|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 22289
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,941
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي الفاروق
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 24-08-2009 الساعة : 06:12 PM
نكمل,,
/ الصفحة 311 /
وما قال لك ؟ فأعاد الحديث..قال: فاسود وجهه (1).
أبو معشر: عن رجاله قال: قال الحسين حين نزلوا كربلاء: ما اسم هذه الارض ؟ قالوا: كربلاء.
قال: كرب وبلاء.
وبعث عبيد الله لحربه عمر بن سعد، فقال: يا عمر ! اختر مني إحدى ثلاث، إما أن تتركني
أرجع، أو فسيرني إلى يزيد، فأضع يدي في يده، فإن أبيت، فسيرني إلى الترك، فأجاهد حتى أموت.
فبعث بذلك إلى عبيد الله، فهم أن يسيره إلى يزيد، فقال له شمر بن ذي الجوشن: لاإلا أن ينزل على حكمك، فأرسل إليه بذلك.
فقال الحسين: والله لاأفعل، وأبطأ عمر عن قتاله.
فبعث إليه عبيد الله شمر بن ذي الجوشن، فقال: إن قاتل، وإلا فاقتله، وكن مكانه (2).
وكان من جند عمر ثلاثون من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال فلا تقبلون واحدة ! وتحولوا إلى الحسين، فقاتلوا (3).
عباد بن العوام، عن حصين، قال: أدركت مقتل الحسين.
فحدثني سعد بن عبيدة، قال: رأيت الحسين وعليه جبة برود، رماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم، فنظرت إلى السهم في جنبه (4).
هشام بن الكلبي، عن أبيه قال: رمى زرعة الحسين بسهم، فأصاب حنكه، فجعل يتلقى الدم، ثم يقول هكذا إلى السماء.
ودعا بماء ليشرب، فلما رماه، حال بينه وبين الماء، فقال: اللهم ظمه.
قال: فحدثني من شهده وهو يموت، وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره، وبين
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 337.
(3) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 338.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 338.
(4) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 338.
(*)
/ الصفحة 312 /
يديه المراوح والثلج وهو يقول: اسقوني أهلكني العطش.
فانقد بطنه (1).
الكلبي رافضي متهم.
قال الحسن البصري: أقبل مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته.
وعن ابن سيرين: لم تبك السماء على أحد بعد يحيى عليه السلام إلا على الحسين (2).
عثمان بن أبي شيبد: حدثنا أبي، عن جدي، عن عيسى بن الحارث الكندي، قال: لما قتل الحسين، مكثنا أياما سبعة، إذا صلينا العصر، فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا (3).
المدائني: عن علي بن مدرك، عن جده الاسود بن قيس، قال: احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر ترى كالدم.
هشام بن حسان، عن محمد، قال: تعلم هذه الحمرة في الافق مم ؟ هو من يوم قتل الحسين.
الفسوي: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثتنا أم سوق العبدية، قالت: حدثتني نضرة الازدية، قالت: لما أن قتل الحسين، مطرت السماء ماء، فأصبحت وكل شئ لنا ملآن دما.
جعفر بن سليمان الضبعي: حدثتني خالتي قالت: لما قتل الحسين، مطرنا مطرا كالدم.
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 341.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 342.
(3) " الطبراني " (2839) و " تهذيب ابن عساكر " 4 / 342.
(*)
/ الصفحة 313 /
يحيى بن معين: حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا، واحمرت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عسكرهم، فكانوا يرون في لحمها
النيران (1).
ابن عيينة: حدثتني جدتي قالت: لقد رأيت الورس عاد رمادا، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين (2).
حماد بن زيد: حدثني جميل بن مرة، قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل، فطبخوا منها، فصارت كالعلقم.
قرة بن خالد: سمعت أبا رجاء العطاردي قال: كان لنا جار من بلهجيم، فقدم الكوفة، فقال: ما ترون هذا الفاسق ابن القاسق قتله الله - يعني الحسين رضي الله عنه - فرماه الله بكوكبين من السماء، فطمس بصره (3).
قال عطاء بن مسلم الحلبي: قال السدي: أتيت كربلاء تاجرا، فعمل لنا شيخ من طي طعاما، فتعشينا عنده، فذكرنا قتل الحسين، فقلت: ما شارك أحد في قتله إلا مات ميتة سوء.
فقال: ما أكذبكم، أنا ممن شرك في ذلك.
فلم نبرح حتى دنا من السراج وهو يتقد بنفط، فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار فيها، فذهب يطفئها بريقه، فعلقت النار في لحيته، فعدا، فألقى نفسه في الماء، فرأيته كأنه حممة (4).
