|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 36051
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 452
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد المياحي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 18-09-2009 الساعة : 12:05 PM
كتاب الوضوء
باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول إلا عند البناء جدار أو نحوه
19- ... عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولِّها ظهره ، شرِّقوا أو غرِّبوا .
يقول أهل العامة : لا يجوز استقبال واستدبار القبلة حال التخلي في الصحراء ومن دون ساتر ، أما مع وجود الساتر فقد جوزوا ذلك ، هذه هي الخلاصة .
أقول :
أنت الآن في الصحراء ومن دون ساتر ، تستقبل القبلة وتصلي ، فاتجاهك للقبلة جائز وصحيح ، وكذلك عند وجود ساتر حال الصلاة أيضاً فصلاتك واتجاهك للقبلة صحيح ، فكما أن صلاتك صحيحة بوجود الساتر أو عدم وجود ذلك الساتر ، فكذلك حال التخلي سواء بوجود الساتر أو عدم وجود الساتر ، فأنت مستقبل القبلة في كلا الحالتين ! ولا يجوز لك استقبال أو استدبار القبلة ، فتأمل ذلك .
20- ... عن عبدالله بن عمر أنه كان يقول إن ناساً يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس ، فقال عبدالله بن عمر : لقد ارتقيت يوماً على ظهر بيت لنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على لبنتين مستقبلاً بيت المقدس لحاجته ، وقال لعلك من الذين يصلون على أوراكهم فقلت لا أدري والله قال مالك يعني الذي يصلي ولا يرتفع عن الأرض يسجد وهو لاصق بالأرض .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الوضوء ، باب التبرز في البيوت ، وكذلك في كتاب فرض الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي .
يقول ابن حجر :
... لما اتفقت له رؤيته في تلك الحالة عن غير قصد أحب أن لا يخلي ذلك من فائدة ، فحفظ هذا الحكم الشرعي وكأنه إنما رآه من جهة ظهره حتى ساغ له تأمل الكيفية المذكورة من غير محذور ودل ذلك على شدة حرص الصحابي على تتبع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ليتبعها .
أقول :
إن من الطبيعي أن تكون اللبنتين أنزل من مؤخرة الإنسان عند قضاء الحاجة ، ومن يرى اللبنتين لابد أن يرى تلك المؤخرة أيضاً !
ويقول :
إلا عند البناء – جدار أو نحوه - ... أي كالأحجار الكبار والسواري والخشب وغيرها من السواتر ... إن استقبال القبلة إنما يتحقق في الفضاء ، وأما الجدار والأبنية فإنها إذا استقبلت أضيف إليها الاستقبال عرفاً ... ولفظه عند أحمد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا هرقنا الماء ، قال : ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة ، والحق أنه ليس بناسخ لحديث النهي خلافاً لما زعمه ، بل هو محمول على أنه رآه في بناء أو نحوه لأن ذلك هو المعهود من حاله صلى الله عليه وسلم لمبالغته في التستر .
ويقول ابن حجر :
ودل حديث ابن عمر ... على جواز استدبار القبلة في الأبنية وحديث جابر على جواز استقبالها ... وقد تمسك به قوم فقالوا بجواز الاستدبار دون الاستقبال ، حكى عن أبي حنيفة وأحمد وبالتفريق بين البنيان والصحراء مطلقاً ، قال الجمهور : وهو مذهب مالك والشافعي وإسحاق ، وهو أعدل الأقوال لإعماله جميع الأدلة ويؤيده من جهة النظر ... عن ابن المنير : أن الاستقبال في البنيان مضاف إلى الجدار عرفاً ، وبأن الأمكنة المعدة لذلك مأوى الشياطين ، فليست صالحة لكونها قبلة بخلاف الصحراء فيهما .
وقال قوم بالتحريم مطلقاً ... وقال قوم بالجواز مطلقاً .
