|
الادارة
|
رقم العضوية : 84
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 39,169
|
بمعدل : 5.73 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 19-08-2009 الساعة : 01:45 AM
الامام السابع
الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع)
الاسم: موسى بن جعفر (ع) .
الأب: الإمام الصادق (ع) .
الأم: حميدة المصفاة.
الكنية: أبو الحسن الأول، أبو الحسن الماضي، أبو علي، أبو إبراهيم، وقيل: أبو إسماعيل.
الألقاب: الكاظم، الصابر، العبد الصالح، الأمين، باب الحوائج، النفس الزكية، زين المجتهدين، الوفي، الزاهر، السيد، الطيب، المأمون و....
الأوصاف: كان (ع) أزهر إلا في الغيظ لحرارة مزاجه، ربع تمام، خضر حالك، كث اللحية.
نقش الخاتم: (حسبي الله)، وفيه وردة وهلال، وفي رواية: «الملك لله وحده».
مكان الولادة: الأبواء.
زمان الولادة: يوم الأحد / 7 صفر / 128 هجرية، وقيل: عام 129 هجرية.
مدة العمر الشريف: 55 سنة.
مدة الإمامة: 35 سنة.
مكان الشهادة: بغداد، في سجن السندي بن شاهك.
زمان الشهادة: يوم الجمعة 25/رجب/ 183 هجرية.
القاتل: السندي بن شاهك بأمر من هارون العباسي.
وسيلة القتل: السُم الذي دسه في الرطب.
المدفن: مقابر قريش وتعرف اليوم بالكاظمية، بجنب بغداد.
عاش فترة طويلة من عمره الشريف في ظلمات سجون حكام العباسيين.
من عظمته (ع)
عن هشام بن أحمر قال: قال الصادق (ع) : «يا ابن أحمر، إنها ـ أم الإمام الكاظم ـ تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب».
وقال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في حقه:
(هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكثير التهجد، الجاد في الاجتهاد، والمشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً، كان يجازي المسيء بإحسانه إليه، ويقابل الجاني عليه بعفوه عنه، ولكثرة عباداته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله، لنجح المتوسلين إلى الله تعالى به، كراماته تحار منها العقول، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق ولا يزول).
وقال ابن الأثير: (كان (ع) يلقّب الكاظم لأنه كان يحسن إلى من يسيء إليه وكان هذا عادته أبداً) .
هذا سيد ولدي
عن يزيد بن سليط أنه قال: لقينا أبا عبد الله (ع) في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنتم الأئمة المطهرون، والموت لا يعرى أحد منه، فأحدث إليّ شيئاً ألقيه إلى من يخلفني.
فقال لي: «نعم، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى ابنه
موسى (ع) ـ وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله تعالى عزوجل، وفيه أخرى هي خير من هذا كله».
فقال له أبي: وما هي بأبي أنت وأمي؟
قال: «يخرج الله منه عزوجل غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها وخير مولود» الحديث.
بين يدي الله عزوجل
روي أن الإمام الكاظم (ع) كان يقوم الليل للتهجد والعبادة حتى الفجر، فيصلّي صلاة الفجر ويبدأ بالتعقيب إلى طلوع الشمس، ثم يظلّ ساجداً إلى قبيل الزوال، وكان كثيراً ما يقول: «اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» ويكرر هذا الدعاء.
وكان من دعائه (ع) أيضاً: «عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك».
وكان (ع) يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل.
وفي السجود دائماً
عن عبد الله الفروي عن أبيه قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي: أدن، فدنوت حتى حاذيته، ثم قال لي: أشرف إلى البيت في الدار، فأشرفت.
فقال: ما ترى في البيت؟
قلت: ثوباً مطروحاً.
فقال: أنظر حسناً.
فتأملت ونظرت فتيقنت، فقلت: رجل ساجد.
فقال لي: تعرفه؟
قلت: لا.
قال: هذا مولاك.
قلت: ومن مولاي؟
فقال: تتجاهل عليّ.
فقلت: ما أتجاهل ولكني لا أعرف لي مولى.
فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) إني أتفقده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها .
وعند تذكر النعمة
وعن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن (ع) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجداً فأطال وأطال، ثم رفع رأسه وركب دابته.
فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟!.
فقال (ع) : «إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها عليّ، فأحببت أن أشكر ربي».
ملامح عن شخصيته (ع) المباركة
كان الإمام الكاظم (ع) أكثر صلة لرحمه من غيره، وأكثر صلة لفقراء المدينة حتى أنه كان يحمل إليهم كل ليلة الذهب والفضة والخبز والتمر، وهم لايعرفونه، ومن كرمه إعتاق ألف مملوك في سبيل الله عزوجل.
وروي عنه (ع) الأحاديث الكثيرة، وكان (ع) أفقه أهل زمانه، وأحفظهم لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً لتلاوة القرآن، وكان يتلوه بحزن حتى كان يبكي كل من سمعه، ولقّبه أهل المدينة بزين المجتهدين، وقيل له (ع) الكاظم لما كظمه من الغيظ وصبره على ما لقي من ظلم الظالمين حتى قتل في سجنهم، وكان (ع) يقول: «إني لأستغفر كل يوم خمسة آلاف مرة».