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 342.
(2) " الطبراني " (2858).
(3) " الطبراني " (2830) قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح.
(4) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 343.
(*)
/ الصفحة 314 /
ابن عيينة، حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين، فأما أحدهما، فطال ذكره حتى كان يلفه.
وأما الآخر، فكان
يستقبل الرواية، فيشربها كلها (1).
حماد بن زيد، عن معمر، قال: أول ما عرف الزهري أنه تكلم في مجلس الوليد، فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين ؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط (2).
حماد بن سلمة: عن علي بن زيد، عن أنس، قال: لما قتل الحسين، جئ برأسه إلى ابن زياد، فجعل ينكت بقضيب على ثناياه، وقال: إن كان لحسن الثغر، فقلت: أما والله لاسوءنك، فقلت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه (3).
الحاكم (4) في " الكنى ": حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا أحمد ابن محمد بن عمر الحنفي، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا عبدالرحمن بن عمرو، حدثني شداد بن عبد الله، سمعت واثلة بن الاسقع وقد جئ برأس الحسين، فلعنه رجل من أهل الشام، فغضب واثلة، وقام، وقال: والله لاأزال أحب عليا وولديه بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
______________
* (الهامش) *
(1) " الطبراني " (2857) و " مجمع الزوائد " 9 / 197.
(2) انظر " معجم الطبراني " (2834) و (2856) و " المجمع " 9 / 196.
(3) علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، وهو في " معجم الطبراني " (2878) وانظر الصفحة 281 ت (1) من هذا الجزء.
(4) هو شيخ الحاكم صاحب " المستدرك " واسمه محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري محدث خراسان.
مترجم في " تذكرة الحفاظ 3 / 976 للمؤلف.
(*)
/ الصفحة 315 /
منزل أم سلمة، وألقى على فاطمة وابنيها وزوجها كساء خيبريا ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الاحزاب: 33).
سليمان ضعفوه، والحنفي متهم.
ويروى عن أبي داود السبيعي، عن زيد بن أرقم، قال: كنت عند عبيد الله، فأتي برأس الحسين، فأخذ قضيبا، فجعل يفتر به عن شفتيه، فلم أر ثغرا كان أحسن منه كأنه الدر، فلم أملك أن رفعت صوتي بالبكاء.
فقال: ما يبكيك أيها الشيخ ؟ قلت: يبكيني ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته يمص موضع هذا القضيب، ويلثمه، ويقول: " اللهم إني أحبه فأحبه ".
حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم نصف النهار، أشعث أغبر، وبيده قارورة فيها دم.
قلت: يا رسول الله، ماهذا ؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل منذ اليوم التقطه.
فأحصي ذلك اليوم، فوجدوه قتل يومئذ (1).
ابن سعد: عن الواقدي، والمدائني، عن رجالهما، أن محفز بن ثعلبة العائذي قدم برأس الحسين على يزيد، فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألامهم.
فقال يزيد: ما ولدت أم محفز أحمق وألام، لكن الرجل لم يتدبر كلام الله: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) (آل عمران: 26) ثم بعث يزيد برأس الحسين إلى متولي المدينة،
______________
* (الهامش) *
(1) أخرجه أحمد 1 / 283، والطبراني (2822) وسنده قوي كما قال الحافظ ابن كثير في " البداية " 8 / 200.
وهو في " تهذيب ابن عساكر " 4 / 343 و (*)
/ الصفحة 316 /
فدفن بالبقيع عند أمه (1).
وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي: حدثنا سليمان بن عبدالحميد البهرائي: سمعت أبا أمية الكلاعي قال: سمعت أبا كرب قال: كنت فيمن توثب على الوليد بن يزيد بدمشق، فأخذت سفطا، وقلت: فيه غنائي، فركبت فرسي، وخرجت به من باب توما، قال: ففتحته، فإذا فيه رأس مكتوب عليه.
هذا رأس الحسين بن علي، فحفرت له بسيفي، فدفنته (2).
أبو خالد الاحمر: حدثنا رزين، حدثتني سلمى قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي، قلت: ما يبكيك ؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عيله وسلم في المنام، وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله ؟ قال: " شهدت قتل الحسين آنفا " (3).
رزين هو ابن حبيب.
وثقه ابن معين.
حماد بن سلمة: عن عمار بن أبي عمار، سمعت أم سلمة تقول: سمعت الجن يبكين على حسين، وتنوح عليه.
(4) سويد بن سعيد: حدثنا عمرو بن ثابت، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، أن أم سلمة سمعت نوح الجن على الحسين (5).