أقول :
ماذا نفهم من الروايات وشرح ابن حجر ؟ فهل تستقبل القبلة عند الخلاء أو نستدبرها ؟! أم نشرق أو نغرب ؟! وهل نستقبل دون الاستدبار أو نستدبر دون الاستقبال ؟! وهل الساتر يجب أن يكون ارتفاعه كذا مثلاً أو له حد معين لعلوه ؟! وهل هذا الساتر يعفينا لاستقبال القبلة كونه جاجزاً أم لا ؟!
شرقوا ! غربوا ! لا تستقبلوا ! لا يولها ظهره ! لا تستقبلوا القبلة ! ولا بيت المقدس ! وفي رواية : مستقبل الشام نتستر ! نتعرى ! تحريم الاستقبال ! التفريق بين البنيان والصحراء ! قال ابن المنير ! قال أبو حنيفة ! قال أحمد ! فننحرف عنها ونستغفر الله !
بأي هذه الأقوال نأخذ ؟! رحم الله علماءنا وفقهائنا فقد أراحونا في هذه المسألة وذلك لأنهم أخذوا جواب هذه المسألة من منبعه الصافي وهو جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ونحن نعيش في رحاب وفاته هذه الأيام ومن دون الرجوع إلى الأفرع وأطال الله أعمار فقهائنا المعاصرين ، لقد اتفقت كلمتهم في هذه المسألة وأراحونا بخلاف هؤلاء الذين وضعوا عشرات الأجوبة لهذه المسألة الواحدة فجعلوا المسلم لا يعرف يمينه من شماله وبأي جواب يأخذ ويطبق .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة :
من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط ، كتب له حسنة ، ومحي عنه سيئة [1] .
باب خروج النساء إلى البَرَاز
21- ... عن عائشة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرَّزن إلى المناصع وهو صعيد أَفْيَح ، فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم احجب نسائك ، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاءً وكانت امرأة طويلة ، فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصاً على أن ينزل الحجاب فأنزل الله آية الحجاب .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب التفسير ، باب لا تدخلوا بيوت النبي ، وكتاب النكاح ، باب خروج النساء ، وكتاب الاستئذان ، باب آية الحجاب .
أقول :
أيعقل أن يكون عمر أكثر غيرة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ والصحيح في سبب نزول الحجاب ما يرويه البخاري في صحيحه .
فاقرأ معي أخي الكريم :
... عن أنس بن مالك (رض) قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينب ابنة جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو يتأهب للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنـزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } الآية .
يقول ابن حجر :
... عن أنس أنا أعلم الناس بهذه الآية ، آية الحجاب ، لما أهديت زينب بنت جحش إلى النبي صلى الله عليه وسلم صنع طعاماً ... فيجيئ قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجيئ قوم فيأكلون ويخرجون ، قال : فدعوت حتى ما أجد أحداً ... فأشبع المسلمين خبزاً ولحماً ... ثم جلسوا يتحدثون ... ، فجعل يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون ... فلما رجع إلى بيته رأى رجلين ... فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أن انطلقوا ... فلا أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أخبر ... أي أخبر بالوحي ... فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله ... الآية .
فلما أرخى الستر دوني ذكرت ذلك لأبي طلحة فقال : إن كان كما تقول لينزلن فيه قرآن ، فنزلت آية الحجاب [2] .
فاحكم بنفسك أيها القارئ بين هاتين الروايتين ، فالنبي الكريم مسدد من قبل الله تعالى بواسطة الوحي وهو أكثر غيرة من عمر وأشجع وأكرم وأفضل وأعلم وكل ما هنالك من فضائل ومزايا ، فهو الأول فالأول ، فكيف تقبل من رجل عادي جداً أن يوجه رسولك الكريم الذي بعثه الله تعالى للعالمين نذيراً .
وهذا النبي المسدد من قِبَل الله تعالى جاء عالماً وليس متعلماً .
22- ... عن عبدالله بن عمر قال ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام .
