|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 31113
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,792
|
بمعدل : 0.31 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 19-08-2009 الساعة : 10:34 AM
تتمة
والأخبار في هذا الباب من طريقنا في غاية الكثرة ، بل وكذلك من طريق العامة . وقد ذكر في غاية المرام ستة أحاديث من طريقهم (، كلها
مسندة إلى أبي سعيد الخدري ، ولنذكر واحد منها .
في غاية المرام : إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة ،
عن سيد الحفاظ أبو منصور بن شهرآشوب شيرويه بن شهردار الديلمي ،
قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري الحافظ قال : نبأنا
أحمد بن عبد الله بن أحمد ، قال : نبأنا محمد بن أحمد بن علي ، قال : نبأنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : نبأنا يحيى الحماني ، قال : حدثنا قيس بن
الربيع ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
دعا الناس إلى علي عليه السلام في غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم ،
وذلك يوم الخميس ، فدعا صلى الله عليه وآله وسلم عليا فأخذ بضبعيه ، فرفعهما حتى نظر الناس
إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم لم يفترقوا حتى نزلت هذه الآية : " اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الرب
برسالتي ، والولاية لعلي من بعدي ، ثم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ،
اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من
خذله " .
فقال حسان بن ثابت : ائذن لي يا رسول الله ، فأقول في علي أبياتا
تسمعها ، فقال : قل على بركة الله ، فقام حسان بن ثابت ، فقال : يا معشر
مشيخة قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الولاية الثابتة فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
وهذه الأبيات والحديث مشهور في كتب العامة والخاصة ، وقال
الحمويني عقيب هذا الحديث والأبيات : هذا حديث له طرق كثيرة إلى أبي
سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري) .
أقول : وقد ذكر أبو نعيم الحديث مسندا إلى أبي سعيد الخدري ، مع
زيادة بيتين في آخر الأبيات المتقدمة ، وهما :
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
وإذا وقفت على ما بيناه فاعلم أن الآية الكريمة تدل دلالة قطعية على
تعيين أمر الإمامة والخلافة من قبله تعالى شأنه ، إذ الإمامة من الدين ، بل من
أركانه ، فلو أهمله تعالى شأنه لم يكمل دينه ، وهو مناقض لقوله تعالى :
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي . . . " ، الآية ، ورد عليه
تعالى شأنه ، كما نبه عليه مولانا الرضا سلام الله عليه .
فإن قلت : الآية الكريمة تدل على إكمال الدين ، وعدم إهمال شئ
عن أمر الدين ، ويكفي في عدم الاهمال تفويض أمر الإمامة إلى اختيار الأمة
- كما ادعاه العامة - فلا يدل على نصب شخص خاص بعينه ، كما يقول
الشيعة .
قلت : أولا : إن العامة لم يدعوا تفويض أمر الإمامة إلى اختيار الأمة
بنص من قبله تعالى ، ومن قبل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما ادعوا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهمله ،
ولم ينص فيه بشئ ، واجتمع الناس على بيعة أبي بكر ، وكان اجتماعهم
عليه صوابا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تجتمع أمتي على ضلال " .
ولو ادعوا أن الإمامة إنما تكون باجتماع الأمة بنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،
لم ينصب أبو بكر عمر ، ولم يقل في حال احتضاره : ليتني سألت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن هذا الأمر من بعده ، فلا ينازعه فيه أحد ، وليتني كنت
سألته هل للأنصار فيها من حق ،
فالأصل وهو الخليفة الأول كلامه صريح
في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت عن أمر الخلافة ، وأهمله ، وتمنى أن يكون سائلا عنه
حتى لا ينازع فيه .
وثانيا : إن الإمامة أجل قدرا ، وأعظم شأنا ، وأمنع جانبا ، وأعلى
مكانا ، من أن يصير الناس مرجعا في تعيينها ، لمن شاءوا واختاروه ، كما نبه
عليه مولانا الرضا عليه السلام ، ضرورة أن المرجع لا بد أن يكون عارفا بحدود
ما رجع إليه ، ويقبح من الحكيم تعالى شأنه أن يرجع الأمر في الإمامة التي
هي تلو الرسالة ، بل أكمل منها إلى اختيار الناس ، الغير المطلعين على سرائر
العباد وضمائرهم ، الجاهلين بحدودها ، وعلو مكانها ، وسمو شأنها ، فهل
هذا إلا إهمال ؟ كيف وقد قال الله عز وجل : " الله أعلم حيث يجعل
رسالته ،
فهو تعالى نبه العباد على أن السبيل منحصر في جعله تعالى .
فتبين بما بيناه أن ما ذهب إليه العامة وبنوا أصل مذهبهم عليه لا يلائم
مع إكمال الدين المصرح به في الآية الكريمة .
واعلم أن الآية الكريمة تدل على نصب جميع خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،
والأئمة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم ، لا على نصب خليفة واحد منهم بعينه ، وإلا لزم
الاهمال بالنسبة إلى من لم ينص على نصبه ، وهو مناقض لإكمال الدين ،
وإتمام النعمة ،
وهو صلى الله عليه وآله وسلم كما صرح بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه يوم الغدير ،
صرح بأن الأوصياء من بعده صلى الله عليه وآله وسلم من ذريته ، ففي رواية الاحتجاج ، بعد أن
قال صلى الله عليه وآله وسلم : " ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم " ثم الإمامة في
ذريتي من ولده إلى يوم القيامة
--
ستاتي التتمة ان شاء الله
|
|
|
|
|