عبر الفتحة الضيقة
من الباب كانت ترى الجميع يعانق أبرار ومهند
ويبارك لهما هذا المولود القادم الحفيد الأول
للعائلتين.....
الجميع يبدي اهتمامه بأبرار ويخشى عليها أن
تتضايق ويطلب منها لزوم الراحة....
حتى ذلك الرجل العجوز كان يتحدث بلطف
وسلاسة لأبرار وهي تبتسم في خجل....
أغلقت الباب وأخذت تبكي بحرقة وألم أخذت
عهداً على نفسها أن تسقي أبرار من الكأس التي
هي تشربها الآن....
أسرعت وغسلت وجهها وقفت أمام المرآة
أخذت تتزين ارتدت أجمل ملابسها وخرجت
على الجميع تتصنع الابتسام أقبلت نحو أبرار
التي كانت تنظر ناحية أنهار وتستعيد بذاكرتها
ما حصل في اليومين الماضيين اقتربت أنهار
أكثر وأكثر.....
عانقت أبرار بشدة وأخذت تقول : لكم أنا
سعيدة بهذا الخبر لك يا أبرار...
،،،
بدأت تشعر ببعض الإعياء فهي الآن تحمل في
أحشائها الطفل المنتظر...
ومجهود الدراسة بدأ يتعبها كانت تعجب لهذا
التعب الذي تعانيه مع أنها في الشهور الأولى
من حملها....
ولكن كل هذا التعب والإعياء كانت تنساه وهي
ترى الاهتمام الذي يوليها إياه مهند...
فرحت كثيراً فها قد بدأت تستعيد زوجها الحبيب
بالقرب منها أكثر ملأت نشوة وسعادة وهي تراه
يعاملها بكل لطف وحب حتى أنها كادت تنسى
ذلك الجرح الذي نزفت منه حين وجدته يحب
أخرى يبدو أنه نساها نسى أنهار وجمالها...
شعرت بأنه يراها أجمل مخلوقة في هذه الدنيا
لكم هو أحساس جميل أن تجد المرأة نفسها أجمل
مخلوق بعين زوجها...
،،،
انتهت أيام الدراسة الثقيلة وهاهي تنتظر النتيجة
كانت جميع زميلاتها تجمهرن حولها ويبدين
إعجابهن بهذه البطن الكبيرة التي تحوي طفلها
القادم....
يبدو أن الفتيات يكن ألطف مع المرأة الحامل
فهذه تقف من على مقعدها وتطلب منها أن
تجلس لتستريح وتلك تحضر كوب ماء وعلبة
من الحليب وتطلب منها تناولها لينمو الطفل
ويكون قوي....
كانت أبرار تنظر نحوهن وابتسامة الرضا
مرسومة على وجهها كانت تكرر في داخل
نفسها الشكر والحمد لله على هذه السعادة
التي نالتها أخيراً.....
احتمال الحمل ضعيف عند الطرفين كانت
هذه كلمات الطبيب التي وجهها نحو أنهار
ومهند....
أخذت أنهار تلطم خديها وتذرف دموعها
وهي تصرخ لا مستحيل أعد الفحوصات
قد يكون هناك خطأ....
نظر الطبيب بشفقة ناحية أنهار وقال:
يا ابنتي لما كل هذا أنا قلت أنه ضعيف وليس
مستحيل فقد تحملين بعد فترة بسيطة هذا كله
بإرادة الله أطمأني فلا زلت في بداية حياتك
كما أن هناك طرق كثيرة ومضمونة بإذن الله....
عادت للمنزل برفقة حسام الذي آثر الصمت
كان صمته قاتل لها فهو حتى لم يحاول مواساتها
بأنها تكفيه وأنه يريدها هي ولا يريد أطفال...
تسمع أصوات ضاحكة فرحة تراءى لها
أن الجميع في هذا المنزل فرح شامت بها
تكاد تنفجر من الغيظ لا تريد أن تجد شخصاً
سعيداً في هذا المنزل....
أقبل حسام كالذي يبحث عن الأخبار السعيدة
علها تنسيه حزنه فقال:
خير يا أمي يبدو أن هناك أمراً ساراً...
ابتسمت والدته وقالت:
لقد نجحت أبرار وبتفوق أيضاً..
تغير وجه حسام فهو يعلم أن مثل هذا الخبر
سيزيد من أحزان أنهار فأطرق نحو الأرض..
أقبلت أنهار ترمق الجميع بنظراتها الغاضبة
وأدارت وجهها واتجهت لغرفتها.........
لابد أن تستعيد اهتمام الجميع بها وبأي طريقة
لقد أقترح الطبيب لهما طفل الأنابيب فهو وسيلة
قد تكون ناجحة لهما للإنجاب وأن كانت نسبة
ضئيلة نوعاً ما وتكلف الكثير من المال....
دخل حسام الغرفة نظرت نحوه أنهار وقالت:
أريد أن نقوم بإجراء عملية طفل الأنابيب..
قال حسام:
حسناً سأحاول أن أوفر بعض المال لنقوم بتلك
العملية..