تم التعليق على ذلك وباختصار فراجع ج 1 ، ص 92 ، حديث 19 ، كتاب الوضوء ، باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول .
23- حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان أن عمه واسع بن حبان أخبره أن عبدالله بن عمر أخبره قال : لقد ظهرت ذات يوم على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على لبنتين مستقبل بيت المقدس راجع ما قبله .
باب من لم يَرَ الوضوء إلا من المخرجين
24- ... قال علي كنت رجلاً مَذَّاءً فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال له فيه الوضوء .
راجع ج 1 ، ص 89 ، حديث 18 ، كتاب العلم ، باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال .
25- ... عن يحيى عن أبي سلمة أن عطاء بن يسار أخبره أن زيد بن خالد أخبره أنه سأل عثمان بن عفان (رض) قلت : أرأيت إذا جامع فلم يُمْنِ قال عثمان يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره قال عثمان سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألت عن ذلك علياً والزبير وطلحة وأُبي بن كعب (رض) فأمروه بذلك .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الغسل ، باب غسل ما يصيب من فرج المرأة .
قال البغوي :
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا التقى الختانان وجب الغسل .
عن عائشة قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد بين الشعب الأربع ثم ألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل [3] .
ويقول البغوي : هذا حديث حسن صحيح .
اعلم أن من رواة هذه الرواية يحيى بن أبي كثير ، ذكره العقيلي في كتابه الضعفاء ومن نسب إلى الكذب ووضع الحديث ! وقال فيه : ذكر بالتدليس !! حدثنا همام قال : ما رأيت أصلب وجهاً من يحيى بن أبي كثير ! كنا نحدثه بالغداة فيروح بالعشي فيحدثناه [4] !!
وكأن الراوي دس ما جاء في ذيل الرواية ، فعثمان بن عفان ليس بفقيه ، وهذا لا يختلف فيه اثنان ، فهل نقول أن العلماء أيضاً لم يجدوا عذراً لعثمان سوى دعوى الاجتهاد !
باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة
26- ... أن عائشة قالت لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس ورجل آخر . قال عبيدالله فأخبرت عبدالله بن عباس فقال : أتدري من الرجل الآخر ؟ قلت لا قال هو علي وكانت عائشة (رض) تحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه هريقوا علي من سبع قرب لم تُحلل أوكيتُهُنَّ لَعَلّي أعهد إلى الناس وأُجلس في مِخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نَصُبُّ عليه تلك حتى طفق يشير إلينا أن قد فَعَلْتُنّ ثم خرج إلى الناس .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب حد المريض ، وكتاب الهبة ، باب هبة الرجل لإمرأته ، وكتاب فرض الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي ، وكتاب المغازي ، باب مرض النبي ، وكتاب الطب ، باب حدثنا بشر .
لاحظ أخي الكريم أن عائشة لا تطيق ذكر اسم الإمام عليه السلام فكيف بها تسمع من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى لعلي عليه السلام .
وسنوافيك بشرح الحديث إن شاء الله تعالى في كتاب الطب باب حدثنا بشر بن محمد .
27- ... عن حذيفة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً ثم دعى بماء فجئته بماء فتوضأ .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الوضوء ، باب البول عند صاحبه ، وباب البول عند سباطة قوم ، وكتاب المظالم ، باب الوقوف والبول .
باب البول عند صاحبه والتستُّر بالحائط
28- ... عن حذيفة قال رأيتني أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سُباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ .
29- ... عن أبي وائل قال : كان أبو موسى الأشعري يشدد في البول ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه فقال حذيفة ليته أمسك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً .
أقول :
هل هذا العمل الذي نُسب إلى النبي الأكرم يتفق مع ما وصفه الله تعالى به { وإنك لعلى خلق عظيم } ؟!
وهذا الذي جاء معلماً يصدر منه ما تنفر النفوس منه ، ألا يتنافى ذلك مع أدب النبوة ؟!