عبيد بن جناد: حدثنا عطاء بن مسلم، عن أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلاء، فقلت لرجل من أشراف العرب: بلغني أنكم تسمعون نوح الجن.
قال: ما تلقى حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك.
قلت: فما سمعت أنت ؟ قال: سمعتهم يقولون:
______________
* (الهامش) *
(1) انظر " الطبري " 5 / 463.
(2) لا يصح، فيه من لايعرف.
(3) أخرجه الترمذي (3771) في المناقب، وسلمى لا تعرف وباقى رجاله ثقات.
(4) " معجم الطبراني " (2867) ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 9 / 199.
(5) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 344.
(*)
/ الصفحة 317 /
مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود أبواه من عليا قري * ش وجده خير الجدود (1) محمد بن جرير: حدثت عن أبي عبيدة، حدثنا يونس بن حبيب قال: لما قتل عبيد الله الحسين وأهله.
بعث برؤوسهم إلى يزيد، فسر بقتلهم أولا، ثم لم يلبث حتى ندم على قتلهم، فكان يقول: وما علي لو احتملت الاذى، وأنزلت الحسين معي، وحكمته فيما يريد، وإن كان علي في ذلك وهن، حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاية لحقه.
لعن الله ابن مرجانة - يعني عبيد الله - فإنه أحرجه، واضطره، وقد كان سأل أن يخلي سبيله أن يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني، فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور، فأبى ذلك عليه وقتله، فأبغضني بقتله المسلمون، وزرع لي في قلوبهم العداوة.
جرير: عن الاعمش، قال: تغوط رجل من بني أسد على قبر الحسين، فأصاب أهل ذلك البيت خبل، وجنون، وبرص، وفقر، وجذام (2).
قال هشام بن الكلبي: لما أجري الماء على قبر الحسين، انمحى أثر القبر، فجاء أعرابي، فتتبعه، حتى وقع على أثر القبر، فبكى، وقال: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر سفيان بن عيينة: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه، قال: قتل علي وهو
______________
* (الهامش) *
(1) " معجم الطبراني " (2865) و (2866) قال الهيثمي في " المجمع " 9 / 199: وفيه من لم أعرفه، وأبو جناب مدلس، وهو في " تهذيب ابن عساكر " 4 / 344، و " البداية "
8 / 200.
(2) " معجم الطبراني " (2860) ورجاله ثقات، و " ابن عساكر " 4 / 345، و " البداية " 8 / 203.
(*)
/ الصفحة 318 /
ابن ثمان وخمسين.
ومات لها حسن، وقتل لها حسين (1).
قلت: قوله: مات لها حسن: خطأ، بل عاش سبعا وأربعين سنة.
قال الجماعة: مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، زاد بعضهم يوم السبت وقيل: يوم الجمعة، وقيل: يوم الاثنين.
ومولده في شعبان سنة أربع من الهجرة.
عبدالحميد بن بهرام، وآخر ثقة، عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاها قتل الحسين، فقالت: قد فعلوها ؟ ! ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا، ووقعت مغشية عليها، فقمنا.
ونقل الزبير لسليمان بن قتة (2) يرثي الحسين: وإن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت فإن يتبعوه عائذ البيت يصبحوا * كعاد تعمت عن هداها فضلت مررت على أبيات آل محمد * فألفيتها أمثالها حين حلت (3)
______________
* (الهامش) *
(1) " الطبراني " (2784).
(2) بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة كما ضبطه ابن ناصر الدين في " توضيح المشتبه " ورقة 215، وابن حجر في " تبصير المنتبه " 3 / 1122، وابن الجزري في " طبقات القراء " 1 / 314، وقد تصحف في " تعجيل المنفعة " إلى " قنة "، وهو سليمان بن قتة التيمي مولاهم البصري، روى عن ابن عباس، وعمرو بن العاص وغيرهما، روى عنه موسى بن أبي عائشة وغيره، وكان فارسا شاعرا، قال ابن الجزري: عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات،
وعرض عليه عاصم الجحدري، مترجم في " تاريخ البخاري " 4 / 32، و " الجرح والتعديل " 4 / 136.
والابيات منسوبة له في " الاستيعاب " 1 / 379، و " البداية " 8 / 211، و " تهذيب ابن عساكر " 4 / 345، 346، والاول والثالث والرابع والخامس منها في " حماسة أبي تمام " 2 / 961، 962 بشرح المرزوقي.
ونسبه ياقوت الحموي إلى أبي دهبل، ولم يتابع على ذلك.