وقال الخطيب البغدادي: أخبرنا الحسن بن محمد يحيى العلوي حدثني قال: كان موسى بن جعفر (ع) يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، روى أصحابنا: أنه دخل مسجد رسول الله (ص) فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: «عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة» فجعل يرددها حتى اصبح.
وفي خبر: أن المأمون قال لما رأى الإمام (ع) داخلاً على هارون العباسي: «إذ دخل شيخ مسخّد قد أنهكته العبادة كأنه شن بال، قد كُلِم من السجود وجهه وأنفه».
وقد ورد في الصلوات الواردة على الإمام الكاظم (ع) : «حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة».
سجن هارون
لقد تعرض الإمام الكاظم (ع) إلى الكثير من المعاناة ومن ظلم الطغاة في عصره، حتى اشتهر (ع) باسم الكاظم للغيظ، على إثر ما لاقاه من ظلم الحكام والناصبين والحاقدين على أهل بيت النبوة (ع) .
في شهادته (ع) مسموماً
لقد قضى الإمام الكاظم (ع) عدة سنين من حياته الشريفة في ظلمات السجون، بعيداً عن أهله وأصحابه وشيعته، وممنوعاً من نشر علومه، فقد أمر هارون العباسي بإلقاء القبض على الإمام (ع) فألقت الشرطة عليه القبض وهو (ع) قائم يصلي عند رأس جده رسول الله (ص) فقطعوا عليه صلاته ولم يمهلوه أن يتمها، فقيدوه في ذلك الحرم الشريف، وهو (ع) يشكو إلى جده قائلاً: «إليك أشكو يا رسول الله (ص) ».
فسير بالإمام (ع) معتقلاً إلى البصرة، فلما انتهوا به (ع) إلى البصرة دفعوه إلى عيسى بن أبي جعفر فحبسه..
فتفرغ الإمام (ع) في الحبس للعبادة وأقبل على عبادة الله فارغ البال، يقضي أغلب أوقاته في الصلاة والسجود والدعاء.. واعتبر تفرغه للعبادة من أعظم نعم الله التي منحها له، فكان (ع) يشكر الله على تلك الحالة، ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إنك تعلم إني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت فلك الحمد».
فأوعز هارون العباسي إلى عيسى في البصرة يطلب منه اغتيال الإمام (ع) وقتله!، فكتب إليه عيسى طلب إعفاءه من ذلك وقال: قد اختبرت طول مقامه بمن حبسته معه عيناً عليه... فلم يكن منه سوء قط، ولم يكن عنده تطلع إلى ولاية ولا خروج ولا شيء من أمر الدنيا... فإن رأى الأمير أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلمه مني، وإلا سرحت سبيله.
فأمره هارون بحمل الإمام (ع) إلى بغداد.
فحُمل (ع) إلى بغداد مقيداً...
فانتهوا به إلى بغداد وأخبروا هارون بذلك، فأمر باعتقاله (ع) عند الفضل ابن الربيع، فبقي عنده مدة طويلة.
فأراده هارون على شيء من أمره، فأبى، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل ابن يحيى، فتسلمه منه وجعله في بعض حجر داره، ووضع عليه الرصد وكان (ع) مشغولا بالعبادة، يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاء واجتهاداً، ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه من المحراب.
فوسّع عليه الفضل بن يحيى و أكرمه.
فاتصل ذلك بهارون وهو بالرقة، فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى (ع) ، ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك، ولم يقدم عليه.
فاغتاظ هارون لذلك، ودعا مسرورا الخادم فقال له: اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد، وادخل من فورك على موسى بن جعفر (ع) فإن وجدته في دعة ورفاهية، فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثال ما فيه، وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس بن محمد.
فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل على موسى بن جعفر (ع) فوجده على ما بلغ هارون، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك، فأوصل الكتابين إليهما، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوها دهشا، حتى دخل على العباس بن محمد فدعا العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، وجعل يسلم على الناس يمينا و شمالا.
فأمر هارون بتسليم موسى (ع) إلى السندي بن شاهك.
يقول الفضل بن الربيع: قد أرسلوا إليّ غير مرة يأمرونني بقتله، فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني.
وعلى رغم محاولات هارون العباسي لكنه شاع ذكر الإمام (ع) وانتشرت فضائله ومآثره في بغداد وفي كثير من البلاد الإسلامية، فضاق هارون من ذلك وعزم على قتل الإمام (ع) ، فلم يجد شريراً أسوء من (السندي بن شاهك)، فنقل الإمام (ع) إلى سجنه، وأمره بالتضييق عليه، فبالغ السندي في أذى الإمام (ع) والتضييق عليه، ثم أمره هارون بأن يقتل الإمام (ع) بالسم، فناوله رطباً مسموماً، فقضى الإمام (ع) نحبه مظلوماً مسموماً شهيداً
][ومن أقواله عليه السلام][
(( الزهد حقيق في هذا ))
وقال (ع) لما حضر عند قبر من القبور: «إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره».
بين الذنب والبلاء
وقال (ع) : «كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون».
تقسيم الوقت
وقال (ع) : «اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات، لا تحدثوا أنفسكم بفقرٍ ولا بطول عمرٍ، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل، ومن حدثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروّة وما لاسرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه».
من استوى يوماه
وقال (ع) : «من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في نقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة».
|
|
|
|
|