وهل يقبل صدور هذا العمل أمام مرأى من الناس من عالم من العلماء وفي زماننا هذا ؟!
ثم إن هذا الحديث يناقض حديثاً روي في النسائي :
عن عائشة قالت : من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقوه ما كان يبول إلا جالساً [5] .
وفي صحيح البخاري أيضاً :
... عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا أو إلى أن ييبسا [6] .
ومما لا شك فيه أن عدم التستر والتحرز من البول وما يصيب الإنسان من ذلك البول يكون موجباً للعذاب ، وأيضاً يجب أن نعلم أن من يبول واقفاً فمن البديهي أن ذلك البول النازل على الأرض ومن أثر وقوف الشخص ينتثر ويصيب صاحبه وينجسه .
30- ... عن عائشة قالت : كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه .
31- ... عن سليمان بن يسار قال : سألت عائشة عن المني يصيب الثوب ، فقالت : كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وأثر الغسل في ثوبه بقع الماء .
باب إذا غسل الجنابة أو غيرها فلم يذهب أثره
32- ... قالت عائشة كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج إلى الصلاة وأثر الغسل فيه بقع الماء .
يقول البغوي في كتابه شرح السنة وفي الجزء الثاني منه :
اختلف أهل العلم في طهارة مَنيِّ الآدمي ، فذهب قوم إلى طهارته ، يُروى ذلك عن ابن عباس وسعد ، قال ابن عباس المني بمنزلة المخاط !
وذهب قوم إلى أنه نجس يجب غسله ...
وقال أصحاب الرأي : هو نجس يُغسل رطبه ويُفرك يابسه .
واتفقوا على نجاسة المذي والوَدي كالدم ، ويجب غسله عند عامة أهل العلم [7] .
يقول ابن تيمية في كتابه الفتاوى الكبرى :
ومني الآدمي طاهر وهو ظاهر مذهب أحمد والشافعي ... ولا يجب غسل الثوب والبدن من المذي [8] .
أقول :
هذا المني الذي كان على ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله مصدره من ثلاث :
إما أن يكون عن احتلام ، أو أن يكون عن مداعبته لعائشة من دون جماع أو يكون عن جماع .
فلو كان مصدره الاحتلام وهو بعيد ولا يعتقد به المسلم ، وذلك لأنه من الشيطان ، والشيطان لا سبيل له على النبي ، فنقول :
إنه لا صبر له عن النساء مع العلم أن له من الزوجات تسعاً ، ونكون قد فتحنا باباً على أنفسنا لأعداء الإسلام كقولهم بأن نبينا كان مزواجاً ولا صبر له عن النساء وما أشبه هذا .
وأما إن كان مصدره المداعبة فتكون عائشة قد ناقضت ما ترويه في موضع آخر ، فقد روي عن عائشة أنها قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتَّزر في فور حيضتها ثم يباشرها ، قالت : وأيكم يملك إِرْبَه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه [9] .
وأقول :
فإن كان مصدر ذلك المني من هذه المباشرة فإنه لم يملك إربه كما ادَّعت عائشة .
وأما إن كان مصدره الجماع فعند العامة من يقول بنجاسة المني وهو رطب ومنهم من يقول بطهارة المني جافاً .
والسؤال هنا : ما حكم رطوبة الفرج ؟
لأن الذكر كان قد اختلط برطوبة الفرج أثناء الجماع !
ثم ألم يكن من الأفضل أن من يسأل عائشة عن هذه المسألة أن تكون الإجابة مجملة ، وعلى قدر السؤال تكون الإجابة من دون ذكر القصص والتفاصيل ، وأنها كانت مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم تعمل وتفعل كذا وكذا !
ثم إن البخاري قد وضع هذه الرواية في باب غسل المني وفركه !