(3) رواية الشطر الثاني في " الحماسة ": فلم أرها أمثالها يوم حلت قال المرزوقي: يريد أنه قد ظهر عليها من آثار الفجع والمصيبة ما صارت له دهشا، =
/ الصفحة 319 /
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت ألم تر أن الارض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت قوله: أذل رقابا، أي لا يرعون عن قتل قرشي بعده.
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني أبي، عن أبيه، قال: أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال: رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن، يقال لها: ريا، حاضنة يزيد، يقال: بلغت مئة سنة.
قالت: دخل رجل على يزيد، فقال: أبشر، فقد أمكنك الله من الحسين، وجئ برأسه، قال: فوضع في طست، فأمر الغلام، فكشف، فحين رآه، خمر وجهه كأنه شم منه.
فقلت لها: أقرع ثناياه بقضيب ؟ قالت: إي والله.
ثم قال حمزة: وقد حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام.
وحدثتني ريا، أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان،
فبعث، فجئ به، وقد بقي عظما أبيض، فجعله في سفط، وطيبه، وكفنه، ودفنه في مقابر المسلمين.
فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس، فنبشوه، وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به.
وذكر باقي الحكاية وهي قوية الاسناد.
يحيى بن بكير، حدثني الليث قال: أبى الحسين أن يستأسر حتى قتل بالطف، وانطلقوا ببنيه علي، وفاطمة، وسكينة إلى يزيد، فجعل سكينة خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها، وعلي في غل، فضرب على ثنيتي
______________
* (الهامش) *
= فحالها في ظهور الجزع عليها ليست كحالها في السرور أيام حلوها.
(*)
/ الصفحة 320 /
الحسين، وتمثل بذاك البيت.
فقال علي: (ما أصاب من مصيبة في الار ض) (الحديد: 22) الآية فثقل على يزيد أن تمثل ببيت، وتلا علي آية، فقال: بل (بما كسبت أيديكم) (الشورى: 30) فقال: أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاحب أن يخلينا.
قال: صدقت، فخلوهم.
قال: ولو وقفنا بين يديه، لاحب أن يقربنا.
قال: صدقت، قربوهم.
فجعلت سكينة وفاطمة تتطاولان لتريا الرأس، وبقي يزيد يتطاول في مجلسه ليستره عنهما.
ثم أمر لهم بجهاز، وأصلح آلتهم، وخرجوا إلى المدينة (1).
كثير بن هشام: حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد، قال: لما أتي يزيد برأس الحسين، جعل ينكت سنة، ويقول: ما كنت أظن أبا عبد الله بلغ هذا السن، وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب.
وممن قتل مع الحسين إخوته الاربعة، جعفر، وعتيق، ومحمد، والعباس الاكبر.
وابنه الكبير علي، وابنه عبد الله، وكان ابنه علي زين العابدين مريضا، فسلم.
وكان يزيد يكرمه ويرعاه.
وقتل مع الحسين، ابن أخيه القاسم بن الحسن، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب، ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
المدائني: عن إبراهيم بن محمد، عن عمرو بن دينار، حدثنا محمد ابن علي، عن أبيه، قال: قتل الحسين، وأدخلنا الكوفة، فلقينا رجل، فأدخلنا منزله، فألحفنا، فنمت فلم أستيقظ إلا بحس الخيل في الازقة، فحملنا إلى يزيد، فدمعت عينه حين رآنا، وأعطانا ما شئنا، وقال: إنه سيكون في قومك أمور، فلا تدخل معهم.
فلما كان يوم الحرة ماكان، كتب
______________
* (الهامش) *
(1) الطبراني (2806).
(*)
/ الصفحة 321 /
مع مسلم بن عقبة بأماني، فلما فرغ من القتال مسلم، بعث إلي، فجئته، فرمى إلي بالكتاب، وإذا فيه: استوص بعلي بن الحسين خيرا، وإن دخل معهم في أمرهم، فأمنه، واعف عنه، وإن لم يكن معهم، فقد أصاب وأحسن.
فأولاد الحسين هم، علي الاكبر الذي قتل مع أبيه، وعلي زين العابدين، وذريته عدد كثير، وجعفر، وعبد الله ولم يعقبا.
فولد لزين العابدين الحسن والحسين ماتا صغيرين، ومحمد الباقر، وعبد الله، وزيد، وعمر، وعلي، ومحمد الاوسط ولم يعقب،، وعبد الرحمن، وحسين الصغير، والقاسم ولم يعقب.
إنتهت الترجمة بحروفها.
علوي الصمود,,
|
|
|
|
|