رمقته بنظرة غاضبة وقالت:
أتريدني أن أنتظر إلى أن تستطيع الحصول على المبلغ
لا مستحيل أطلب من والدك أن يقدم لك بعض المال...
قال حسام:
ولكن أخشى أن أحرج والدي فقد لا يملك المبلغ
المطلوب.
قالت أنهار: بل يملكه فها أنت ترى كيف يصرف
المال هو ووالدتك لأقامت الحفلات من أجل أرضاء
غرور أبرار يجب أن يقدم لنا المال أتفهم يجب ذلك..
كانت كلمات أنهار قد حازت على قناعة حسام فقرر
أن يطلب من والده أعارته بعض المال ليحصل هو
على مولود قادم يسعده في حياته...
أقبلت أم حسام وهي ترى أبرار تصف كتب في المكتبة
الجديدة التي طلبت من مهند شراءها وترتبها على أحسن
ما يكون قالت أم حسام: لا ترهقي نفسك يا عزيزتي..
قالت أبرار وقد علت وجهها ابتسامة عذبة:
على العكس يا عمة أنا سعيدة بهذه المكتبة وها أنا أضع
فيها جميع الكتب الدينية التي أقرأها لكي عندما يكبر
طفلي القادم يتثقف كم أتمنى أن يكون أبنا صالحاً يا عمتي..
ابتسمت العمة ووضعت يدها على بطن أبرار وشعرت بحركة حفيدها المنتظر فزادها ذلك نشوة وسعادة وقالت:
بإذن الله يا أبرار سيكون طفلاً قوياً صحيحاً وصالحاً..
يبدو أنه سيكون سميناً فبطنك كبيرة يا أبرار ابتسمت
أبرار واصطبغ وجهها بحمرة الخجل..
بدأت تشعر أبرار بتعب شديد فهي لا زالت في شهرها السادس ولكن طلبت منها الطبيبة لزوم الفراش والراحة
كانت تنظر لها أنهار بنظرات تجعل قلب أبرار يقلق ويزداد
حيرة وكأنما تعد لها أمراً ما...
أخذت أنهار تلح على حسام بقولها:
سنعيد المحاولة أطلب من والدك المال أفعل ذلك أتريد
أن يأخذ مهند كل المال الذي سيرثه من والدك بعد وفاته
لا تكن غبي لاحظ الاهتمام المبالغ فيه من والديك بمهند
وزوجته فلا تنسى شوقهما للحفيد الذي سيقدمه لهما مهند وأبرار لابد أن تلح عليه في طلب المال أتفهم ألح عليه في ذلك..
وكانت كلمات حسام لها: حسناً حسناً..
وأغمض عينيه فقد أرهقه العمل المضني الذي قضاه نهاراً
والإحباط الذي شعر به حين فشلت عملية طفل الأنابيب..
فوجد في النوم وسيلة للهروب من همومه...
خرجت أنهار من الغرفة بعد أن شعرت بالملل من
حسام النائم سارت في أنحاء المنزل لاحظت المكتبة
التي وضعتها أبرار في غرفة المكتبة أخذت تبتسم
ساخرة من أفكار أبرار لطالما شعرت بأن أبرار
فتاة تافهة لا تملك شيء يستحق الذكر من التطور
رجعية ومتحجرة..
قررت العودة لغرفتها لعلها تحظى بالقليل من النوم
وبينما كانت تصعد الدرج رأت مهند يقصد النزول
أسرعت إلى أن أصبحت بمواجهته....
لطالما كان يحاول الهرب منها ومن نظراتها إليه
بعد اعترافه لها بأنها تعني له الكثير ولكنها لن
تفوت الفرصة بل ستستغلها لتحرق قلب أبرار
أخذ مهند يحاول العودة من حيث خرج من غرفته
ولكن استوقفه صوت أنهار وهي تناديه:
مهند..
أيعقل أن يسمع اسمه من أعذب صوت في هذه الدنيا
من أجمل فتاة من معشوقته ويدير ظهره لها أدار وجهه
ناحيتها وقال: نعم يا أنهار..
قال بمكر ودهاء: لم تحصل لي فرصة أن أبارك لك
المولود القادم مبروك..
إبتسم مهند وقال: أشكرك يا أنهار...
قالت أنهار: أرجو أن يكون مولودك يشبهك
فأنت أكثر جمالاً من أبرار...
شعرت أبرار بتأخر مهند عليها فقد كانت طلبت
منه أن يحضر لها بعض الماء والحليب ولكنه
تأخر أرادت أن تعرف سبب تأخره فتحت الباب
وجدت مهند يقف وتكاد أنهار تلتصق به...
جمدت أبرار في مكانها كما جمدت دمعتين على
عينيها ...
سمعت مهند يقول: أتمنى أن أحظى بأطفال بمثل
جمالك يا أنهار..
ابتسمت أنهار وقالت: تشبهني مستحيل فأبرار
هي والدتهما وليس أنا...
أخذ قلب مهند يخفق بقوة لكم تمنى أن تكون أنهار
هي أم أطفاله لا أبرار ولكن الأقدار سارت به
إلى حيث لا يريد...
|
|
|
|
|