لاحظ كلمة ( وفركه ) في حين أنه عند قرائتنا للرواية لم نجد لكلمة (الفرك) أثراً فيها ! فما سبب الإتيان بكلمة ( وفركه ) ؟!
جاء في صحيح مسلم في كتاب الطهارة باب حكم المني :
... عن علقمة والأسود أن رجلاً نزل بعائشة فأصبح يغسل ثوبه فقالت عائشة : إنما كان يجزئك إن رأيته أن تغسل مكانه ، فإن لم تَرَ نضحت حوله ، ولقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركاً ، فيصلي فيه.
وفيه أيضاً وفي باب غسل المني من الثوب وفركه :
... عن عائشة في المني قالت : كنت أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إذن يتبين أن أهل العامة مختلفون في المني نجاسة وطهارة ، فمنهم من يقول بنجاسته رطباً فقط ، أي أنه إذا كان جافاً فهو طاهر كما مر عليك في رواية مسلم !
باب غسل المرأة أباها الدم عن وجهه
33- ... عن أبي حازم سمع سهل بن سعد الساعدي وسأله الناس وما بيني وبينه أحد بأي شيء دووي جرح النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما قي أحد أعلم به مني ، كان علي يجيئ بترسه فيه ماء وفاطمة تغسل عن وجهه الدم فأخذ حصير فأُحرق فحُشي به جُرحه .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الجهاد والسير ، باب المجن ومن يتَّرس ، وباب لبس البيضة ، وباب دواء الجرح ، وكتاب المغازي ، باب ما أصاب النبي من الجراح ، وكتاب النكاح ، باب { ولا يبدين زينتهن } وأخيراً كتاب الطب ، باب حرق الحصير .
نستنتج من ذلك أن الرسول الأكرم بعد عودته من أي غزوة أو سفر فإن أول بيت يدخله هو بيت ابنته فاطمة عليها السلام ، وإذا أراد الخروج للسفر أو لمعركة ما يكون هذا البيت آخر بيت يودِّعه
ومن خلال قرائتك للأحاديث القادمة سترى صدق قولنا في ذلك وأن فاطمة عليها السلام هي التي كانت تقوم بجميع شؤون أبيها وكانت هي المهتمة بجميع أموره وكان من زوجاته من شغلتها المرآة والمكحلة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فاقرأ معي الحديث الذي يرويه أبو هريرة :
قالت عائشة لأبي هريرة : إنك لتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً ما سمعته منه ، فقال أبو هريرة : يا أمّه ! طلبتها وشغلك عنها المرآة والمكحلة وما كان يشغلني عنها شيء [10] .
يقول الطبري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر آخر عهده إتيان فاطمة ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام [11] .
راجع الجزء 2 ، ص 370 ، حديث 468 ، باب حدثنا قتيبة من كتاب المغازي .
(131) ج3 ، ص88 ، حديث 1098 ، ط1415هـ ، الرياض .
(132) فتح الباري ، ج8 ، ص648-650 ، حديث 4791 ، كتاب التفسير ، باب لا تدخلوا بيوت النبي .
(133) شرح السنة لحسين بن مسعود البغوي ، المتوفى516هـ ، ج2 ، ص3 ، باب ما يوجب الغسل ، ط2/1403هـ ، المكتب الإسلامي .
(134) ج4 ، ص1532 ، ترجمة 2055 ، ط1/1420هـ ، دار الصميعي ، السعودية .
(135) سنن النسائي ، ج1 ، ص27 ، كتاب الطهارة ، باب البول في البيت جالساً .
(136) كتاب الوضوء ، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله .
(137) ص90 ، ط2/1403هـ ، المكتب الإسلامي .
(138) ج4 ، ص399 ، باب إزالة النجاسة .
(139) كتاب الحيض ، باب مباشرة الحائض .
(140) الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد الواقدي ، ج2 ، ص24 ، أبو هريرة ، ط دار الفكر .
(141) ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ، ص37 ، ط1401هـ ، بيروت .
|
|
|
|
|